|
عشرة في الحروب وعشرة في تيه البحر ......مجموعة شعرية جديدة
طارق حربي
الحوار المتمدن-العدد: 1851 - 2007 / 3 / 11 - 06:44
المحور:
الادب والفن
الفهرست أخطط للعودة إلى وطني! شرق البصرة باصات الأرالّي مازلت دائخا من الحروب البعثيون الفاشيون إله السوق إلهي ..لقد عاد البعثيون إلى وزارة الداخلية! عشرة في الحروب وعشرة في تيه البحر تتيه الأشواق المجنحة حتى تكاد تلامس النجوم قصائد قصيرة طالت لحية بن لادن في هذا البلد الآمن رثاء أخي رثاء عقيل علي حجرٌ ملَبَّدٌ بالغيوم في الصيف النرويجي ساعات ليدوم حبهما طويلا يابنات النرويج ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أخطط للعودة إلى وطني! من وراء وسادة غالبا ماأزور وطني من وراء وسادة! فأسمع قرقعة السياط صاعدة نازلة نازلة صاعدة تجلد ضفاف الرافدين وكما في دور السينما العراقية تظلمُّ الدنيا وأصرخ عاليا: أريد أن أعود من وطني سالما!
شرق البصرة
عصف ودخان حتى وصل الترابُ الى نجوم الظهيرة!
إحكِ لي حكاية ياشبابي الممدود على طول الحدود!؟ - هل أفردتَ أجنحة طرتَ على سعة الكوكب!؟ طارتْ معك سنوات عمياء بين المدارات!؟
فوق الأرض الحرام رفرفت روحي من حذائي الثقيل على رأس العريف المنافق هوت فردة من حذائي الثقيل وكان مصبوغا بدمائي الطرية الأفقُ البعيدُ
كان الطاغية كلما جلس يكذب وراء (الميكروفونات) [ يقول : العراقيون شعب الذرى وليس شعب السفوح!!] أجل هاأنذا أطير فوق ذرى النخيل لكن بالمدفعية الثقيلة!!
عاليا عاليا... حلق الجنود ومن خلل الدخان رأيت الشوارع عامرة بالناس وابن جيراننا يقبل ابنة جيراننا الذين هبطوا مؤخرا من كوكب تائه
أكاد أسمع بين فواصل القبل مايقول الرضاب للرضاب في أول العهد بالحب!
دمعةً مالحةً ذرفتُ على نهر مالحْ!
يفرم ويقص يثلمُ يشقُّ الرجال والحديد يلصف منشار الحرب أنا رأيته يلصف ولم يخبرني أحد طويلا طويلا حتى لايكاد افق ينضد اسنانه!
مزقا مزقا يصعد ينزل كذلك الروح العراق كله كان يصعد ينزل ويختض الهواء بالبارود والوشايات الجبال بالأسلحة الصديقة تهتز والمعادية بحملات العمل الشعبي تنشف الأهوار ثمة الطيور تقفل أعشاشها وترمي المفاتيح في أعالي الأنهار وهل بقي شيء إلا الفضاء العاري كيف إذن ألمّه بنظرة أقسمه بوعد!!؟
في الغرف والممرات على بلاط المستشفيات من يقدر أن يحصي دماء المُجرَّحينَ!؟ ملغز أحمر وجه الطبيب والشراشف وكلما انخفض الهواء ذو الأجنحة المتكسرة أكثر وأكثر تصبح له ماللزوجة الدماء المتكررة في الضماد وكلما انحنينا قليلا أعني كلما صبرنا على الطائرات والمؤامرات والثورات والإنقلابات طال أمد الحروب في بلادنا وهوت بالأجنة من البطون الجرحى من الأسرة من أبراج الدبابات هوت بغيرهم ساعات نحس طارت بهم سرفات حطت بهم ناقلات الجنود على أثر ومضوا بلا أثر
أمة بكامل عقلها رمت وراء السواتر بثقلها تأريخها وجغرافيتها خطباء جوامعها آثامها خطاياها ضحكات بناتها مجانينها عقلائها حاضرها ومستقبلها وراحت تنفخ هواءها في جمرها فلاتنطفي الحروب سنة 1986 وقفت دمائي في باحة مستشفى البصرة الجمهوري، وصاحت بأعلى صوت من في البلاد : يامغيث أغثنا، ياواهب الحياة امحوا لغة الموت من دفاتر أطفالنا، واعطنا أملا واحدا، إذا أصبح عليه الصباح نقول انتصرنا على آية الشر فيه!!، كانت الكلاب تهرُّ وتنبح بين الثلاجات التي تحفظ فيها وصايا الله بالإنسان، والنخيل وراء سياج المستشفى يتفطر قلبه وينحني، ثم انقطع الوصل بين السموات والأرض وبقي رجل من الناصرية بين مئات، باحثا بين ركام من صور القتلى بالكاميرا الفورية، وقوائم الأسماء عن طلعة واحدة لأخيه، عن الكلمات الأخيرة التي قالها وهو يصعد في القطار، عن الزوال في عينيه مرتسما وهو يترجل من رقيم إلى نيران آلهة الحروب 2005
باصات الأرالّي (كتبت بعد الإعلان عن اكتشاف باصات مليئة بالعراقيين في المقابر الجماعية)
شعرت أولا بخدر شديد سرى في جسدي كله وثقلِ الجبال في قدميَّ فكرتُ : لعل سقف بيتنا في دور الأرامل هوى على رؤوسنا من شدة القصف!
في الحقيقة لم يكن قصف كانت (الشفلات) تحفر في ليل العراق الطويل وثياب زيتونية اللون بالمسدسات تزيح بلاتردد كتلا هائلة من التراب لم تظهر على شاشة أو حاسوب!
تركنا البنادق في السهول وعلى المنحدرات وأمي أطفأت واحدة في الفرات ثم عادت من الينبوع بالذكرى الأليمة نفسها وكانت نساء سومر يبكين أمام فخذ الثور هل يسامحني الرب!!؟ هل أقولُ : السماء التي أفلتتْ من يدي كانتْ مغمضة العينين وحائرة في الهزيع الأخير من الليل!؟
إرتفعنا إلى فوق حيث لاأحد يسأل عنا! ثم انخسفنا إلى الأرض مع أطفالنا ودفاترنا ذكريات شواجيرنا طارت المخدات من الأحلام المخدات التي دوَّنَ عليها الصينيون : نوما هادئا أوتصبحون على خير التي لم تخسر في العراق حكمة الشرق بعدُ!!
