|
المرأة الصحراوية بين دواليب التسيير ومتطلبات الاسرة ..!؟
السالك مفتاح
الحوار المتمدن-العدد: 1847 - 2007 / 3 / 7 - 12:51
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
المرأة والتسيير، هي مرأة بين عاملة في المدرسة ، في الادارة، موظفة في شتى ميادين العمل وحقول الانتاج والمعرفة .. ومرأة ام في البيت ومربية في الاسرة ورائدة في المجتمع..!! تلكم هي ملامح دورة حياة المرأة في المجتمعات المعاصرة ، لكنها في الصحراء الغربية، زادت كاهلا اجتماعيا ومسؤولية سياسية ورسالة ثقافية واعلامية .. كونها تضطلع بحمل رسالة شعب وقضية وسط عالم متقلب الادوار لم يعطها ما تستحق وظروف قاهرة وامكانيات شحيحة تزيد ها هما على هم وسط مخيمات وبئية غاية في الصعوبة التي تدور مع دوران الارض ، لا تتوقف مع كل فصول السنة.. لتظل المرأة واقفة شامخة في تحدي واباء لاتزيدها نوائب الدهر الا مزيدا من الصمود ومرافقة مقارعة المصاعب وقهر العدوان ، خاصة في الارض المحتلة وفي مخيمات العزة والكرامة ..!! المرأة الصحراوية التي ظلت تخوض معركة مزدوجة في مواجهة مخلفات الجهل ورواسب الامية والتخلف الاجتماعي ، من جهة ومتطلبات معركة التحرير والنهوض السياسي والرقي الاجتماعي، في ظروف استثنائية بكل المقاييس ، استحقت السنة الماضية جائزة اكبر المنظمات الاسبانية المعنية باعانة اللاجئيين الاسبانية ..!! هنا نقف مع المرأة الصحراوية في احد اوجوه هذه الملحمة المخضبة بالعطاء وبروح المثابرة وفرض كينونتها ووجودها في ميدان ظل ردحا من الزمن شبه حكر على الرجل في مجتمع كان رجاليا الى قبل حين ، لكن النهضة التي فرضتها ثورة الشعب الصحراوي في مواجهة الاحتلال من بعد الاستعمار ، فرضت على المرأة اكثر من مسؤولية وقفزت بها الى اعلى سلم المسؤوليات في ظرف قياسي ، جعلها تتبوأ مكانة تحسد عليها في كثير من مناطق العالم ، بخاصة في الدول العربية وحتى الكثر من الدول الافريقية .. وهذا باعتراف الاخرين وبتزكية ملموسة على الارض .. اذ نجد ان ربع المجلس الوطني الصحراوي الحالي من النساء ، في حين تبوأت المراة اعلى مراتب القيادة في الامانة الوطنية وفي الحكومة وفي دواليب الادارة الصحراوية ( امينة عامة ، والية ، سفيرة، الاشراف بالبلديات والدوائر، المدارس ، المستشفيات ، العمل الاعلامي والثقافي ، التجييش .. العمل التطوعي .. ). مؤشرات على الطريق : - لقد تشكل الاتحاد الوطني للمرأة الصحراوية قبل ثلاثين سنة باعتباره احد روافد الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب . - بروز رائدات صحراويات تمكن من وضع بصماتهن على مسيرة الشعب الصحراوي (الشائعة احمد زين ضحية قصف ام ادريكة، سديد امي التي رافقت المقاتلين في ملاحم الشرف، ميمونة لمين التي كانت مثال المرأة المقاومة في سجون الاحتلال وغياهبه المخيفة في قلعة مكونة واكدز، كلتوم الوناة التي تمثل دور الشابة الرائدة والمقاومة في وجه الاحتلال والقائمة تظل مفتوحة فتلك مجرد غيض من فيض..) اضف الى ذلك بروز نخبة نسائية مدركة لواقع المعركة ومتشبعة بقيم الوفاء لروح الشهداء .. هذه النخبة الرائدة نجدها في مواقع الفعل والنضال وساحات المقاومة والمرافعة عن القضية، خاصة في الارض المحتلة و وفي المواقع الجامعية مواجهة الاحتلال في عقر داره في المظاهرات والوقفات ومرافقة يومية لابطال ملحمة الاستقلال ..!! - لقد شكل عقد المؤتمرات والندوات السياسية والمشاركة في العمل اليومي(المدارس، دور التربية، عمل التمريض، التسيير في المجالس المحلية والفروع السياسية) ابرز مناح الفعل بالنسبة لفئية عريضة من النساء الصحراويات هذا بجانب المشاركة في العمل الاعلامي والدبلوماسي