أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد الإحسايني - لعبة الطفل الفقير














المزيد.....

لعبة الطفل الفقير


محمد الإحسايني

الحوار المتمدن-العدد: 1843 - 2007 / 3 / 3 - 10:17
المحور: الادب والفن
    



ش. بودلير
ترجمة : محمد الإحسايني

أود أن أعطي فكرة عن التسلية البريئة. يوجد عدد قليل من التسلية التي قد تكون بريئة. عندما تخرج في الصباح بنية مصممة على التسكع في الطرقات الكبيرة، فاملأ جيوبك بجملة من أدوات اللعب والتسلية بسعر صول واحد، ـ بأمثال الطبق المتذبذب المتحرك بواسطة خيط واحد،ودمى الحدادين الذين يضربون على السندان، ولعبة الفارس وحصانه الذي ذيلـُه عبارة عن صفارة ـ واجعل من ذلك،هدية تقدمها إلى الأطفـــــــــــــــــــــــال المجهولين،والأطفال الفقراء الذين ستلقاهم طيلة المماتع المسلية،تحت الأشجار.فسترى تلك اللعب تتعاظم في عيونهم تعاظماً فائق الحد. فهم أولاً لايتجرؤون على أخذهاً فوراً؛بل سيرتابون من سعادتهم. ثم إن أيديهم ستختطف الهدية برغبة عنيفة، كما تفعل القطط التي تريد أن تأكل القطعة من الطعام التي أعطيتها لها، فقد عرفت كيف تحترس من الإنسان.
ويظل طفل بهيّ،طريّ العود،يرتدي لباس أهل الجبل،مغموراً بالدلال، وراء حديقة فسيحة الأرجاء،على طريق في الطرف الأقصى الذي كان يظهر فيه بياض قصر جميل تنعكس عليه الشمس.
يجعل الترف واللامبالاة والمشهد العادي للثروة أولئك الأطفال من هذا النوع جميلين جداً، ولو أن المرء قد يظنهم خُلقوا من طينة أخرى غير طينة أطفال الطبقة دون المتوسط أو الطبقة الفقيرة.
بجانبه، كانت تضطجع على العشب لعبة أطفال من البهاء بمكان،غضة الإهاب كصاحبها أيضاً،مبرنقة،مذهبة الشكل،مكسوة بفستان أرجواني، ومغطاة بالريش والعقائق. إلا أن الطفل لم ينشغل بلعبته المفضلة، وهاهو المشهد الذي كان ينظر إليه:

كان هناك من الجانب المقابل لسياج الحديقة، على الطريق بين الأشواك، ونباتات الحريق، طفل آخر،وسخ الهيئة،هزيل الجسم،قاتم اللون،وهو واحد من أولئك الصبية المنبوذين، فإحدى عينيه المنصفة قد تكتشف الجمال، وإن كان يغسلها من أكسيد البؤس المنفر للأذواق،كما تكتشف عين العارف الحاذق صباغة مثلى في تمويه بريق صانع العربات الفاخرة.
وعبر تلك الحواجز الرمزية، التي تفصل بين عالمين: عالم الطريق الكبير،وعالم القصر، كان الطفل الفقير يُري للطفل الغني لعبته الخاصة التي ظل هذا الأخير يختبرها بتلهف كشيء نادرالوجود وغير معروف.إلا أن تلك اللعبة التي كان الخادم الصغير المتسخ ينكد
عليها، كانت تتحرك وتهتز في علبتها المسيجة، لقد كانت جرذاً حياً! وبلا شك، كان أهله قد أخرجوا اللعبة من الحياة ذاتها.
وأخذ الطفلان يضاحك أحدهما الآخر بأخوة وصفاء ناجذ متساو في دلالته.



#محمد_الإحسايني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إشراقات بعد الطوفان-لآرتور رانبو *
- عناصر منفصمة...14
- عناصر منفصمة...13
- عناصر منفصمة...12
- نصف كرة في خصلة شعر
- خمرة العشاق
- عناصر منفصمة..11
- الإنسان والبحر
- عناصر منفصمة...10
- عناصر منفصمة...9
- عناصر منفصمة...8
- عناصر منفصمة...7
- عناصر منفصمة...5
- عناصر منفصمة...4
- عناصر منفصمة...3
- عناصر منفصمة...2
- عناصر منفصمة
- مفاكه
- إحساس
- الأرامل


المزيد.....




- افتتاح مهرجان -أوراسيا- السينمائي الدولي في كازاخستان
- “مالهون تنقذ بالا ونهاية كونجا“.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة ...
- دانيال كريغ يبهر الجمهور بفيلم -كوير-.. اختبار لحدود الحب وا ...
- الأديب المغربي ياسين كني.. مغامرة الانتقال من الدراسات العلم ...
- “عيش الاثارة والرعب في بيتك” نزل تردد قناة mbc 2 علي القمر ا ...
- وفاة الفنان المصري خالد جمال الدين بشكل مفاجئ
- ميليسا باريرا: عروض التمثيل توقفت 10 أشهر بعد دعمي لغزة
- -بانيبال- الإسبانية تسلط الضوء على الأدب الفلسطيني وكوارث غز ...
- كي لا يكون مصيرها سلة المهملات.. فنان يحوّل حبال الصيد إلى ل ...
- هل يكتب الذكاء الاصطناعي نهاية صناعة النشر؟


المزيد.....

- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد الإحسايني - لعبة الطفل الفقير