|
من أجل ريادة المرأة، أو الأمل الذي لازال بعيدا الجزء الخامس:.....6
محمد الحنفي
الحوار المتمدن-العدد: 1855 - 2007 / 3 / 15 - 11:53
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
إهداء:
إلى زوجتي،وأم أولادي:لطيفة،التي تناضل من أل حقوق المرأة،
إلى كل امرأة ناضلت من أل أن تصون كرامة بنات جنسها.
إلى كل امرأة باعتبارها أما،وأختا وزوجة، وبنتا، تحرص على أن تنال تقدير الناس لها.
إلى فاما التي تستحق تقدير الشعب المغربي لاختيارها اعتناق قضاياه الكبرى بدل الانزواء في بيت الزوجية حتى ماتت.
إلى الرابطة الديمقراطية لحقوق المرأة.
من اجل مواجهة جحافل الظلام.
من اجل امرأة بكافة الحقوق في جميع أنحاء العالم.
محمد الحنفي
علاقة المرأة مع نفسها:.....6
1) إن عمل المرأة من أجل وضع حد للمسلكية الإقطاعية، يستوحي القيام بالعمل من أجل امرأة متعلمة، بعيدة عن الأمية التي تختفي من صفوفها، من أجل امرأة عاملة، مستقلة عن الرجل في دخلها الاقتصادي، من أجل امرأة مساوية للرجل في الحياة العامة، وأمام القانون، لا تهدر كرامتها، ولا يعمل أحد على اعتبارها متاعا، أو عورة، أو سلعة، أو أي شيء آخر، يمكن أن يستفاد منه إهانتها، من أجل امرأة منخرطة في العمل الجماهيري: الجمعوي، والحقوقي، والنقابي، حتى تسعى إلى إيجاد ثقافة وطنية جادة، وتنويرية، ومتحررة، وثورية، وإلى العمل على إشاعة تربية نوعية، والعمل على إيجاد مناخ مناسب للترفيه الجاد، والمسئول، لجميع أفراد المجتمع. وإلى القيام بدعم العمل الحقوقي، وإشاعة حقوق الإنسان، والنضال من أجل احترامها، وأجرأة القوانين مع المواثيق الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان، والانخراط في النضال النقابي من أجل تحسين الأوضاع المادية، والمعنوية للشغيلة، وسائر الجماهير الشعبية الكادحة. ومن أجل امرأة منخرطة في الأحزاب السياسية، وفي العمل السياسي، وعاملة على المشاركة في الحياة السياسية العامة، رغبة في الانخراط في عملية التصويت، والترشيح لعضوية المجالس المحلية، والإقليمية، والجهوية والوطنية، وسعيا إلى عضوية الحكومة، وتحمل المسئولية في الجهاز الحكومي، حتى تتواجد المرأة في جميع مواقع النضال، وممارسة لكافة أشكاله، ومتواجدة في مراكز التقرير، والتنفيذ، للعمل على تحقيق مطالبها المادية، والمعنوية. والمرأة بذلك تصير مالكة لكل أشكال الوعي الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والمدني، والسياسي، وساعية إلى تخليص نفسها من التصور الإقطاعي المتخلف، ومن السيطرة الإيديولوجية الإقطاعية.
2) والمرأة عندما تمتلك أشكال الوعي المتقدم، فإنها تشرع في توظيف ذلك الوعي في تفكيك الأيديولوجية الإقطاعية، باعتبارها إيديولوجية الخرافة، وإيديولوجية منبثقة عن أدلجة الدين بصفة عامة، وأدلجة الدين الإسلامي بصفة خاصة.
فاعتبار الإيديولوجية الإقطاعية إيديولوجية الخرافة يقتضي تسليط الأضواء على الخرافة، ومصدرها، والعوامل التي أدت إلى ازدهار الخرافة، ولماذا يعتمدها الإقطاعيون كإيديولوجية لهم، وما مدى خطورة سيطرة الخرافة على وجدان الناس، وسلوكهم وأسلوب تفكيرهم، وعدم اهتمامهم بما يمارس عليهم من استغلال مادي، ومعنوي، لجعل الإقطاع أكثر استغلالا للكادحين، وخاصة للفلاحين المرتبطين بخدمة الأراضي الإقطاعية.
