|
حوار مع سيادة زاخو زاغروس - هيئة منسقية تجمع المرأة العليا
غزال البراري
الحوار المتمدن-العدد: 1856 - 2007 / 3 / 16 - 06:10
المحور:
مقابلات و حوارات
اننا نعتبر هذه الممارسة (تسمم الممنهجة) على القائد اتحاد المنظومات الكردستانية عبد الله اوجلان على انها ابشع جريمة ترتكب بحقنا وبحق الأنسانية جمعاء. اعداد : المحررة السياسية ـ اريانا برين اجرينا حوار مع سيادة زاخو زاغروس (هيئة منسقية تجمع المرأة العليا)على الأوضاع الأخيرة بخصوص سيادة عبد الله اوجلان ، وخاصة نقطة ارتباط بين حركة حرية المرأة الكردستانية والقائد عبد الله اوجلان ونص مقابلتنا بهذا الشكل التالي.
س 1:انتم كحركة تحرر المرأة الكردستانية كيف تقيمون عملية التسمم الذي يتعرض لها القائد أوجلان
ـ قبل كل شيء نعتبر هذه الممارسة على إنها أبشع جريمة ترتكب بحقنا وبحق الانسانية جمعاء وتعتبروصمة عارعلى جبين الانسانية . إنه هجوم شرس يشنه أعداء الشعوب ويعتبر أفظع مؤامرة تواجهها الانسانية في هذا العصر . بالطبع لهذه الجريمة طابع إنساني وطابع سياسي . كون إنسان معتقل العمل على تسممه بشكل منظم من قبل أي جهة كانت يعتبر عمل غير أخلاقي ومنافي لمبادئ حقوق الانسان .كونه قائد يمثل إرادة الملايين من الشعب الكردي فإن العمل على تسممه يعني بدء مرحلة سياسية جديدة بالنسبة للقضية الكردية والدول التي تحكم كردستان ، لأن جميع الدول تعلم إن رد فعل الشعب الكردي على اعتقال القائد أوجلان في 15 شباط عام 1999 كان عنيفا للغاية ، حيث قامت المئات من بنات وأبناء الشعب الكردي بإضرام النار في أجسادهم استنكارا لتلك الحادثة التي اعتبرت كنقطة سوداءفي تاريخ الانسانية وتاريخ الشعب الكردستاني ، كما قام المئات من بنات وأبناء شعبنا بتنفيذ العمليات الفدائية في ذلك الوقت . أي أن حياة القائد أجلان كان ومايزال ذريعة الحرب والسلام . بالطبع إننا نقيم هذه المؤامرة على إنها منظمة ومخططة من قبل القوى التي لا ترغب في استباب الأمن في المنطقة ، لا شك إن هدفهم الرئيسي هو اقتتال الشعوب بعضها ببعض ، لأن الهدف من اعتقال القائد أجلان كان تحريض الشعب الكردي على أمر كهذا ، إلا إن القائد أوجلان تعرف على هذه الأهداف القذرة وقام بالكشف عنها وقا م بتغييرالاستراتيجية التي كانت تعتمد على الدولة المستقلة وحل القضية الكردية عن طريق استخدام العنف ، هذا وقام بالعمل وفي أصعب الظروف على تطوير مشروع الحل الديمقراطي والتعايش السلمي معتمدا اسلوب الحوار. لكن تم مواجهة كل مشاريع الحل من قبل الدولة التركية والقوى الخارجية بممارسات غير إنسانية كتجريده في السجن الانفرادي والتعامل معه وفق قوانين خاصة تطبق فقط بحقه ، حتى كلمة( السيد ممنوعة ) الاستعمال من أجله يعاقب عليها الآلاف من الأكراد يوميا . إلا إن الوحشية وصلت بهم بأن لا يكتفوا بهذا بل عملوا على تطوير نظام في معتقله بحيث يتحول كل شيء إلى تعذيب يومي ، بداء من فتح النافذة وأي احتياج آخر، في الفترة الأخير تم التعرف على أنه يتم تسممه بشكل منظم أما عن الطعام أو الماء أو من خلال مواد كيماوية محضرة بشكل خاص مستخدم في دهان المدهون به الغرفة الذي يبقى فيها ولوحده لمدة 8 سنة منعزلا عن العالم. س 2: هل تقيمن هذه الممارسة كأنه هجوم على حركتكن وأهدافكن لأجل خلق حياة حرة ؟
