|
من أجل ريادة المرأة، أو الأمل الذي لازال بعيداالجزء الخامس:.....3
محمد الحنفي
الحوار المتمدن-العدد: 1851 - 2007 / 3 / 11 - 13:17
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
إهداء: إلى زوجتي،وأم أولادي:لطيفة،التي تناضل من أل حقوق المرأة،
إلى كل امرأة ناضلت من أل أن تصون كرامة بنات جنسها.
إلى كل امرأة باعتبارها أما،وأختا وزوجة، وبنتا، تحرص على أن تنال تقدير الناس لها.
إلى فاما التي تستحق تقدير الشعب المغربي لاختيارها اعتناق قضاياه الكبرى بدل الانزواء في بيت الزوجية حتى ماتت.
إلى الرابطة الديمقراطية لحقوق المرأة.
من اجل مواجهة جحافل الظلام.
من اجل امرأة بكافة الحقوق في جميع أنحاء العالم.
محمد الحنفي
علاقة المرأة مع نفسها:.....3
8) وكنتيجة لكونها ضحية تلك الإيديولوجيات فإنها تقبل بحالة التهميش، التي تعاني منها على جميع المستويات: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية، وفي جميع البلدان ذات الأنظمة التابعة، بما فيها البلدان العربية، وباقي بلدان المسلمين.
فهي تعاني من التهميش الاقتصادي، الذي يجعلها دائما في حاجة إلى الرجل الذي ينقذها من الهلاك، ويوفر لها حاجياتها الضرورية، والكمالية، وبرغبته هو، وبإرادته؛ لأنه هو الذي يختار لها ما تأكل، وما تلبس، وأين تسكن، وما نوع الحلي الذي تتزين به، وأين تذهب، ومع من تتعامل، وما هي الإمكانيات التي تكون رهن إشارتها، وبمن تتزوج، وكم تتلقى من الصداق؟ وهل يمكن أن تتصرف فيه؟ أم أنه يذهب إلى زوجها، أو أخيها؟ و لا رأي لها في ذلك.
وهي تعاني من التهميش الاجتماعي، لكونها تحرم من التعلم، ولا تتعلم كغيرها من نساء البلدان المتقدمة، وإذا كتب لها أن تدخل المدرسة فبإرادة أبيها، أو وليها، وما هو المستوى التعليمي الذي تتوقف عنده؟ وهل تستمر في التعليم إلى النهاية؟ أم لا؟ وهل تتمتع بالحماية الاجتماعية، والحماية الصحية؟ أم لا؟ وهل في الإمكان أن تعمل عملا معينا؟ أم أنها تبقى محرومة من ذلك العمل؟ فالرجل وحده هو الذي يقرر مصيرها، ولا شأن لها هي بنفسها، لأنها ليست إنسانة لها حقوق تتمتع بها.
وهي تعاني من التهميش الثقافي، عندما تصير مهمشة على المستوى الثقافي، بإنتاج القيم التي تكرس دونيتها، وبالعمل على جعلها حاضرة في الأعمال الثقافية المستهلكة بدونيتها، وبحرمانها من المساهمة في إنتاج ثقافة جادة، ومسئولة، ترفع من قيمتها، وتجعل بنات جنسها يحرصن على التحلي بقيم الحرية، والديمقراطية، والعدالة الاجتماعية، التي تتحقق في إطارها المساواة بين الرجال، والنساء.
وهي تعاني من التهميش المدني، لأنها حسب القوانين، والعادات، والتقاليد، والأعراف، وسائر المسلكيات الاجتماعية، يجب أن تكون دون مستوى الرجل، لا ترتفع إلى مستواه في الحياة العامة، وحسب العادات، والتقاليد، والأعراف، وأمام القانون، وفي تقديم، وتلقي الخدمات العامة، حتى تتكرس دونيتها المدنية على أرض الواقع.
وهي تعاني من التهميش السياسي، لا يسمح لها بالتصويت، أو الترشيح، ولا تنخرط في الأحزاب السياسية، ولا في الجمعيات، والنقابات، ولا تتحمل المسؤوليات الحكومية إلا في إطار ديمقراطية الواجهة.
