أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلاقات الجنسية والاسرية - مازن كم الماز - عن تحولات الجسد














المزيد.....

عن تحولات الجسد


مازن كم الماز

الحوار المتمدن-العدد: 1846 - 2007 / 3 / 6 - 12:34
المحور: العلاقات الجنسية والاسرية
    


يتحول الجنس أو العلاقة بين الجنسين بسرعة إلى علاقة عابرة مؤقتة زمانيا تقوم على عواطف سريعة الظهور و الزوال على إشباع مؤقت آني للرغبة..يختلف هذا النمط من العلاقات الذي يتحول نمطا سائدا عن الرؤية الوجودية التي رأى كامو نموذجها في كازانوفا الباحث أبدا عن متعة جديدة ضحية التجربة الوجودية العدمية إلى حد ما التي تفتقد لمغزى عقلاني و ترى في الاستغراق في الوجود المعنى الوحيد للتجربة الإنسانية..كما يختلف عن العلاقات التي كانت تنشأ على هامش الأسرة الأبوية في إطار المجتمعات الأبوية الذكورية..إن هذا الشكل للجنس أو الحب ينسجم بل و ينتج غالبا عن سيطرة ثقافة الاستهلاك و عن تسليع ( تحويل كل شيء إلى سلعة ) الحياة الاجتماعية..هذا في ذات الوقت يثير رعب قسم كبير من البرجوازية الصغيرة المدينية و الفلاحية التي تعود إلى الزمن الماضي لتستدعي قيم و أخلاق المجتمع الأبوي و شكل الأسرة الأبوية في محاولة منها للحد من تأثير هذه التحولات على محيطها..كلا الطرفين يرى أنه يدافع عن أنسنة الجنس و الحب, فالفريق الأول يرى في أخلاق المجتمع الأبوي اضطهادا للمرأة أما الطرف الثاني فهو يرى في تسليع الجنس و جسد المرأة خاصة إهدارا لإنسانية المرأة..إن كلا الفريقين على حق فتسليع الجنس و الجسد يؤسس لحالة استلاب جديدة للجسد في اغتراب جديد عن إنسانية صاحبه و عن غاية تحقيق الإشباع الفعلي بأن يتحول الجسد إلى سلعة تخضع لقوانين السوق لقوانين العرض و الطلب , كما أن أخلاق المجتمع الأبوي و الأسرة الأبوية تكرس اضطهاد المرأة بالتأكيد و الفارق هنا هو بين من يريد أن يحول جسد المرأة إلى سلعة في سوق العرض و الطلب أو أن تباع كسلعة لزوج المستقبل تحديدا مع تكريس وضعيتها ك"بروليتاري" العائلة الأبوية..يدعي الليبراليون أن تسليع الاقتصاد و المجتمع يقود إلى "تحرير" أفراده أن أفراده ينخرطون كأفراد أحرار لكن في الحقيقة فالبروليتاريا تجر جرا لبيع قوة عملها للرأسمال..إن العلاقة في السوق لا تقوم بين "منتجين أحرار" كما يوهمنا الليبراليون فهذه "الحرية" تخضع لمنطق الصدفة منطق المنافسة ثم واقع الاحتكار..و رغم أن هذا التسليع للحياة الاجتماعية يدعي أنسنة حياتنا نحو شكل استهلاكي للسعادة لكنه عمليا يؤدي إلى تغريبنا عن إنسانيتنا..فالجسد لا يكتسب حرية مع تسليعه-تحويله إلى سلعة مع "تحريره" من قيود الأسرة الأبوية أكثر من حرية البروليتاريا و "تحريرها" من قيود القنانة الإقطاعية..إنه استلاب جديد من طراز جديد للجسد مع تغريب الإنسان-الجسد عن حقيقته..إن الخلاف هنا هو بين طرح الجسد "بحرية" في سوق العرض و الطلب أو الاحتفاظ به في حالة "طهرية" ليقوم بدور التابع المقهور في علاقة أبوية ذكورية بين الجنسين..في كلا الحالتين سيبقى الجسد ( جسد المرأة هنا ) في حالة استثمار و استلاب..لا يمكن تحرير الجنس و الجسد دون تحرير المجتمع من علاقات الإنتاج التي تنتج القهر و الاستلاب




#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في حقوقنا كبشر
- الإنسان و الحرية
- رأي في الحرب
- إعادة اكتشاف الصهيونية
- السياسة و المجتمع
- الخارج مرة أخرى
- الحداثة..التبعية..و المقاومة
- ابتسم..أنت سوري!!..
- الطائفية و إشكالية التغيير الاجتماعي
- نخبوية المثقف : الفكر لأجل الإنسان أم الإنسان تحت رحمة الفكر ...
- قتل الآخر في عاشوراء مرة أخرى
- نار الحرب القادمة و مستقبل التغيير
- الديمقراطية بين خطابات -التغيير-
- بين الخارج و الخطابات السائدة
- كلام في الديمقراطية
- الإمام الأعظم أبو حنيفة..قراءة مختلفة
- القهر أم تحرير المجتمع و الإنسان ؟
- خواطر في التغيير الوطني الديمقراطي
- حراك المجتمع و الطائفية و النظام
- الإنسان و القهر بين تاريخنا و حاضرنا


المزيد.....




- قناة الأسرة العربية.. تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك أبو ظبي ش ...
- إعلامية كوميدية شهيرة مثلية الجنس وزوجتها تقرران مغادرة الول ...
- اتهامات بغسيل رياضي وتمييز ضد النساء تطارد طموحات السعودية
- جريمة تزويج القاصرات.. هل ترعاها الدولة المصرية؟
- رابط التسجيل في منحة المرأة الماكثة في المنزل 2024 الجزائر … ...
- دارين الأحمر قصة العنف الأبوي الذي يطارد النازحات في لبنان
- السيد الصدر: أمريكا أثبتت مدى تعطشها لدماء الاطفال والنساء و ...
- دراسة: الضغط النفسي للأم أثناء الحمل يزيد احتمالية إصابة أطف ...
- كــم مبلغ منحة المرأة الماكثة في البيت 2024.. الوكالة الوطني ...
- قناة الأسرة العربية.. تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك أبو ظبي ش ...


المزيد.....

- الجندر والجنسانية - جوديث بتلر / حسين القطان
- بول ريكور: الجنس والمقدّس / فتحي المسكيني
- المسألة الجنسية بالوطن العربي: محاولة للفهم / رشيد جرموني
- الحب والزواج.. / ايما جولدمان
- جدلية الجنس - (الفصل الأوّل) / شولاميث فايرستون
- حول الاجهاض / منصور حكمت
- حول المعتقدات والسلوكيات الجنسية / صفاء طميش
- ملوك الدعارة / إدريس ولد القابلة
- الجنس الحضاري / المنصور جعفر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلاقات الجنسية والاسرية - مازن كم الماز - عن تحولات الجسد