أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - سميرة الوردي - الى أبى في 8 آذاريوم المرأة العالم














المزيد.....

الى أبى في 8 آذاريوم المرأة العالم


سميرة الوردي

الحوار المتمدن-العدد: 1849 - 2007 / 3 / 9 - 13:53
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


أبي الحبيب
زمنٌ طويلٌ مضى منذ أن رأيتُك آخر مرة، لم أُدرك حينها أنها ستكون الأخيرة الى هذه اللحظة، كم فصول أربعة مرت في ربوع بلدنا الحبيب وأنا بعيدةٌ عنك. أبي أتمنى أن يكون 8 آذار الحالي خاليا من دماء العنف والطائفية والقهر بكل مدياته، فكريا واقتصاديا وسياسيا واجتماعيا .
لعلَ أن يتحقق الأمن وحلمك وأمي بنهوض مجتمع خالٍ من كل أنواع التخلف والعنف . لكنها رحلت لأنها لم تتحمل الضيم الذي امتهنها منذ مقتل أبيها الى مقتل ولدها ، استلب كرامتها واستقرارها وإنسانيتها.
رحلتْ أمي وتركتك وحيداً ، قبل هروب الصنم، ولم تتكحل عيناها برؤية زوال الطغيان والطاغية، أنت صمدت رغم سنوات المحن والحصارالثقافي الذي فُرض عليك، أتذكرك وأنت تحاول اقناعي بعدم جدوى الرحيل وترك الأهل والأحبة، خفتََََََََ علي َّ أن ألحق بأخي وأختي وأتيهُ في غربة لانهايةَ لها.
لم أندم على شئ كندمي لعدم الاستماع اليك، وها أنا أجني ألم الفراق . خوفي على ولدي كان أكبر مني .
وها خوفي يزداد كلما فكرت في العودة ، فقوى الظلام مازالت تستميت في دحر كل ما هوجميل وخلاق، علمتنا منذ الطفولة أن لا سلاح أقوى من العقل ، وأن السلام و ليس الإستسلام، هو قوة هائلة في انتزاع الحرية وبناء المجتمعات، ما زال صوتك يتردد صداه في خافقي وأنت تُلقي كلماتك وأشعارك المؤثرة ومطالبك بالحرية والتحرر في مقر أنصار السلام واتحاد الأدباء وفي جنبات مدينتا الخالدة ذات التراث العظيم . صورتك مازالت فتية وشامخة وأنت خلف القضبان بعد مظاهرة سلمية تقودها ورفاقك الذين جار عليهم الطغيان فاستشهد من استشهد وتغرب من تغرب ورحل عن الحياة من رحل. مازالت بعض أبياتك الجميلة وانت تخاطب ضمائر الناس تغذي نفسي وتنتشلها من الوهن:
رأيتُ في أسواق بغدان ـ شيخا وقورَالسمت نوراني
يبحثُ عن حاجتِه سائلا ـ فــي كــلِ سوقٍ كلََََ دكـان ِ
قلتُ له ياشيخ ما تبتغي ـ قـلْ لـي تفزْ مني بعرفـان ِ
فقـال :مـيزانا مثاقيلَـه ـ دقـيقـةً مـن غيـرِ نقـصان ِ
قلتُ له ياشيخ إنا هـنا ـ لا نزنُ الشئَ بميزان
أبي أنت أول من علمني معنى الحرية واحترام حرية الآخر، وأنت أول من أجبرني على أن أتعلم وأكونَ أنا نفسي من غير تلك الإزدواجية التي تحمل الكثير من النفاق والأمراض والتخلف، وأنت أاول من ناضل في العشيرة من أجل حقوق المرأة ووقفت مع كل فتياتها كي لاتُمتهن كرامتهن ولكن سنين الضيم غطت على صوتك إلا أنها لم تستطع قهره ولا حبسه .
اليوم يطلبون مني أن أكتب عن الحجاب ماذا أكتب يا أبي سأكتب وأقول إنك أول من علمني الحرية بكل مدياتها وأنك تعتبر الحجاب قيدا من القيود الكثيرة التي كبلت المرأة .
كيف لي أن لاأُحبَك وأفتخَر بك وأن تكتبِ نشيدالحرية لتموز1958 الخالد ليتردد صداه من أحيائنا الوادعة:
كلُ شئ بعد تموزجديد ـ السما والأرضُ والفجرُ الوليد
هزج الفلاح والناي البعيد ـ وغناء الطيرفي الحقل المديد
كان أملُك قويا بالتغيير لكن قوى الشر أجهضت وخانت ودنست تلك الثورة الفتية والتي خُطط لها لتكون سلمية ولكن يد الشر تغلغلتْ اليها وثَّلمتْ فيها الى أن اغتالتها ومناضليها .
peace)) تلك أول كلمة أتعلمها من لغة أجنبيه وأنت تلصق بوستر غطىَّ بصورة حمامة سلام، على الجدار الأمامي لغرفة الضيوف في بيتنا القديم قبل دهر من التاريخ، ثم حولت يداك المبدعة تلك الحمامة الى باج ٍ ذهبي صغير علقناه رمزَ سلام ومحبة على صدورنا حتى انتزعته يد الطغيان والقسر .
خفت علينا كثيرا من حقدهم الأسود فنضالك السلمي قضَّ مضجعَهم فاغتالوك بابنك وهو في أول شبابه، بنيت عائلة حرةً محبةً سعيدة، لكن الأوغاد أحالوا سعادتها موتاً، ودماراً وغربة
عمرا مديدا يا أبي رغم أُنوفهم
إني أكنُ لك كل المحبة والتقديس، يا معلمي الأول ، يا فريدا بين الرجال
ويا نصيراً لكل نساء الأرض ضد كل أنواع القهر والاستبداد.




