أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - عمار ديوب - المرأة في زمن العولمة














المزيد.....

المرأة في زمن العولمة


عمار ديوب

الحوار المتمدن-العدد: 1850 - 2007 / 3 / 10 - 13:13
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


لا يقاس التطور بمرور الزمن ، بل بما أنجزه الإنسان عبر ذلك المرور. وعندها إما أن تكون الحياة رديئة وظالمة وإما أن تكون جميلة ورائعة .
واقع المرأة العربية ليس إلا استثناء لتثبيت قاعدة الاستغلال والظلم التي تقع على الطبقات الفقيرة . حيث تتمركز في واقعها كل أشكال الاستعباد ، ففي دراسة واقعها يمكن فهم الواقع العربي ، وإذا ما درسنا مشكلات الواقع العربي ستكون تلك المشكلات العميقة مركزة في حياة المرأة العربية ..
هذا الإنسان التي هي أم الكون تعاني من أشكال متعددة من الظلم :
الظلم المنزلي ،حيث سيدة المنزل أو ربة البيت لا تعوض بأجر ، ولا يعتبر عملها ذو قيمة ، وهي متهمة بأنها عالة على الأسرة ، وجميع أفراد الأسرة الصغير والكبير ينكلون بها كجارية. والرجل المظلوم يفرغ كل القهر الذي يقع عليه في عالم الاستغلال على زوجته التي تطيع أو تبكي أو تحتضنه وتغويه وقد تكره نفسها وتزني أو، أو ...
ظلم أصحاب العمل : في واقع العمل ، عادة أجور المرأة لا تساوي أجور الرجل ولو كان العمل نفسه ، وتستثنى من المواقع القيادية ، حيث السياسية محتكرة على الرجال ، ويزيد قهرها كونها بعرف المجتمع المتخلف ، المستند إلى الآلهة وقوانينها المقدسة ، لا تزال وستبقى قاصرة ، ومحدودة الإمكانيات ، ولا يوثق بقدراتها ، ولهذا هو يرفض ترقيتها لمناصب سياسية وإن لم يعلن ذلك بوضوح فأن ذلك لا يغير من هذه الحقيقة . وأكثر البرلمان العربية – مجرد ديكورات – تفضح هذه الحقيقة المرة ، حيث الذكور ، هم وحدهم ممثلي التخلف ...
ففي لبنان ، بلد الحريات الأولى في الوطن العربي ، وسويسرا الشرق ، هذا البلد العظيم ، لا تشكل نسبة النساء البرلمانيات فيه أقل من عدد أصابع اليد الواحدة لأصغر طفل..
المفارقة المقيتة أن الأنظمة العربية وكي تزين صورتها المشوهة ، وتهيمن على نصف المجتمع المقهور بطريقة المكرُمات اللئيمة صارت تحدد كوتا (حصة) للنساء في برلماناتها..
ظلم الاستغلال الجنسي : هذا واحد من المواضيع المغيبة والخطرة التي تعانيه المرأة بصمت الحجارة ، ففي القطاع الخاص ، تغيب الحقوق بالمطلق وينخفض الأجر بشكل مذل لكرامة المرأة والإنسان ، فيصبح صاحب رأس المال ، الآمر الناهي في شروط العمل واستمرار أو عدم استمرار عملها ؟؟!!
وباعتبار أصحاب رأس المال يسيطرون على أكثر من نصف الاقتصاد فإن ممارساتهم الاستغلالية الجنسية للمرأة حقيقة قائمة ، وباعتبار كذلك أجور القطاع العام لا تتوازن أبداً مع الأسعار في عالم الانتقال الليبرالي المتوحش فإن مشكلات الانحراف والاستغلال الجنسي من قضايا الساعة..
هذا الاستغلال وعدم المساواة أخطر ما يظهر في قوانين الأحوال الشخصية التي تتحول فيها المرأة إلى شخص شبه عاجز أو بدون عقل ، فالمرأة لا تستطيع إعطاء الجنسية لأولادها ولا لزوجها وشهادتها ناقصة ، ويمكن للمجرمين من قتلة النساء بحجة الشرف دون سند أو تحقق من الواقعة ، أو حتى في حالة التحقق من الواقعة ،أن يستفيدوا من انحطاط القوانين المشمولة في مادة العذر المُحل ، فيتم تبرئتهم كمنقذين للمجتمع من الانحطاط متناسين أن المجتمع حين ينحط تنحط المرأة أو تضيع ولكن الكارثة أنها وحدها من تُحمّل المسؤولية التافهة..
ظلم التعليم : التعليم الذي هو بوابة الإنسان نحو التقدم ، مع إدخال مادة الديانة فيه . والتي تحتوي تمييزاً ضد المرأة ككائن عاقل ومساوي للرجل ، يتم فيه تشويه مساواة حقوق المرأة بحقوق الرجل على قاعدة المواطنة و تشويه التعليم نفسه، فيصبح التعليم اختصاصاًً ومهنة لتامين الرزق .
وأما الرؤية للمجتمع فهي الرؤية الدينية السياسية الماهوية . وبذلك ينفصل العلم عن العالم أو العلمانية ويصبح الرجل سيد العالم ومفسده بآن واحد. أما المرأة فخادمته المطيعة ومرتع وموطن تلبية غرائزه الجنسية والحيوانية.
تجارة الدعارة : في عالم العولمة المنفلت تزدهر بشكل لا عقلاني ، وتمتد في كل أصقاع الأرض تروج لها القنوات الفضائية والمواقع الالكترونية بشكل يوضح مقدار التوظيف المالي للحط من كرامة المرأة والإنسان ومسخ صورته الطبيعية ، وهو ما يكرس مصالح الشركات المسيطرة على الإعلام ويؤدي إلى زيادة انحطاط واقع المرأة...
المحصلة ، أن واقع المرأة في زمن العولمة الامبريالية هو عالم بدون أفق ، بدون ضفاف ، لا يسير إلا في الزمن الرديء ..
تغيير الواقع ، وإزالة استغلال المرأة ، لا تستطيع منظمات المرأة على أهمية ما تقوم به إنجازه ، كما أن منظمات المجتمع المدني لا تستطيع مواجهة مشكلات الواقع وحلها ، وبالتالي تغيير الواقع مرتبط بتشكل الأحزاب السياسية الفاعلة ذات البعد اليساري العلماني ، المحملة ببرامج كلية أو جزئية ، تغطي الواقع بكليته والظواهر الاجتماعية بجزئيتها .
هذا يعني أن أهمية المنظمات النسائية تكمن في تسليطها الضوء على المشكلات الواقعة على النساء، ولكنها لا تتعدى ذلك . وأما حل هذه المشكلات فهو مرتبط بحل مشكلات الظلم والاستغلال والفقر والأمية والاستبداد ومحاربة الاستعمار وتمدين الدستور وكافة القوانين بما فيها قوانين الأحوال الشخصية..
أخيراً ، واقع المرأة قابل للتغيير ؛ إذا ما تغير الواقع العربي نحو فضاء العلمانية اليسارية والمدنية والمواطنة وتشكلت دولة الكل الاجتماعي ، وبغياب الدور المركزي للرأسمال الاحتكاري الخاص . وضد قيم الرأسمالية التي تحيل كل شيء إلى سلعة والمرأة إلى سلعة ودعارة بآن واحد ...