ـ في الحقيقة القائد أوجلان ليس شخصية عادية ، بل إنه شخصية تاريخية بالنسبة للشعب الكردي ، إنه نذر نفسه من أجل النهضة بالمجتمع الكردي . الجدير بالذكر هو إنه يختلف تماما عن القادة الأكراد الآخرين والقادة في العالم ، اختلافه هذا يظهر باسطع اشكاله في اقترابه من قضية المرأة ، حيث كان وما يزال اقترابه استراتيجيا من مشكلة تحرر النساء ، فهو وضع هذه القضية في محور نقاش وحل كل القضايا الأخرى بدء من الوطنية وكل القضايا الأخرى. هذا ومن الأهمية القول بأنه بذل جهدا كبيرا من أجل القضاء على الذهنية الاقطاعية التي كانت تحكم مجتمعنا الكردي ، فقد حث في نضاله وبشكل دائم على تجاوز النظرة الدونية للمرأة . لن يكون من المبالغة القول إن المجتمع الكردي عاش ثورة نسوية واجتماعية و كون المجتمع الكردي الآن في مقدمة المجتمعات الشرقية من ناحية اقترابه من المرأة يعود إلى الثقافة التي تشكلت بالجهود المضنية للقائد أوجلان . اذا كانت المرأة في كردستان اليوم صاحبة تنظيم ، ايديولوجية وقوة الدفاع المشروع .هذا بالاضافة إلى وصول نسبة الحصة لكل من الجنسين في المؤسسات الوطنية التابعة للحركة التحررية الوطنية الكردستانية إلى 40% يعود بالدرجة الأولى للذهنية الديمقراطية التي عمل القائد أوجلان على ترسيخها في المجتمع الكردستاني بحيث وصل الثقة بقوة المرأة بشكل متوازن مع قوة الرجل . إننا كحركة تحرر المرأة الكردستانية نقيم هذا الهجوم الشرس على قائدنا بأنه هجوم على المشروع التحرري الذي انتهجه بصدد قضية المرأة ، لأنه بالفعل يعتبر مشروعا بديلا للمشاريع التي تقدمها الرسمالية العالمية والمجتمع الكلاسيكي بكل تنظيماته ومؤسساته . في الوقت الذي كان النظام الرجولي العالمي يقول ( اضربوا النساء أولا ) كان شعار القائد أوجلان ( حرروا النساء أولا ) وفي مرافعته الأخيرة أيضا نرى بأنه يضع تحرر المرأة المحور الأساسي في مشروع المجتمع الديمقراطي الإيكولوجي ، كما أكد وبشكل دائم على أن النهضة الشرق الأوسطية لا يمكن أن تحقق إلا بتحرر المرأة من العبودية والرجل من ذهنيته التحكمية . انطلاقا من كل هذا إننا لا نقطع المؤامرة الجديدة عن هذه الحقائق ونرى بإن الهدف من هذه الهجمة بنفس الوقت هجوم على ما حققته المراة الكردستانية من منجزات بطليعة فكر القائد أوجلان . س3: ما هي المخاطر التي تحملها قضية التسمم هذه بالنسبة لتركيا وللمنطقة إذا لم يتم التدخل في الوقت المناسب ؟ ـ يعتبر القائد أوجلان ممثل السلام بالنسبة للشعب الكردي ، إنه حاول ولسنين من أجل ترسيخ السلام والحل الديمقراطي في تركيا . إلا إن جهوده هذه تم مواجهتها بالمؤامرات ، بالتمشيطات وبالتسممم . بالرغم من معرفة الاتراك والقوى الدولية بأن القائد أوجلان يشكل ذريعة الحرب والسلام للشعب الكردي فإن ممارسة كهذه يعني إعلان الحرب من قبلهم . فهم يقومون بتسممنا ، بقتلنا ، واعتقال أفراد شعبنا . كل هذه الممارسات تخلق للشعب الكردي ظروف حق الدفاع المشروع . إن الحرب ليس ترجيحنا لأننا إستراتيجيا نرفض حل القضايا بطريق العنف ، إلا إنا مضطرون بحماية قيمنا أمام الهجمات الشرسة التي تهدفنا . بالطبع إن عملية التسمم يعتبر أمر جنوني لأنه إعلان الحرب كما قلت سابقا ومسؤولية هذه الحرب تقع على عاتق الدولة التركية والدول التي تأخذ مكانها في المؤامرة ، نود القول بأن نطاق هذه الحرب في هذه المرة لن تؤثر على تركية فحسب بل سيؤثر على سياسة الأكراد في الأجزاء الأربعة وسيعني بدء مرحلة جديدة سواء بالنسبة للدول التي تعيش فيها الأكراد أم لتركيا أم بالنسبة لحركة التحرر الكردية .