غرقنا في التراب سمعت صوتا ينادي موجة ثانية وننزل إلى البرزخ بالثياب المدنية موجة ثالثة ونقابل السحرة السبعة في الأرالّي!!
لم نكن ننقب عن النفط في مجنون أو البرجسية لم تكن آثارنا بعد قد استقرتْ بين أيدي اللصوص من قلعة سكر والرفاعي لم يكن تمثال كوديا قد اشتراه السعوديون والكويتيون بأبخس الأثمان ولامستشرقة نرويجية لوحتْ وهي في الباص بقلادة عشتار قبل النزول إلى العالم السفلي
أظلمتِ الدنيا وضاق تنفسنا رويدا رويدا المرآة انكسرتْ والزجاجة التي طالما حفظتْ رفات العراق من الحاقدين إنغلق علينا باب الوطن إلى أبد الآبدين 24.9.2004 ــ إسم آخر للعالم السفلي، عالم اللاعودة.Aralli
مازلت دائخا من الحروب
أمسِ.. قبلما تبدأ الحروبُ وتضيء الأنوارُ الكاشفةُ قبرَ الجنيد كانت منحوتة الذهب على فمكِ تلمع يامليحةُ ولهاثك على صدركِ أطفأهُ الراعي تموز وتمر البصرة بين شفتيكِ الشهوة أجمعها : ياأكملها!
أمسِ.. لما تاه القمر على وجنتيكِ من عطرك المستوردِ كانت غيمة من عطرك المستوردِ تطوحت بباب المعظم وكنت إلى الطوابق العليا من الباصات أصعدُ لأشم عطر بغداد وأنكر على عاصمتي بارودها!
أمس.. وصرختي مأهولة بوجوه البشر الفانين في ليل الجنود الطويل على ظهر (الإيفا) الألمانية وماتمتمتْ به شفاه أمهاتنا المزرقة في المستشفيات وأكثر مما ينبغي في مرايا البلاد كانت السموات تهوي على رؤوسنا فتفرقنا تحت دوي طائرة أمريكية قالوا ستقذف حمولتها في الفرات
منذ ذلك اليوم ونحن نولد من زواج تأخر لآلهة البارود وامرأة لبثتْ عاقرا في دخان الحروبْ!
بالأمسِ.. في شرق العمارة خطفتْ صواريخ العالم المتحضر من وراء شحمة أذني صواريخ الانتخابات الديمقراطيات السياسيين المنافقين ممن يخطبون وراء (المكرفونات) هكذا مرة واحدة غابت شفتاك في المنعطفات غاب صوتك ياامرأة ولم يبقَ منه سوى خصلة شعر في كتاب العراق
أمسِ.. الغيوم العميقة بين عينيكِ تتبادل الأسرار ولعلك تتذكرين سحنتي قبل الزواج بأحلامنا حينما تسلق شبابي حليق الشاربين ظهر شاحنة في الغبار وفي المطارات البعيدة هبطت كهولتي محنية الظهر في المطارات البعيدة
أمس.. حينما انسحبت المدرعات إلى الثكنات وسلم كل جندي بندقيته إلى مأمور المشجب ثم أسرع إلى ثدي أمه في السهول والمرتفعات كانت مهج كثيرة أطفأتها أسلحة روسية الصنعِ كانت لغة جديدة تشكلت بين فرضة وشعيرة وأمة عراقية جمعت أشلاء قتلاها من البر والبحر
أمس حينما سألني الطبيب ماإذا كنت دائخا من الحروب أجبت بالنفي ذاتي وكينونتي!
البعثيون الفاشيون
1 هل ذهبتْ كلُّ النجماتِ إلى سُرُرٍ مقروراتْ!؟ إشتعلتْ قبلاتْ!؟ هل جَنَّ الليلُ!؟
2 أبيض وجه الليل على نظراتِ ملاكٍ مرتبكٍ حلَّ إزارا وفخذُ الشقراءَ التمعَ وشعشعَ بابٌ بالأضواء!
3 …تمنيتُ كثيرا أغمضتُ الأجفان على حلم وتمنيت كثيرا لو أنَّ مدافع شرق البصرة تخمدُ في أذنيَّ لأصيخَ السمعَ لموسيقى الأرواحِ الهائمةِ في ليل بلادي!؟
4 لو أني أنام وأصحو وأرى العالم ليس كما تتقهقر هذي الأرض أمام مفخخة!؟ لو أن الإرهابي الأهوج في وطني يصحو من حلم سليمانَ
5 إرتفعَ المجذافُ النشوانُ وَحَلَّقَ في الآفاقِ خيال : لاتلويه الريحُ الكأسُ المملوءة طوفانٌ لكن أيّ شراع لاتلويه الريحُ!؟
6 تلمستُ نهاري المنفوخَ بأحلام الفقراء وأنا أقف على ظهر الحوتِ أدخنُ سيكارة : خيطُ دخانٍ لايتبددُ هذا القدرُ المحبوكْ!
7 أبصر في ضحى نهار أمي.. نصفَ المدفونة بين ثلوج النرويج في حبِّ عليٍّ ذائبةً في حبِّ عليٍّ أسألها: إلى كم تحنينَ إلى منارات بعيدة!؟ وتطاردينَ في (حسينياتِ) أوسلو شبحَ ابن ملجمْ!؟
8 أسمع جاري اللاهو بالذكر ولاهو بالأنثى يتفلسفُ في الليل السكران : لوكانَ لديكم مجلس نواب!!؟
9 ملتحفا ظلّ سموات مائلة عما يصف الحيرانُ مرهفا السمع إلى قلب الأرض المحروقة أدفع عن نافذتي الثلجَ إلى أبعد مايمكنُ أن يدفعه المنفيّ لكي يخلد إلى النوم : السفن محملة بالأسلحة تبحر بعد قليل لتنفجر في الشرق العينان فناران تطلان من النافذة وأستقبل جيشا منكسرا أصرخ : هذا هو ثلج العالم! ثلج الأمم البائدة على قمصلتي العسكرية في ديزفول سنة 1980 ودموع فتاة إيرانية كان اغتصبها ضابط أرزاق الفرقة
10 أصفر وجه الدنيا الآثم مطعونا بالبشر الأفاقين بالقوادين من أقصى يمين حتى أقصى شمال لبيك إلهي مولاي وختمت العمر بنافذة تنحسر عنها الأمواجُ ويصعد فيها الثلج إلى حنجرتي ويبيض على حافتها غراب نرويجي أسود كان طرده (كنت همسن) من حقول الثلج البيضاء كذاكرة المنفيين!
