جهاد نصره
الحوار المتمدن-العدد: 1862 - 2007 / 3 / 22 - 05:18
المحور:
حقوق الانسان
كنت واحداً من كثيرين لم يستبطنوا فكرة أن يتحدث رجل يصارع الموت على فراش المرض القاتل عن الأمل وبخاصة إذا كان هذا الرجل مبدعاً كبيراً كالراحل ـ سعد الله ونوس ـ ذلك لأن ما أحدثته الهزيمة الكبرى في العام / 1967 / كان أكبر من أن يقتصر الأمر على القول: لقد تبددت إلى أمد غير منظور كل الآمال وانكسرت كل الأحلام.!
أما اليوم، اليوم تحديداً، وقد بدأ بعض الأحياء بملاحقة الأموات، فإن أحداً لا يدري إن كان المرحوم لا يزال عند مقولته الجميلة تلك.؟ ففي دنيا العروبة صار من المطلوب أن لا يموت الشرفاء وبخاصة الكتاب منهم وذلك لكي يضمنوا عدم ملاحقتهم بجرم السرقة والاقتباس أو غير ذلك فهذا البعض من السادة الأحياء يجد كما يبدو في نبش القبور ما يساعد على تعمشقهم فوق السلالم في حين أنهم قد لا يضمنون السلامة إذا ما عكروا صفو اللصوص الأحياء الذين يسرحون في زواريب اتحاداتهم ومنظماتهم إبداعية كانت أم خرنقعية.! ولكون أحدهم متخصص في عمليات النبش التاريخي وقدم حول ذلك أبحاث لا يقرأها أحد هذا إذا سمع بها وكلها تدور حول البعير أيام زمان ومنها على سبيل المثال: ( الحيوان في الشعر الجاهلي ) و ( مشهد الحيوان في القصيدة الجاهلية ) وغير ذلك من أبحاث خنفشارية لا تنتمي لعالم الإبداع، فإنه نبش قبل أن يحل موعد المسرح العالمي بأيام في دهاليز الحاضر ليقدم ( تجليطة إبداعية ) فحواها أن الكاتب المسرحي الأول في سوريا كان يلطش من مسرحيات سلفه القباني..!
إنه ليكفي المبدع ـ ونوس ـ شرفاً أنه تمكن من إخراج قبضته من بين مخلبي عزرائيل ليلوح بها وسط ضباب اليأس المخِّيم والإحباط المقيم بالرغم من تناسل جمهرة اللصوص من حوله متكلماً عن الأمل..! ثم وقبل ذلك أنه انسحب بشرف وجرأة من اتحاد الجدب الأدبي الذي بات يرأسه صاحبنا المتخصص بحيوانات العصر الجاهلي ومكانتها عند شعراء ذاك العصر.!
إن ما يحدث الآن من شوشرة كيدية حول الكاتب المرحوم ـ ونوس ـ لا مبرر لها ولا محل، وهي لن تسيء إلا إلى أصحابها وللمنظمات التي يمثلونها لكن ربما تدفع الأحياء من المبدعين الشرفاء على قلتهم إلى فتح عيونهم جيداً لتدارك كيد المتسلقين الذين لا يحترمون القامات التي لم تقدم على الإنحاء المطلوب كمقدمة لنجاح رياضة التعمشق على السلالم المتحركة.!؟
معذرة من صديقنا الغائب الآزلي كاتب مسرحية حفلة سمر من أجل / 5 / حزيران لكوننا بتنا نخالفه الرأي فيما قاله في كلمته يوم المسرح العالمي من العام / 1996 / ذلك لأننا نكتشف يوماً بعد يوم أننا لم نعد محكومين بالأمل.!
أبداً لا والله العظيم.!
#جهاد_نصره (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