أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جواد البشيتي - -روح إسرائيلية- لإحياء -المبادرة العربية-!















المزيد.....

-روح إسرائيلية- لإحياء -المبادرة العربية-!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 1844 - 2007 / 3 / 4 - 13:01
المحور: القضية الفلسطينية
    


"روح إسرائيلية" لإحياء "المبادرة العربية"!

في آذار 2002، وفي بيروت، تبنَّت القمة العربية الرابعة عشرة، بالإجماع، "مبادرة السلام السعودية"، أي مبادرة ولي العهد السعودي الأمير عبد الله بن عبد العزيز. ومُذْ تبنَّتها في نص منفصل عن البيان الختامي أصبحت تدعى "مبادرة السلام العربية". وفي آذار 2007، وفي الرياض، تُعْقَد قمة عربية جديدة، يُراد لها، بحسب "النيَّة" العربية، و"التوقُّع" الإسرائيلي، أن تنتهي، في بعضٍ من أهم نتائجها، إلى "تطوير"، أو "تعديل"، نص "المبادرة"، بما يؤدِّي، ولو بعد خمس سنوات من ولادتها، إلى تلبية إسرائيل ("الحكومة الإسرائيلية والإسرائيليين جميعا") دعوة قمَّة بيروت لها إلى قبولها.

إسرائيل، وعَبْر وزيرة خارجيتها تسيبي ليفني، اشترطت لقبول تلك المبادرة، أو للوقوف منها موقفا إيجابيا، أن تُدْرِك الدول العربية، في قمَّتها المقبلة في الرياض، "الأشياء التي يمكن أن تقبلها إسرائيل"، في عهد حكومة اولمرت العاجزة عن القبول والرفض الحاسمين، و"الخط الأحمر المطلق" من وجهة نظر الدولة اليهودية.

نحن الآن في عامٍ يشبه "عام الحسم"، فالسلام، الذي يمكن أن يشتمل في واقعه على دولة فلسطينية بخواص جيدة بالنسبة إلى الفلسطينيين والعرب، في "فرصته الأخيرة"، التي لا فَرْق بينها وبين "المحاولة الأخيرة" التي يبذلها "المحافظون الجدد" في إدارة الرئيس بوش لتدارك هزيمة استراتيجية مرجَّحة، أو شبه مؤكَّدة، في العراق، الذي يكفي أن تُهْزَم فيه القوة العظمى في العالم حتى تشتد الحاجة إقليما إلى "نوح" و"سفينته".

تعديل "مبادرة السلام العربية" بما يجعلها ممكنة القبول إسرائيليا يَسْتَمدُِّ بعضاً من أهميته الاستراتيجية، بحسب رسالة ليفني الصحافية إلى قمة الرياض، من واقع (ليس بواقعي على ما نعتقد) أنَّ إيران ما عادت تهديدا لإسرائيل فحسب، وإنَّما للدول العربية "المعتدلة".

"الخط الأحمر المطلق" من وجهة النظر الإسرائيلية كما شرحتها ليفني إنَّما هو "حق العودة" للاجئين الفلسطينيين، و"خط الرابع من حزيران (1967)" في الضفة الغربية، فإسرائيل، المسلَّحة بـ "رسالة الضمانات" التي تسلَّمها شارون من بوش، لن تقبل أبدا أن يُفسَّر "حق العودة"، عربيا ودوليا، على أنه حقٌّ للاجئين الفلسطينيين، أو لفئة ضئيلة منهم، في العودة إلى أي جزء من إقليم دولة إسرائيل، التي يجب أن يُعْتَرَف بها فلسطينيا وعربيا على أنها "دولة يهودية".

في نص الكلمة التي ألقاها ولي العهد السعودي، في قمة بيروت، وقبل تبنِّي القمة لمبادرته، ليس من ذِكْر لـ "حق العودة"، ولا لقضية اللاجئين الفلسطينيين على وجه العموم. أمَّا في نص المبادرة فجاء أنَّ الدول العربية تطالب إسرائيل بـ "التوصُّل إلى حل عادل لمشكلة اللاجئين الفلسطينيين، يُتَّفَق عليه، وِفْقاً لقرار الجمعية العمومية للأمم المتحدة الرقم 194".

