أسعد أسعد
الحوار المتمدن-العدد: 1850 - 2007 / 3 / 10 - 10:44
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
و كيف لا أحبك و قد خلقني الله في رحمك و ألقاني أوّل أيّامي في هذه الدنيا علي صدرك فرضِعتُ رحيق الحياة منك ...من وجدانك ... و من عصارة قلبك ... و كياني و حياتي كلها شكّلتها يداك يا حواء ... أحببتُك في طفولتي و عَشِقتك في شبابي و في رجولتي ... و انت معيني و ساعدي و سلوتي في كهولتي و شيخوختي
تمر الأ يام و تدور الدنيا و أجمل ما فيها هو أنت ... في الطبيعة ... في الخليقة ... في الشمس ... في القمر ... في الحقل و في الحديقة ... أنت نسيم الحياة و رحيق الوجود ... أنا خرجت منك لكني أعلم أنك مني و من أجلي وجِدتِ ... فانا بدونك عدم ... و من غيرك سراب ... و أنت ينبوع المياه و جدول الحب و غدير الحنان
همومك آلام شقّت قلوب الحجر ... صرخاتك صعدت الي أُذني القدر ... و ما سمعها إلاّ من لا يزال يحمل صفات البشر ... و هم قليل ... بحث عنهم حتي الخالق و ما عثر ... فعجِبت علي إنسان لم يري فيك الا جسدا يمتلكه ...يغتصبه ...ينفث فيه شهواته ... فيتملك و يتجبر و يسحق فيظن بحماقة المغرور أنه رجل
أنت يا حواء ضلع رجل ... حامية قلبه و معقل خفقات صدره ... لست أدري أي معني لحياةِ لستِ فيها ملكة يزود عن حماك كل رفيع الخُلُق ... يعرف قدرك و يعلم أن وجودك هو لوجوده بلسم و بلسان ... و حياتُك لحياتِه معني و نبضا و وجدانا ... قال فيك شاعر أنك مدرسة ... و قال عنك قائد أنك بيمينك تهزي المهد و بيسارك تهزي العالم ... و قال الله عنك أنك تاج لرأس بعلك ... و أنا لست شاعرا و لا قائدا و لست الله... لكني أقول أنك يا حواء بسمة في وجه الوجود ... غيابك جفاء و وجوم و عبوس
تمضي الايام و يبحث العالم يوما من كل عام عن هدية لك ... يقول بها البعض أُحِبُّكِ ... و يقول بها البعض أحترمُك ... أو يتمني لك بها عاما سعيدا ... أما أنا فقد عرفتك و أدركت أنك في كل ذاتك عطاء ... و في كل كيانك سكيب و بذل و إهداء ... فلذلك يا حواء في عيدك هذا أنا أهديك أنت الي كل العالم ... الي الكل ... فلو إعتَبَرتك الجيوش لما حاربت ... و لو إعتَبَرك القادة لما دفعوا ببنيك الي الوغي ... و لو إعتَبَرك السّاسة لبنوا من أجلك و لجعلوا العالم كلّه مدينة فاضلة
يا عالم الظلم أهديكم حواء فأنصفوها و أنصفوا بها
يا عالم القهر أهديكم حواء فانصروها و أنصروا بها
يا عالم الظلام أهديكم حواء نجما يحترق و يتوهج فاستنيروا بها
يا عالم الدّين أهديكم حواء أطلقوها حرّة في الله و صلّوا من أجلها
يا عالم الانسان قبّلوا جبينها و رأسها يكفيكم فخرا أنها تاج الخالق علي كل رؤسكم
في عيدك يا حواء أشكر الله لاجلك لانك أنت منه هديتي و حبي له ليس له دليل إلا بحبي لك
كل سنه و أنت طيبه
#أسعد_أسعد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