11 لبيك إلهي مولاي وخاتمتي تيه في سطح الكوكب كان ترنح طويلا وسط ظلام في نوفمبر ويقشعر له جلد وبدنُ ونجوم مطفأة منذ الكأس الأولى وانفض السامر فلاجمر لكي تختض الروح ولاموقد نار ولا حتى كف حانية تأخذ من وحشة هذا الليل وترميها في البحر
12 البحر بعيد وانقطعت في صوتك أوتار
13 عن ثلج البوابات السبع إلى المجهول أزيحُ عُواءَ الذئب وشرارَ العينينِ لأرى من منفاي البارد وجه البعثيَّ الآثم أربدَ بمسدسه الحزبيّ يقسّم أرزاق الناس ويسوق الأرواحَ وراء تلال الموت!
14 بلادَ الذبح وكيف أصفكِ!!؟ أكثر مما امتلأت به عيناي وعشتُ وشاهدتُ من الستينات وحتى الألفينْ ومابعد مصائب أمس البعثيينْ… بلادَ الذبح إليكِ وعنكِ سأكتب : البعثيون الفاشيون رفعوا علوان إلى المروحة السقفية إلى حقبة دم فاحشة دخلت بالوطن الزنزاناتُ تآمرَ شيطان التهبت أرضنا بالنار حار الناسُ كثر الوسواسُ كتب التقرير السري وزعت (الكلاشنكوفات) على بيوت البعثيينَ ناح البلبل وفاض النهر بغرين أموات غرقى! 15 لم تقل الحق ديمقراطيات شتمها ولت ويتمن قبل مئة عام لم تقل الحق حتى انقطع الحبل هوى علوان الى مقبرة جماعية!
16 الفاشيونَ… دفنوا سيد وليد حيا في ضاحية أم العباس اقتادوا سحر الحامل في الشهر السادس إلى مبنى الأمن العامة في بغداد على عجل انطفأتْ شمعة ذي قار على عجل وكانت ريح عاتية أيبست الريق أيبستِ الرطب في بستان الحاج عبود هراواتُ الشرطة والساعاتُ والآهات المتكررة في الطعنات والدمع المغسول بامواج النهرين صلاة
17 أغمضت العينين على حلم مجروح وأسمع من منفاي لهاث ذئاب بشرية أصرخ من نافذتي فلايسمعني أحد : أقسم أن لن يصبح وطني كبيت الزانية في كلمات عمر بن العاص على مصر يؤتى من كل جهات الأرض!!
18 وفتحت العينين على سعة الدنيا الهاربة أمام مفخخة وتساءلتُ : لكن أين الأطيار إلى أي كهوف ولت هاربة تلك الأشباح!؟ والحبُّ!؟ أو مابقي من وله المحبوب على العثرات!؟ وكيف اجتمعت أزمان ودخان في راحة يد واحدة إذا انكفأت وازنها الموت بأخرى
21.9.2005
إله السوق
إلى نصر حامد أبو زيد
سيّانَ عندي : غَرَقتْ أوروبا في الظلامِ أو سبَّحَتْ للأرقام! أنا في العراق ملك متوج لغير هذه الذكرى وفي المنافي أقرأ الإسمَ
رافعا أكياسَهُ وبضائعَهُ بالرافعاتِ والعتلاتِ يَخطرُ أمامي إلهُ السوق فأرى عورتَهُ وأبتسمُ للغدِ الحيران وجنبي دولةٌ فاسدةٌ لايُنقّيها طَيفٌ ولامَوسمٌ يَغسلُ أدرانَها وفي الحياةِ الوجيزةِ ينهارُ صوتُ الملاك 7.10.2006
إلهي .. لقد عاد البعثيون إلى وزارة الداخلية! إلهي .. لقد عاد البعثيون إلى وزارة الداخلية! واحدا واحدا ثم رهطا فرهطا أيذبحوننا من جديد في العراق الجديد!!؟ أيسحلون الديمقراطية بالحبال والحرية بالنعال فيصفعون وجها عراقيا كريما!؟ أيحفرون لنا مقابر جماعية (بالشفلات) على مقاساتنا!؟ أم تراهم يتساهلون معنا قليلا : يتركوننا نتأمل حسب في السياط معلقة على حائط السجن!؟ بين مقابضها وسيورها كل تأريخ العراق بين مقابضها وسيورها! صرخة كل مغتصبة في قصر النهاية جرّعتها يدُ البعثي كأسَ السمِّ دم لكل شيوعي وكردي ودعوي شيَّعتهُ ملائكة بعد حفلة تعذيب إلى وادي السلام!
إلهي .. هذا العراق لايستقرُّ !! أين المفرُّ!؟ لامفرُّ ولاقرار!
نادينا الإنسان كان مشغولا بالفلوس! والطبيعة لم تستجب أين ذهبتْ طبيعتها وفطرتها!؟ وإلى وقت قريب كانت شفراتُنا الآدميةُ وأعشابُها يلتقيانِ قرب المصبات!
على إيقاع دمعة سريعة إنسكبنا من دواة الخلق: ظلال راكضة وأمواجٌ تعبتْ من الركض!
ساعدني إلهي كي أحلَّ هذا اللغز : المقدم الذي سجننا في انتفاضة آذار صار مديرا لأمن ذي قار! وعماقريب ينال رتبة لواء في المخابرات أو ربما سيربح مناقصة في المقاولات والرفيقُ أبو عروبة أسس حزبا من الشيعة الفقراء ووزع هبات الخليج : سيارة بهبهان عقالا وعادة التقبيل بالأنف وأشياء لاتفهمها فطرة العراقيين!
إلهي .. إيران إسلامك في الجنوب ولكيلا يستقر العراق أبدا كدستِ السلاحَ والملالي وقابضي الأرواح!
