أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - بلقيس حميد حسن - مرض العودة للزمن الاسلامي














المزيد.....

مرض العودة للزمن الاسلامي


بلقيس حميد حسن

الحوار المتمدن-العدد: 1860 - 2007 / 3 / 20 - 12:25
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


أ ُبتلينا كعرب ومسلمين بعقول متطرفة غارقة بالمقدس الذي جعلهم يتصورون توقف الزمن بحدود ما قبل اربعة عشر قرنا مضت , وهؤلاء يعتبرون هذه الفترة الطويلة قصيرة جدا , فحينما نتحدث عن عدم رغبتنا بالعودة الى الوراء يذكروننا بزمن جاهلي سحيق ويعتقدون انهم يحرجوننا عندما يصورون ما نقوله رغبة بالعودة الى العصر الجاهلي , مارين مرور الكرام على الزمن الاسلامي وكانه زمن حديث ولا يدعو الى اي تغيير وبانه ليس هو الوراء الذي نقصد انما هو الحاضر والمستقبل والجاهلية وحدها هي العصر الذي خلفناه .
ان الحضارة البشرية الحديثة تحسب الان منذ الابتكارات العلمية التي غيرت وجه التاريخ وغيرت اساليب الحياة البشرية , فكيف ينسى هؤلاء ما أحدثه العلم- الآتي من الغرب الكافر كما يسمونه - من تغيير بعض الدول العربية كدول الخليج العربي التي كانت اقرب الى الحياة البدائية , حيث بيوت الطين المتناثرة هنا وهناك التي لا تملك اية وسيلة من وسائل الحياة الحضرية , اصبحت اليوم وتحولت الى مدن ضخمة وشوارع وابنية وبحيرات صناعية واجهزة تبريد حيث قفزت هذه البلدان بعد اكتشاف البترول وتطويعه لصالح الانسان ورفاهيته, فهل هناك وجه مقارنة بين حياة بعض دول الخليج كالامارات قبل خمسين او ثلاثين سنة وحياتهم اليوم ؟
اذن لا بد لنا عند الحديث عن الزمن الوراء ان لا نفكر بالعودة الى ازمنة غابرة ليس لها اية علاقة بنا اليوم , فالمقارنة مضحكة جدا لان الشعوب تنظر الى الامام وتنظر لتجاربها قبل اعوام قليلة قد تصل الى خمس سنوات أو عشر سنوات لتقارن الايجابيات التي ازدادت بحياتها عبر هذه السنين كما توضع خطط التنمية الخمسية والعشرية . اذن فما فائدة المقارنة مع الزمن الجاهلي ؟
ثم اننا لا نعيش على هذه الكرة الارضية لوحدنا , فلماذا لا نرى كيف وصلت الشعوب الاخرى لأهدافها نحو الامن والسلام والرفاهية ؟
ان كل الاوروبيين عندما تحاورهم يدركون ان الحروب التي كانت تعصف باوروبا هدأت بعد ان انفصلت الكنيسة عن الدولة وتركت الدين لله والوطن للجميع , وان الرفاهية الاقتصادية مرتبطة بالاستقرار السياسي, فلماذا نصر نحن على عدم الاستفادة من تجارب العالم الذين نتهمهم بسرقة تراثنا الحضاري لانهم استفادوا من اولويات وبديهيات كان العرب والمسلمون قد بدأوها بازمان بعيدة وتوقفوا عندها, اما الغربيون فقد اعتبروا ان الفكر ليس حكرا على احد انما هو نتاج بشري يعود على كل البشر الساكنين هذه الارض ..وها نحن اليوم نستفيد من كل مبتكراتهم التي لا غنى لنا عنها ابدا.
لماذا لا نبصر ان بلداننا تزداد فقرا وحروبا وقهرا ولا استقرارا يوما بعد اخر ونصر على ان المقدس هو البقاء على حالنا منذ اربعة عشر قرناً من التعاسة والتراجع والامية والموت اليومي والقهر والبكاء على المقابر ؟
لماذا لا تعرف شعوبنا السعادة الحقيقية ونصر على البقاء بيوتوبيا الحصول على حياة اخرى بعد الموت ولا نقدس حياتنا التي هي هبة الله لنا؟
لماذا تتدحرج المؤسسات الدينية في بلداننا لتستولي شيئا فشيئا على السلطة وعلى تفكير الناس ومقدراتهم حتى اصبحنا ثقلا على غيرنا واصبحنا مشكلة نشيع الرعب في كل العالم , بل اصبحنا وحوشا ومجرمي العالم الحاملين سيوفهم ومفخخاتهم لينشرون الموت والدمار اينما حلوا ؟
لماذا يشغلنا لباس المرأة وتحجيبها والحرص على اخفاء كل خصلة من خصلات شعرها ولايشغلنا عقلها ومحاربة جهلها والامية التي تفتك بشعوبنا كي لا يتربى اطفالنا على ايدي امهات جاهلات ؟
اين المؤسسات الدينية من محاربة الامية في العالم الاسلامي ؟
هل ان حجاب المرأة اهم من تفشي الجهل والمرض والفقر بين الناس ؟ فلماذا لا نرى اهتماما لمؤسسات الأزهر وغيره من المؤسسات الاسلامية بابناء الشوارع والمشردين والساكنين المقابر, والباحثين في الأزبال عن سد الرمق ؟ ولماذا لا يتوقف رجل الدين عند تراجع المستوى الفكري وازدياد الامية بين صفوف الناس ؟ لكنه يتحمس باصدار بيان وفتوى وتظاهرة بسبب من كلمة ضد الحجاب, او ضد كاريكاتير او كتاب لشاعر؟
اين الحكمة وتحديد الاولويات لصالح البشر الذي لا بد لرجال الدين من التحلي بها ؟
قطعا حينما أقول رجال الدين اقصد كل التيارات الدينية وكل المذاهب سنية وشيعية وعلى اختلافها , فالجميع انشغلوا باعتبار المرأة متعة للرجل , فهذا يفتي بتحليل المفاخذة مع الرضيعة وآخر يحدد عمر زواج المرأة بتسع او ثمان سنوات , وذلك يضع اساليب الحياة الجنسية بين الزوجين حسب الشريعة كما يراها هو واتباعه, وكأن الدين والدنيا قائمتان على الجنس فقط وماعدا ذلك من علوم وتطور وحقوق انسان وحريات هو امر ثانوي , حتى ان رجال الدين لا يرون في الغرب مع الاسف كل حضارته وتطوره وحقوق أبنائه المصانة , ويرون فقد ملابس النساء في الغرب ليقارنوها مع ملابس واحجبة المرأة المسلمة معتبرين كل ما جاءت به حضارة الغرب كفرا وبذات الوقت هم يدفعون الغالي والنفيس للحصول على اقامة في الغرب الكافر هذا, بل يحسدون الحاصل على جنسية احدى الدول الغربية مستفيدا من نظام المساعدات الاجتماعية والضمانات التي وفرتها "الانظمة الكافرة" للانسان ولم يوفرها النظام الاسلامي ...
اخيرا, هناك بعض الموجات المتلفعة بأستار دينية او قومية تحاول خلط الاوراق معتبرة من يدافع عن حقوق الانسان أو المرأة في مجتمعنا ويثني على الغرب بصيانته للحريات, متفقا بالضرورة مع الاستعمار ومع السياسة الامريكية في المنطقة.
للاسف اننا وبحكم السياسات الرعناء للديكتاتوريات في بلداننا صار من السهل على المدعين رمي التهم جزافا على الوطنيين والشرفاء في مجتمعات لازالت تسقط اساليبها القديمة وغير المتحضرة في التعامل مع اغلب امور الحياة بما فيها أحدث وسائل الاتصالات والعلم. .



