شجاع الصفدي
(Shojaa Alsafadi)
الحوار المتمدن-العدد: 1844 - 2007 / 3 / 4 - 12:58
المحور:
الادب والفن
وأقول وداعا يا قمري, وأُسدِلُ ستائر الوقت على هامش أفكاري ,
وخبايا مشاعري .
أتصفحُ ما دار من حديثٍ على صفحة الذكرى وأشدُّ وثاق عينيّ لأمنعها من البكاء .
لسنا من الدمع في شئٍ اليوم يا حبيبتي , فالطريق تعثرت به خطانا , كنتُ أول من سقط في فخ الرحيل ,
وكنتِ أول من خلق لعنة النسيان ! .
وبعد فراقنا كان التلاقي , حيث لا فضاء يضم العاشقين , والبردُ ضيفٌ نادر الحضور , والمطر شرابٌ نرفعه نخبا للغياب .
جعلنا الأرضَ فاكهةً والصدفة قدرا, وحلمنا الكبير أمسى نضوجا لخيالٍ كان أكبر من أن يتحقق .
الحب أسطورة يا حبيبتي , يعزف موسيقى تحيط بالأماكن التي يندر فيها المقامرون بحياتهم من أجل حب فتفرقهم المسافة أو الموت أو أشياء أخرى أصغر من الكلام ولكنها أكبر من الألم .
كلانا دفع ثمن الفراق واللقاء وقدم للحب استحقاقاته الكبيرة ,
ولربما قبّلَ كلٌ منا الآخر بجنون دون نزعة شهوةٍ بشرية , أو مارسنا حبنا بكل الصور دون لمسة , كان حبنا هو الجنون حين لا يكتمل إدراك البشر للفعل ذاته.
لم نبحث عن شئ ولم ننتظر أحدا , لكننا وجدنا أنفسنا في خبايا الوقت . وجدتِ على كاهلي الدنيا , ووجدتُ في صدرك ألما أكبر من اللحظة التي نحياها ! .
أبتسم حتى وإن أدركتني دمعة حزينة خلف الأحداق , وأقول لنفسي : ستبقَ طيفا في دمي , يتغلغل في شراييني , وتقول لنفسها وكأني أقرأها : سأرحل وبانتظاري أفقٌ آخر , سأبحث فيه عن معالم الحياة .
تحزم أمتعتها تتعجل الرحيل, وأجمع ما بعثرته الكلمات, أؤخر دمعةً قد تفر لتفضح كل ما يخفيه قناع البطولة .
يدركنا السفر ولا يملك أي منا بوصلة , فالاتجاهات التي لا تجمعنا كلها بلا معنى .
#شجاع_الصفدي (هاشتاغ)
Shojaa_Alsafadi#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