أما الدماء التي اصطبغتْ بها أرواح عبيدك من العراقيين منذ خمسين عاما وأكثر إلى الحدود هرولتْ على العكاكيز إلى الحدود إلى دول بحواس أبنائها تتشمَّمُ النفط وأخرى تستبيح الكلابُ نساءها دون أن يطرف جفن لآلهة
بين الرصاصة وجزمة المارينز نهضتْ أمة بين فرضة وشعيرة ولولا رمق أخير في سمواتنا لبنت خياما على قارعة الطريق لكن هل تعلمتْ من أبجديات دخانها!؟
أين المفرُّ إلهي من سُنَّةِ القتل على يد الفضائيات!؟ بالدولار قِطعان ملثمة بالدولار تقبض هائجة فالتة من كل عقيدة بشرية!
ألموت بزنس في العراق! الفرنسي يؤجل موته بينما فقراء بوذا يذبحون في حفرة ذبح النعاج!
والحياة على شاشة (الإنترنت) تسيل دما ورعبا على وجهها المقدس آثار قبضات الأصوليين بماذا هيئة علماء المسلمين مشغولة بعد ذبح الرهينتين الإيطاليتين!؟ أسأل وجها غاص في ليل بهيم : بماذا الشياطين مشغولة هذه الأيام!؟
إلهي .. هذا العراق لايستقرُّ !! أين المفرُّ!؟ لامفرُّ ولاقرار! 20.9.2004
عشرة في الحروب وعشرة في تيه البحر
إنمَحَقَ السَّحابُ واشتعلَ الظلامُ بالصُّراخِ والرّاجماتْ! وكمثل جحر ابن آوى في السهول أمسى العراقُ لولا الحنانُ في عينيكِ الوسيعتينِ (أسمِّيَهُ حنانَ العالمِ الأزليّ ) هَفتِ القلوبُ وصفقتِ الأيدي إجتازتْ راياتٌ جيوشٌ نعوشْ وكلَّما اشتعلَ دمي المثقلُ بالرصاص التفتُّ إلى الوراء أسألُ جنديا كانَ له مزاجُ فراشةٍ ونصفُ جناحٍ عن البلوى الحائمةِ في فضاءِ البيتِ والطيورِ الجاثمةِ على سياج الحديقةِ ومابالُ الجبالُ تهتزُّ كلَّما هَمَمْتُ أبصرُ أمي العليلةََ بالمناظير!؟ أوّلُ ماومضَ البرقُ في الإفقِ وانكسرَ الخزفُ اقتادونا من أيدي الأمهات إلى بحرِ النحاسِ وقالوا : المصير! وكانتْ عشرةٌ في الحروب وعشرةٌ في تيه البحر 12.10.2006 _________________________________________________ *إشارة إلى انتظار بنيلوب زوجها أوليس عشرين عاما : عشرا في حرب طروادة وعشرا في تيه البحر…(الأوديسه).
تتيه الأشواق المجنحة حتى تكاد تلامس النجوم
ليس لدينا بعدُ مانقوله للكلام الذي جلس بعيدا ينفخ على جروحه فلاتنطفىء.. كما لاتطيب نسمة إلا بشفاعة! في الماضي أقصد قبل أن تخطف أبصارنا الفلوس وتقل الحظوظ كان قلب الرجل يشعُّ وعاطفته تتلامع ويده إذا لامست يد محبوبته تتيه الأشواق المجنحة بين النجوم ويبدأ الهتك هل كان لدينا في تلك الأيام نبض آلهة الأولمب تلعب في الخيال أجنحتها فنعرف من زيتها وكتانها أنها مريضة وأن لدينا الكثير من الحب لنصرفه على الأوهام كي نحيا!؟ 12.2.2007
قصائد قصيرة 1 ليَ طفلان ألعبُ معهما لعبةَ جرّ الحبلِ بينما هما يمسكان النرويجَ من منتصف الطريق بين الثلوج وبيني يفلتُ مني طرف العراق شيئا فشيئا
2 آه.. كم شردنا العالمُ وجعلتنا ثلوج المنفى نبدو رماديين من الخوف ولانشبه سكان البلد الأصليين!
3 أقعى الوطن على ركبه الممسوحة من كثرة ماسجد للموت وشنق الطاغية
4 تبا للثكنات لعن الله مديريات الميرة والجيش سحقا للرتب العالية والأركان أولاد الخائبة : بتنا على بلاط بارد في العاصمة سنة 1976 ثم أخذونا في الفجر إلى التاجي لم تكُ حروب بعدُ ولاشركات سلاح الموتُ قليل
5 أحييكم على الهواء مباشرة من أوسلو عاصمة الحسينيات العراقية!
6 مع بخار الغلاّيات تتصاعد كراهية الأجانب في النرويج حتى تكادَ تنفجر الصدور!
7 معي لقطات مقربة للشمس قبل أن تنكسف بالإرهابيين والتكفيريين بغداد ويصّاعد دخانها في أعمدة
8 بين جوانحي لهبات من شموع سومر في معابدها قبلما تستعر نيران الحروب ويطبق صاروخ على رقبة المتحف
9 معي طيف من تمثال الحبوبي مازالت للآن تطارده أشباح الجنود البريطانيين من معركة الشعيبة ومدينة بأسرها تسبح في خيالي إذا أقبل المساء حلت ظفائرها على رائحة (الزحلاوي) الفائحة من الشط
10 أنا زارع الكروم في حدائقكم أنا صيحات المتعبدين في معابد ديونيزوس
11 كما لو انضربتْ سمواتٌ بأرض وتدحرجتْ كرات من اللهب أخذت تتقاذفها أحذية المارينز شيء من قبيل الإنفجار الكبير في علم الفلك أو حرب عالمية ثالثة وبغداد قلبها المائج بالنار
12 شكرا للنرويج حصدت مليارات الدولارات منذ توقف نفط بلادي عن التصدير
13 حانية في عينيكِ ماأدفأهما!؟ زرقاء... زرقاء... زرقاء تَسِعُ عَشْرَ شفاعات!
14 لاضحكاتك الصاخبة وراء المقود لابهرجة ألوان الأعياد في شارع karljohansgate ولاحتى موسيقى الجاز تقدر أن توقف سموات أن تهمي طوال العام رمادا
15 شكرا للبرد على طول الموجات! إلى أين يهاجر بنو الحيوان!؟ فتردُّهُ سُنُنُ الطبيعة مخفورا إلى أرض لايصدح فيها طير ولم لايستوحش قلب بني الإنسان ويجنُّ من البرد!؟
16 كم ظلت طافية في سدم لابلاس!؟ : ساقتها يمينا أنواء مجلدة عاصفة طوحتْ بها شمالا هويتُها في التأريخ راجتْ هذي المدن على ماشاع من الوهم فبقيت عزلاء الروح
17 يطيب لجارتي النرويجية الوقوف في الباب والتعاطف مع قضيتنا بصدر مفتوح!
