|
المرأة والحرمان من السلطة؟!
محمود حمد
الحوار المتمدن-العدد: 1851 - 2007 / 3 / 11 - 13:15
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
في احتفال آذار عام 1976 بعيد المرأة، وجهنا سؤالا لـ"الرفيق" زكلادين* : لماذا لم "تنتخب" أية "رفيقة" لعضوية المكتب السياسي منذ تأسيس حزب البلاشفة حتى يومنا؟وانتم أكثر الحركات تصطخب شعاراتها بحقوق المرأة ومساواتها بالرجل؟ تجاوز سؤالنا مازحا..وأجاب: لم يحصل إن تقلدت امرأة في أمريكا مسؤولية قيادية في إدارة الدولة؟! ومنذ ذلك التاريخ تقلدت نساء كثيرات مسؤوليات قيادية أساسية في الدول الرأسمالية..والى اليوم لم تتسلم أية امرأة المسؤولية القيادية في روسيا حتى بعد زوال الاتحاد السوفييتي، وصعود من يطالبون بالحرية على النمط الغربي. يقول بعض المنظرين الماركسيين إن روسيا لم تكن مؤهلة من حيث التطور الاقتصادي لبناء الاشتراكية عندما أطاح البلاشفة بالقيصرية عام 1917. يتطاير الشرر من عقول "فقهائنا" عندما تطرح مسألة العلاقة بين المرأة والسلطة ..ويأتي الجواب جاهزا وقاطعا "لاولاية للمرأة في الإسلام!".. وفي بلدان إسلامية ذات مستوى نمو اقتصادي متدني مثل بنغلاديش والباكستان وكذلك في الهند المجاورة انتخب "المسلمون" امرأة لقيادة الدولة ، وتقود المعارضة امرأة أخرى!؟ فرضت الولايات المتحدة على لجنة صياغة الدستور العراقي نسبة مئوية لعدد النساء في البرلمان العراقي على أن لا تقل عن 25% من عدد أعضاء البرلمان.. وهذه النسبة غير متوفرة في الكونغرس أو مجلس النواب الأمريكي!.. في الأمم المتحدة أكثر من مئة وأربعين دولة ..كم عدد الدول التي "تقودها امرأة" ؟! ..مع العلم إن البيانات الإحصائية تشير إلى أن عدد الإناث يفوق عدد الذكور في معظم بلدان العالم؟!. في أحزابنا الثورية، وأحزابنا الوراثية، وأحزابنا التراثية، وأحزابنا الصمغية، وأحزابنا الطحلبية،وأحزابنا الشللية، وأحزابنا الصنمية، ..هل يوجد حزب تقوده امرأة؟!..وكم عدد النساء في قيادات تلك الأحزاب؟! في احتفالات اليوم العالمي للمرأة التي عرضتها شاشات التلفاز في مختلف بلدان العالم ،كانت الصفوف الأمامية للمحتفلين محجوزة للرجال من علية القوم!؟. هذه بعض من مفارقات زماننا ومفارقات التاريخ أكثر عورة من حاضرنا. ما السبب؟ مستوى التطور الاقتصادي ؟ فالبلدان "المتخلفة" متقدمة في اختيارها لبنات شعبها لقيادة الدولة، والبلدان "المتقدمة" متخلفة في الإفساح للمرأة كي تؤدي دورها الطبيعي في إدارة الدولة! الدين؟ يختار المسلمون في بلدان مثل بنغلاديش وباكستان قيادة لهم من بين نسائهم رغم تحريم ولاية المرأة في الإسلام (وفق رأي الفقهاء) ، ولم تتقلد النساء قيادة بلدان "ديمقرطية"وعلمانية أوربية – باستثناء تجربة السيدة تاتشر- . التكوين الفسلجي للمرأة؟ حسب تشخيص العقيد القذافي.. إن الصراع ضد الاستبداد ومواجهة أبشع أنواع التعذيب، والاضطهاد، والتجويع،والتشريد، وفقد الأبناء والأعزاء الذي واجهته النساء، ومنهن العراقيات، وثباتهن على قيمهن، ومبادئهن يؤكد قدرتهن "الفسلجية!"..نتيجة وعيهن ..على خطل هذه النظرية. يوم أمس جرت مقابلة مع عدد من المواطنين ومنهم امرأة "شعبية" تجاوزت الخمسين من العمر..أجابت على سؤال المذيعة .. عن الخطة الأمنية: يمه انه ما اقره وما اكتب .. بس إحنا نحتاج مدارس ..ومستشفى..وماء وكهرباء..وأمان..وشغل للأولاد.. أليست هذه المرأة أكثر وعيا، ومسؤولية وطنية،ورؤية تنموية، وموقفا اجتماعيا تقدميا من الكثير من سياسيينا الغارقين بالشعارات المظللة والغايات الهامشية الرخيصة؟ تردي وعي المجتمع؟ لاشك إن المجتمع المتخلف ينتج حركات سياسية، وحكام، ومعارضون لهم، من داخل نسيج ذلك المجتمع المتخلف، ولا يمكن أن يكونوا إلا طليعة لمجتمع متخلف ، والمستبدون هم مستبدون في مجتمع متخلف ومن مجتمع متخلف..وينتجون أساليبهم "المتخلفة" في الحكم، والمعارضة، والبناء، والهدم. إذا ماقورن بالمجتمع المتقدم اقتصاديا الذي ينتج علاقات اجتماعية متقدمة تعكس مستوى التطور الذي وصل إليه ذلك المجتمع..فطليعته هي طليعة مجتمع متقدم، ومستبدوه هم مستبدوا مجتمع متقدم، وتبعا لذلك أساليب التنمية، والمعارضة، والاستبداد. يحضرني حديث تلفزيوني لصدام حسين يرد فيه على منظمات حقوق الإنسان التي أدانت الأساليب المتبعة بالسجون العراقية بعد غزو الكويت ..