وفي المحافظةعلى البئية ورعايتها بجانب قضايا وهموم الاسرة الممتدة بين البيت والمدرسة في الداخل والخارج .. - لقد كان تاسيس كتابة للدولة للرعاية وترقية المرأة منذ المؤتمر الثالث عشر لجبهة البوليساريو ، اعترافا صريحا بجهود المرأة وبدورها المتميز بالنسبة لحركة تحرير تسير بسرعتي الدولة والحركة في مواجهة الاحتلال والتعتيم والمناورة الكبيرة من لدن الخصوم في ظل وقف اطلاق النار واطلاق العنان لمسار جديد من حرب غير معلنة ، كان هذه المرة سلاحها المغالطة وكسب الوقت غبر المماطلة ..!! - تبوأت المرأة مكانة حساسة في جوانب من العمل في ميادين شتى، خاصة في تسيير دبلوماسية الجنس اللطيف التي تزاوجت مع دبلوماسية البرأة في جولات الاطفال الذين جابوا العالم طولا وعرضا وكانت المرأة هذه المرة مرافقا بارعا في توصيل الرسالة وخلق النفاعل مع الضفة الاخرى عبر وشائج العلاقات وحنكة السيدة في تفعيل دورها وابلاغ رسالة شعبها عبر شتى اصقاع الارض ...!! - في داخل البت لعبت دورها ، خاصة في الرعاية وفي محاربة الامية وفي تنوير الراي العام حيال قضايا الساعة .. الحقيقة القائمة الان بفعل كل هذه الجهود ان جميع الامهات الصحراويات بمخيمات اللاجئيين الصحراويين مررن بالمدرسة، رغم انه لاتزال اكبر نسبة للامية مسجلة بين صفوف النساء في المجتمع الصحراوي ، الا انها لا تشكل نسبة تذكر بالمقارنة مع البلدان المجاورة ، حسب مصادر الاتحاد الوطني للمرأة الصحراوي في اخر ملتقاه الفكري . الحقيقة الثانية انه رغم الظروف القاسية التي يعيش الشعب الصحراوية وبخاصة النساء , تمكن هذا الاخير من الوصول إلى مستوى من الديمقراطية و حقق نسبة عالية من محو الأمية و لم يلجأ أبدا إلى الإرهاب، حسب اعترافات كاتب الدولة الامريكي الاسبق ومبعوث الامين العام للصحراء الغربية،السيد جيمس بيكر في شهادته التي نشرها مؤخرا في كتابه " العمل الشاق، الدراسة...والابتعاد عن السياسة". كيف تم تسيير هذه المعركة وهل اقحام المرأة جاء من باب مكره اخاك لا بطل..؟! تقول الامينة العامة للاتحاد الوطني للمرأة الصحراوية فاطمة المهدي ان التحديات التي توقف عليها المؤتمر الماضي ، لاتزال ماثلة وفي مقدمتها بعد التحرير وطرد الاحتلال، مواجهة افة الامية بين النساء وترقية عمل المرأة في الجوانب السياسية والثقافية وتفعيل اليات العمل ، خاصة كيف ننظم العمل وكيف نضبط الاولويات مع متطلبات العمل والياته المتجددة والمتسارعة !؟ كيف كذلك نتغلب على مناح الضبط والاشراف والمتابعة وكيف نكيف الادارة مع الظروف الراهنة ..!؟ ولهذا تم تفعيل المنافسة والاداء عبر التحفيز والترقية والتكوين ، وجعل المناسبات ، اياما للدراسة والتحسيس والتذكير، واشاعة ثقافة المنافسة، واعتماد الاشراف المباشر والمواكبة المستمرة للمشاريع التنموية (اقسام محو الامية، دور تكوين المرأة،التعاونيات) مع ضمان سيولة المعلومات بين المركز والفروع ومتابعة تطورات القضية الوطنية والمشاركة التفاعلية في المنابر الوطنية والدولية..!! و اعتمد الاتحاد تسييرا اداريا ، ووظف ترسانة من الاجراءات التنفيذية والقوانين التي تحدد المهام وترسم الصلاحيات وتنسق العمل وتضبط رزنامة سيره من البداية وحتى النهاية (وثيقة النظام الداخلي ، قانون الافراد، الدليل الاداري ، قانون تنظيم عمل التعاونيات، قانون لعمل مراكز المرأة جهويا، قانون خاص بالقروض الصغيرة، تنظيم الارشيف، ضبط ملفات اعضاء المكاتب التنفيذية والمحلية، حصر ملفات الشهيداء والمعتقلات، وتوثيق شهادات الناجين من جحيم الاحتلال .. مع سيولة المعلومات بين شى فروع الاتحاد في الداخل والخارج ) تقول رئيس الاتحاد في لقائها مع الاذاعة الصحراوية.
