|
قراءة في الدبلوماسية الاسرائيلية هذه الأيام ....
يونس العموري
الحوار المتمدن-العدد: 1858 - 2007 / 3 / 18 - 06:15
المحور:
القضية الفلسطينية
لا شك ان النشاط الدبلوماسي الإسرائيلي وتحديدا توحهات خارجية الدولة العبرية نحو تعديل مباردة السلام العربية... لها اكثر من دلالة واكثر من معنى وكلها تصب في سياق اخراج او محاولة اخراج حكومة اولمرت من المأزق الداخلي الذي تعيشه.. وفي هذا السياق كان لابد لها من ادارة الأزمة السياسية الداخلية التي تهدد اركانها من خلال سياسة الهجوم الى الأمام واطلاق التصريحات السياسية المتعلقة بما يسمى بمسيرة التسوية السياسية او على الأقل اظهار حالة التواصل مع المحيط العربي والفلسطيني من خلال عقد اللقاءات الثنائية مع الجانب الفلسطيني وحتى العربي واطلاق التصريحات اتجاه العملية السياسية التسووية في المنطقة في محاولة منها لحرف الإهتمام عن مجريات وقائع الوضع الداخلي الإسرائيلي وارتداداته جراء العواصف التي تهب على حكومة اولمرت بعد انكشاف الكثير من الحقائق وما صاحبها من الإطاحة بأركان حرب تموز على لبنان بعد ان انكشفت هزيمة الجيش الإسرائيلي في واحدة من اكبر الهزائم التي لحقت فيه وما تعنيه هذه الهزيمة وتأثيراتها على السياسة الإسرائيلية ذاتها ... وحتى لا تكون الإستفادة قصوى من الجانب العربي والتي من الممكن ان تأتي على شكل استثمار سياسي ما بعد تقرير لجنة فينوغراد عملت الخارجية الإسرائيلة وبدعم ونشاط ملحوظ من قبل الإدارة الإمريكية على التأثير على اي محاولة عربية رسمية قد تنجم عن قمة الرياض من شأنها احراج الدولة العبرية اتجاه ما يسمى بمسيرة التسوية السياسية .. ولأن الإدارة الإمريكية ذاتها في مأزق خطير في المنطقة حيث فشلها غير المسبوق في العراق وفشلها المتصاعد في فرض رؤيتها ومن خلال حلفائها على الساحة اللبنانية وبالتالي الفشل الذريع لها ولسياساتها في الأراضي الفلسطينية وان كانت ما زالت تحاول تنشيط محور ما يسمى بالإعتدال الفلسطيني وزرع بذور الفتنة في الداخل الفلسطيني والتي تتوالي على شكل فرض الشروط تلو الشروط للإعتراف بحكومة الوحدة الفلسطينية.... وامام كل هذه التداعيات وهذه الوقائع وبالتنسيق الكامل ما بين ادارة البيت الأبيض واركان حكومة اولمرت التي تواجه خطر السقوط وبالتعاون المخفي مع الكثير من الأنظمة العربية المؤثرة بالسياسة العربية الرسمية تجيء دعوة وزيرة الخارجية الإسرائيلية، تسيبي ليفني، للدول العربية، إلى العمل على إجراء تغييرات على المعادلة العربية- "السلام أولا ثم التطبيع"، ليصبح التطبيع أولا. وهذا ما يمكننا ان نسميه دعوة صريحة وواضحة للتأثير بمنهج الفعل السياسي العربي الذي قد يشكل انعطافة خطيرة وخطيرة جدا لشكل التعاطي العربي مع المسألة الفلسطينية بعد لقاءات العلاقات العامة ما بين الرئيس محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي اولمرت... حيث ان التطبيع والمقصود هنا التطبيع الرسمي ما بين الإدارة الإسرائيلية والرئاسة الفلسطينية قائم بصرف النظر عن طبيعة وقائع الصراع على الأرض.... وحتى نعي وقائع الخط المنهجي لتحرك الخارجية الإسرائيلية فلابد من التوقف امام تصريحات ليفني حيث انها قد قالت في خطاب لها في مؤتمر اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة "آيباك" متوجهة إلى الدول لعربية "المعتدلة": لديكم قوة لتغيير الواقع، اهتموا في تطبيع العلاقات وهذا من شأنه أن يدفع فرصة السلام".... والمقصود طبعا بهذا الواقع ضرب كل اشكال الممانعات العربية والفلسطينية لمنهج التسوية الإستسلامية