|
من رحم التفاهه يولد التافهون
سامي الاخرس
الحوار المتمدن-العدد: 1845 - 2007 / 3 / 5 - 10:58
المحور:
القضية الفلسطينية
لكل زمن رجاله وقضاته وثواره وأدباؤه ورموزه ، يعبرون عن نبض الوطن ونبض الشعب بأخلاق الثوار ودماثة المتزنين نفسيا وأخلاقياً ، ولكل وطن قديسوه ممن يزرعوا الأرض بحبات الدم فتنبت ثوره ونضال وأجيال على الدرب ، قديسون يطهروه من دنس التافهين المتسلقين الذين ترعرعوا على هامش التفاهة والتعلق بأذيال الشرفاء ، ولعق مؤخرات أولياء نعمهم ، وفي زمن التفاهة والردة الوطنية يخرج أولئك التافهين من عمق المياه الضحلة الراكدة المليئة بالجراثيم والفيروسات لتبث سمومها وتغزو الجسد العفيف . فالوطن العربي عامة وفلسطين خاصة تم غزوها من جيوش التافهين ، الدمى صناعه الأسياد ، وعليه فلا بد أن نقبل بيننا وفي أجسادنا هذه الجرائيم لأنه زمن التفاهة ، زمن العبيد التي تريد أن تتعالي على الأسياد ، وتتحرر من شرنقة البذاءة التي عاشت بها وفيها ولكن بلا جدوى ، فتركيبتهم الجسدية والنفسية لا تنم عن اتزان، لأنهم لم يتعلموه في مدارس الوطنية والشرف ، بل تعلموه في حظائر الماشية . تهل علينا يوميا الجرذان لتتحفنا وتطربنا بخربشات أظافرها على رمال الوطن الطاهرة محاولة تشويه الصفحة الناصعة التي خطها الشهداء بدمائهم عبر مسيرة كفاحية طويلة ، أمسك بها المقاتل الفلسطيني بوطنه همًا وحبا ، ناكراً ذاته متجاوزًا آلامه ، فولد القادة وولد الأدباء من رحم فلسطين الطاهرة ، فدون التاريخ بأحرف من نور قائد استشهد وهو منتصب القامة ، قائد أعترف العدو والعالم بحبه لفلسطين وقضيته ، إنه الوديع " وديع حداد " خاطف الطائرات وصاحب إستراتيجية فلسطين القضية والأمل وصاحب الشعار الأشهر في تاريخ ثورتنا المعاصرة " وراء العدو في كل مكان"، فحاول التافهون تشويهه والنيل منه تاريخيًا ، مرددين ما حاول العدو الصهيوني ترديده لتشويه خاطف الطائرات للتعريف بقضيته ، وقائد الفعل العسكري المميز ، ولكن هيهات هيهات فالكلاب ترقص على جثث الأسود، فتبقي الكلاب كلاب، والأسود أسود ، وعلى الضفة الأخرى يبتسم القلم ويرسم أرض البرتقال الحزين وأم سعد ، ويتعملق جبلاً صامداً يحفر على صخوره اسم فلسطين ، شهيد الأدب والكلمة القضية " العظيم غسان كنفاني ، ولا زالت رام الله تشهد وتدون بدم أبو على مصطفي اسم حزب لم ينكسر ولم يتنازل ولم يتجرع كأس النذالة ، فتعالي عن كل المؤامرات الداخلية والخارجية وقال " لا " لحكومة السقوط ، لن اسقط كما سقط اللاهثون خلف الوزارات ومليارات الملوك ، كلمة " لا " رسمها الفارس سعدات على جدران سجن أريحا ومعه من ثأروا لأمينهم العام ولشعبهم خلال شهر، قتلة زئيفي العنصري ، رسمها الأبطال بلا صواريخ وقاذفات ومضادات دروع ، بلا فتاوي تكفر وتلعن وتخون ، بلا أقلام تافهة تسعي لنيل أحد المقاعد في سلم التحزب ، تلهث وتسابق الزمن لتلحق بركب من لحقوا بسفينة مد فوعي الأجر . إنهم رفاق تكاثفوا وتضامنوا خلف فلسطين ، آمنوا بالشراكة بالدم والتوحد ، أما شراكة المصالح والتقلب حسب حالة المناخ فهي شراكه من أرادوا الاستيزار على حساب شعبهم وقضيته العادلة . نتجاوز آلامنا ونحلق نسوراً في سماء وطننا نرسم الملحمة مع فصائل الفعل الوطني ، نتجاوز جرحنا ونتوحد أمام عدو واحد هو عدو فلسطين ، نجير أقلامنا لفلسطين ولشعب فلسطين ، ندفع الثمن من دمنا ودم أبناءنا ، ومن مواردنا الخاصة ، فصنعنا ثورة ، وخضنا معترك نضالي ، لم نبحث عن منبر فضائي أو موقع الكتروني لنثبت للأسياد إننا نمارس ما لم يمارسه الاحتلال ، ونستطيع أن نشعل فتيل