أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - حسن حاتم المذكور - الطنطل ... في ايضاح














المزيد.....

الطنطل ... في ايضاح


حسن حاتم المذكور

الحوار المتمدن-العدد: 1856 - 2007 / 3 / 16 - 10:59
المحور: كتابات ساخرة
    


فـي شبـه القصيدة المتواضعـة التـي نشرتهـا بتاريخ ورد خطـاء يجب الأشارة اليــه
الخطاء : الطنطل المازح في اخيلـة العاربين .
الصحيح : .............. فـي اخيلـة العابريـن
العابرين هم ابناء الفلاحين الذين يتنقلون بين القرى لتبادل الزيارات او العائدون ليلاً من الصيــد ’ ولكل قريـة او عشيرة تجاربها وعلاقاتهـا وذكرياتها واخيلتهـا مع الطنطل ’ وربما لكل طنطل هـا ... وهنا اتطرق لبعض مـــا انتجتـه مخيلـة عشيرة الزيرج عن طنطلهـا ’ وقد عشت حكاياتهـم ومشاهداتهم وامثلتهم والكثير من مبتكرات اخيلتهـم عندما كنت طفـلاً ’ ومـع اني الأن على الأقل غيـر مقتنعاً بواقعيتـه لكني احتـرم شخصيتـه بمخيلتهــم ’ لأنـه اصبح جـزاءً راسخاً في امثلتهـم وحكاياتهم وفنونهـم واغنياتهـم .
الطنطل يمارس حياتـه بعـد الغروب متآخراً والليل بكاملـه وفي النهار يختفي ــ كما يضن ــ في الهور ’ انــــــه يعترض المارة فقط للمزاح ولغرض تخفيف احزانهـم وتحسين امزجتهـم وينسيهـم همومهـم ويحملهم الكثير من الحكايات ليتبادلوهـا في سهراتهـم ’ وهو طيب مسالم ودود الى ابعد الحدود ’فهو يظهـر بأشكال عديدة مختلفـة ’ ثعلب اعرج او سلحفات او مائدة عليها مايشتهون او قرداً راقصاً او عصفور يغرد اغنية لمسعود العمارتلي او حضيري ابو عزيز ويحكي ضاحكاً تجربتـه مـع فلان الذي مـر قبل وقت قصير .. وهكـذا ...
عندما يشعر العابر بالضيق من تصرفاتـه يكفي ان يقول لـه " تركني عليك الفواده ام هاشم ّ وهي علويـة لهـــا مزار لتقديم النذور وطلب المساعدة ’ يعتذر الطنطل ثم ينسحب ’ وفي بعض الحالات يقولون لـه " مشين عليك ابو حزامين او ابو راس الحار " فيعتذر حـد البكاء ومن القلب يطلب المغفرة .
قال والدي : ان الطنطل في الليلة العاشرة من عاشوراء ( الليلـة الموحشة بعد مقتل الحسين وسبي عائلتـه ) يجلس بين القبور ( الطواني ) صامتاً باكياً وقال ــ جليب الماي ـ واحداً من اصدقاء الطنطل ’ انـه في في الليلة الآخيرة من عاشوراء لا يمزح ولا يرد التحيـة وعليهم ان يتركوه وشأنـه لأنـه يحدثهم ’ اي ( الرفش والركـة والسمك وجميع سكنة نهر البتيره ( البتراء ) وكذلك بحضورالبرهان على رأس وفـداً من سكنـة الهــوريحدثهم عن مقتل الحسين ( ع ) لأنـه كما يقولون كان شاهــد عيان .
يقول شيخ حسين الشيخ مدهوش : انـه ما كان طنطلاً كما هو عليـه الآن ’ ربما كان من انصار الحسين ــ ع ــ وقـد كلفـه ان يختفـي ويتخفى ليحكي ما شاهده للأجيال القادمـة حتى لا تختفي جريمـة الباطل في قتل الحق .
سألت سالم سريح : وهو ثاني فلاح شيوعي في العراق بعـد فعـل ضمـد الشرشاحي ... هـل ان المستمعين الــى حديث الطنطل عن مآساة استشهاد الأمام الحسين من الكاءنات الليليـة يمارسون تقاليد التطبيراللطـم ولزناجيل مثل ما تفعل كاءنات النهار .
قال : كما سمعت ممن شاهدوا ’ انهم يصغون الى حديثـه ويسألوه ... لماذا .. ومن اجل مـن استشهد الحسين..؟ ثم وهو يشرح لهم يقال انهم يبكون بصمت عند بعض المواقف الحزينـة .
دفعني فضول الطفولـة ان اسأل شيخ حسين : متى سينتهي حديث الطنطل ويتوقف حزن الليلـة العاشرة من استشهاد الحسين وكامل مآساة اهـل البيت ...؟