في المنطقة .... وذلك من خلال جهود ليفني، والسياسة الإسرائيلية بوجه عام على محاولة إلغاء بند حق عودة اللاجئين في مبادرة السلام العربية التي تم تبنيها في مؤتمر بيروت عام 2002. مما يعني اقحام الجانب الفلسطيني والعربي الرسمي في اتون صراع المحاور التي تسعى ادارة البيت الأبيض وحكومة تل أبيب لترسيخه كأمر واقع على شكل الواقع اللبناني ( محور 8 اذار ومحور 14 اذار ) فبلا شك انها تسعى لأن تثبت الإنقسام بالساحة العربية كوحدة واحدة.. وبالأقطار العربية على شكل هذه المحاور وبالتالي يكون التصنيف على هذا الشكل .. المحور المعتدل والمرتبط بالإدارة الإمريكية والمحور المتشدد المرتبط بالسياسة الإيرانية في المنطقة للتتمثل السهولة للمحور المعتدل لضرب المحور المتشدد بذريعة ارتباطاته بالسياسة الإيرانية وبالسياسة السورية او هكذا يُراد للواقع العربي ان يبدو بالمشهد السياسي العام.... وهذا ما اكدته السيدة ليفني عميدة الدبلوماسية الإسرائيلية حيث انها لم تخف عداءها لاتفاق مكة الذي أحرج السياسة الإسرائيلية القائمة على المحاور "محور معتدل" يفاوض على شروط التفاوض، ومحور متطرف ينبغي محاربته. وهنا تتضح حقيقة السياسة الإسرائيلية هذه الأيام وتوجهاتها بشكل جلي لا يدع مجالا للشك لحقيقة نوايا حكومة تل ابيب وبذات السياق من الممكن ان نفهم منطلقات لقاءات رئيس السلطة ابو مازن مع اولمرت... والذي اجمع الكل على انها مجرد لقاءات للإبقاء على حالة التواصل قائمة امام عدسات التلفزة ليس اكثر ... مع العلم ان مثل هذه اللقاءات قد تسهم بتعزيز منهج السياسة الإسرائيلية على المستوى العربي الرسمي.....
#يونس_العموري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
رأي في موقف الجبهة الشعبية اتجاه حكومة الوحدة الوطنية...
-
ألمشهد السياسي الفلسطيني في زمن البلطجة
المزيد.....
-
هل يعارض ماسك الدستور بسبب حملة ميزانية الحكومة التي يقودها
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وأخرى تستهدف للمرة الأولى-..-حزب
...
-
حافلة تسقط من ارتفاع 12 مترا في حادث مروع ومميت في فلاديفو
...
-
بوتين يتوعد.. سنضرب داعمي أوكرانيا بالسلاح
-
الكشف عن التاكسي الطائر الكهربائي في معرض أبوظبي للطيران
-
مسيرات روسية اختبارية تدمر مركبات مدرعة أوكرانية في اتجاه كو
...
-
مات غيتز يتخلى عن ترشحه لمنصب وزير العدل في إدارة ترامب المق
...
-
أوكامبو: على العرب الضغط على واشنطن لعدم تعطيل عمل الجنائية
...
-
حاكم تكساس يوجه وكالات الولاية لسحب الاستثمارات من الصين
-
تونس.. عبير موسي تواجه تهما تصل عقوبتها للإعدام
المزيد.....
-
الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024
/ فهد سليمانفهد سليمان
-
تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020-
/ غازي الصوراني
-
(إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل
...
/ محمود الصباغ
-
عن الحرب في الشرق الأوسط
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني
/ أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
-
الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية
/ محمود الصباغ
-
إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين
...
/ رمسيس كيلاني
-
اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال
/ غازي الصوراني
-
القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال
...
/ موقع 30 عشت
-
معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو
...
/ محمود الصباغ
المزيد.....
|