فالكشف عن كون الخرافة شكلا من التفكير الغيبي القائم على وجود كائنات لا مرئية تتحكم في الواقع، وتعمل على صياغته، و تقف إلى جانب الإقطاعيين، وتسخر كل شيء لصالحهم. وهذا الشكل من التفكير يتمكن من عقول الكادحين، ويصرفهم عن التفكير في الواقع الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والمدني، والسياسي الذي يعانون منه.
ومصدر الخرافة: العجز عن تفسير الواقع تفسيرا علميا مقنعا، فيلجأ الإقطاع، ومثقفوه بالخصوص، إلى تفسير ما يحصل تفسيرا خرافيا، وجعل الناس يتوهمون وجود تلك الكائنات الخفية، التي لا يدركونها، والتي تتحكم في حياتهم جملة، وتفصيلا، فيستسلمون لذلك التفسير، ويشرعون في الترويج له على أنه هو الذي يتحكم في مصير الإنسان.
ومن العوامل التي أدت إلى ازدهار الخرافة في الممارسة الإقطاعية نجد:
ا ـ انتشار الأمية في صفوف الناس، مما يجعلهم تحت رحمة التفكير الخرافي الذي يصير مصدر كل معرفة متداولة في المجتمع.
ب ـ غياب التفكير العلمي، أو التنويري الذي يجعل الناس غير قادرين على امتلاك المعرفة العلمية أو التنويرية بالواقع الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والمدني، والسياسي.
ج ـ اعتماد المنطلقات المثالية الخرافية في التفكير السائد في المجتمع، مما يجعل ذلك وسيلة من وسائل ازدهار الفكر الخرافي، في جميع المجالات الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية، وفي جميع مناحي الحياة.
د ـ الإرهاب المستمر الذي يقوم به الإقطاعيون تجاه الكادحين، وممارسة تغذيتهم، وتجويعهم، وجعلهم قابلين لكل ما يمارس عليهم بقوة السلطة، والقهر الإقطاعيين.
والإقطاعيون يعتمدون الخرافة إيديولوجية لهم، نظرا لدورها في تضليل الناس عن ما يقوم به الإقطاعيون، من استغلال بشع للكادحين المرتبطين بالأرض؛ لأن الغاية من الإيديولوجية هي جعل الناس لا يرون واقعهم، وما يجري في هذا الواقع، ويعتبرون أن ما يجري ليس من عمل الإقطاعيين، بقدر ما هو مرسوم من قبل تلك القوة الخرافية، التي لا يستطيع أحد التحكم فيها.
وتتمثل خطورة الإيديولوجية الخرافية في جعل الناس يعتمدونها كأسلوب في التفكير، الذي يترجمونه إلى ممارسة يومية، يعملون، جميعا، و كأن كل واحد منهم هو الإقطاعي المستفيد من الاستغلال الإقطاعي للواقع، مع أنه ليس إلا ضحية لما يجري على يد الإقطاعيين.
واعتبارا لأيديولوجية الإقطاعية منبثقة عن أدلجة الدين بصفة عامة، وعن أدلجة الدين الإسلامي بصفة خاصة، يجعل المرأة قادرة على التمييز بين الإيديولوجية، والدين، وهذا التمييز هو الذي يمكنها من الكشف عن خلفيات لجوء الإقطاع إلى أدلجة الدين، والمتمثلة في جعل الناس البسطاء، يعتبرون الاستغلال الإقطاعي قدرا من عند الله، وكل من عمل على أن يدخل نفسه في متاهة يصعب الخروج منها، مع أن الدين وجد ليعتنقه الناس، وهم أحرار في ذلك، كما جاء في القرءان: "فمن شاء فليومن، ومن شاء فليكفر"، و "لا إكراه في الدين"، وأن أدلجة الإقطاع للدين، تجعله يملك الحق في التصرف في رقاب الناس، الذين يرغمون، تحت التهديد بالقوة، على اعتناق إيديولوجية الإقطاع، على أنها هي الدين، حتى يستمر الاستغلال الإقطاعي للبشر بصفة عامة، وللمرأة بصفة خاصة. وبالتالي: فالمرأة عندما تمتلك وعيها بأدلجة الإقطاع للدين، فإنها تستطيع مقاومة تتلك الأدلجة، التي لا يمكن أن تتحول إلى دين، كما يريد ذلك الإقطاع. وكما يسعى إلى ذلك مؤدلجو الدين لصالح الإقطاع.
