أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - معتز محمد - الدبلوماسية المصرية و دور متراجع















المزيد.....

الدبلوماسية المصرية و دور متراجع


معتز محمد

الحوار المتمدن-العدد: 1846 - 2007 / 3 / 6 - 09:32
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


شاهدت اتفاق مكة بين حركة حماس و منظمة فتح الفلسطينيين بواقعين مختلفين كان كلاهما يصارع الآخر ، الواقع الأول كان سعيدا باتفاق ينهى شعور من المعاناة و الصراع فى الأراضي الفلسطينية المحتلة و الواقع الآخر واقع مواطن مصري حزين بان الاتفاق بين الفلسطينيين لم يجيء على أرض مصرية هذه المرة

ورغم التسليم بدور المملكة العربية السعودية في المنطقة ودورها الداعم للقضية إلا أنني شعرت بالأسف لأن للمرة الأولى تراجعت مصر من موقع صانع الأحداث إلى موقع المتفرج ولكن بمراجعة بسيطة بدا هذا طبيعيا حتى و إن كان في قضية بذلت فيها مصر الكثير و الكثير طوال عقود هي القضية الفلسطينية.

اتفاق مكة

الواقع أن الدور المصري في القضية الفلسطينية دور هام يمتد طولا وعرضا فمنذ إنهاء المقاطعة العربية لمصر بعد إبرام اتفاق كامب ديفيد ومصر تلعب دورا حاسما باعتبارها الدولة العربية الكبيرة التي قادت الصراع مع إسرائيل وأنهته باتفاقها المنفرد بعد انتصار 1973 وطوال الوقت كانت مصر تحمل القضية الفلسطينية فى طيات صراعها مع إسرائيل ولم تتخل عنها .

و لم تتراجع مصر عن لعب هذا الدور حتى بعد التفاوض الإسرائيلي - الفلسطيني المباشر والحق أن مصر لم تدخر جهدا في القيام بهذا على عدة أوجه ربما كان من ابرز معانيها ما تجسد فى الدورات التدريبية التي قدمها المفاوضين المصريين لنظرائهم الفلسطينيين فى وزارة الخارجية المصرية لتدريبهم على أساليب التفاوض مع الإسرائيليين و رسم إستراتيجية دقيقة للحصول على أفضل المكاسب الممكنة و اقل الخسائر المتوقعة

وكانت مصر بما استطاعت ان تجمعه من خبرات التفاوض مع الإسرائيليين سواء بشكل مباشر او غير مباشر سرى او علني وحتى إبرام اتفاق كامب ديفيد قد استطاعت ان تكتسب خبرة طويلة بالتفاوض مع الإسرائيليين و فهم العقلية الإسرائيلية و تقدير ردود أفعالها.

و تطور الموقف المصري بعد ذلك فصارت مصر لاعبا أساسيا فى استضافة المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية في مؤتمرات السلام في شرم الشيخ.

وبالتالي كانت مصر تقود دائما وتمارس دورا فعالا في المفاوضات بين إسرائيل و الفلسطينيين وهذا الدور شمل كل شيء منذ محاولة التقريب بين الجانبين في جولات المفاوضات أو منح الرأي أو المقترحات او طريقة التطبيق بشأن ضمانات الجانبين أو حتى الضغط على الولايات المتحدة من اجل تفعيل دورها في العملية أو التنسيق مع الحلفاء الآخرين.

وجاء دور مدير المخابرات العامة المصرية محمد عمر سليمان ليجسد دورا مصريا أكثر بروزا ، فالملف الفلسطيني انتقل الإشراف عليه منذ سنوات عديدة إلى المخابرات المصرية ربما تطويرا للمفهوم أو انصياعا للضغوط الأمريكية التي حاولت تحويل الملف الى مجرد قضية أمنيه أكثر منها قضية سياسية كبيرة.

وبالتالي لعبت المخابرات المصرية سواء عبر مديرها أو الوفد المصري المقيم طوال الوقت في غزة والضفة دورا هاما لحل الأزمات العالقة بين الفصائل الفلسطينية طوال الوقت حتى قبل فوز حماس.