لأنه، بذلك التهميش، الذي يفرض عليها، وفي جميع المجالات، وجميع البلدان ذات الأنظمة التابعة، يمكن إبقاء المرأة خاضعة للرجل، لا تقوى على رفع رأسها أمام الرجل، الذي يصير سيدا للمرأة بدون منازع.
9) وهي لا تقتنع بأيديولوجية التحرر التي تعدها للانخراط في النضال الديمقراطي، من أجل انعتاقها من أسر التخلف الذي يفرض عليها، لأنها تعاني من الحصار الإيديولوجي، بسبب وقوعها تحت طائلة الإيديولوجيات المتخلفة: الإقطاعية، والبورجوازية، والمنبثقة عن أدلجة الدين الإسلامي، التي تتوفر على الإمكانيات الكبيرة، والضخمة، التي تستغل لإشاعة تلك الإيديولوجيات، ولجعلها حاضرة في المجتمع ككل، ومتمكنة من جميع أفراد المجتمع، الذين ينساقون وراءها باعتبارها هي الإسلام، وهي العادات، والتقاليد، والأعراف. وفي المقابل، فإن إيديولوجية التحرر، لا تقوى على الإمكانيات الضخمة، ولا تملك الوسائل اللازمة، المساعدة على إشاعة إيديولوجية التحرر. والحركات المالكة لتلك الإيديولوجيات، تعاني من الحصار، ومن القهر، على جميع المستويات، وفي جميع البلدان، ومهما كان الواقع في حاجة إلى تلك الإيديولوجية. ويكفي أن نقف على أن الفضائيات المبثوثة ذات الأنظمة التابعة، لا نكاد نجد من بينها فضائية واحدة تنفرد بإشاعة قليل من إيديولوجية التحرر. في الوقت الذي تعمل فيه جميع هذه الفضائيات على إشاعة الإيديولوجيات المتخلفة، ومن خلال مختلف البرامج، بما فيها البرامج التي تسمى ثقافية بالخصوص، حتى لا تصير وسيلة لجعل المرأة تمتلك وعيها بضرورة التمتع بحقوقها الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية، التي هي عنوان حريتها. فإيديولوجية التحرر هي إيديولوجية جميع الكادحين، و هي إيديولوجية الشعوب المقهورة، وهي، في نفس الوقت، إيديولوجية المرأة المعانية من الدونية، ولا بد في يوم ما أن تصير سائدة على أرض الواقع.
10) ونظرا لأن المرأة لا تقتنع بأيديولوجية التحرر، فإنها لا تتهيأ لحماية نفسها من الإكراه اليومي، الذي تتعرض له. فالمرأة في الحياة اليومية تتحمل أعباء الأسرة برمتها، وجزءا كبيرا من أعباء المجتمع، وتسعى إلى المزيد من العطاء الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والمدني، والسياسي، إذا أتيحت لها الفرصة، لإغناء الحياة، ولجعل جميع الناس يحرصون عليها. إلا أنها تتعرض للمزيد من الإهانات، ومن الدونية، ومن التخلف، وتبقى معرضة لكافة الأخطار، التي تستهدف السيطرة عليها، وإبقاءها غارقة في التخلف المهين بالواقع، في جميع المجالات، وفي جميع مناحي الحياة. وهي بذلك لا تعمل على حماية نفسها، من تلك الأخطار؛ لأنها تفتقد الوعي بنفسها، وتعجز عن أن تمتلك ذلك الوعي.
ولذلك فالمرأة في علاقتها مع نفسها تجد نفسها مضطرة لقبول ما يمارس عليها في إطار الأسرة كزوجة، وكأم، وكبنت، وكأخت، وكعمة، وكخالة، فلا شيء يجعلها تشعر بمكانتها، وباحترامها كامرأة، إلا ما تقتضيه العادات، والتقاليد، والأعراف، لاستهدافها بالإيديولوجيات المتخلفة، ولحاجتها إلى القبول بالأمر الواقع كما هو، وكما تكرسه تلك الإيديولوجيات، وكما يرضخ إليه الرجل نفسه، مهما رغب في ممارسة المرأة لحريتها، والتمتع بحقوقها المختلفة.