18 باهر وهج المشاعل في القلعة وكنت ترقصين وترقصين حتى يراك الله في العري
19 شكرا لليلة بعد شراب سائغ للأيام التي كان لها مذاق الحصرم وليس العنبُ 20 أنا ممتن للطير على باب المرقص هاشا باشا هازا ذيله على طول السهرة ينتظرني حتى أسكر لكي يدلني على البيت!
طالت لحية بن لادن في هذا البلد الآمن
البعرة تدل على البعران بنادق عثمانية أفسدها البارود الأوروبي فأوقفها السلطان لخدمته وسيوف مازالت تمتشق حلم سليمان أخزى الله القرضاوي وآل سعود ومن والاهم ومن أكرم مثواهم إلى يوم الدين!! *** تطقطق مسبحته المئة والواحد في الباص في هذا الطقس الجامد الهامد تحت الصفر يلتفت الركاب : كأن رجوم شياطين انشق بها السقفُ وانطلقت بفتاوى شيوخ التكفير بمكة *** لما يسكر بالدم المسفوح ببغداد وبعقوبة يطلب من ظهر الناقة ناطحة سحاب! *** شوهاء مخضبة بالحناء أخذت من نجد وجها لفحته شموس الصحراء وأضناه الكبت الجنسيّ من كابول غطاء الرأس وجملة أحقاد طالت لحية بن لادن في هذا البلد الأمن والنرويج مازالت منشغلة بالواقي سعر الصرف وأكاذيب التلفزيون على الناس! ـــــــــــــــــــ 22.3.2007
رثاء أخي
خلا ناظري من طيفِهِ بعد شخصه فواعجبا للدهر فقدا على فقدِ (البحتري)
أكتبُ تحت لساني تذوب مرارات الثلج النرويجي : الناس نيام.. الأرض حرام لاوسط بين النيران وفوُّهة مائلة نحو عراق الذبح إذا مااشتبك جنود بالبارود إذا سموات الله انغلقتْ بعكاكيز المبتورينَ وروائح مدفونينَ إلى النصفِ
- صبغ (بسطاله) في صبح عاقرَ لايلد إلا صبحا عاقرَ وتوجه إلى حرب طائشة!
- مااللغة التي تناثر فيها دمك الغالي!؟ أين أقع على أثر منك ياحسين..كنت أصيح!
- إبن ثماني عشرة والحرب ابنة عامين كبيسين!
كيف أصفها!؟ الأيام المتدثرة برماد القتلى لاتشبهها إلا الأيام المتدثرة برماد القتلى! والأشباح ذات الأجواف المجروحة في أحلامي عبرت حقل الألغام وأنّت في الصحراء المهجورة على طاولتي
تتجدد هذ الدنيا الفانية في رأس السنة تتطهر حتى الأنهار من الآثام ولايتطهر قلب الإنسان
حملت مهج معها قرائنها ورموزا راودها الشك بجدوى العالم كان تعلم للتوِّ كتابة رسائل حب ويضع على أذنيهِ (راديو ترانزستور) يابانيا ذا جلد أحمر وتشهق روحه إلى برج حمام في السطحِ ليقبل بنت الجيران صعد وطار وحلق بأجنحة ثم توارى عن الأنظار
قبله..بعده..ماأكثرهم!؟ من الأعماق إلى اليابسة جنود مدافع اضطرمت فيهم نيران من الأعماق إلى اليابسة مشاة زحفت بهم الأقدار مضطجعين على نقالات يبس الدم عليها خرائط وشيفرات
دروع إنصهروا مع أبراج الدبابات ثم حملتهم المديرية العامة للميرة إلى أكوام السكراب!
في (الخلفيات) حسبوا أن ينجوا من الموت جنود كيمياوين حسبوا أن لن يدركهم فانتفخوا عادت لهم الريح بغاز الخردل والزومان والزارين وفساء جنود إيرانيين شبعوا من الفستق واللوز! - لو يحمل صليب أحمر أزرق أصفر أو حتى أغبر شيئا من ذكراك!؟ يدقُّ جرس البابَ يجفل قلب الأم ينكسر الصبح بقدح الشاي!؟
إلى أرضك ياوطني ليلا ونهارا راقبتُ الأنهار الجارية من الكتب المقدسة إلى أرضك ياوطني علَّ غريقا يطفو من حرب سابقة وأقول : أخي وصبرتُ على نموِّ الأشجار طويلا أتأمل في الخلقِِ قلتُ لعل حسينا ينمو مع الأغصان فأعرفه من لون البشرة السمراء أو من خاتم إصبعه الإسلامي!
زحزحتُ صخورا من أرض النهرينِ وجدت وجوه جنود ضاحكة أخرى صامتة خجلى سألني أحدهم إن كانت حرب الجبل قد وضعت أوزارا وعاد الأحياء إلى السهلِ!؟
فتشتُ النسمات العذبة عن أنفاسك سألت الأسرى ممن عادوا من إيران بلاذاكرة مذهولينَ وتوابينَ ونصف النصف سألت رقيما طينيا عما يمكن أن ينتهي به العالم في التقويم 22.1.2007
رثاء عقيل علي
ياقمر الشعلة وياشمس الخبازين ياأجمل خباز في هذي الدنيا الفانية وأشعرهم قاطبة رغيفك حار دمك يلهب ظهر الينبوع!
في الدرب إلى بيتك جوار شركة البيبسي كولا رأيتك محتارا قبل ثلاثين مرتسما في ظلٍّ
كنت كمن ضيع بكرة من يد خياطة ريتسوس في إحدى قصائده وتهاوى جسدك المعلول على كرسي ثم طرق أحدهم الباب فلما قمت إلى تخت المخبز ارتبكت فيك معابد سومر : دخلتْ جوقات خرجتْ أخرى ولم ينطفىء الشمع!
تلفتَّ طويلا خرجتْ أوراق البار البيضاء بيضاء كما ولدتها الصدفة!
لكن منك إليَّ مع شديد الأسفِ.. لم يصل الفاكس المرسلُ من عمان إلى مخيم رفحاء سنة 1993 مزَّقَهُ - سمعتُ- بأن وهابيا أجربَ كان يعبد صداما.. مزقَه!