الموت في كل مكان . فهو فعلا زمن التفاهة زمن هؤلاء الذين لم تكتحل أعينهم يوما بتراب فلسطين ، ولم يغتسل جسدهم بماء الوطن المقدس ، تقوقعوا بأحضان النعيم وخرجوا من بوتقة التفاهة ليزاودوا على أسيادهم . يتحدثون عن اليسار وهم لا يعرفون ما هو اليسار ، يعتزون بيمينيتهم وهم يجهلون ما هي اليمينية ، يدعون الإيمان بالله وهم ابعد عنه بالممارسة العملية وبمخالفة كل تعاليمه السمحة ، ويتجاوزون على عبيده ظناً أنهم بهذا قد يتحولوا إلى أسياد ، يرتادون المساجد مراءاة معتقدين أنهم يخدعون الله والناس وما يخدعون إلا أنفسهم ، وان خاصموا فجروا ، وهم لا يترددوا في سوق الأكاذيب . فأنتم بزمن الخضوع ، زمن لا يوجد به مكان سوي للصوص الأراضي ، ولصوص لقمة العيش من أفواه الجياع ، والمتسلقين على فراش ناعم مستورد ، وأثاث تزيين قلاعهم العاجية ، إنه زمنهم وزمن الجراثيم الناطقة . أما الشعب فيعرف أبناءه البررة وكما يقول المثل " لا يبقى في الواد إلا حجارته " ، والأيام حبلى بالوقائع ولن تنثني أقلامنا.
#سامي_الاخرس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
شعب واحد موحد أهم من حكومة وحدة وطنية
-
الجبهه الشعبية على مقصلة القتله
-
اختطاف الامريكيات الثلاث التوقيت الغاية الهدف
-
الشراكة الوطنية وممثلي الكومبرس
-
وإذي الموؤدة سئلت باي ذنب قتلت ؟
-
غاضبون دوما ولا نضحك
-
لماذا تأخر ألومرت في الانسحاب من الضفة؟
-
لا نريد عودة لاجي العراق إلي أرض الوطن
-
طريقة صناعة مربي التوت
-
الجبهه الشعبية والموقف من بيان لجنة المتابعه العليا
-
حج مبرور وسعي مشكور
-
المحور الثلاثي الولايات المتحدة - الكيان الصهيوني - ايران
-
تلكسات عيد الأضحي
-
وتتوالي خيبات الأمل يا عرب
-
الديمقراطية واعلان انتخابات مبكرة
-
غزة الحزينة
-
المشهد العراقي
-
الجبهه الشعبيه و ذكري التأسيس ** سامي الأخرس
-
شربل بعيني وأنا
-
لا يوجد حكومة وحدة وطنية
المزيد.....
-
بضمادة على أذنه.. شاهد أول ظهور لترامب بعد محاولة اغتياله وس
...
-
بلينكن يعرب لمسؤولين إسرائيليين عن -قلق بلاده العميق- بعد غا
...
-
الجيش الأمريكي: الحوثيون هاجموا سفينة تملكها إسرائيل في البح
...
-
نتنياهو أمر الجيش بعدم تسجيل مناقشات جرت -تحت الأرض- في الأي
...
-
فرنسا دخلت في مأزق سياسي
-
القوات الجوية الأمريكية ستحصل على مقاتلات -خام-
-
7 أطعمة غنية بالألياف تعزز فقدان الوزن
-
مرشح ترامب لمنصب نائب الرئيس.. كيف ينظر إلى الحرب بغزة؟
-
ناسا تنشر صورة لجسم فضائي غير عادي
-
الدفاع الروسية: إسقاط 13 مسيرة أوكرانية خلال 24 ساعة في عدة
...
المزيد.....
-
اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال
/ غازي الصوراني
-
القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال
...
/ موقع 30 عشت
-
معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو
...
/ محمود الصباغ
-
القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال
...
/ موقع 30 عشت
-
المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق
...
/ الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
-
حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية
/ جوزيف ظاهر
-
الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية-
/ ماهر الشريف
-
اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا
/ طلال الربيعي
-
المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين
/ عادل العمري
-
«طوفان الأقصى»، وما بعده..
/ فهد سليمان
المزيد.....
|