فهل تستطيع المرأة اختراق المسلكية العامة للمجتمع؟
هل تستطيع أن تحولها إلى مسلكية تحترم المرأة و تقدرها كإنسانة؟
هل تحافظ عليها كمسلكية إقطاعية تستهدف اعتبار المرأة مجرد متاع؟
هل تسعى إلى تحويلها إلى مسلكية بورجوازية تستهدف جعل المرأة مجرد سلعة؟
هل تقبل بصيرورتها مسلكية يفرضها مؤدلجو الدين الإسلامي؟
هل تعتنق المسلكية التحررية، التي لا ترضى بغير المساواة المتكاملة في الحقوق، وفي الواجبات، وفي التمتع بالحقوق الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية؟
هل تستطيع بلورة مسلكية اجتماعية تتناسب مع إنسانية المرأة في جميع البلدان ذات الأنظمة التابعة؟
هل تعمل على نقل المجتمع من واقع متخلف، إلى واقع متقدم، من خلال المسلكية العامة؟
#محمد_الحنفي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
من أجل ريادة المرأة، أو الأمل الذي لازال بعيداالجزء الخامس:.
...
-
من أجل ريادة المرأة، أو الأمل الذي لازال بعيدا الجزء الخامس.
...
-
الأمازيغية / الأصولية، أو العملة ذات الوجهين.....20
-
الأمازيغية / الأصولية، أو العملة ذات الوجهين.....19
-
الأمازيغية / الأصولية، أو العملة ذات الوجهين.....18
-
الأمازيغية / الأصولية، أو العملة ذات الوجهين.....17
-
الأمازيغية / الأصولية، أو العملة ذات الوجهين.....16
-
الأمازيغية / الأصولية، أو العملة ذات الوجهين.....15
-
الأمازيغية / الأصولية، أو العملة ذات الوجهين.....14
-
الأمازيغية / الأصولية، أو العملة ذات الوجهين.....13
-
الأمازيغية / الأصولية، أو العملة ذات الوجهين.....12
-
الأمازيغية / الأصولية، أو العملة ذات الوجهين.....11
-
الأمازيغية / الأصولية، أو العملة ذات الوجهين.....10
-
الأمازيغية / الأصولية، أو العملة ذات الوجهين.....9
-
الأمازيغية / الأصولية، أو العملة ذات الوجهين.....8
-
الأمازيغية / الأصولية، أو العملة ذات الوجهين.....7
-
الأمازيغية / الأصولية، أو العملة ذات الوجهين.....6
-
الأمازيغية / الأصولية، أو العملة ذات الوجهين.....5
-
الأمازيغية / الأصولية، أو العملة ذات الوجهين.....4
-
الأمازيغية / الأصولية، أو العملة ذات الوجهين.....3
المزيد.....
-
تقرير أممي: جرائم العنف الأسري تقتل امرأة كل 10 دقائق في الع
...
-
ابتكارات لمكافحة العنف ضد النساء في مناطق النزاع والحروب
-
بيان حملة 16 يوم لإنهاء العنف ضد النساء: ثلاثون عامًا على مت
...
-
اعتقال دعاء الأسدي…وملاحقة نساء الانتفاضة
-
الوكالة الوطنية بالجزائر توضح شروط منحة المرأة الماكثة في ال
...
-
الاعتداءات الجنسية ضد النساء في العراق تسجل أرقاما مرعبة
-
الشباب.. مفتاح مكافحة العنف ضد النساء
-
الحياة الواقعية تحت وطأة الصراعات.. المرأة اليمنية في أدب وج
...
-
سن التقاعد للنساء في الجزائر 2024 الجريدة الرسمية بعد أخر ال
...
-
المجلس الوطني يدين جرائم الاحتلال ضد المرأة الفلسطينية ويطال
...
المزيد.....
-
الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات
/ ريتا فرج
-
واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء
/ ابراهيم محمد جبريل
-
الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات
/ بربارة أيرينريش
-
المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي
/ ابراهيم محمد جبريل
-
بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية
/ حنان سالم
-
قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق
/ بلسم مصطفى
-
مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية
/ رابطة المرأة العراقية
-
اضطهاد النساء مقاربة نقدية
/ رضا الظاهر
-
تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل
...
/ رابطة المرأة العراقية
-
وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن
...
/ أنس رحيمي
المزيد.....
|