لكنْ وصلتْ آخر نصوصك واستمتعتُ بقراءتها وكنت إلها : رأس في أروقة المكتبة العامة ويد تصلى في التنور كنت الولد المنذور لنار الشعر كنت (آلان ديلون) كما كنا نسميك ليديك النسوانُ وتحت : الرغبات الفائرة كشمس الباقلاء
وحولُ جحيمٍ دانتيٌ في وطني!؟ فتتعذب أرواحٌ!؟ أم أنهار سود جارية فيتوقف شعر الرأس!؟
مسيل دم تحت قميصك والقوادون البعثيون سرقوا حقك في البيت في الملبس المأكل العيش كريما!
...أخيرا لم يحمل جثتك الطاهرة سائق إسعاف : - أنا إسلامي والدين يحرم حمل المخمورينَ!؟ ماأخزانا ياألله!؟ ماأتعسنا!؟
على جسرِ النصرِ الثملُ الشاعرُ تشيعه الأرواح الحارسة من جبل الأولمب جسر مدينتنا الراحل مع الأمواج وشاخصة في الأفق المجدور عيون أجمل منتحرين : جواد ويحيى وذراع سلام المقطوعة في الحرب تلوّح : تعال عقيل إلى المقهى تعالوا ياكل الغرقى ومن كان بلاامل
ياقمر الشعلة وياشمس الخبازين رغيفك بارد في موقف باص الكرنتينة قصائدك ساخنة في مشرحة الطب العدليِّ ببغداد وإذ أقف مذهولا بينهما أسمع صرخة إدوارد مونك النرويجي فتختلط السموات مع الأرضِ
أوسلو 17.5.2005 ــــــــــــــــــــــــــــــــــ الشعلة : إحدى ضواحي مدينة الناصرية حيث كان يقيم الشاعر، ويعمل في مخبزه. جسر النصر شيدته شركة إنكليزية في العام 1956 وافتتحه هديب الحاج حمود وزير الزراعة والإصلاح الزراعي في حكومة الزعيم عبد الكريم قاسم عام 1959 ، وكسرت ظهر جسرنا العزيز طائرات قوات التحالف في العام 1991 ماأدى إلى استشهاد العشرات من مواطنينا الأبرياء من أبناء الناصرية. جواد ويحيى صديقان انتحرا غرقا في نهر الفرات في بداية الحرب العراقية الإيرانية.
حجرٌ ملَبَّدٌ بالغيوم
تناول القيثار من يد الملك شولجي أمام أمة من التماثيل جامدة عزف لحن الشمال
من رأى اصطرلابه موشحا بألوان عصية على الفهم عرف كم ادلهمَّ خطب الحديد على النار
لكن هل تأخر فيه نبض!؟ أو بطلت صلاة!؟
مضى في البلاد البعيدة أقصد لما وصل إلى آنية الدمع أعني إلى منتصف القبلة الباردة هبط ابن فضلان إلى اليابسة!
استعصت ذرى الجبال مثلما في كل مرة تعرقتْ يده الممسكة بالراية واستعصت ذرى الجبال وعلى ساحل البحر وراء كتفيه العاريتين لاح الزوال فمضى بين نهدين ينشر شفرته الآدمية بين نهدين لكل نسمة تمر أو يهب عليها الطين ولاتبرد
إله من الفخار كانت أمامه لغة : حيثما ينقض الجسد مواثيقه ينهض إله من الفخار ثم يجلو الحقيقة بين لفظين
خضراء خضراء انفتحت أمامه الغابات تمطر محنة الأمس!
على السواحل في الحقيقة كانت يداه قبل قيثاره تدوزن على السواحل الخطوات وسواها في التقاويم
وكل شيء كان يخص آلهة ليس تعرى لايعول عليه وكل عري لاتكون السموات مرآته لايعول عليه أيضا لذا تراه شاردا متأملا في سيرورة الخلق سرور الأبد إذا أزف الوقت في أقحوانات ومالت برأسها مال هو بثقل أغصانه كلها هازئا من حاضر في سؤال!
بحور ياما اصطخبت وراء ظهره بحور وأضواء ونجوم عشر كل واحدة سعدُ
كيف لا يجهد نفسه!؟ عن أي بريد لايصل كيف لا يجهد نفسه بالعتاب الطويل الطويل عن أيّ بريد لاتُرسل فيه تحياته إلى من يحبُّ كيف لاتتلجلج حائرة دموع فرات مالحة بين جفن وهدب
ترى كم ترنحت الدنيا و دارت الأرض والأفلاك واقفة على قرن ثور وحيد!؟
كل يوم لعلها الأبدية التي ماتزال تسحق قلبه كل يوم حين ينهض من الفراش إلى الحان إلى جرس إلى نهد إلى نجمة : متى هو صعد بالأمل السكران من نعمى اليدين إلى الحروف!؟
كانت وراء ظهره دول إذا فركت دمه القاني كفرت بالبارود الذي أخطأ أهدافه وثمَّ أغساق عليلة إذا حطت نوارسها على كتف الموج يشيلها صمت التراب ووحشة الآه التي توخز 7.6.2005
في الصيف النرويجي ويلي ... إذا ذاب صمغ الحضارة ونزلت الفتيات كالإوَزِّ من الملصقات إلى البحر وقامت أمة من الرغبات في فمها نداء واحد : ويلي!
