|
الجمعية السورية للمعلوماتية تطرد مشتركيها لمدة يوم ونصف
أماني محمد ناصر
الحوار المتمدن-العدد: 1859 - 2007 / 3 / 19 - 07:44
المحور:
كتابات ساخرة
أن تطرق باب مسؤول عربي (لأنك كمواطن، لديك مشكلة تستوجب الحل وهم يجب أن ينزاح عن صدرك) ويمسك بك الحاجب، كما يمسك توم بجيري، راكلاً إياه خارجاً، فهذا شيء طبيعي وتعودنا عليه في عالمنا العربي، فالمسؤول يا حبة عيني مشغول بحل مشكلات المواطن وهمومه، يعني مش فاضيلك يا خوي!!!
أن تطرق باب أستاذ لك، لتسأله سؤالاً أو ليصحح لك معلومة ما، ويكش هذا الأستاذ في وجهك ويكشر تكشيرة تفهم منها مباشرة (واللبيب من الإشارة يفهم) أنك مطرود قبل الدخول من باب مكتبه، وأنه غير مرغوب بك، فهذا شيء طبيعي واعتدنا عليه في عالمنا العربي، (فالأستاذ يا حبة عيني، مشغول بتصحيح معلومة لطالبة من طالباته) يعني برضه مش فاضيلك...
وأن تطرق باب رب العمل لديك، طالباً منه إجازة ساعية، كي تجلب ابنك من الروضة، وترى تكشيرته (تكشيرة رب العمل) وصلت إلى باب مكتبه حاملة إياك خارجه، والدخان يخرج من أذنيه كتوم حينما يغضب من جيري فهذا أقل من عادي، فمصلحة رب عملك تقتضي بأن يمارس نرجسيته وساديته كمدير لك، والدنيا مصالح يا صالح روح شوف مصلحتك، فمن الذي سيحل مكانك في هذه الساعة بمكان عملك؟؟!! ألم تحسب أنّ عمل بلدك كله سيتعطل على هذه الساعة؟؟!!! يا لك من موظف أناني لا تفكر إلا بابنك!!!
كل ما ذكرته، أقل من عادي، واعتدنا عليه مراراً في عالمنا العربي، وما إقحامي لتوم وجيري في هذا الموضوع إلا لأننا نلعب مع أرباب العمل والمسؤولين العرب لعبة القط والفأر...
لكن أن أن تصل لعبة القط والفأر للنت، وأن تطرق بابه لمدة يوم كامل ونصف دون أن يستمع أحد لطرقاتك فهذا غير منطقي وغريب جداً في عالمنا العربي وواللهِ، وبكسر الهاء، ومن قلبٍ محروق، ليس هذا بشيء عادي...
كنتُ جائعة جداً ذاك اليوم، ولأنني من ذوات الدخل المحدود، كان قد مضى على آخر يوم أكلت فيه دجاجاً ما يقارب ثلاثة أشهر، وأنا اليوم جائعة، ونفسي تشتهي الدجاج المحمّر، والنفس أمارة بالسوء، واليوم تجاوز منتصف الشهر، وراتبي ذهب إلى الدائن والمديون، ولم يبقَ معي إلا أجرة المواصلات لهذا الشهر، ومن غير المعقول طبعاً أن أذهب سيراً على الأقدام إلى مكان عملي، لالا، فالوطن العربي مازال بخير، ولم نصل بعد إلى هذه المرحلة... نعم، من غير المعقول أن أذهب سيراً على الأقدام إلى عملي، وسيارات المرسيدس الشبح والنملة والغواصة تمر من أمامي مسرعة وكأنها تغيظني لأنني لا أملك مثلها، فتطلع عيوني لبرا، زي عيون توم وقت تفاجأه قطة جميلة تمشي دلالاً وتيهاً أمامه غير آبهة لنظراته وبقتها وحبلقتها!!!