و تلي ذلك الدور المصري في اتفاقات الهدنة وتفاهمات القاهرة التي لمت شمل الفصائل الفلسطينية برعاية المخابرات المصرية ونتج عنها إعلان وقف إطلاق نار مع إسرائيل والتقريب بين الفصائل التي كانت ترحب بالدور المصري باعتبار ان مصر لاعبا أساسيا و أصيلا .

وبالطبع فان السياسة المصرية طوال كل هذا كانت حريصة على تحقيق مصالح عديدة منها كسب ورقة شعبية لأن القضية الفلسطينية تعد القضية العربية و ربما الإسلامية الأولى فضلا عن أهمية مصر ودورها القومي فى المنطقة هذا إلى جانب أنها ورقة ضاغطة على الاتحاد الأوربي و الولايات المتحدة و التي تجعل لمصر أهميه سواء في الحصول على المنح أو المساعدات او حتى التعامل السياسي مع مصر بوضع الشريك او الداعم للعمليات التسوية في الشرق الأوسط هذا بجانب ان الوضع الأمني في فلسطين يؤثر عمليا على الوضع داخل مصر وخاصة فى شبه جزيرة سيناء المجاورة للحدود الفلسطينية والتي شهدت عدد من التفجيرات الانتحارية كان اغلب منفذيها قادمين عبر الحدود الفلسطينية.

ولم يتوقف الدور المصري حتى بعد فوز حماس بالانتخابات الفلسطينية وذلك برغم أن الحركة تعد نظريا امتدادا للإخوان المسلمين في فلسطين إلا أن مصر واصلت دورها سواء فى التفاوض مع الفصائل من اجل وضع اتفاق محدد لوقف إطلاق النار بين الفصائل الفلسطينية او التقريب بين فتح و حماس من اجل كسر العزلة على الشعب الفلسطيني.

و لم يغب هذا الدور حتى فى ظل أزمة الجندي الإسرائيلي الذي تم اختطافه في قطاع غزة فمصر كانت الوسيط الأول لعمليات التفاوض السرية بين إسرائيل و الفصائل الفلسطينية من اجل إبرام اتفاق لإطلاق سراح الجندي.

هذا فضلا عن أن المطلب الإسرائيلي بالاطمئنان إلى وجود الجندي على قيد الحياة و بحاله جيدة قبل بدء المفاوضات تم عبر وسيط مصري حيث تم اقتياد احد أعضاء الوفد الأمني المصري فى قطاع غزة الى مكان احتجاز الجندي حيث تحدث اليه و اطمئن على حالته و بالتالي لم يخفت الضوء المصري فى اى لحظة .

إلا انه مع الوقت بدا الدور المصري يتحول إلى مسلسل درامي معاد فالدور هو دور يقتصر الآن على التباحث مع المسئولين الفلسطيني ومناشدة إسرائيل و القوى الولية دون اى خطوات ملموسة على ألأرض مع تصريحات مكررة حول الدعم لحقوق الشعب الفلسطيني و محاولات مصرية للحصول على تصريحات فلسطينية بان مصر تدعم و تقوى الفلسطينيين و تحيى الجهود المصرية

العراق اولا ثم لبنان

مع الأسف ان الضعف المصري قد تجسد واضحا جدا فى الحالة العراقية فعلى الرغم من وجود اكثر من نصف مليون مصري بالعراق قبل حرب الخليج ورغم من العلاقات الوثيقة التى نشأت بين مصر و العراق فى فترة الحرب العراقية الإيرانية الا ان مصر نفضت يدها عن الملف العراقى و اكتفت كأغلب الدول العربية بدور المشاهد الذي نصح الولايات المتحدة وكفى.