والمعنى الذي في قلب "الشاعر"، و"قصيدته"، هو أنَّ الدول العربية تدعو إسرائيل إلى قبول حلٍّ عادل لمشكلة اللاجئين الفلسطينيين لا يقوم على ذاك القرار، وإنَّما على ما يُتَّفَق عليه من وسائل وطرائق يَسْمَح الأخذ بها بالادِّعاء بأنَّ القرار الدولي قد نُفِّذ، وانتهت، بالتالي، كل شرعية للمطالبة بتنفيذه. والهدف العربي العملي الكامن في هذا النص الذي تضمَّنته "مبادرة السلام العربية" هو عودة جزء ضئيل جدا من اللاجئين الفلسطينيين (لأسباب إنسانية صرف) إلى حيث كانوا قبل تهجيرهم وتشريدهم.

ليفني لا تريد تخلِّيا عربيا (في قمة الرياض) عن قضية اللاجئين الفلسطينيين، وإنَّما تعديلا في النص حتى يصبح مماثِلاً في معناه لـ "رسالة الضمانات" لجهة تأكيد إدارة الرئيس بوش فيها أنَّ "حق العودة" للاجئين الفلسطينيين إنَّما هو حقهم في "العودة إلى حيث يمكن أن تُقام الدولة الفلسطينية"، وليس إلى إسرائيل "اليهودية"، والتي يجب أن تغدو "أكثر يهودية".

"المبادرة"، قبل التعديل المرتقب، لم ترفض "التوطين" من حيث المبدأ، وإنَّما ميَّزت، تلميحا، شكلا له من شكل آخر، إذ عارضت التوطين الذي يتنافى وظروف بعض البلدان العربية المضيفة (لبنان مثلا، وعلى وجه الخصوص).

بقي من "الخط الأحمر (الإسرائيلي) المطلق" حدود، أو إقليم، الدولة الفلسطينية المقبلة، فهذا الإقليم يجب أن تُقْتَطع منه تلك الأجزاء من الضفة الغربية التي بحسب "رسالة الضمانات" يحق لإسرائيل، بموجب "شريعة الحقائق الجديدة الواقعة"، ضمَّها إليها، كما يجب أن يُقْتَطع منه ما يَحُول بين الفلسطينيين وبين اتِّخاذهم "القدس الشرقية" عاصمة لدولتهم المقبلة، بحسب ما طالبت به "المبادرة".

ليفني أضافت مبرِّرا إسرائيليا جديدا لمسخ إقليم الدولة الفلسطينية، أو للإمعان في مسخ "رسالة الضمانات" له، وهو "الوَصْل البرِّي الإسرائيلي" بين قطاع غزة والضفة الغربية، وحقيقة أنَّ الأراضي الفلسطينية التي احتلتها إسرائيل في حرب 1967 لم تكن إقليما لدولة فلسطينية.

"التعديل"، أو "التطوير"، قد يشمل، أيضا، عبارة "عندئذ" الواردة في "المبادرة"، فإسرائيل تريد شيئا من السلام وتطبيع العلاقة معها قبل، ومن أجل، تلبيتها، أو شروعها في تلبية، ما تطالبها به "المبادرة"، فهي تُصوِّر "التطبيع القَبْلي"، أي قبل تلبيتها المطالب العربية، على أنَّه المناخ الملائم لجعلها تبدي مرونة سياسية أكبر، مع أنَّ ما تحقَّق من سلام (وتطبيع للعلاقة معها) حتى الآن لم يُثْبِت إلا شيئا واحدا هو أهميَّته الاستراتيجية لجهة جعل الحل النهائي للمشكلة القومية للشعب الفلسطيني أشد استعصاءً من ذي قبل، وكأنَّ "قانون السلام" هو أنَّ كل سلام عربي جديد مع إسرائيل يجعل السلام بينها وبين الفلسطينيين أبْعَد منالاً.

وإسرائيل ليست براضية تماما عمَّا ستقوم به الدول العربية (جميعا) بعد أن تلبِّي هي المطالب العربية"، فعبارة "الاعتراف بإسرائيل"، حتى لا نقول "الاعتراف بحقها في الوجود"، لم تَرِد في "المبادرة"، ولا في "الثمن" الذي ستشتري به الدول العربية قبول إسرائيل مبادرتها، وتلبيتها المطالب العربية، فـ "قمة بيروت"، ومن غير أن تبدي استعدادا عربيا للاعتراف بإسرائيل، قَبِلِت أن يكون "الثمن العربي" هو "اعتبار النزاع منتهيا، وتوقيع اتفاقية للسلام بين الدول العربية وإسرائيل، وإنشاء علاقة طبيعية مع الدولة اليهودية في إطار هذا السلام الشامل، وقبول الدول العربية أن تعيش مع إسرائيل في سلام جنبا إلى جنب.

