أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - سالم جبران - نوال السعداوي-مناضلة














المزيد.....

نوال السعداوي-مناضلة


سالم جبران

الحوار المتمدن-العدد: 1847 - 2007 / 3 / 7 - 12:58
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    



مجبولة من القمح والفولاذ والورد!
في بداية القرن العشرين، وخصوصاً ارتباطاً بثورة 1919 في مصر، قامت هبّة اجتماعية تستنهض همم الشعب المصري للعصرنة والتفاعل مع التقدم الإنساني. وكان طبيعياً أنه بين الظواهر الجديدة، الثورية، كانت مشاركة النساء في النضال الوطني في الشارع. وارتباطاً بذلك تصاعدت الدعوة إلى تعليم الفتاة، وإلى مشاركة المرأة في العمل والنشاط السياسي، وخلع الحجاب عن الوجه وعن العقل، فكما قال الشاعر الوطني التقدمي العراقي جميل صدقي الزهاوي :" وهل الطائر إلاّ بجناحين يطير؟".
إن المخاض الديمقراطي المنفتح على العصر، في عالمنا العربي يعيش انكساراً وانتكاساً منذ حوالي قرن. وقيام "الدكتاتوريات الوطنية" حيّد الشعب وحركته الشعبية، وفكّرت باسمه ونيابة عنه. وصار التصفيق للقائد هو كل الدور المطلوب من الجماهير. إن تعطيل وتغييب الدور الجماهيري المبدع هو ما جعل الحركات الأصولية، الرجعية، والظلامية أحياناً تتحول إلى الحركة السياسية المعارضة الفعالة بأشكال مختلفة. الأنظمة جميعاً قمعت اليسار وعملت على تدمير كل الحركات الاجتماعية واليسارية والنقابات، بينما غضّت الطرف عن الشعوذة التي تدعو باسم "الدين" إلى الانسلاخ عن العصر وعن القِيَم الإنسانية الديمقراطية والمتنورة.
إن فساد الأنظمة، بالإرهاب والقمع واختلاس الثروة الوطنية، هو ما قاد إلى تراجع الفكر القومي واتساع رقعة الديماغوغيا الدينية الظلامية المعادية للتقدم بوصفه" غريباً عن تقاليدنا"!
وقد وصلنا الآن إلى وضع بائس فيه ظاهرتان مأساويتان:
الاولى: انحسار القومية المعاصرة وانفلات الأصولية الظلامية الدينية.
الثانية:صرف النظر عن القضايا الاجتماعية والاقتصادية والثقافية الملتهبة وتمحور النقاش حول المظهرية الدينية: مع الحجاب أو ضد الحجاب، كأنما بالحجاب يرتبط مصير ومستقبل أمتنا العربية!!
إننا نلاحظ الآن أنه بالإضافة إلى إرهاب النظام السياسي العربي الحاكم للجماهير العربية، هناك إرهاب "شعبي"، "إسلامي" يبدو أحياناً، كما في مصر، أكثر عنفاً وقهراً وضغطاً من الإرهاب السلطوي.
إفلاس النظام العربي الحاكم، وبقاؤه بفضل قوّة البطش فقط، هو ما يجعل الأصولية الدينية الرافضة للقومية المعاصرة والرافضة للتقدم الاجتماعي، تنفلت مجنونة رافضة للعصر ولأبسط القِيَم العصرية، كالمساواة بين المواطنين جميعاً، بغض النظر عن الدين، والمساواة للمرأة، والتعددية الثقافية والتحالف مع العلم والمعرفة والمنطق الإنساني.
أليس عاراً على أمتنا العربية أن الإنسانة المناضلة البطلة الدكتورة نوال السعداوي أقل حرية في مطلع القرن الحادي والعشرين من هدى شعراوي في العشرينات من القرن الماضي؟!!
نثق أن نوال السعداوي جُبِلَت من طينة المصلحين الأبطال الذين لا يخافون. ولكن قلقنا هو على مستقبل شعب مصر، حين تتغلغل في أوساطه الأصولية "الشعبية"، المتخلفة المعادية للتقدم، المرعوبة من كل تجديد.
إن حملتنا العربية العالمية تضامناً مع نوال السعداوي ، هي حملة تضامن مع ألوف النساء العربيات الباسلات في السعودية ودول الخليج والمغرب والعراق وسورية والأردن ومصر، إنها حملة مع التنوير ضد الظلام، مع التعددية ضد التخوين والتخويف، مع العلم ضد الشعوذة، مع المساواة الكاملة غير المشروطة للمرأة، ضد الفلسفات الظلامية المناورة التي تريد استمرار التعامل مع المرأة كأداة لمتعة الرجل وماكنة لتفقيس الأطفال الجياع، مع الديمقراطية ضد التسلط، مع انعتاق الفكر ضد الإرهاب بكل أشكاله .
يجب أن نقول بأقصى الصراحة والوضوح والحزم إن هناك حاجة إلى طرح منهج شامل ومتكامل للعصرنة الاجتماعية والسياسية والثقافية، يكون بديلاً منهجياً وبرنامجياً للواقع العربي الراهن الذي يقوم على استعباد الشعوب وتغييب عقولها وسلب إرادتها، حتّى تتمكن الأنظمة من الاستعباد السياسي ونهب كل خيرات أوطاننا العربية.
تحية إلى نوال السعداوي، تحية إلى كل المناضلات الباسلات، من نقابيات وعاملات وفلاّحات ومحاضرات وكاتبات ومفكرات، تحية إلى كل القوى النهضوية المتنورة في أمتنا الرافضة للدجالين والمتمسكة بتراثنا العربي الإنساني الديمقراطي الذي يلخصه شاعر الفلاسفة وفيلسوف الشعراء أبو العلاء المعري، بقوله"
كذب الظِّن ، لا إمام سوى العقل
مشيراً في صبحه والمساء!
(سالم جبران- شاعر ومفكر وإعلامي فلسطيني يعيش في الناصرة)




