|
مسؤولية عمر ابن الخطاب في حرق مكتبة الإسكندرية، حقيقة أم وهم ؟؟
عساسي عبدالحميد
الحوار المتمدن-العدد: 1860 - 2007 / 3 / 20 - 10:26
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
كتب الخليفة عمر بن الخطاب كتابا إلى عمرو ابن العاص قائلا : " إذا كانت هذه الكتب لا تحتوى على شيء غير المسطور في القرآن فهي كعدمها و اذا كانت هذه الكتب تنافى ما جاء بالقرآن فهي ضارة ومؤذيه لا يجب حفظها إذا ففي كلتا الحالتين يجب حرقها و إبادتها من الوجود " وأمر عمرو بن العاص باستعمال هذه الذخائر والنفائس كوقود في حمامات الإسكندريه ( المواعظ والإعتبار في ذكر الخطط والآثار للمقريزى طبع بولاق 1272هجريه ج1ص159 ). وظلت الحمامات تستخدمها كوقود لمده ستة أشهر كاملة فكتب عمر إلى عمرو يقول له: و إما الكتب التي ذكرتها فان كان فيها ما يوافق كتاب الله ففي كتاب الله عنه غنى ، وان كان فيها ما يخالف كتاب الله فلا حاجة أليها فتقدم بإعدامها. فشرع عمرو بن العاص في تفريقها على حمامات الإسكندرية واحرقها في مواقدها فذكروا أنها استنفذت في ستة اشهر .راجع الغدير 6/301-302 والفهرس لابن النديم ص رقم 334 وكان بطليموس الأول الذي حكم مصر ما بين 285 و 246 ق م هو الذي يرجع له الفضل في إنشاء هذا الصرح العظيم الذي ضم ترجمات بعشرات الآلاف لكل أنواع الثقافات المنتشرة في ذلك الوقت بما فيها الفلسفات الوثنية و الهرطقات و كل البدع، و جعل في أجنحتها أمناء من ذوي المعارف والعلوم المتعددة، و من بين الكتب التي أمر بطليموس بترجمتها العهد القديم و وكل لذلك اثنين وسبعين من أشهر المترجمين اليهود و جعل كل واحد في مكان بعيد حتى يضمن ترجمات متطابقة، =========== ذهب الكثير من الباحثين المسلمين إلى التشكيك أو نفي مسؤولية الخليفة الثاني عمر ابن الخطاب و تورطه في جريمة حرق مكتبة الإسكندرية، مستندين في أقوالهم على عدالة الفاروق و استقامته و حرصه على عرض الذمي قبل المسلم ومستندين كذلك على أقوال نبي الإسلام العديدة في حقه ، و على عدم توفر مراجع و أدلة دامغة تدين صحابيا جليلا مبشرا بجنان الله الواسعة ، لكن تعالوا نلق نظرة على بعض من مواقف عمر الموثقة حتى يمكننا أن نصدر حكما ما إذا كان الفاروق قادرا على فعلها أم لا، ولنكتف بأربعة مواقف لكي لا نبتعد عن صلب الموضوع . ( 1 ) نص العهدة العمرية من كتاب ابن قيم الجوزية : حين احتل المسلمون بلاد الشام اشترط عمر بن الخطاب على نصاراهم ما يلي: الا يُحدِثوا في مدينتهم ولا فيما حولها ديراً ولا كنيسة ولا قلاية ولا صومعة راهب، ولا يجدِّدوا ما خُرِّب، ولا يمنعوا كنائسهم من أن ينزلها أحدٌ من المسلمين ثلاث ليالٍ يطعمونهم، ولا يؤووا جاسوساً، ولا يكتموا غشاً للمسلمين، ولا يعلّموا أولادهم القرآن، ولا يُظهِروا شِركاً، ولا يمنعوا ذوي قرابتهم من الإسلام إن أرادوا، وأن يوقّروا المسلمين، وأن يقوموا لهم من مجالسهم إذا أرادوا الجلوس، ولا يتشبّهوا بالمسلمين في شيء من لباسهم، ولا يتكنّوا بكناهم، ولا يركبوا سرجاً، ولا يتقلّدوا سيفاً، ولا يبيعوا الخمور، وأن يجُزُّوا مقادم رؤوسهم، وأن يلزموا زيَّهم حيثما كانوا، وأن يشدّوا الزنانير على أوساطهم، ولا يُظهِروا صليباً ولا شيئاً من كتبهم في شيءٍ من طرق المسلمين، ولا يجاوروا المسلمين بموتاهم، ولا يضربوا بالناقوس إلا ضرباً خفيفاً، ولا يرفعوا أصواتهم بالقراءة في كنائسهم في شيء من حضرة المسلمين، ولا يخرجوا شعانين، ولا يرفعوا أصواتهم مع موتاهم، ولا يَظهِروا النيران معهم، ولا يشتروا من الرقيق