#عمار_ديوب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الهيمنة البديلة للهيمنة الامبريالية
- قراءة في كتاب الماركسية والديمقراطية
- قراءة في فن الحب وطبيعته
- قراءة في التنمية المستدامة
- إستراتيجية الحرب وإستراتيجية التقدم
- ديمقراطية ممكنة ، وديمقراطيات بدون ديمقراطية
- أمريكا وصدام والاقتتال الطائفي
- الشرط الامبريالي وتشكّل الدولة اللبنانية
- بعض مشكلات سوريا في رأس السنة الجديدة
- الأزمة الهيكلية للرأسمالية وبدايات صعود الليبرالية الجديدة
- اليسار الإصلاحي ، المقاومة المعرِقلة ، اليسار الثوري ، هزيمة ...
- الحركات الاجتماعية وعلاقتها بإشكالية الديمقراطية
- دولتين ام دولة ديمقراطية علمانية واحدة
- العولمة والامبريالية
- سياسية التمويل مصالح وأخطار
- أهمية نداء القوى والشخصيات الماركسية في الوطن العربي
- مشكلات وأدوار المنظمات الأهلية
- سقوط التسوية في زمن المقاومة والديمقراطية
- علاقة الهيمنة الأمريكية بأزمة المعارضة العربية
- استبدادية الأنظمة وديمقراطية الشعوب


المزيد.....




- بعد أكثر من عام على قبلة روبياليس -المسيئة-.. الآثار السلبية ...
- استشهاد الصحافية الفلسطينية فاطمة الكريري بعد منعها من العلا ...
- الطفولة في لبنان تحت رعب العدوان
- ما هي شروط التقديم على منحة المرأة الماكثة في البيت + كيفية ...
- الوكالة الوطنية تكشف حقيقة زيادة منحة المرأة الماكثة في البي ...
- تحديد عيب وراثي رئيسي مرتبط بالعقم عند النساء
- فوز ترامب يهيمن على نقاشات قمة المرأة العالمية بواشنطن
- قناة الأسرة العربية.. تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك أبو ظبي ش ...
- إعلامية كوميدية شهيرة مثلية الجنس وزوجتها تقرران مغادرة الول ...
- اتهامات بغسيل رياضي وتمييز ضد النساء تطارد طموحات السعودية


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - عمار ديوب - المرأة في زمن العولمة