لأن الهجوم الممارس على القائد أوجلان يعتبر رسالة سياسية وهو إننا لا نقبل الوجود الكردي والقضية الكردية ولا نكنٌ أي احترام لإرادة الشعب الكردي الذي عبر واكثر مرة عن إن القائد أوجلان يعتبر الإرادة السياسية في كردستان ، هذا ويجب أن لاننسى إن بعد كل عملية تصفية للقادة في تاريخنا أدى إلى مجازر جماعية بحق شعبنا ، من أجل أن لا يتكرر التاريخ مرة أخرى إننا سنعمل على فشل هذه اللعبة الدنيئة بكل مالدينا ومهما كان الثمن باهظا . فالشعب الكردي واعي ،منظم ، صاحب مؤسسات وقوة الدفاع المشروع تتكون من آلاف الفدائيين ، لذلك سيتمكن من إفشال هذه المؤامرة أيضا كما قاوم سابقا ،لأن لديه القوة والجدارة لتحقيق هذا الشيء. س4: ما هي ردود فعل حركتكن تجمع المرأة العلياأمام هذه المؤامرة ؟ ـ في الحقيقة يعتبر القائد أوجلان الصديق الوفي للنساء ، من خلال مرافعته الأخيرة أيضا يمكن رؤية اقترابه الاستراتيجي من قضية المرأة ، فإنه يضع قضية تحرر المرأة المحور الأساسي لحل كل القضايا التي نعيشها كشعب وكمنطقة .فإننا كنساء كردستان نعتبر هذا التسمم أبشع جناية ترتكب بحقنا لأن القائد أوجلان يمثل روحنا الحرة الذي لا يمكن أن نعيش دونه . به تعرفنا على هوياتنا ، جوهرنا ، لساننا، تاريخنا ومستقبلنا . ولن يكون من المبالغة القول بأن من أحد الأسباب الرئيسية في هذه الهجمات الشرسة هو طرحة لايديولوجية تحرر المرأة ،الذي شكل بديلا للثقافة والحياة الذي يهدف إليها قوى العولمة برئاسة كل من أمريكة واسرائيل . من هذا المنطلق إننا نعتبر هذا الهجوم على إنه موجه للمستوى التحرري الذي حققه النساء الكردستانيات ، نود القول بأننا مرتبطات بحريتنا ، مرتبطات بقيمنا ولا يمكن أن نتعود ونقبل وندمن على مثل هذه السياسات القذرة ، لذلك رد فعل النساء عنيفا للغاية ، ففي احتفالات 8 أذار قامت النساء الكردستانيات بوضع موقفهن أمام القوى المتآمرة وهو إن (عالم بدون أوجلان ستنهار على رؤوسكم) ورفعن أصواتهن بشكل جريء في ساحات وميادين الحرية في كل أنحاء العالم ، مما أدى غلى اعتقال العشرات من النساء والامهات . بالطبع لم يتم التوقف بل ستستمر هذه الاحتجاجات والاعتصامات والمظاهرات إلى أن يتم إرسال هيئة طبية دولية مستقلة من أجل معالجة القائد أوجلان . مثلما قلت سابقا إننا لا نرجح في أي وقت من الأوقات الحرب ولكن من أجل حماية حياة قائدنا سنقوم باستخدام حق الدفاع المشروع إذا تطلب الأمر . بهذا نرى من الأهمية أن يعرف العدو والصديق بأن حركة المرأة تملك الالآف من الكادرات والفدائيات المستعدة في التضحية بكل مالديها من أجل الدفاع عن شرف وكرامة شعبنا المتجسدة في قائدنا. س 5: ما هي برقيتكن للرأي العام ، للنساء بصدد هذه الحادثة ؟ ـ التاريخ يخبرنا بالكثير من الدروس وهو أن كلما تعرض الشعب الكردي للظلم والاضطهاد ، تطورت الدكتاتورية في الشرق الأوسط ، أيضا الهجوم الآن ليس فقط على القائد أوجلان أو الشعب الكردي إنما يهدف كل القوى الديمقراطية في المنطقة ، وهدفها الأساسي هو تطوير حرب منطقية والتي ستؤدي إلى مآسي لن يعفي عنها التاريخ .