قائلا: يريدوننا أن نتعامل من المحبوسين بحضارية وكأننا في الدنمارك .. فالمحبوس العراقي نرميه في غرفة عارية، ورطبة، وبدون فراش ويبقى أسابيع هكذا ..بل أكثر..ولم يتفوه بكلمة..بينما إذا قطعت الموسيقى عن الدنماركي سيعترف بكل شيء بعد اقل من ساعة!.. إن تاريخ الصراع السياسي في العراق يؤكد هذا التحليل، مثلما تؤكده الأزمات السياسية في البلدان المتقدمة، إذا ماقورنت تداعيات الخلافات السياسية بين القوى المتصارعة على الحكم في كلا المجتمعين. مالعمل؟ إن المجتمعات التي تؤمن للمرأة حقها في العمل – دون تمييز- هي وحدها التي تخطو بثبات نحو مجتمع متوازن تنمويا بالمعنى الواسع لمفهوم التنمية..وستتحيح الفرصة التاريخية للمجتمع ذاته للانتقال المتنامي من التخلف نحو التقدم..وتفسح في المجال لانبثاق قوى اجتماعية قيادية من كلا الجنسين وسيكون للمرا ة موضوعيا دورا قياديا ..تبعا لدورها في عملية التنمية الشاملة وقدراتها الذاتية القيادية كانسان منتج ومبدع ، وخلاف ذلك فان المرأة ستبقى – وسيلة- بيد أصحاب سلطة المال، والسلاح، والحكم ..لتزيين صورتهم أو تغطية عورات قبحهم وتفسخ أنظمتهم وتخلفها.و – سلعة – يستمتعون بها ويوئدونها متى شاءوا!. *زكلادين:الرجل الثاني في لجنة العمل الإيديولوجي بالحزب الشيوعي السوفييتي آنذاك.
#محمود_حمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
-فاتِكْ-* يفتكُ بالمتنبي مرة أخرى!؟
-
أوراق -مؤيد نعمة-...أقوى من نبوءة الحكام
-
لماذا يطالب الفنان(والمثقف)بما لا يطالب به السياسي؟!
-
تَرانيمُ الحُزنِ
-
إقصاء المثقف عن البناء الوطني يخلق فراغا يملأه التخلف والإره
...
-
لماذا اغفل الدستور العراقي احتياجات الثقافة والفن؟
-
الفنان العراقي بين مرحلتين-الفنان والحرية-2/21
-
في ذكرى رحيل الصديق الفنان فائق حسين-رحيل الفنان السومري الح
...
-
1/21 :/الفنان والاستبداد/الفنان العراقي بين مرحلتين/
-
التاسع من شباط1963
-
الازمنةُ العراقيةُ!
-
صِبيانٌ غابوا في مُنتَصفِ الدَربِ إلى-اللُقْمَةِ-!
-
بيتٌ -عليٍ- والفانتوم!
-
إمّا البيضةُ أوْ بَيتُ الطاعةِ؟!
-
و-إذا الايامُ أغسَقَتْ-(1) فَلا تَنسوا -حياة شرارة-!
-
لوحةٌ على جُدرانِ غُرفَةِ التَعذيبِ!
-
طِفلٌ قُرويٌّ يقرأُ ألواحَ الطينِ
-
لا يَصلِحُ لبلادِ النَهرينِ إلاّ السُلطانُ الجائِرُ؟!
-
-عمالُ المَسْطَرِ- (1) بضيافةِ -عُقْبَة - (2)
-
عبد الرحمنٌ ..كوَةُ ضَوءٍ في الظُلمةِ!
المزيد.....
-
فوز ترامب يهيمن على نقاشات قمة المرأة العالمية بواشنطن
-
قناة الأسرة العربية.. تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك أبو ظبي ش
...
-
إعلامية كوميدية شهيرة مثلية الجنس وزوجتها تقرران مغادرة الول
...
-
اتهامات بغسيل رياضي وتمييز ضد النساء تطارد طموحات السعودية
-
جريمة تزويج القاصرات.. هل ترعاها الدولة المصرية؟
-
رابط التسجيل في منحة المرأة الماكثة في المنزل 2024 الجزائر …
...
-
دارين الأحمر قصة العنف الأبوي الذي يطارد النازحات في لبنان
-
السيد الصدر: أمريكا أثبتت مدى تعطشها لدماء الاطفال والنساء و
...
-
دراسة: الضغط النفسي للأم أثناء الحمل يزيد احتمالية إصابة أطف
...
-
كــم مبلغ منحة المرأة الماكثة في البيت 2024.. الوكالة الوطني
...
المزيد.....
-
الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات
/ ريتا فرج
-
واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء
/ ابراهيم محمد جبريل
-
الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات
/ بربارة أيرينريش
-
المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي
/ ابراهيم محمد جبريل
-
بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية
/ حنان سالم
-
قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق
/ بلسم مصطفى
-
مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية
/ رابطة المرأة العراقية
-
اضطهاد النساء مقاربة نقدية
/ رضا الظاهر
-
تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل
...
/ رابطة المرأة العراقية
-
وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن
...
/ أنس رحيمي
المزيد.....
|