|
حول قضايا المرأة العاملة في محافظة ذي قار
أسيل الخضري
الحوار المتمدن-العدد: 1850 - 2007 / 3 / 10 - 13:00
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
سأتناول في بحثي هذا نواة المجتمع واللبنة الاولى التي يقوم عليها كل مجتمع بغض النظر عن طبيعته وتقدمه الحضاري ألا وهي : الاسرة المتكونة من الأب والأم والأولاد وكل منا هو نتاج لأسرة ، وهو الآن رب لأسرة جديدة ، فأرجو أن تتسع صدوركم لعرض هذا الموضوع الذي أعتقد أنه يهمنا جميعاً . لا أود استعراض ما كانت الأسرة تعانيه من ظلم وحرمان في ظل نظام الإبادة الجماعية ، نظام اللانظام ، فالكل يدرك ، والحديث في هذا يعطينا عبرة ، ويحذرنا من تكرار ما حدث والتصدي لكل من يحاول اللعب بمصائر الشعوب ، لكن ما نحن بصدده هو محاولة بناء مستقبل أفضل وتعويض هذا الشعب عما لحقه من حيف وجور . تعالوا نستطلع التطور الذي حصل للأسرة في السنوات الأخيرة التي أعقبت سقوط الطاغية ، وأخص بها المرأة والتي أستهل الحديث عنها بهذه الأبيات الشعرية :
هـــي الاخلاق تنبت كالنبات أذا سقيت بماء المكرمات ولم أر للخلائق من محــــل يهذبها كحضـــن الأمهات فحضن الام مدرسة تسامت بتربيــــــة البنين والبنات وأقف هنا لأؤكد أن حضن الأم مدرسة ، نعم في السابق عندما كانت الحياة بسيطة كان الحنان وعطف الام كاف ٍ لتربية الأبناء ومواجهة الحياة ، اما الآن لا يختلف معي أحد أ، الام بحاجة الى أكثر من الفطرة لتلعب دورا فاعلا في حياة أبنائها ، وحتى نعد هذه المدرسة بشكل يواكب التطور الهائل في كل شئ من حولنا يجب أعدادها وتسليحها بالعلم والعمل ومعنى الحرية ، لا بل تشجيعها على تطوير قدراتها ونفسها بإنشاء مكاتب عامة وأماكن عامة للنساء ومنحهن فرص عمل لتساعدها بالمساهمة في مسيرة التطور والأعمار والاستغلال المادي الذي يمنحها الشخصية المميزة ويحميها عند التعرض للظلم ، ويعزز فيه الثقة بالنفس ، وهذا ما منحها إياه الإعلان العالمي لحقوق الانسان الذي صدر في 10 كانون الأول 1948 وفي مادته الثانية التي تنص على ( أن لكل أنسان حق التمتع بكافة الحريات دون تمييز بسبب العنصر أو اللون أو الجنس أو اللغة , أو المعتقد أو الرأي السياسي أو أي أمر أخر ..... دون أية تفرقة بين الرجال والنساء ...... فما بالنا وقد بلغت نسبة مشاركة المرأة 28% عن نسبة الرجال ، وهو دور لا يذكر لأنه ليس بالدور الفعلي والفكري بل هو يعاني من بطئ في النمو بسبب القيود التي تفرضها تطبيق القوانين والشريعة بشكل كيفي يناسب أهواء المستفيدين من بقاء المرأة عاطلة عن العمل كربة بيت بل أنهم لم ينصفوا ربات البيوت بمنحهن راتب يعيلهن في حالات كثيرة وهذا أيضا لم يغفله الإعلان العالمي لحقوق الانسان حين تطرق في مادته الخامسة والعشرين التي تنص على ( أن لكل شخص الحق في مستوى من المعيشة كاف للمحافظة على الصحة والرفاهية له ولأسرته ويتضمن ذلك التغذية والملبس والمسكن والعناية الطبية وكذلك الخدمات الاجتماعية اللازمة ، وله الحق في تأمين معيشته في حالات البطالة والمرض والعجز والترمل والشيخوخة وغير ذلك من فقدان وسائل العيش نتيجة لظروف خارجة عن أرادته ) أين نحن من كل هذه الحقوق ؟ وما نسبة ما حققنا منها ؟ وهل أعطيت للمستحق فعلاً أم كانت خاضعة للمحسوبية والوساطة وترك الجياع جياع ؟ ناهيك عما تتعرض له الموظفة من تهميش في دوائر الدولة ، فلم ترشح امرأة في منصب قيادي فعال ألا في ما ندر ، ولا أعلم هل هذا ناتج عن الاستهانة بقدرات المرأة العلمية والعقلية ، أو أنه ناتج عن قيود اجتماعية بالية ! المرأة التي تقود الاسرة والأطفال صغاراً الى أن يصبحوا أشخاصاً فاعلين ومؤثرين بالمجتمع ، ألا تستطيع قيادتهم وهم كبار ؟؟!! فلماذا هذا التمييز والمفروض أن يكون الحكم في هذا على الكفاءة والجهد بدون تمييز أن كان من قام بالعمل رجل أم أمرأة !! نحن بهذا نعتقل ونقتل نصف قدرات قدرات المجتمع ، ونحن أحوج ما يكون لكل فرد مهما كان لبناء عراق جديد خال من الأمراض والدمار . وفي نهاية بحثي أعرض بعض المقترحات التي نود أن تجد طريقها للتنفيذ:
