سما اللامي
الحوار المتمدن-العدد: 1850 - 2007 / 3 / 10 - 13:01
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
مؤلم أن يكون للانسان روح عظيمة بجسد ضعيف، ولكن هل هذا الجسد المنحوت في النواميس السماوية ضعيف؟!، هل هذا الكيان الذي أُختزلت فيه عذوبة النهر ، حرارة الشمس ، دفء الأرض و عطاء الشجر ضعيف؟!.
حينَ خُلقت المرأة جرت أنهار و اخضرّت قفار، و غلفَ الزغب الطري أجنحة الطيور العارية بوجه الريح، و أشرقت شمسٌ احتضنت بدفئها العالم، حينَ خُلِقت المرأة عُرِف الحب، عُرفِ الجمال و الحكمة، خُلقت النجوم لتلقي بأضوائها في عيون المرأة فتختزلها دموعا حانية رقيقة ، حين خُلقت المرأة خُلق الصبر و العطاء و القوة، فالرجل مهما كانَ قويا وحكيما يبقى طفلا بعيون امرأة تغدق عليه بمشاعرها و عواطفها، لذا لا ينشأ مجتمع مثالي دون أن تكون المرأة فيه مقدسه! لمَ لا تكون مقدسة؟! و هي التي تمنح كل شئ دون مقابل! لمَ لا تكون مقدسة و هي التي ترتل آيات الحب لرفيقها وأبيها و أخيها و زوجها و أطفالها، و هي التي تسرق منها الحروب أغلى جواهر الكون ؛ الأب و الأخ و الإبن و الرفيق و الزوج و كل من رعتهم و حافظت عليهم كما تحافظ الأغصان على براعمها، كيف لا تقدس و هي هذا الكم الهائل من المشاعر الذي لولا وجودها لأصبح البشر قطعان من الوحوش الضارية ، يملأ زئيرها الكون و تُسقِط النجوم من فزعها. و لكن للأسف في هذا العالم لم تعد المرأة مقدسة ، كما أُريد لها أن تكون، بل قد أُهينت على مر العصور و الأزمان ، و تعرضت لأبشع صور الإهانة و التعذيب على يد المجتمعات و الحكومات و الأعراف و التقاليد و بإسم الأديان – في حين أن الدين أعلى من شأنهاــ، وبأسم العار الذي تجلبه! ، تعرضت المرأة للاضطهاد الجسدي و النفسي و سُلبت حقوقها و أُستخدمت و عُوملت على انها بضاعة أو سلعة، تُباع و تُشترى بعدة طرق، أولها شرائع الزواج و أخرها الاستخدام الإعلامي المُهين، و رغم كل ذلك تبقى المرأة رمزا للوجود، و تظل هي تلك الشجرة التي تُثمر و تعطي من عطفها و حبها دون أن تكسرها فصول القسر.
#سما_اللامي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