لقد أعلنت الدول العربية، في قمة بيروت، وضمن نص "المبادرة"، أنَّ السلام العادل والشامل (المتَّفِق مع الشرعية الدولية) هو خيارها الاستراتيجي، داعيةً إسرائيل إلى أن تجنح للسلم، وإلى أن تُعْلِن أنَّ هذا السلام هو خيارها الاستراتيجي أيضا.

إسرائيل لم تُلبِّ الدعوة العربية؛ أمَّا الدول العربية فشرعت تُهيِّئ لـ "تعديل" مبادرتها الأصلية بما يؤكِّد أنَّ خيارها الاستراتيجي هو السلام الذي يقوم على مزيد من التفريط في الحقوق والمطالب الفلسطينية والعربية، وعلى مزيد من التخلي العربي عمَّا تُقرِّه لنا الشرعية الدولي من حقوق ومطالب، وكأنَّ إسرائيل لن تجنح للسلم إلا بعد أن يجنح العرب عن السلام العادل ومقوِّماته بحسب الشرعية الدولية!

وحتى لا تظل شروط ومطالب "اللجنة الرباعية الدولية" لرفع الحصار عن الفلسطينيين شروطا ومطالب "دولية"، مع أنَّ صفتها "الدولية" ازدادت ضعفا على ضعفها، لا بأس من أن تسعى "اللجنة الرباعية العربية" في تحويل تلك الشروط والمطالب إلى "مبادئ"، على هَدْيها تُعَدَّل"، أو "تُطَوَّر"، "مبادرة السلام العربية"، فَلِمَ انتظار أن تلبِّي الحكومة الفلسطينية المقبلة شروط ومطالب "الرباعية الدولية" لإنهاء الحصار ما دام ممكنا أن يقبلها الفلسطينيون، في قمة الرياض، بوصفها "مبادئ" يشتمل عليها "التعديل".. وما دام ممكنا أن تسدَّ قمة الرياض "النقص" في "اتفاق مكة"؟!



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فيلم -هيكل سليمان الضائع-!
- -اتفاق مكة-.. و-أهل مكة-!
- صورة الحرب إذا ما نشبت!
- بعضٌ من الثقافة التي رضعنا!
- -الشريك الفلسطيني-.. هل عاد إلى الوجود؟!
- عباس وهنية في خطَّين متوازيين!
- كوريا وإيران.. فَرْق أعظم من الشبه!
- مسطرة -المجلس الأعلى للإعلام-!
- نُذُر حرب جديدة!
- ساعة المخاض لسلطة -فتحماس-!
- في جدل العلاقة بين -الذات- و-الموضوع-
- بند -الاعتراف- في -الحوار المكِّي-!
- شلال دمٍ من أجل -عَظْمَة-!
- الطريق التي افتتحها اجتماع -الرباعية-!
- ثلاث سنوات من الجَزْر الديمقراطي!
- والمفتي إذ أفتى!
- لن يُغْفَر للشعب الفلسطيني سكوته!
- -التقارب- بين الرياض وطهران!
- جدل قانون الأحزاب الجديد!
- التقريب بين المذاهب.. في الدوحة!


المزيد.....




- آخر ضحايا فيضانات فالنسيا.. عاملٌ يلقى حتفه في انهيار سقف مد ...
- الإمارات تعلن توقيف 3 مشتبه بهم بقتل حاخام إسرائيلي مولدافي ...
- فضيحة التسريبات.. هل تطيح بنتنياهو؟
- آثار الدمار في بتاح تكفا إثر هجمات صاروخية لـ-حزب الله-
- حكومة مولدوفا تؤكد أنها ستناقش مع -غازبروم- مسألة إمداد بردن ...
- مصر.. انهيار جبل صخري والبحث جار عن مفقودين
- رئيس الوزراء الأردني يزور رجال الأمن المصابين في إطلاق النار ...
- وسيلة جديدة لمكافحة الدرونات.. روسيا تقوم بتحديث منظومة مدفع ...
- -أونروا-: إمدادات الغذاء التي تدخل غزة لا تلبي 6% من حاجة ال ...
- رومانيا: رئيس الوزراء المؤيد لأوروبا يتصدر الدورة الأولى من ...


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جواد البشيتي - -روح إسرائيلية- لإحياء -المبادرة العربية-!