#السالك_مفتاح (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
بعد 31 سنة من التاسيس .. لا يزال خطاب الدولة الصحراوية اسير
...
-
التفارتيي.. عاصمة الفعل الصحراوي .. موعد يتجدد
-
ام ادريكة(سيبرينتشا) الصحراء وأخواتها ..جريمة حرب قذرة.. يلف
...
-
كيف تطوع البوليساريو .. الانتفاضة في اجهاض الحكم الذاتي
-
رئيس المجلس الدستوري الصحراوي يوضح طبيعة النظام القضائي والق
...
-
خطاب الممانعة ..في مواجهة خطاب المهادنة في الصحراء الغربية .
...
-
اعترافات جيمس بيكر- الشعب الصحراوي لم يلجأ قط للارهاب -
-
جيش البوليساريو : مهام .. تحديات..!!
-
وقف اطلاق النار : استرا حة المحارب ..!!
-
جيش البوليساريو.. سنوات الفرصة...!!
-
ما بعد التفاريتي
-
لاجئوا الصحراء الغربية ..يستغيثون ..!؟
-
مغرب 2007 ...بين مطرقة حق تقرير المصير في الصحراء الغربية ..
...
-
هيومان رايت واتش الامريكية ..عين على حقوق الانسان في الصحراء
...
-
البربر في الصحراء الغربية.. بين حقيقة التاريخ والواقع السياس
...
-
البترول في الصحراء الغربية جبهة جديدة في نزاع قديم متجدد..!؟
-
الانتفاضة الصحراوية : صاغت خطاب البوليساريو سنة 2006
-
لماذا يخشى نظام الرباط .. منطق الديقراطية ...وهل بالامكان ال
...
-
في ذكرى اليوم العالمي لحقوق الانسان: الضمير الصحراوي يستصرخ
...
-
البوليساريو ... حقيقة على الارض ..تخشى الرباط منافستها في ال
...
المزيد.....
-
جريمة تزويج القاصرات.. هل ترعاها الدولة المصرية؟
-
رابط التسجيل في منحة المرأة الماكثة في المنزل 2024 الجزائر …
...
-
دارين الأحمر قصة العنف الأبوي الذي يطارد النازحات في لبنان
-
السيد الصدر: أمريكا أثبتت مدى تعطشها لدماء الاطفال والنساء و
...
-
دراسة: الضغط النفسي للأم أثناء الحمل يزيد احتمالية إصابة أطف
...
-
كــم مبلغ منحة المرأة الماكثة في البيت 2024.. الوكالة الوطني
...
-
قناة الأسرة العربية.. تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك أبو ظبي ش
...
-
تتصرف ازاي لو مارست ج-نس غير محمي؟
-
-مخدر الاغتصاب- في مصر.. معلومات مبسطة ونصيحة
-
اعترف باغتصاب زوجته.. المرافعات متواصلة في قضية جيزيل بيليكو
...
المزيد.....
-
الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات
/ ريتا فرج
-
واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء
/ ابراهيم محمد جبريل
-
الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات
/ بربارة أيرينريش
-
المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي
/ ابراهيم محمد جبريل
-
بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية
/ حنان سالم
-
قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق
/ بلسم مصطفى
-
مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية
/ رابطة المرأة العراقية
-
اضطهاد النساء مقاربة نقدية
/ رضا الظاهر
-
تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل
...
/ رابطة المرأة العراقية
-
وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن
...
/ أنس رحيمي
المزيد.....
|