أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أسامة عثمان - همسة في الشعر














المزيد.....

همسة في الشعر


أسامة عثمان

الحوار المتمدن-العدد: 1858 - 2007 / 3 / 18 - 04:55
المحور: الادب والفن
    


ذكر مندور في كتابه القيم : " الأدب ومذاهبه " من المعاني التي يشملها الأدب تلك " الآثار اللغوية التي تثير فينا بفضل خصائص صياغتها انفعالات عاطفية ، أو إحساسات جمالية " وجعل المميِّز له " أثره النفسي الذي ينبعث عن خصائص صياغته "
ومنه ومن غيره يظهر أن في النص الأدبي ، والشعر منه ، مكونين وجوديين ؛ يعتمد أولهما على ثانيهما ، وهما الخصائص الفنية والأسلوبية من جانب الشاعر المبدع ، و الانفعال العاطفي والإحساس الجمالي من جهة المتلقي الواعي .
ولا مانع من التأكيد على حقائق متصلة ، وفي أولها خصوصية اللغة الشعرية ؛ بما هي لغة همس وإيحاء وتكثيف ، لا لغة خطاب وإيضاح وشرح ، وهي لغة انزياح وخيبة توقع ودهشة ، يتعدد فيه المدلول والدال واحد ، وهي لغة منظمة منسقة ، لا مختلة مضطربة . ولغته من قبل ومن بعد لغة البعد والخيال، كما هي لغة القرب والتمعن والتقصي . وأن للمبدع مطلق الحرية في اتخاذ الأشكال الإبداعية والأساليب الجمالية التي يراها وفيّة بالرؤية الشعرية التي يريد .
والشاعر الفنان يدرك بحسه وذائقته وخبرته بأداته ، اللغة ، أنها - على حد تعبير مرتاض- إن لم تكن شعرية، رشيقة ، عبقة ، مغردة ، مختالة ، مترهيئة ، متزينة ، متغجرة ، لا يمكن إلا أن تكون لغة شاحبة ، ذابلة ، عليلة ، كليلة ، حاسرة ، خلقة ، بالية ، فانية ، وربما شعثاء غبراء . (1)
كل هذا وغيره حتى تستجمع الرسالة الإبداعية الجمالية عناصرها استعدادا للانطلاق إلى شقها الروحي ،وهو التلقي ، حتى تغدو عملية تفاعلية تبادلية ، تتوالد ، وتثمر . ولكي يتحقق ذلك ، فإنها تترك للمتلقي فراغا يملؤه ؛ فتمنحه الفرصة للاندماج بالنص مبدعا آخر من مبدعيه ؛ فيشعر بالمتعة والإيجابية والمشاركة .
وهذا ما تعنى به اللغة الإيحائية غير محسومة الدلالة بالاستخدامات الفنية ، و أهمها الرمز الذي لا بد له من شروط حتى يؤدي وظيفته ؛ فينجح في إيقاظ شعور المتلقي واستثارة خياله ، ليصبح عنصرا مشعّا في ذاته ، مشعلا سائر المكونات في جنبات النص ؛ فلا يكون مجرد علامة . (2)
هذا ، ونسبة نجاح الرمز تعتمد على مراعاة الشاعر للقواسم المشتركة بينه وبين الذين يستهدفهم ، يقول مصطفى ناصف :" إن استعمال شيء استعمالا مجازيا لا يبلغ غايته إلا إذا كان مألوفا محبوبا داخلا في حدود الخبرة المعتادة ذات الجذور العميقة في النفس ، ولا بد أن تكون الارتباطات حول الشيء الجديد مستقرة في اللاشعور العام ." (3)
وذلك ما قد يسهم في النأي بالشاعرعن الغموض والانغلاق ، ويجنبه الإلغاز والتعقيد والغربة عن المتلقي .وعودا على بدء ؛ فإن وظيفة الأدب الأولى التي لا ينبغي الغض منها هي توليد المشاركة الوجدانية بين المبدع والمتلقي ، فلِمَ يندّ قسم من الشعراء عنها أحيانا ؟! هل يتلاءم العمل الإبداعي المطلق إلى متلقيه والغموض ؟! إلا إذا قصد الشاعر الكتابة لنفسه ؛ فإن ثمة سؤالين يتعاندان أحيانا ؛ وهما : لماذا يكتب الشاعر؟ ولمن يكتب ؟ فإن كانت الكتابة للذات ؛ تنفيسا ، وتنظيما، وترميما ، فهي تختلف عنها بدوافع ومقاصد أخرى تتقاطع فيه الرغبة الفردية ، وتشتبك بالرغبات الإنسانية الجمعية الجماعية .

(1) مرتاض : " في نظرية الرواية " .
(2) ينظر : د. سعد الدين كليب : وعي الحداثة (دراسات جمالية في الحداثة الشعرية ) دراسة – من منشورات اتحاد الكتاب العرب 1997م .
(3) ناصف : " الصورة الأدبية" .



#أسامة_عثمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اللحظة المظلومة
- شجرة الخروب
- إسرائيل ...الباحثة عن قاتلها !


المزيد.....




- -البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
- مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
- أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش ...
- الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة ...
- المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
- بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
- من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي ...
- مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب ...
- بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
- تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أسامة عثمان - همسة في الشعر