قال : سوف لن تنتهي ما دام هناك اجيال مظلومـة في حاجـة للعدالة والمساوات .. ونصرة الحق على الباطل.
ولماذ لا يلطموا ويضربوا الزنجيل ويسفكوا دمائهـم في القامات ’ اذا كانوا يحبون الحسين كما تحبه البشر.؟
قال : لأن الحسين ( ع ) السلام لم يوصـي بذلك ’ بعكسه ’ لقد اوصى اخته زينب ( ع ) ان تهتـم في شؤون العيال ولا تشغل بالهـا بشق الثوب وخدش الخدود ’ والطنطل يختلف عن اولائك الذين يشغلون العباد بما لا يفيدهم وهو ملتزم بوصيـة الحسين .
قال والدي : عندما اندلعت انتفاضـة الزيرج عام 1952 توافـد رجال الحوزات والمراجع الى ديوان ( مظايف ) عبد الكريم الشواي ومطلك السلمان واقنعوا البسطاء من الفلاحي ( واطيعو الله وولي الآمـر منكـم ) ويقصدون الأقطاعيين ’ كان الطنطل يبكـي ويصرخ " ولله ما هـكذا قال الحسين ... " اوصانا بنصرة المظلومين ’ وعندما سقطت الأنتفاضـة واستشهد من استشهد وسجن من سجـن استلم الوافدون ثمـن فعلتهم وغادروا الــــى حيث يواصلون مهمات مشابهــة ’ بنفس الوقت اعتكف الطنطل ثلاثـة اشهر تقريباً ظهـر بعدها وعلى ملامحـه الحزن والأسى وقد فضض الشيب شعـره .
سمعت زايـر شغيت يقول : انـه ( الطنطل ) يكره الشرطـة والحرس القومـي وكان حارس ودليل الثوار في الأهوار ويحب عبـد الكريم قاسم وهو اول من شاهده على القمر ببدلتـه العسكريـة ’ وتلك حقيقـة وقد شاهدناه جميعنا .
ويقسم عبد الرضا العاتـي : عندما جففوا الأهوار واستشهدت الطيور والأسماك والجاموس والخنازير وغيرها ورحل من البشر من لم يستشهـد سمعته يقسم بحضرة البرهان وفي آخر كلماتـه الوداعية قال " سأعود ويعود الماء والحياة وبدايات تاريخ اجدادكم وستضحكون ويضحك القصب والبردي والجميع على النهايـة المزريـة للطغات ومن لحـق الأذى بكم ’ ومنذ تلك اللحظــة لم نشاهــده .
عندما زرت العراق بعـد 09 / نيسان / 2003 سألت كاظـم بن شيخ حسين عـن الطنطـل ’ اجاب : سمعت ان هناك مـن شاهـده وقالوا انـه مشغول بأعادة ترتيب الأمور الى حالها ’ وانـه حزين بعض الشي ولا يميل الى المزاح كثيراً .
هـذا هو شيء بسط من ذكرياتي عن طنطــل الزيرج .. اما ذات الطنطل او غيره عند العشائر والقرى الأخرى فلا يمكن ان نصدق الا ابناءهــا .
معذرة اصدقائي .. انا أومـن على الأقل بالشخصيـة المعنويــة لسيدنا الطنطل ’ وفي اول زيارة سأقوم بها الى العمارة ’ لدي قناعـة سألتقي معـه فـي مكان ما فـي الأهوار واحرص ان يكون اللقـاء بحضور البرهان والكطان والشبوط والخضيري وعقيلتـه المسكه ة لأدون ما استطيعـه ’ فهؤلاء جزاءً هامـاً من حقيقـة وهويـة احب منطقــة الى قلبـي من ماســة الجنوب الخالــدة .



#حسن_حاتم_المذكور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا تحزني ميسان
- نساء العراق ... تحيتي
- الجرح العراقي
- العراق مملكة الرموز المبجلة
- هل من اهل لهذا العراق ... ؟
- صابرين والمشهداني : وحهان لفضيحة واحدة
- دور الجماهير في الخطة الأمنية ...
- خطة امن ... في بيئة اللا أمن
- الرسالة عارية : من يستحقها ... ؟
- كركوك : مدينة لأهلها ...
- عروبة السقوط في الأمتحان الآخير
- بين المصيبتين ... يحترق العراق
- ضجيج الهزائم
- اريد اسألك يا وطن
- اشكالية الخصوصية العراقية
- مأزق الخطط الأمنية
- مدن تبكي هويتها
- متى سيعود العراق ... احلى وطن ... ؟
- امة تليق بأصنامها ... والعكس
- هل ننسى فعلتهم ... ؟


المزيد.....




- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - حسن حاتم المذكور - الطنطل ... في ايضاح