#سالم_جبران (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المواطنون العرب داخل إسرائيل
- - -دولة ضحايا النازية- تُمجِّد- اليهودي النازي- مئير كهاناّ
- نتنياهو وبراك- قديمان.. جديدان؟
- روسيا تقود المجهود العالمي لإسقاط نظام القطب الواحد الأمريكي
- أسئلة صريحة للغاية موجهة للسيد حسن نصرالله
- بدل أن تضحكوا على فضائح إسرائيل –إبكوا على حالة الشعوب العرب ...
- الآخرون يندفعون إلى التقدم ونحن نندفع إلى الانتحار!
- مؤرخ يهودي يكتب عن:التطهير العِرقي في فلسطين
- ممارسة الإرهاب
- مؤشرات التطور الاقتصادي والاجتماعي في إسرائيل
- من أين لك أربعة مليارات دولار، يا سماحة الشيخ؟!
- كيف يفكر الفلسطينيون داخل إسرائيل
- فيلم وثائقي إسرائيلي..أثار عاصفة -يوسف نحماني..وسقوط طبريا!:
- في المالية الإسرائيلية..فضائح كبرى وحامي الخزينة-حراميها!
- لبنان نموذج حضاري متقدم للأمة العربية.. فهل يهدمونه؟!!
- نهاية الطاغية..تحذير لبقية الطغاة!
- هروب الأدمغة من العالم العربي
- حول الفساد في العالم العربي: السمكة تفسد من الرأس!
- أنظمة البطش والتخلف واللصوصية-مسؤولة عن فقر الشعوب العربية!
- الأسد -معتدل- و-حضاري- مع أولمرت فلماذا هو بلطجي بالتعامل مع ...


المزيد.....




- اتهامات بغسيل رياضي وتمييز ضد النساء تطارد طموحات السعودية
- جريمة تزويج القاصرات.. هل ترعاها الدولة المصرية؟
- رابط التسجيل في منحة المرأة الماكثة في المنزل 2024 الجزائر … ...
- دارين الأحمر قصة العنف الأبوي الذي يطارد النازحات في لبنان
- السيد الصدر: أمريكا أثبتت مدى تعطشها لدماء الاطفال والنساء و ...
- دراسة: الضغط النفسي للأم أثناء الحمل يزيد احتمالية إصابة أطف ...
- كــم مبلغ منحة المرأة الماكثة في البيت 2024.. الوكالة الوطني ...
- قناة الأسرة العربية.. تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك أبو ظبي ش ...
- تتصرف ازاي لو مارست ج-نس غير محمي؟
- -مخدر الاغتصاب- في مصر.. معلومات مبسطة ونصيحة


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - سالم جبران - نوال السعداوي-مناضلة