لذلك، وحيثما وانطلاقاً مما سبق، قررتُ أن أفتش عن دجاجة محمرة بأرخص الأسعار، وأغلى الماركات، فما كان مني إلا أن جلستُ أمام النت، وريقي شاطط 3 أمتار، وأنا أنفخ في يدي اليمنى وأفركها في يدي اليسرى، رافعة منزلة حاجبيّ، فبعد قليل سأكون أمام مشهد دجاجة مُحمّرة...
دخلتُ صفحة مستر جوجل وكتبتُ التالي: "دجاجة محمرة"
"تمّ قطع الاتصال... شبكة اتصال الطلب غير قادرة على إكمال الاتصال"
طيب ولمّن أنتم غير قادرين يا جمعيتنا الموقرة على إكمال الإتصال، ليش تفتحوا جمعية نت أصلاً؟؟!!! مش أنا مشتركة عندكم؟ وبسدّد المستحقات المادية كل أول شهر؟؟!!! طيب لمّن أنا مسددة كل ما ترتب علي من مال لجمعيتكم الموقرة، أنتم ليه تقطعوا النت عني وتطردوني منه لمدة يوم ونصف؟؟!! إييييييييييييييييه دنيا... آااااااااااااااااه لو كنتُ هيفاء وهبة، كانوا عملولي سيرفر كامل وخاص لي، وشبكة كاملة من النت، منها اتصال 190، ومنها اتصال 195، ومنها بطاقة آية، ومنها بطاقة سوا، حتى لو عطلت وحدة يكون عندي 3 احتياط... وكانوا خصصوا لي جهاز D.S.L كي لا تتعب أعصابي من السرعة السلحفاتية للنت في جمعيتنا الموقرة... ملعونٌ هو أبو حظي... للأسف، ما أنا إلا أماني، مناضلة في سبيل أن تفتح أمامها صفحة موقع دنيا الوطن وصفحة موقع الحوار المتمدن، من أهم المواقع المفضلة لديها، ولستُ سوى مكافحة من ذوي الدخل المحدود، الذين....
"جاري التحقق من اسم المستخدم وكلمة المرور"
يوووووووووهوووووووووووووووووووووووووووووووووووووه!!! نجحت، فتح النت، أخيراً سجلتُ دخول للنت، وحُلّت مشكلته، الله يخليلنا هالجمعية يا حق...
"تمّ قطع الاتصال، افحص كلمة المرور الخاصة بك وحاول مرة ثانية"
ولك يا عمي فحصنا كلمة المرور أكثر من 10 مرات، والله صحيحة، ولك رح تشككوني بذاكرتي، بعدني ما عجزت!!!
إلى متى يا جمعيتنا الموقرة سنظل نعاني من مشكلات النت هذه؟؟!!! وكلما سجلنا دخول للنت، نطردُ مباشرة منه، وإذا تكرمتم وتفضلتم علينا ودخلنا النت، كل نصف ساعة يفصل؟؟!!!
ولك أخ بس لو كنت هيفاء وهبة... ولك خليها بالقلب تجرح ولا تطلع لبرا وتفضح!!!
#أماني_محمد_ناصر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الصحفية ميسون كحيل مشرفة دنيا الوطن في لقاء خاص مع منتديات م
...
-
أهيمُ شوقاً
-
انتظرني على رحيق شفاهك
-
كلّ عامٍ ونحن منكسرون
-
الإعلامي الدكتور فيصل القاسم في حوار شفاف مع منتديات منبر ال
...
-
ذات جنون أحببتك
-
أنا بعرضك يا هيفا
-
يا عباءته
-
بقدر ما أحترق... أحبك
-
بشار الأسد، أنت إرهابيٌّ أباً عن جد
-
دعوة للسيد جورج بوش لزيارة سورية
-
عرب نحن، أبانا الأرنب وأمنا النعامة
-
رواية سطوة الألم
-
شيء ما في داخلي يهمس لك
-
دم العذارى ليس لك
-
نبض الأماني
-
سودٌ عيناك كأحزاني
-
خبر عاجل
-
يا لبحركَ
-
بتوصي شي؟؟
المزيد.....
-
الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى
...
-
رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض
-
-ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
-
-قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
-
مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
-
فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة
...
-
جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس
...
-
أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
-
طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
-
ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|