ولم تحاول مصر ان تلعب دورا مؤشرا ربما يصلح أولا كورقة ضغط على الولايات المتحدة كما تفعل سوريا وإيران وكذلك من اجل صالح الشعب العراقي الذي مثل في وقت من الأوقات شريحة هامه و ضخمة دعمت المواقف العربية لسنوات وسنوات .

فالموقف المصري في العراق شهد سلبية تامة مع مسانده قوية للموقف الأمريكي و القرارات الأمريكية فى هذا الشأن دون السعي لموقف قوى فى العراق أو حتى التوسط بين الطوائف العراقية لوقف إراقة الدم العراقي متعللين بعدم التدخل فى شئون الغير الذي ومع الأسف أحوج ما يكون الى التدخل فى شئونه أكثر من اى وقت مضى.

هذا فضلا عن ان الدور المصري فى العراق واجه حتى على الصعيد الرسمي ضربة مجهضة فمع اغتيال السفير المصري فى العراق إيهاب الشريف أضحى واضحا و بغض النظر عن الجهة التى وقفت وراء عملية اغتياله أن الدور المصري حتى فى العراق الجديد أصبح مرفوضا.

اما على المسرح اللبناني فالأزمة أوسع ، فلبنان عنصر هام في التوازن العربي في المنطقة ومسرح قوى للمواجهات مع إسرائيل.

ورغم المعركة المصيرية لحزب الله مع إسرائيل لم تحاول مصر استباق الدور إلى تأييد حزب الله الذي كان من الواضح تحقيقه لتقدم قوى وخاصة انه على الأرض كان يدافع عن نفسه فى ظل واقع عربي مرير لم يشهد اى انتصار عربي أمام إسرائيل منذ سنوات .

ولم تحاول مصر التدخل و اكتفت بتصريحات مكررة للحفاظ على وحدة الصف اللبناني وحتى بعد توقف الحرب لم تسع مصر إلى للتقريب بين الطوائف اللبنانية و خاصة فى ظل زيارات متكررة قام بها سعد الحريري إلى مصر وربما كانت الدبلوماسية المصرية المحنكة عليها أن تتدخل بشكل نزيه لتعلن للجميع ان زيارات سعد لا تعنى الانحياز لطرف دون آخر حتى لو كان هذا الطرف هو الطرف المؤيد من قبل أوربا والأمريكيين وذلك على الرغم من أن المفترض أن حزب الله استطاع الانتصار في معركته و انه سعى بالفعل إلى وضع قواعد جديدة في معادلة القوة فى المنطقة تصب فى النهاية في ملحة الدول العربية.



#معتز_محمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المخابرات الأمريكية تدق المسمار الأول في نعش بوش
- يوم المرأة العالمي وقفة من أجل نصف المجتمع الآخر
- الإشتراكية تغزو أمريكا اللاتينية
- الأردن و الإرهاب أولا و ليس أخيرا
- فرنسا تشتعل بلهيب العرقية والجريمة و البطالة


المزيد.....




- فيديو يكشف ما عُثر عليه بداخل صاروخ روسي جديد استهدف أوكراني ...
- إلى ما يُشير اشتداد الصراع بين حزب الله وإسرائيل؟ شاهد ما كش ...
- تركيا.. عاصفة قوية تضرب ولايات هاطاي وكهرمان مرعش ومرسين وأن ...
- الجيش الاسرائيلي: الفرقة 36 داهمت أكثر من 150 هدفا في جنوب ل ...
- تحطم طائرة شحن تابعة لشركة DHL في ليتوانيا (فيديو+صورة)
- بـ99 دولارا.. ترامب يطرح للبيع رؤيته لإنقاذ أمريكا
- تفاصيل اقتحام شاب سوري معسكرا اسرائيليا في -ليلة الطائرات ال ...
- -التايمز-: مرسوم مرتقب من ترامب يتعلق بمصير الجنود المتحولين ...
- مباشر - لبنان: تعليق الدراسة الحضورية في بيروت وضواحيها بسبب ...
- كاتس.. -بوق- نتنياهو وأداته الحادة


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - معتز محمد - الدبلوماسية المصرية و دور متراجع