#بلقيس_حميد_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إعلامنا الإرهابي ومكانة المرأة مع التحيات للمناضلة د. نوال ا ...
- أين عقلاء العراق؟
- المرأة العراقية بريئة مما يفعلون
- المعارضة اللبنانية , خطاب الفتوّات*
- هل النقاب من الدين ؟
- المنظرون وجينات العنف عند العراقيين
- الإزدواجية العربية وعقوبة الاعدام
- النقاب .. الكل شركاء بهذه الجريمة
- الجمهورية الاسلامية ومغالطاتها السياسية
- خطر زحف المؤسسات الدينية على السلطة
- الحجاب.. يُشيّء المرأة
- لو كان الكويت سبب الاعدام
- لمن الشكوى بزمن عراقي أغبر؟
- شعراء ورجال دين قبل زمن التكفير
- ملامح زينب حفني
- بلقيس حميد حسن: الكثير من حكومات وعقول ومفاهيم رجعية تريد بق ...
- من يوقف الهمجية الإسرائيلية؟
- صرخة سمية الشيباني في حارسة النخيل
- طوبى للمرأة الحرة , حكيمة الشاوي
- وداعا ممدوح نوفل


المزيد.....




- فوضى في كوريا الجنوبية بعد فرض الأحكام العرفية.. ومراسل CNN ...
- فرض الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.. من هو يون سوك يول صا ...
- لقطات مثيرة لاطلاق صاروخ -أونيكس- من ساحل البحر الأبيض المتو ...
- المينا الهندي: الطائر الرومنسي الشرير، يهدد الجزائر ولبنان و ...
- الشرطة تشتبك مع المحتجين عقب الإعلان عن فرض الأحكام العرفية ...
- أمريكا تدعم بحثا يكشف عن ترحيل روسيا للأطفال الأوكرانيين قسر ...
- -هي الدنيا سايبة-؟.. مسلسل تلفزيوني يتناول قصة نيرة أشرف الت ...
- رئيس كوريا الجنوبية يفرض الأحكام العرفية: -سأقضي على القوى ا ...
- يوتيوبر عربي ينهي حياته -شنقا- في الأردن 
- نائب أمين عام الجامعة العربية يلتقي بمسؤولين رفيعي المستوى ف ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - بلقيس حميد حسن - مرض العودة للزمن الاسلامي