ساعات
لم تكن تسلو المواعيد ولكن أبطأتْ ساعة أخرى على جدران قلب بارد ساعة خامدة تقدح في صوت المغني فينير المسرحَ الخالي حضورُ الموت ويرى النظّارة الهول
ساعة مكسورة الأغلال زمَّتْ شفتيها الريحُ لما أزَفَتْ ومحا الحداد آثار قيود انطفا الكير خبا نجم هوى الخط البياني إلى ماشاء والناس وقوف والأغاني سلخت جلد ثواني تبطىء الخطو إلى أقدارها
ساعة منقولة بالشمع كيلا نكسر الطيف إلى نصفين
ساعة في جيدها حبل أنخناها فدقت دقة عشرا وماحلتْ وثاق الموت لكن عقرباها اعتنقا في لفتة الإنسان لما هزه الشوق رمى نظرته الأولى فأغواه شعاعٌ هاربٌ من مقلة الفجر رمى نظرته الأخرى فعادتْ دمعةٌ حرى ببرقٍ زائفٍ ثم أصغى دمه الملهوف هيهات تأتي مثلها اليوم غدا أو بعد غد
ساعة منحولة عما سوى عينيك حين اكتحل البحر وناداني زماني: رملها ينهار مزهرها وقَّعَ لحنَ الموت والمغني تائه حامت به الأوتار والأكوان قد قلَّبها بين يديه
ساعة من فرط ماقسّمَها الوقتُ بدتْ منثورة نثر الدراهم والعروس امتحنتْ بالناس هذا لعبتْ في سره خمر الوجود ذاك مهما التبس العالم في عينيهِ ماهمَّ لغط وانتهى الحفل مضى كل خيال تائها تعتعه السكر ونشوان ترنح
ليدوم حبهما طويلا
هو كسرَ باب الحديقة قذف بالمزلاج بعيدا وخرج من الظلال
هي سارتْ مع النهر حتى صفرة الغسق! هي كلما أينعتْ في الربيعِ وامتلأتْ سنابلها بالعتاب الطويل مالتْ إوزاتٌ بأعناقها وكلما فاض بحر تاهتْ على سواحل مهجورة زوارق من لهاث وحيرة!
إنثناء عودها!؟ هو لم يتعود كثيرا انثناء عودها ولاتأوّد قدها ولاحتى طريقتها في الكلام : تشدها وترخيها كمانات هجعتْ طويلا بين أحضانها!
ولهانة ياإلهي! هي لم تزل ولهانة كغزالة إذا الينابيعُ فاضتِ بين أضلعها ولهانة بشموس الحب والرغبات العميقة وأكثر ماتكون حيرانةً حين تقبل الأنهار من جهة بينما هو يهمُّ بأخذها من الجهة التي يسميها عادة : سماء ومركب!
هو فتح باب غرفتها تساقطتْ على وجنتيها تساقطتْ حمرة الشفق! وفكتْ حبال المراسي ارتعاشاتُها وغرقت في الضباب نجوم ولاح شراع وغاب
هي مدت يديها الحانيتين والأحجار وراء ظهره ابتسمت في الطريق
هو لم يترنم بأغنية قبلها فقد كان يقول الحقيقة دائما ولابعدها انكسر الزجاج
من كثرة لغط أو من قلة حيلة لم تعد هي تخفي شعاع ابتسامتها الحنون بينما هو تعلق بها تعلق محتضر على مَحفَّةٍ والنمور على الأشجار الباسقة هازئة ضاحكة!
كم هي لاتحب العودة من كفيه الضامئتين اللتين تقول عنهما دائما : دافئتان ومقرورتان!؟
هي تود لأغصانها المتهدلة على كتف النهر فيه أن تدوم طويلا على كتف النهر فيه وتبقى لآثار حبهما البادية على الأشجار خطف أشعة من شفق هارب بين التلال
هما آدم القديم : يشبعان من الحب ولايشبعان يخصفان من الورق ولايخصفان ليدوم حبهما طويلا _________ أوسلو 20.6.2005
يابنات النرويج ربي اغفر لبنات النروج كلما قطَّعنَ قلوبنا ووضعنها بين أيدينا، كلما تنفس نهد ريّان قد تزاحم في المشدِّ قلتُ إلى الأمام ياقلبا شغوفا، شدَّ القبضتين إلى سياج الحديقة : جنحتْ سفائننا بباب دارك ياصبية!، لم يمض وقت طويل حين جمعنا المجاذيف من أيدي الزمان الكثيرة، قلنا وصلنا إلى حافة اليأس ولن تسقط أحلامنا من كوكب، وصرختُ فيما يصرخ الممسوس في وهج الظهيرة : انتظريني ياخصلا شقراء تفردها الريح، تطير وتعزفها السنوات مفردة على وتر ويشهق الأبنوس، لينحسر الثوب عما بدا ليديك، لترنَّ في أذن الزمان إيقاعات أفريقيا على رقص الخلائق حول النار، رويدا رويدا لتنحدر الوعول من الجبال فهذي السهول ممرعة، وكأس النبيذ هو الملتقى ووراءنا عطش بطاسات، قد كان صيف من الرغبات الدفينة في ثنايا الثوب، ومن البعيد من البعيد أسمع موال ريفيات لم توحش قلوبهنَّ حضارة الإسمنت، لم تنفرط أحلامهنَّ في زحمة المدن الكبيرة، أتى الشرق كله وراء كلماتي حتى رقدتِ بين ذراعين مقرورتين من الضمِّ، وبعد ذلك أخذت اليدين إلى صائغ الألحان قلتُ: فُكَّ القيود تحرري يالغة الضاد، ورفعت صوتي أعلى من جبال هذي البلاد ألا انهدمي ياقلاع اجري ايتها الخيول طليقة على رحب السهوب، مزيدا من الثلج أبيض هذا النهار كجلد ملائكة تستلقي على العشب، قدام نصب (لفايكنغ) القيتَ السلاح واستسلمت َياقلبي..أمام غانية ماذا تقول!؟، أقول إلهي هل مزجتَ الطين بنور الفجر أم الضوء يشطف من نزلوا من يديك إلى الأرض!؟، تناثر ياشعرها الزعفران تناثر في هفوات الكلام على الروح تنطقُ والأشجار تسمعُ، صفحة خدها الوضاء ياوضاء شعشعتَ طويلا في النوافذ، بياض عنقها ياإِوزُّ وهي تزغرد في التليفون وتضرب موعدا، لوتُرجئين المواعيد أجمعها حتى تحن الأنوثة كلها فيكِ، لو تفكرين بهذا قبلما يترحل الغيم الشفيف عن ناظريك، وتنكشفين في صحو نظراتي التي تُحبِلُ، أجل هي نظراتي التي تعرفينها حين تمرين أصيخ سمعي للطبيعة تموسق خضرة وأشدو، تحنن طيرها فيطير من غصن إلى نافذة، في كل نافذة لوعة الحب أحييك من النوافذ كلها، دعيني أهمهم : ولهي يلوح بالمناديل بيضاء بيضاء ولاتستسلمين، يجتاز موكب عطرك تشيعه طيور الكناري ويحفُّ به الفراش ولاتتلفتين، أقص شهقة أُلصقها بالغلاف الأخير للمسة تركتها على يديّ ولاتكتملين، حسنا شهقة ولمسة في عراء الثلوج لاتكفيان، ماذا سأفعل!؟