أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جواد البشيتي - الظواهري.. لسان يبحث عن آذان!














المزيد.....

الظواهري.. لسان يبحث عن آذان!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 1854 - 2007 / 3 / 14 - 11:22
المحور: القضية الفلسطينية
    


ليس مهمِّا، في زمننا الإعلامي الغنيَّة أهميته عن الشرح، أن يسمع صوتك، ويرى صورتك، ملايين من المستمعين والمشاهدين، فهذه الظاهرة الإعلامية، والتي تعكس، في جانب منها، شيوع وانتشار ما يشبه "الاسترقاق الإعلامي" لبصائر وأبصار وأسماع الناس، غدت مألوفة ليس في الغناء فحسب، وإنَّما في السياسة.. وفيها على وجه الخصوص، فكم من "الساسة"، الذين اكتشف معدنهم أبو العلاء المعرِّي، لَمَعَت نجومهم في "الفضاء الإعلامي" وهُم الذين ليسوا بنجوم في سماء السياسة حتى نتحدَّث عن أفولها؟!

المهم الآن، وأكثر من ذي قبل، أن يقع كلامكَ الذي تبثه أمُّ الفضائيات العربية، أي فضائية "الجزيرة"، على أسماع جمهور تشبه سمعكَ، وإلا حلَّ بكَ، وبخطابكَ، الذي تتوهَّم أنَّ أهميته التاريخية لن تقل، إنْ لم تَزِدْ، عن أهمية خطاب طارق بن زياد فاتح الأندلس، ما حلَّ بإمام "أهل السنَّة" المعصوم أيمن الظواهري، وبخطابه، في فلسطين، التي تحدَّته، وتحدَّت سيِّده، المؤسِّس الروحي لـ "المجتمع الطالباني"، الشيخ أسامة بن لادن، على أن يشتريا بالدم ولو شبرا واحدا من هذا الجزء العزيز من "ديار الإسلام"، والذي كَثُر "باعته"، وكان آخرهم قيادة "حماس"، التي "باعت"، مع "بيعها معظم فلسطين لليهود"، "التحاكم إلى الشريعة" إذ قَبِلَت، بتوقيعها "اتِّفاق مكة"، نَبْذ الاحتكام إلى "سيف الجهاد" في نزاعها السياسي مع "العلمانيين"، و"المرتدين"، من "فتح".

كان الظواهري يعلِّل نفسه بوهم أن، يستمر "الاقتتال"، ويحتدم، حتى يَدْخُل الفلسطينيون في "سلفيته الجهادية" أفواجا، ويُنْعِم الله عليهم بـ "إمارة إسلامية" من نمط تلك التي أقيمت في الأنبار إذ نجحت الولايات المتحدة في إعادة العراق إلى "العصر الحجري"، في معناه الفكري والثقافي والأخلاقي.

قبل أن ينطق كفرا صمت دهرا.. وكان صمته يُعبِّر عن رضاه عن الدم الفلسطيني الذي يسيل غزيرا في اقتتال أحبَّ أن يرى فيه بَذْراً لبذور "إمارة غزة الإسلامية"، التي منها ستنطلق جحافل المسلمين في كل اتِّجاه.

ما الذي أراد الظواهري أن يقوله للذين يتوهَّم أنَّهم قاب قوسين أو أدنى من اعتناق فكره الظلامي، الذي ما كان ممكنا أن تقبل قبائل قريش الاستنارة به، إذ قال مخاطبا "الأمَّة" التي لا وجود لها إلا في أوهامه "عظَّم الله أجرك.. "؟ أراد أن يقول "إليكم تجربة جديدة تُثْبِتُ فيها جماعة الإخوان المسلمين مع فَرْخها في فلسطين (حركة "حماس") عجزها عن أن تكون مثل القاعدة لجهة الاستمساك بالتحاكم إلى الشريعة في الموقف من إسرائيل، ومن العلمانيين والمرتدين في ديار الإسلام.. وما عليكم، بالتالي، إلا أن تمدُّوا القاعدة المؤتمنة على أهل السنَّة بالرجال والمال..".

لقد أرْعَد الظواهري وأبْرَق؛ ولكن لا غيم من غيومه الطالبانية في سماء فلسطين حتى تُمْطِر عليها، وكأنَّه يخاطِب أهلها بلغة أعجمية، ففلسطين بالنسبة إليهم هي الوطن الذي لا يمكن "تديينه"، فهو لأبنائه جميعا، لا فَرْق دينيا بينهم يمكن أن يُتَرْجَم بفرق في حقوق المواطنة، وفي حق التملُّك للوطن، الذي لا يملكه إلا مَنْ، في طبعه وطبيعته، لا يستطيع بيعه.

والفلسطينيون عرفوا من المعاناة، بأوجهها كافة، ما جعل لديهم من الحكمة ما يكفي لجعلهم بمنأى عن التحاكم إلى غير ما يدرأ المخاطر عن حقوقهم القومية، وعن حقهم في التطوُّر الديمقراطي والحضاري، فبين زمنهم وزمن الظواهري أزمنة وأزمنة لا يقوى خطابه على اجتيازها إلى عقولهم وقلوبهم ولو تولَّت "الجزيرة" بثِّه؛ وكلماته إنْ صَلُحَت فإنَّما تصلح لراعٍ يقود قطيعا من الغنم في "تورا بورا"!



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تغيير حقيقي أم خديعة؟!
- الانتخابات في مناخ -الفقر الديمقراطي-!
- اليوم -حَبْس- وغداً.. !
- -روح إسرائيلية- لإحياء -المبادرة العربية-!
- فيلم -هيكل سليمان الضائع-!
- -اتفاق مكة-.. و-أهل مكة-!
- صورة الحرب إذا ما نشبت!
- بعضٌ من الثقافة التي رضعنا!
- -الشريك الفلسطيني-.. هل عاد إلى الوجود؟!
- عباس وهنية في خطَّين متوازيين!
- كوريا وإيران.. فَرْق أعظم من الشبه!
- مسطرة -المجلس الأعلى للإعلام-!
- نُذُر حرب جديدة!
- ساعة المخاض لسلطة -فتحماس-!
- في جدل العلاقة بين -الذات- و-الموضوع-
- بند -الاعتراف- في -الحوار المكِّي-!
- شلال دمٍ من أجل -عَظْمَة-!
- الطريق التي افتتحها اجتماع -الرباعية-!
- ثلاث سنوات من الجَزْر الديمقراطي!
- والمفتي إذ أفتى!


المزيد.....




- السعودية تعدم مواطنا ويمنيين بسبب جرائم إرهابية
- الكرملين: استخدام ستورم شادو تصعيد خطر
- معلمة تعنف طفلة وتثير جدلا في مصر
- طرائف وأسئلة محرجة وغناء في تعداد العراق السكاني
- أوكرانيا تستخدم صواريخ غربية لضرب عمق روسيا، كيف سيغير ذلك ا ...
- في مذكرات ميركل ـ ترامب -مفتون- بالقادة السلطويين
- طائرة روسية خاصة تجلي مواطني روسيا وبيلاروس من بيروت إلى موس ...
- السفير الروسي في لندن: بريطانيا أصبحت متورطة بشكل مباشر في ا ...
- قصف على تدمر.. إسرائيل توسع بنك أهدافها
- لتنشيط قطاع السياحة.. الجزائر تقيم النسخة السادسة من المهرجا ...


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جواد البشيتي - الظواهري.. لسان يبحث عن آذان!