عادل ندا
الحوار المتمدن-العدد: 1846 - 2007 / 3 / 6 - 09:34
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
لغتنا الجميلة: يقول علماء اللغة أن أصل الأصوات التى تكونت منها كل لغات العالم واحد. وأسطورة بابل تعبر عن هذا المعنى وتدعمه.
الحروف م ك ر المكون منها الفعل مكر, قد تحورت قديما ودخلت فى العديد من الكلمات وفى كل اللغات.
يقول الصينيون: "تخدعنا الألوان".
تقول القواميس: المكر أصلا صبغة حمراء. المكر نبتة ليس لها زهر. المكر هو جمع الحبوب لإحتكارها. تماكروا, أى إحتال بعضهم على بعض.
ومعناه فى الإنجليزية:
To deceive, delude, cheat or trick.
صوت كلمة مكر دخلت اللغة اليونانية وإنقسمت الى كلمتين أو بالأصح مقطعين معناهما كبير وصغير.
(makros & mikros in Greek for big & small)
قديما لكى يخدع الإنسان أخوه الإنسان, كان يوهم الآخر بالإختلاف فى الحجم. وحديثا فى عصر الرأسمالية يتم الخداع فى القيمة النسبية. ما عندك قليل, لا قيمة له. وما عندى كبير قيم. أنت لا سعر أو قيمة لك بالمقارنة بقيمتى وسعرى فى السوق. نخدع أنفسنا ونصدق. ويضيع الإنسان.
هذا هو الإدعاء وخداع الذات. هذا هو غسيل المخ المستخدم فى الحرب النفسية.
فيل يخدع نملة فتلدغه وتقضى عليه.
كل يستخدم طريقته فى الصراع الوهمى للبقاء. رغم أن مصادر القوة والضعف متساوية لدى الجميع. ويمكن للكل ان يعيش فى سلام. فلماذا الأفضلية بالإدعاء؟
يقول بعض الهنود الحمر: سيأتى يوما نطالب فيه بأمريكا.
قالت نملة: النملة هي الأقدر على الصمود. النملة هي الأقدر على الصعود.
تأملات عابر سبيل وكلنا عابر سبيل.
#عادل_ندا (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