|
الذئب السمين
هناء ابو العز
الحوار المتمدن-العدد: 1858 - 2007 / 3 / 18 - 04:55
المحور:
الادب والفن
بدأحياته محروماً متسلقاً سلالم الفقر والجوع والذل عاش مكروهاً مضطهداً من الجميع وعلى الرغم من ذلك ساعدته عزيمته وارادته على التدرج فى مراحل التعليم المختلفه حتى وصل الى بوابات الجامعه وأصر على اكمال دراسته بالرغم من قله ذات اليد لانعلم كيف؟ ولكنه حقاً فعلها وصار فى السنه الأخيرة وبين الحين والاخر كانت بجواره وامام عينيه تظهر احدى قريباته أحبها كثيراًبل عشقها وتجرع هواها حتى الثماله وأصبح يتودد اليها شيئا فشيئا حتى صارحها بحبه ونسى انه مازال طالب جامعى ومازال يتأرجح فوق سلالم الفقر والحرمان ولكنها خافت على جرح مشاعره وخاصه انه من دمها فبادلته الحب رغما عنها وشجعته على النجاح وبالفعل انتهت الدراسه ونجح بتفوق فى الجامعه وأن الاوان لكى يبرهن على حسن نيته ويذهب الى منزل عمه ليطلب يد ابنته فما كان من والدها وهى الا ان استهزئا به وسخرا منه على تفكيره ذاك وهو لايملك حتى مصروف يده اشتعلت النيران فى رأسه وثار بركان من الغضب فى قلبه وأعلن بدايه الانتقام ليس فقط من حبيبته ليس فقط ممن هى من دمه ولحمه بل من كل نساء العالمين ان استطاع لملم كل مايملك أوبمعنى اكثر دقه لملم اوراقه وشهادته وهاجر الى بلاد بعيده بعد أن عمل ليلا ونهارا حتى يكمل ثمن تذكرة سفره وبعد أعوام ليست بكثيرة عاد الى بلده التى رفضت وجوده وقد أصبح الان اهلا لها بعد أن صار من الاثرياء ليجد ابنه عمه وقد تزوجت وهوايضا لم يظل على عزوبته بل تزوج ممن هى على شاكلته زيجه من نوع خاص جداًفلقد تزوج امرأه الشيطان والتى بمساعدتها نجح فى أن يلقى الشكوك والهواجس أمام زوج عشيقته السابقه وفريسته الحاليه حتى تم له ماأراد ووفى أثناء اشهر العده أخذ يفرش الورود وينسج الاحلام أمام عمه وابنته حتى تم تحديد موعد الزفاف للذئب والعنزة وفى الميعاد المحدد وقد أقبمت مراسم العرس وأضيئت الأنوار وعلت الزغاريد وتزينت العروس فى انتظار عريس الهناء الذى سوف يحسدها عليه جميع رفيقاتها وأتى الذئب المنتظر وشهقت الأفواه جميعها وتحملقت العيون وتناثرت بسبسات الشفقه حينا والشماته حينا اخرى إذ قد رأوا العريس وهو يرتدى ثيابا لايرتديها حتى شحاذين وسط البلد ويرتدى حذاء جائعا يفتح فمه للأرض يتلقى منها مايجده ويحمل شعراً أغبرا متربا وكأنه لم تمسه الماء منذ أن ولد ظن البعض أن امرا قد حدث أو أن جنونا قد مسه الى ان نطق وياليته لم يفعلها فلقد قال "جئت اليك ياعمى منذ أعوام وقد كنت على هذى الحال أو أقرب اليها فرفضتنى واستهزئت بى ورفضت مساعدتى بل حتى لم تطيب خاطرى وأنتى ايضا قد خدعتينى واستهزأت بى وتلاعبتى بمشاعرى وكأنى لا استحق أن أكون وأغلقتم الابواب فى وجهى لا بل صعقتموها صعقة مازال صداها يتردد فى أذنى لاياعمى فأنا لن أتزوج من ابنتك هذه ولن أصبح صهرك فى يوم من الايام كتب القدر أن تصير من دمى ولكنى لن أكمل خطيئه القدر فلست وبنتك تهمانى بعد اليوم "قال كلماته وتركهما فى صمت لم يدم طويلا اذ اخترقه صوت الولوله والنحيب على هذه الفتاة التى سقطت جثه هامده من الحسرة وسقط الأب مشلولا حزنا على ابنته وتحولت الزغاريد الى اصوات قبيحه خلقها انتقام وحشى من الذئب البشرى الذى لعق شفتيه بعد التهام فريسته وانتفخت بطنه قليلا ووسوست له شيطانته بالتوارى خلف ثياب الانسانيه والحب واخذ يساعد الناس رئاء يساعد البعيد منهم دون القريب والغريب منهم دون أقربهم ولكن كان له اتجاه أخر امام أى امرأه يلقاها جميله كانت أم قبيحه كبيرة أوصغيرة لايهم سوى انها امرأه لم يكن يرى زوجه الاويتركها خائنه لزوجها لم يكن يترك أم الا وهى بائعه لاطفالها لم يكن يترك فتاه الا وقد سلب منها اعز واغلى ماتملك أكمل حياته هكذا يلعق شفتيه بعد التهام كل فريسه واخرى وتنتفخ بطنه اكثر واكثر حتى اصبح سمين جدا لم يندم قط على شئ لم يستيقظ ضميرة من ثباته لم تستعطفه اهات ودموع ضحاياه وتوسلاتهم حتى التقى بفريسته الاخيره نعم الاخيره ليس لانه تاب عن افعاله او فاق من ظلمه لا بل لانها احبته احبته لشخصه احبته كما احب هو من قبل والتهما كما فعل مع غيرها وارادت الانتقام مثله ولكن الفرق انها ارادته منه فقط وليس من غيره لذا فقد لملمت جميع ضحاياه و التقت به أما م الجميع ضحايا ومتفرجين ونزعت من عليه ثياب الانسانيه الخادعه واظهرت أنياب الذئب المتواريه وهرول هو ليحاول ستر ماتم فضحه ولكن بلاجدوى فهو محاصر من الجميع كل امسك سكينته ليحاول معرفه مافى بطنه السمينه الكل تقدم وتسابق الكل طعنه من الامام لتتبعثر الاشلاء والضحايا من بطن الذئب السمين حاول الاستنجاد فلم يجد احد جواره حتى شيطانته هرولت بعيدا بعيدا بعيدا
#هناء_ابو_العز (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الحياة حلوة
المزيد.....
-
قدّم -دقوا على الخشب- وعمل مع سيد مكاوي.. رحيل الفنان السوري
...
-
افتُتح بـ-شظية-.. ليبيا تنظم أول دورة لمهرجان الفيلم الأوروب
...
-
تونس.. التراث العثماني تاريخ مشترك في المغرب العربي
-
حبس المخرج عمر زهران احتياطيا بتهمة سرقة مجوهرات زوجة خالد ي
...
-
تيك توك تعقد ورشة عمل في العراق لتعزيز الوعي الرقمي والثقافة
...
-
تونس: أيام قرطاج المسرحية تفتتح دورتها الـ25 تحت شعار -المسر
...
-
سوريا.. رحيل المطرب عصمت رشيد عن عمر ناهز 76 عاما
-
-المتبقي- من أهم وأبرز الأفلام السينمائية التي تناولت القضية
...
-
أموريم -الشاعر- وقدرته على التواصل مع لاعبي مانشستر يونايتد
...
-
الكتب عنوان معركة جديدة بين شركات الذكاء الاصطناعي والناشرين
...
المزيد.....
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
المزيد.....
|