#سميرة_الوردي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وا متنبياه
- العلمانية هي الحل
- نكتب من الجحيم
- بين مؤيدٍ لوفاء سلطان ومعارض ٍ والحلقة المفقودة
- لست معك يا وفاء والى الأبد
- المرأة والحجاب و آذار
- ماهذا الضجيج - بين راني خوري ووفاء سلطان وآخرين
- أفكار أود قولها
- وفاء سلطان والذباب
- الى متى نبكي شهداءنا !!!؟
- الى مريم نجمة مع التحية
- العراق وأميركا
- حذار من الاستمرارب 8 شباط.
- الى وفاء سلطان ثانية
- قصة النسبة المئوية واللحظة المقروءة
- قولٌ لا بد منه - تعقيب على الدكتورة وفاء سلطان
- صرخة لا بد منها
- الخليلان
- وحدها النجوم ترى
- لاحياة لمن تنادي


المزيد.....




- الحياة الواقعية تحت وطأة الصراعات.. المرأة اليمنية في أدب وج ...
- سن التقاعد للنساء في الجزائر 2024 الجريدة الرسمية بعد أخر ال ...
- المجلس الوطني يدين جرائم الاحتلال ضد المرأة الفلسطينية ويطال ...
- وزارة المالية : تعديل سن التقاعد للنساء في الجزائر 2024.. تع ...
- المرأة السعودية في سوق العمل.. تطور كبير ولكن
- #لا_عذر: كيف يبدو وضع المرأة العربية في اليوم العالمي للقضاء ...
- المؤتمر الختامي لمكاتب مساندة المرأة الجديدة “فرص وتحديات تف ...
- جز رؤوس واغتصاب وتعذيب.. خبير أممي يتهم سلطات ميانمار باقترا ...
- في ظل حادثة مروعة.. مئات الجمعيات بفرنسا تدعو للتظاهر ضد تعن ...
- الوكالة الوطنية بالجزائر توضح شروط منحة المرأة الماكثة في ال ...


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - سميرة الوردي - الى أبى في 8 آذاريوم المرأة العالم