، عندما صحتُ صاحتْ معي كل زهرة ذبلتْ وراء ظهر غيابك، لمّا أقبلْتِ أقبلَتِ العصافير والجوري ثم انقطعتِ بمصافحة والتحمتِ بحرارة الضمِّ والقبلِ، لكن بصحة من نقرع الكأس هذا النهار: مونيكا وسيسيليا أم سلمى وماريّا!؟، إني أُهنئ العشب باللحم الطريّ يلمسه لمسا رفيقا، وأهتفُ: أين المدام تأخر وهج الخدود يامُوَرَّدَ الشفتينِ، ربي اغفر لبنات النروج هذا الجمال المؤثر في الروح وليس ثمة روح بهذي البلاد: عين على البنك وأخرى وراء الضرائب تلهث، وإذا نظرتَ إلى فوق ترى غيوما مغلفة بورق الجرائد وشمسا مبرقعة طوال العام، وماذا تبقى؟، ماتبقى ثلج على ثلج ومتزلجون في ذاك البياض اللانهائي يغيبون في منحنى ضحك السكارى، وهذا الصيف أقصر من ثياب البنات، وثمَّ هنيهة وتهب عاصفة ثلجية وتخلّع الأوتاد، في صيف من الأصياف دنتْ شفتا فراولة من جحود الدهر: من أيّ البلاد أتيتَ!؟، أنا من بلاد العرب!، أعرف هذ من سحنة البدو فيكَ، (أضحكُ!)، لكن من أي تخوم الأسى!؟، جئت من النهرين أغطس وتشيلني موجة عطر، أرفع رأسي لألمح عشتار يومئ نهدها في الباص على مدرج الجامعة فوق عشب الحديقة في الكلام الإباحيّ، قبِّلني ببطئ همستْ من التحنان في صوت بطئ كعربات الرومانسيين في الأفلام، ثم تهادى النبر: حافية أصابعك النحيلة وهي تجوس الدغل أكثر مما تتحمل النروج في خيال الفتى العراقي، يالأصابع الموسيقي عارية تداعب الأوتار فتفزُّ قيثارات غافية، وزقورات تُشيّد من لحظة الحب، كم تبدو ملونة هذي الحياة، مظللا ذاك الهواء بالقلم الرصاص كما رأيتك في نهايات السطور، لو رَقَّ هذا الهواء على معصميكِ، عن لُمَّتيكِ، لو ينحني السُّرو على سواقي مقلتيكِ، ويشرب نخب من راحوا إليكِ، يعلو ويهبط صدركِ الأسيان ويلعب البطُّ، كنا علَّقنا ثمارا فوق بطنكِ سوف نقطفها قريبا ونرحل في المواسمِ، ويمكن بعد ذلك أن ترينَ سلالنا على الظهور كفلاحين هنودا في حقول الشاي، قبلني ببطئ كي نطير إلى شجو الحمام على السطوح، ارسم لي الشمس بالكلمات آخذها وأحفظها، من أنت!؟، ماالأكوان تحت غطاء رأسك!؟ماالرايات تخفق في جانحيكَ!؟، أنا من انتظرتُ شفاهك الندية بشفاه أجيال من العطشى إلى الماء الفرات، وأنت من انتظرتِ حلاوة البرحيّ على شفتيه من أعلى العثوق، سومري لاتخفت النيران في جسدي، وهذا النمل يسعر، ذاك اللحم ينملُ، في زمان بعيد رأيتُ وجهك في غرف الملوك وأرض سومر تشهد، وسفوح الأهرامات تذكر جيدا أنني في غفلة من الحراس قبَّلتُكِ فانثنيتِ، قومي اقعدي استلقي لتشهق الطبيعة بكل زخرفها فوق صدركِ، ألاانثنِ ياغصن يامياد ياأملود يافتان، خفر البنات أم غنج الإناثِ أجمعهنَّ فيكِ!؟، على مهل وأنت تقومين وتقعدينَ، على مهل إلى أن تتنفس الفاختات بين سعف الفراتينِ، وتندى عثوق تدلت من ذكريات الحسائيين عن نخيلِ أبي الخصيب، على مهل وأنت تبركين وتنهضين، تتشمسين تتفيئين، على مهل لأرسم جداول بين فخذيكِ وأنت تتمددين، وأتبع أنهارك إلى ماوراء المصبات حيثما يكون رضاب شفتيكِ دواء للطبيعة
#طارق_حربي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
طالت لحية بن لادن في هذا البلد الآمن.. وقصائد أخرى
-
دولة رئيس الوزراء : حقائق مذهلة عن الحنطة المخلوطة ببرادة ال
...
-
تتيه الأشواق المجنحة حتى تكاد تلامس النجوم
-
مغناطيس لكل عائلة متضررة في الناصرية!!
-
دمشق تستعد لتسليم المطلوبين (بينهم الضاري) إلى الحكومة العرا
...
-
رثاء أخي
-
حذار من (لجنة شؤون العراق) السعودية!!
-
حذار من صناعة طاغية جديد في العراق!؟
-
مالمنظمة(هيومان رايتس ووتش) وقرار مصادقة محكمة التمييز بإعدا
...
-
ناموا بالعسل ياعراقيين... نحل أمريكي يطارد الإرهابيين !!
-
بوش القادم إلى عمان اليوم بمشروع جهنمي لتدمير ماتبقى من العر
...
-
تشيني للسعوديين: نعلم بوجود دعم مالي خليجي للإرهابين في العر
...
-
أغسطس وبرابرة
-
عشرة في الحروب وعشرة في تيه البحر*
-
عاشت الفيحاء وسقطت الجزيرة!
-
إله السوق
-
ملاحظات على برامج القناة الفضائية العراقية 2
-
عجبا!!..وهل أن محامي الشيطان خصم شريف لضحايا الشعب العراقي!!
...
-
الحكومة تؤثث مساجد الفلوجة (5 نجوم) لإسكان الإرهابيين وتأهيل
...
-
إغلاق أنبوب النفط عن بغداد..هل بدأت المنازعات بين الفيدراليا
...
المزيد.....
-
الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى
...
-
رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض
-
-ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
-
-قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
-
مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
-
فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة
...
-
جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس
...
-
أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
-
طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
-
ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف
...
المزيد.....
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
-
ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو
...
/ السيد حافظ
المزيد.....
|