ياغايةً من دونِها البحرُ
غَرَقٌ وصالُكِ والنوى قَفْرُ
كُلُّ الدُّروبِ إلى هَواكِ لظىً
أبوابـها وتـُرابُها جـَمْرُ
ليلٌ مُريعُ الصَّمتِ يَسكنها
مُرُّ السُّهادِ ومَاله فجـْرُ
مَزروعةٌ رُعباً عواصِفُهُ
تَطوي المَتاهةَ والمدى سِرُّ
تحبو على جُرحي مخالبُها
ودمي إلى إشراقِكِ الجسْرُ
.......................
ياغايةً دربُ الوصولِ لها
عَطَشٌ وبئرٌ ماؤُها مُـرُّ
غَلَّقتُ أحلامي وقد نَضُبَتْ
فيها ألهواجِسُ وانجلى ألأمْرُ
ورأيتُ صحراءً يطولُ بها
خَوفُ الظنونِ ويلهثُ الفِكْرُ
ومشيتُ مصلوباً على أملٍ
أنْ يُسـتردَ بقـربِكِ العُـمْرُ
أسري بركبِ العُمرِ مُحتسِباً
لكنَّ صدري في السُرى ظَهْرُ
مبتورةٌ كـَـفـّي أنامـِلُها
قلمَ ألتوجُسِ والدّ ما حِــبْرُ
قِرطاسُها ضوءٌ أعيذ بهِ
تَهويمَ ليلٍ عافَــهُ ألبــَدرُ
لكـــنَّ كفَّيكِ تجئُ وقدْ
أضحى رُغاماً فيهما ألتِبْــرُ
فَيضُجُّ مِلءَ اليأسِ فيَّ صدىً
أينَ ألثوى وإلى متى السيْرُ
وتتيهُ قافلتي فيُرجِعُها
مِن مُقلتيكِ بخاطري سِـحْرُ
منذورةٌ روحي على ظمإ
بالحزن يسقي أرضها ألهَجْرُ
لولا فؤادٌ تستريحُ بهِ
عيناكِ يُسعفُ جُرحَهُ ألصَّبْرُ
لإختارَ جُرفَ الموتِ شاطئهُ
إذ لا يُرى في بَحرِكِ البـَرُّ
جُرحٌ بهِ ما كنتُ أجهلُهُ
أو كُنتُ أنسى أنَّهُ ألنـُــذرُ
شرِبتْ صُخورُ اليأسِ من دَمِهِ
حتى ارتوتْ فتكلَمَ الصَّخْرُ
نيسان 1989جدارية كلية العلوم
جامعة البصرة