ما جَرَتْ عليه سهام المسلمين. فإن خالفوا شيئاً مما شرطوه فلا ذمّة لهم، وقد حلّ للمسلمين منهم ما يحل من أهل المعاندة والشقاق، 2 عمر يأمر عماله بعدم الاستعانة في أمور الدولة بغير المسلم في البلدان ( المفتــــــــــــــــــــــــوحة ) كتب عمر إلى عامله على البصرة، يحثه على عدم الاستعانة بالنصارى (لا تدنيهم إذ أقصاهم الله، ولا تأمنهم وقد خوّنهم الله، ولا تعزهم بعد أن أذلهم الله) (أحكام أهل الذمة لابن القيم، ج1، ص 210). لقد شدد على هذه النقطة بالذات فحرم على كل الولاة استخدام أهل الذمة في دواوين الدولة و أجهزة التسيير من كتاب ومحاسبين و مستشارين مهما كان تفوقهم و خبرتهم ولو كانوا من أبناء البلد المفتوح ..... 3- عمر يحذر من استعمال العقل في فهم القرآن وكان ينكل بكل من خاض في نقاش آياته : بلغ الخليفة العادل أن رجلا من العراق اسمه " صبيغ " يسأل عن متشابه القرآن فسأل عمر عن "الذاريات ذروا " فأخذ عمر عرجونًا من عراجين النخل فضربه حتى دمى رأسه و ترك ظهره دبرة ثم تركه حتى برأ ثم عاد فضربه ثم تركه حتى برأ فدعا به ليعود فقال له " صبيغ " : إن كنت تريد قتلي فاقتلني قتلاً جميلاً. فأذن له إلى أرضه وكتب إلى أبي موسى الأشعري: لا يجالسه أحد من المسلمين. 4- عمر قد يقطع الرقاب في وقت غضبه : عند سماعه بموت محمد خرج عمر يصرخ كالمصعوق والبصاق يتطاير من شدقيه ، من قال إن محمداً قد مات لأقتلنه بسيفي هذا، إنما رُفع إلى السماء كما رُفع عيسى بن مريم وسوف يعود بعد أربعين يوماً كما عاد عيسى. وقد سبق لعمر أن شق رأس أحدهم لأنه تخاصم مع شريك له و لم يرض بحكم محمد. هذا غيض من فيض من مواقف الفاروق التي كتبها التاريخ بأحرف من ذهب، أحد غرانيق مكة و الذي قيل في حقه أن ما من شعاب سلكها عمر إلا و سلك الشيطان غيرها ، أي أن الشيطان كان يرتعد خوفا إن أحس بريح عمر أو بوقع نعليه، ضلوع غرنيق مكة في هذه الجريمة يحاول علماء المسلمين بطلانها دفاعا و اجلالا لرمز من رموز الطاغوت الذي ذاد عن العقيدة بالغالي و النفيس و حما بيضة الإسلام بإذلاله لباقي النحل والملل ، و السؤال المطروح ألا يقدر عليها عمر؟؟ و هو صاحب هذه المواقف التي اقتصرنا على ذكر أربعة منها فقط ، أي أن يعطي أوامره لعمرو ابن العاص على حرق مكتبة الاسكندرية ؟؟ للفاروق مواقف أخرى في غاية الغرابة تفوق حد العد و التقدير، وان سردناها واحدة واحدة للزمتنا حاويات من الحبر و جبال من الورق المقوى ...عمر هذا كان يؤمن بأن الجنين يمكنه البقاء أبع سنوات في بطن أمه ....عمر هذا كان يحث المسلمين على عدم تعلم لغات الأمم " إياكم ورطانة الأعاجم، وأن تدخلوا على المشركين يوم عيدهم في كنائسهم فإن السخطة تتنزل عليهم) رواه أبو الشيخ الأصبهاني ورواه البيهقي بإسناد صحيح. عمر هذا دخل مدارس اليهود بيثرب فصفح أحد أحبارها لأنه لم يكن يراعي حرمة ...ولولا إحساس أبي لؤلؤة بظلم عمر لم أقدم على قتله ....عمر هذا أمر سعد بن الوقاص على إحراق كتب الفرس باعثا له خطابا يقول فيه "إن يكن ما فيها هدى فقد هدانا الله بأهدى منه وإن يكن ضلالا فقد كفانا الله”. ========== أفلا يقدر عليها عمر ؟؟ أي على إعطاء أوامره لإتلاف و حرق برديات و ذخائر مكتبة الإسكندرية ؟؟ للمزيد من المعلومات حول تاريخ مكتبة الإسكندرية و همجية عساكر ابن العاص للقارئ الكريم هذا الرابط : http://www.coptichistory.org/new_page_58.htm
#عساسي_عبدالحميد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الإرهاب، مصدره النص الكريه وليس الفقر....
