أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - سعد الشديدي - يومٌ يستحقُ أن يحتفى به














المزيد.....

يومٌ يستحقُ أن يحتفى به


سعد الشديدي

الحوار المتمدن-العدد: 1850 - 2007 / 3 / 10 - 10:44
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


رغم كلّ هذا الموت الذي يختبئ في أرصفة الشوارعِ وأبواب البيوت العراقية، المعلق كثيابٍ مغبّرة على حبال الغسيل، المتسلل الى لحظات الحبّ التي تتناسخُ في صرخات الوجع المكتوم، الطارئ علينا رغم وجوده البديهي. نحتفل بيوم المرأة. وأحتفالنا ليس ضرباً من الترف ولا بحثاً عن ساعة فرحٍ وأملٍ نفتقدها أكثر من أي شئ آخر في هذه الأيام المظلمة من تاريخ عراقنا الذي مازال رائعاً في عيوننا رغم مكوثه في غرفة العناية المرّكزة منذ سنوات. بل لتجديد البيعة لنسائنا الجليلات. المتوّجاتِ كأشجار النخيل على عرش زمننا وقلوبنا التي تكسّرت ضفافها ولم يعد بها من شئ سواهنّ وهن يفترشنّ حلم وطنٍ لم يبعنه ولايردنَ له أن يضيع.
وفي هذا اليوم الذي شاء له التاريخ، من باب الضرورة وليس من باب المصادفةِ، أن يتزامن مع ظهور أول البراعم المشّربة بلون الدهشة، وتفتحّ أول زهور الجوري والياسمين والبنفسج نرفع نخبَ المرأة التي لا يسير التاريخ إلا على وقع خطاها. وكأنه ينصت الى رنين خلخالها أو غناء أساورها ليلحق بها في لهفة المكلوم أينما سارت. الآلهة الأولى، عشتار وإينانا وأفروديتي. المقدسة الأولى، مريم العذراء وخديجة الكبرى وفاطمة الزهراء وعائشة وأم البنين. المناضلة الأولى زينب بنت علي أبي طالب و جان دارك وأسماء بنت أبي بكروعميدة مصري وسعاد الوردي ونزيهة الدليمي وياسمين كاظم وليلى المنذري. العاشقة الأولى ليلى العامرية والعباسة بنت المهدي وولادة بنت المستكفي. الأم الأولى والأخيرة تلك التي لا تستقيم الحياة دونها، المتمردةُ على قيود زمانها وظلم الظالمين لها كمرأةٍ وكإنسانة، الصابرة أبداً، الواقفة بأنفةِ أشجار الطرفاء في لهيب البراري الخاوية، نقطة الأمان التي نجتمع حولنا في ساعات الخوف والقلق. الحبيبة التي ما فتأت تمتزج مع هواء الصبح اذا تنفس، الواضعة أقدامها على تراب الأرض لتعيدنا اليه متى ما فقدنا نعمة التوازن، الواضحة كشمس أول النهار. الأبنةُ الأولى التي لا أعرف كيف أصبحت أمرأة رائعةً بهذه السرعة، والتي أتمنى لها أن تستمرّ في أن تجعل من إنوثتها صديقةً حميمة لها ما عاشت. من أجلهن جميعاً ينبغي، بل يجب علينا، أن نحتفل بالثامن من آذار.
رغم الموت الذي يحتضنُ جدراننا العتيقة في محلات مدننا وقرانا وحالة الجَزر الذي أراد له أعداء بذرة الحياة الأولى أن يكون ملازماً لنا ويصيب أول ما يصيب نسائنا، نرفع نخب المرأة في بلادنا ونخب نساءالعالمِ أجمع.
وقبل أن نطفئ شمعة العيد علينا أن نُسرَّ أمنيةً للعام القادم. ولكن هل تكفي أمنيةٌ واحدة لعام ربما يكون قاحلاً كسابقهِ؟ دعونا مع ذلك نتمنى أن يتصاعد نضال النساء والرجال من أجل بناء عراقٍ جديد تأمن فيه المرأة على نفسها وحبيبها وأبنائها. ومن أجل إنهاء إستعباد نسائنا وأمتهان أنسانيتهن وحقوقهن. من أجل تشريع قوانين تضمن لنساء العراق حقوق المواطنة الكاملة. من أجل أن لا تعود المرأة جاريةً في سوق الرقيق كما كانت ولا موضوع لهوِ بين وسائد وأسرّة الحريم السلطانيّ كما يريدون لها أن تكون.
أردت فقط أن أحتفل بالثامن من آذار وأن أحيي نساء العراق وإن على عجل. فلا وقت للإحتفالات الطويلة الباذخة ونهر الدم يجري هادراً في عراقنا ويقتلع النساء والرجال والأطفال من جذوع الوطن الجريحة.
أمنية أخيرة: أيتها المرأة التي منحتنا الحياة والحبّ والأمن امنحي وطننا الحياة والحب والأمن والأمان فهو بحاجةٍ اليه هذه الأيام. آمين.



#سعد_الشديدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جند السماء.. أولى شرارات ألمعارضة ألشعبية ألعراقية؟
- جند السماء وجند المنطقة الخضراء
- الصدريون يستعدون والسيستاني يرمي بمقتدى الى المحرقة
- لماذا لا يريدون لصدّام أن يموت؟
- أيها الشيعيّ لا تصمت هذه المرّة
- قرار اعدام الديكتاتور بداية أم نهاية؟
- يا يونس المحكومِ بالإعدام.. عدْ للحوتِ ثانيةً
- ولا داعٍ للقلق
- هل حقاً ان كركوك أغلى من البصرة؟
- انهم يقتلون أطفال العراق
- الفيدرالية حقٌ يُراد به باطل
- موطني.. حتى إشعارٍ آخر
- ايها العراقي انت نملة.. فكن سعيداً
- الزرقاوي.. نحروه أم انتحر؟
- اسرائيلي واحد بألف عربي؟ يا بلاش
- وزير الدفاع العراقي يعلن الحرب على الشيوعية
- انقلاب عسكري في بغداد.. قريباً
- عفية .. والله عفية
- كشف الغُمّة في تبيان غباء قادة الأمة
- رسالة عراقية الى الغرباء


المزيد.....




- جريمة تزويج القاصرات.. هل ترعاها الدولة المصرية؟
- رابط التسجيل في منحة المرأة الماكثة في المنزل 2024 الجزائر … ...
- دارين الأحمر قصة العنف الأبوي الذي يطارد النازحات في لبنان
- السيد الصدر: أمريكا أثبتت مدى تعطشها لدماء الاطفال والنساء و ...
- دراسة: الضغط النفسي للأم أثناء الحمل يزيد احتمالية إصابة أطف ...
- كــم مبلغ منحة المرأة الماكثة في البيت 2024.. الوكالة الوطني ...
- قناة الأسرة العربية.. تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك أبو ظبي ش ...
- تتصرف ازاي لو مارست ج-نس غير محمي؟
- -مخدر الاغتصاب- في مصر.. معلومات مبسطة ونصيحة
- اعترف باغتصاب زوجته.. المرافعات متواصلة في قضية جيزيل بيليكو ...


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - سعد الشديدي - يومٌ يستحقُ أن يحتفى به