فتحرر المرأة من السيطرة الإقطاعية، لا يتحقق إلا بالتحرر من الإيديولوجية الإقطاعية، التي تحتاج إلى تفكيك مستمر، وإلى مقاومة مستمرة، لأنها تبقى مستمرة في المجتمع، رغم التحول الذي يعرفه في اتجاه البورجوازية، أو البورجوازية التابعة، التي تختلف إيديولوجيتها كثيرا عن إيديولوجية الإقطاع.
3) وفي حالة قيام البورجوازية الليبرالية، أو البورجوازية الصغرى، بمحاربة الإقطاع، فإن على المرأة أن تنخرط في هذا الصراع، من أجل التحرر من الإيديولوجية الإقطاعية؛ لأن الإيديولوجية البورجوازية أكثر تحررا من الإيديولوجية الإقطاعية. وليبرالياتها، وإن كانت تدفع بالمرأة إلى تسليع نفسها، فإنها تشعر المرأة بحقها في ممارسة حريتها، بل وتدفعها لممارسة تلك الحرية.
وأهم ما تقوم به الإيديولوجية البورجوازية، هو العمل على تنفيذ الأطروحات التي تقوم عليها الإيديولوجية الإقطاعية؛ لأن إزالة الإيديولوجية الإقطاعية، أو شبه الإقطاعية الجاثمة على صدور مواطني البلدان ذات الأنظمة التابعة، وفي مقدمتها البلدان العربية، وباقي بلدان المسلمين. تعتبر مسألة ذات أولوية خاصة، تقتضي تفعيل الإيديولوجية البورجوازية، من أجل مساهمتها في تحديث المجتمعات المختلفة، عن طريق إيجاد بنيات تحتية مناسبة، ومساعدة في إيجاد بنيات فوقية متناسبة معها، حتى يتم تحديث الفكر، والإيديولوجية، تبعا لتحديث البنيات التحتية. والمرأة لابد أن تستفيد من هذا التحديث، بناء على تحديث عقلية الرجل، وتحديث الحياة العامة: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية. وحينها لابد أن يصير استمرار بقايا الإيديولوجية الإقطاعية مجرد محاولة للمقاومة، من أجل الاستمرار بدعم من البورجوازية التابعة، ومن الدول ذات الأنظمة التابعة، ومن الإمبريالية نفسها، التي تدعي محاربتها للإرهاب المادي، والمعنوي، من أجل تضليل الكادحين في كل أنحاء العالم، الذي يعاني من الاستغلال الإمبريالي للبشرية، عن طريق صندوق النقد الدولي، والبنك الدولي، والشركات العابرة للقارات، التي تضعف قدرة البورجوازية الليبرالية، والبورجوازية الصغرى على محاربة الإيديولوجية الإقطاعيةن التي تساهم بشكل كبير في تهيئة البلدان ذات الأنظمة التابعة، لقبول الاستغلال الإمبريالي، مما يجعل معاناة المرأة، و دونيتها مستمرة في هذه البلدان.
4) ولذلك، فالصراع الإيديولوجي ضد الإيديولوجية الإقطاعية، ليس كافيا وحده، بل لابد من انخراط المرأة في الصراع السياسي الهادف إلى وضع حد للاستبداد الإقطاعي المتخلف، الذي يقف وراء فرض استمرار الإيديولوجية الإقطاعية. والصراع السياسي يقتضي وجود برنامج للنضال الديمقراطي: الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والمدني، والسياسي، تناضل من أجل تحقيقه الأحزاب الديمقراطية، والنقابات، والجمعيات في إطار جبهة للنضال من أجل الديمقراطية، تقوم بتحفيز جميع أفراد المجتمع، بمن فيهم النساء، للانخراط في ذلك النضال، وتعمل على تحقيق بنود ذلك البرنامج، الذي يقتضي تحقق دستور ديمقراطي، وإجراء انتخابات حرة، ونزيهة، وإيجاد مؤسسات تمثيلية، تعكس احترام إرادة المواطنين، وتعمل على إفراز حكومة تقوم بخدمة مصالحهم، والعمل على تمكين جميع المواطنين من التمتع بحقوقهم الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية، حتى تتحقق إنسانيتهم، ليسقط بذلك الاستبداد الإقطاعي، الذي يتراجع إلى الوراء، وتصير الديمقراطية متخللة للحياة اليومية، وفي نسيج المجتمع، وفي جميع المجالات، وعلى جميع المستويات، وتصير المرأة في إطار تلك الديمقراطية سيدة نفسها. ومالكة لأمرها، ومقررة لمصيرها، وساعية إلى تحقيق مساواتها بالرجل في كل المجالات، وفي جميع مناحي الحياة.