-
مسائك أنا .....
-
بمناسبة الثامن من مارس، اليوم العالمي للناقصات عقل ودين
-
-عبد الكريم سليمان -بين مطرقة النظام و سندان الغربان
-
-خمس زعماء عرب ضمن أسوء طغاة العالم - المصنفون
-
يا للعار ياللعار.... يهودي مستشار ...
-
الأمير عبد القيوم النكيحان يفض بكارة مغربيات!!!....
-
الأمير عبد القيوم النكيحان يفض بكارة المغربيات!!!....
-
شفاعة الغرانيق .....
-
خالد الاسلامبولي.... شارعه بطهران وقميصه بالجزائر...
-
محمد قذارة - لماذا نلوم مجنونا يسكن وسط مزبلة و يقتات من مخل
...
-
عصابة - الحوثي- ويهود اليمن....
-
مظاهرات من المحيط إلى الخليج و صور مرفوعة لصدام ...و نجادي .
...
-
شريط الجزيرة، و أسرار خطيرة، و معلومات حملها صدام معه إلى قب
...
-
رمي الجمرات.....حرب ضد الشيطان
-
ليبيا ....الحداد ثلاثة أيام، حزنا على رحيل صدام
-
مسكين.... صدام حسين
-
على هامش فتح مكة
-
الهولوكوست الموعود.... بأرض حيفا و أشدود.
-
يهودية بحرينية بمجلس الشورى....وتنديدات بالجملة.....
المزيد.....
-
أمريكا تكشف معلومات جديدة عن الضربة الصاروخية الروسية على دن
...
-
-سقوط مباشر-..-حزب الله- يعرض مشاهد استهدافه مقرا لقيادة لوا
...
-
-الغارديان-: استخدام صواريخ -ستورم شادو- لضرب العمق الروسي ل
...
-
صاروخ أوريشنيك.. رد روسي على التصعيد
-
هكذا تبدو غزة.. إما دمارٌ ودماء.. وإما طوابير من أجل ربطة خ
...
-
بيب غوارديولا يُجدّد عقده مع مانشستر سيتي لعامين حتى 2027
-
مصدر طبي: الغارات الإسرائيلية على غزة أودت بحياة 90 شخصا منذ
...
-
الولايات المتحدة.. السيناتور غايتز ينسحب من الترشح لمنصب الم
...
-
البنتاغون: لا نسعى إلى صراع واسع مع روسيا
-
قديروف: بعد استخدام -أوريشنيك- سيبدأ الغرب في التلميح إلى ال
...
المزيد.....
-
الانسان في فجر الحضارة
/ مالك ابوعليا
-
مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات
...
/ مالك ابوعليا
-
مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا
...
/ أبو الحسن سلام
-
تاريخ البشرية القديم
/ مالك ابوعليا
-
تراث بحزاني النسخة الاخيرة
/ ممتاز حسين خلو
-
فى الأسطورة العرقية اليهودية
/ سعيد العليمى
-
غورباتشوف والانهيار السوفيتي
/ دلير زنكنة
-
الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة
/ نايف سلوم
-
الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية
/ زينب محمد عبد الرحيم
-
عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر
/ أحمد رباص
المزيد.....
|