لذلك على القوى الديمقراطية وكل من يحترم حق الحياة ،أن يقوم يرفض هذه المؤامرة الدنيئة وأن يعمل بكل مالديه من أجل تجاوز هذه المحنة التي تواجهنا . كما نود أن نوجه نداءنا للقوى السياسية الكردية والأحزاب الوطنية ، بأن هذه المؤامرة لا تهدف القائد أوجلان وشعبنا في شمال الوطن فقط ، بل إنه هجوم على الهوية الكردية . يجب أن نعلم جيدا بأن تصفية القضية الكردية في الشمال يعني وقوع كل مكاسب الشعب الكردي في كل الأجزاء بما فيه الجنوب الكبير في مرحلة التصفية . لكي لا يتكرر التاريخ مرة أخرى علينا أن نعزز من وحدتنا الوطنية الديمقراطية . كما علينا أن نضع كل التناقضات جانبا وأن نعمل بكل ما وسعنا من أجل المحافظة على مصالح الشعب الكردستاني في الأجزاء الأربعة للوطن . هذا هو الموقف اللائق بكل كردي وكل قوة تناضل باسم الشعب والقضية. أما بالنسبة لشعبنا والنساء الكردستانيات . نقول بأننا أمام حرب الحياة والموت ، يجب أن نحقق النصر في هذه الحرب . لقد قام شعبنا بتفريغ الكثير من الهجمات في الفترة السابقة بما أبداه من مقاومة وتضحية ، اليوم أيضا صاحب القوة والقدرة التي تمكنه من مواجهة امتحان الشرف هذا ، عندما يتحول الشعب إلى سيل جارف لا يمكن لأي قوة أن تقف في وجهه . من هذا نريد أن نؤكد على أن النساء الكردستانيات والشعب الكردستاني لن يرضيا بحياة الذل والهوان ،كما يجب أن يعرف العالم أجمع بأننا كشعب مزقنا كفن العبودية ولن نرضى إلا بحياة حرة ، نظرا بقرب أيام نوروز تحت شعار ( المقاومة حياة وحرية ) يجب أن نجعل كل الأيام أيام مقاومة وأن نعمل ودون توقف إلى أن يتم معالجة و ضمانة حياة القائد أوجلان .كما أود أن أحي باسم جميع مناضلات الحرية الموقف المشرف الذي أبدته النساء والأمهات خلال هذه الفترة وكلنا طموح بأن العمليات ستستمر على قدم وساق في الأيام المقبلة لأنه لا يوجد ما نضيعه بالعكس كل عملية هي اقتراب أكثر من حريتنا.
#غزال_البراري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
العراق يعلن توقف إمدادات الغاز الإيراني بالكامل وفقدان 5500
...
-
ما هي قوائم الإرهاب في مصر وكيف يتم إدراج الأشخاص عليها؟
-
حزب الله يمطر بتاح تكفا الإسرائيلية ب 160 صاروخا ردّاً على ق
...
-
نتنياهو يندد بعنف مستوطنين ضد الجيش الإسرائيلي بالضفة الغربي
...
-
اشتباكات عنيفة بين القوات الروسية وقوات كييف في مقاطعة خاركو
...
-
مولدوفا تؤكد استمرار علاقاتها مع الإمارات بعد مقتل حاخام إسر
...
-
بيدرسون: من الضروري منع جر سوريا للصراع
-
لندن.. رفض لإنكار الحكومة الإبادة في غزة
-
الرياض.. معرض بنان للحرف اليدوية
-
تل أبيب تتعرض لضربة صاروخية جديدة الآن.. مدن إسرائيلية تحت ن
...
المزيد.....
-
قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي
/ محمد الأزرقي
-
حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش.
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ
...
/ رزكار عقراوي
-
ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث
...
/ فاطمة الفلاحي
-
كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي
...
/ مجدى عبد الهادى
-
حوار مع ميشال سير
/ الحسن علاج
-
حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع
...
/ حسقيل قوجمان
-
المقدس متولي : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
«صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية
...
/ نايف حواتمة
-
الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي
/ جلبير الأشقر
المزيد.....
|