المقترحات : 1. أساس كل مشاكل الاسرة العراقية هو الدخل المادي فيجب أن تكون هناك لجان منصفة لوضع ضوابط مدروسة لأن التفاوت الموجود في دخل الموظفين قد تصل الى 200 ضعف وهذا الفرق بين أعلى وأوطأ دخل غير موجود في أي دولة على سطح الكوكب والسيطرة اقتصاديا على السوق بوضع برامج من قبل خبراء الاقتصاد . 2. أنشاء دور حضانة نموذجية أو على أبسط تقدير حضانة تتوفر فيها أبسط المقومات لأطفال العاملات في دوائر المحافظة ولو تكون بمبالغ رمزية تستقطع من ما يسمى بالراتب . 3. توفير سيارات لنقل العاملات من والى دوائرهن أثناء بدء وانتهاء الدوام الرسمي . 4. منح الموظفة أو العاملة أجازة أمومة براتب تام ولمدة سنة كاملة على أن لا تكون الست أشهر براتب والأخرى بنصف راتب وهل يستحق الراتب أن ينصف ( ما عدا راتب أعضاء البرلمان ) . 5. دراسة وضع المرأة العاملة أثناء فترة الحمل أذ يجب أن يكون وقت الدوام 4 أيام في الأسبوع . 6. التأكيد على دور الإعلام المسموع والمقروء والدعوات الى التظاهر النسوي عند حدوث أي حالة مساس بأي مواطنة من قبل قوات الاحتلال أو أي جهة أخرى . 7. تهيئة أماكن ترفيهية في المحافظة من مكتبات وأماكن عامة لكي يخفف من العبء الذي تتعرض له الاسرة وتخفيف الضغوط النفسية والاجتماعية . بحث منظمة المرأة العاملة في ذي قار في مؤتمر أتحاد المجالس والنقابات العمالية في الناصرية بتارخ 1 آذار 2007
#أسيل_الخضري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ما هي شروط التقديم على منحة المرأة الماكثة في البيت + كيفية
...
-
الوكالة الوطنية تكشف حقيقة زيادة منحة المرأة الماكثة في البي
...
-
تحديد عيب وراثي رئيسي مرتبط بالعقم عند النساء
-
فوز ترامب يهيمن على نقاشات قمة المرأة العالمية بواشنطن
-
قناة الأسرة العربية.. تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك أبو ظبي ش
...
-
إعلامية كوميدية شهيرة مثلية الجنس وزوجتها تقرران مغادرة الول
...
-
اتهامات بغسيل رياضي وتمييز ضد النساء تطارد طموحات السعودية
-
جريمة تزويج القاصرات.. هل ترعاها الدولة المصرية؟
-
رابط التسجيل في منحة المرأة الماكثة في المنزل 2024 الجزائر …
...
-
دارين الأحمر قصة العنف الأبوي الذي يطارد النازحات في لبنان
المزيد.....
-
الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات
/ ريتا فرج
-
واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء
/ ابراهيم محمد جبريل
-
الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات
/ بربارة أيرينريش
-
المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي
/ ابراهيم محمد جبريل
-
بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية
/ حنان سالم
-
قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق
/ بلسم مصطفى
-
مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية
/ رابطة المرأة العراقية
-
اضطهاد النساء مقاربة نقدية
/ رضا الظاهر
-
تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل
...
/ رابطة المرأة العراقية
-
وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن
...
/ أنس رحيمي
المزيد.....
|