#محمد_الحنفي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
من أجل ريادة المرأة، أو الأمل الذي لازال بعيداالجزء الخامس:.
...
-
من أجل ريادة المرأة، أو الأمل الذي لازال بعيداالجزء الخامس:.
...
-
من أجل ريادة المرأة، أو الأمل الذي لازال بعيداالجزء الخامس:.
...
-
من أجل ريادة المرأة، أو الأمل الذي لازال بعيداالجزء الخامس:.
...
-
من أجل ريادة المرأة، أو الأمل الذي لازال بعيدا الجزء الخامس.
...
-
الأمازيغية / الأصولية، أو العملة ذات الوجهين.....20
-
الأمازيغية / الأصولية، أو العملة ذات الوجهين.....19
-
الأمازيغية / الأصولية، أو العملة ذات الوجهين.....18
-
الأمازيغية / الأصولية، أو العملة ذات الوجهين.....17
-
الأمازيغية / الأصولية، أو العملة ذات الوجهين.....16
-
الأمازيغية / الأصولية، أو العملة ذات الوجهين.....15
-
الأمازيغية / الأصولية، أو العملة ذات الوجهين.....14
-
الأمازيغية / الأصولية، أو العملة ذات الوجهين.....13
-
الأمازيغية / الأصولية، أو العملة ذات الوجهين.....12
-
الأمازيغية / الأصولية، أو العملة ذات الوجهين.....11
-
الأمازيغية / الأصولية، أو العملة ذات الوجهين.....10
-
الأمازيغية / الأصولية، أو العملة ذات الوجهين.....9
-
الأمازيغية / الأصولية، أو العملة ذات الوجهين.....8
-
الأمازيغية / الأصولية، أو العملة ذات الوجهين.....7
-
الأمازيغية / الأصولية، أو العملة ذات الوجهين.....6
المزيد.....
-
وزيرة الخارجية الألمانية: روسيا جزء من الأسرة الأوروبية لكنه
...
-
الوكالة الوطنية توضح حقيقة زيادة منحة المرأة الماكثة في المن
...
-
ما حقيقة اعتقال 5 متهمين باغتصاب موظف تعداد في بابل؟
-
مركز حقوقي: نسبة العنف الاسري على الفتيات 73% والذكور 27%
-
بعد أكثر من عام على قبلة روبياليس -المسيئة-.. الآثار السلبية
...
-
استشهاد الصحافية الفلسطينية فاطمة الكريري بعد منعها من العلا
...
-
الطفولة في لبنان تحت رعب العدوان
-
ما هي شروط التقديم على منحة المرأة الماكثة في البيت + كيفية
...
-
الوكالة الوطنية تكشف حقيقة زيادة منحة المرأة الماكثة في البي
...
-
تحديد عيب وراثي رئيسي مرتبط بالعقم عند النساء
المزيد.....
-
الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات
/ ريتا فرج
-
واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء
/ ابراهيم محمد جبريل
-
الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات
/ بربارة أيرينريش
-
المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي
/ ابراهيم محمد جبريل
-
بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية
/ حنان سالم
-
قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق
/ بلسم مصطفى
-
مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية
/ رابطة المرأة العراقية
-
اضطهاد النساء مقاربة نقدية
/ رضا الظاهر
-
تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل
...
/ رابطة المرأة العراقية
-
وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن
...
/ أنس رحيمي
المزيد.....
|