أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عزيز الحاج - نيقولا بافاريه عن لبرالية قرننا -1














المزيد.....


نيقولا بافاريه عن لبرالية قرننا -1


عزيز الحاج

الحوار المتمدن-العدد: 1841 - 2007 / 3 / 1 - 12:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بافاريه هو باحث فرنسي معروف أصدر كتبا وأبحاثا هامة منها كتاب "فرنسا التي تتداعى" الصادر عام 2004، وكتاب "عالم جديد وفرنسا الهرمة" الصادر في 2006، وكنت قد توقفت لدى الكتاب الأول عام 2004 في مقال بعنوان هل فرنسا تتداعى؟!"
في هذا المقال نستعرض بحث المؤلف حول لبرالية القرن الحادي والعشرين، وهو واحد من فصول عديدة عن تطور الفكر اللبرالي الغربي منذ القرنين السابع والثامن عشر جمعها ملف مهم لمجلة "لو بوان" عدد يناير وفبراير 2007، وقد ناول كل باحث قرنا من القرون المذكورة مستعرضا المفكرين وفلاسفته اللبراليين، وتطور اللبرالية، وكيف أنهم متنوعون وبينهم خلافات ولكن ثمة قاسما مشتركا بينهم هو التأكيد على حرية الفرد وحقوقه واستقلالية تفكيره وحقه في الاختيار بعيدا عن استبداد أية سلطة سواء كانت دينية أو الدولة.
يقول بافاريه في عناوين بحثه إن اللبرالية فكر سياسي مبني على احترام حريات الفرد، وفي عالم العولمة، المعرض لصراع الهوية [ أى إثنية أو دينية]، فإن اللبرالية هي أكثر من أي وقت مضى محرك للديمقراطية، والنمو الاقتصادي، والعلاقات الاجتماعية."
يبدأ البحث بالتأكيد على أن كل قرن يخضع لمبدأ ما. إن بداية القرن الحادي والعشرين، التي تعقب أوهام نهاية التاريخ وانتصار ديمقراطية السوق، تتميز من جهة بالتوتر بين دينامية العولمة والثورة التقنية، ومن جهة أخرى باحتدام العنف بين الهويات، وخصوصا العنف الناتج عن صعود التطرف الديني. وهكذا تجد اللبرالية نفسها في موقع المفارقة: فمن ناحية كونها محرك التحولات الديمقراطية والرأسمالية، ومن الناحية الأخرى كشماعة تنسب لها كل مظالم العالم.
منذ انهيار جدار برلين في 1989، شهد اقتصاد السوق تقدما ملحوظا في أوروبا وأمريكا اللاتينية وآسيا. إن الاقتصاد العالمي يحقق عملية نمو حوالي الخمسة والنصف بالمائة سنويا، وهذا يفيد أولا البلدان النامية، ويساعد أيضا على أن يخرج من الفقر مئات الملايين من سكان "الكتلة الاشتراكية" السابقة، كما يفيد الصين والهند والبرازيل.
يلاحظ الباحث أنه برغم هذا الإنجاز فإن اللبرالية متهمة بالضبط بسبب التقدم الذي يتحقق بفضلها كتهدئة العلاقات بين الدول، والحريات العامة، وضمان أمن الفرد وحقوق الإنسان، وارتفاع القدرة الشرائية، ووضع أنظمة للضمان الاجتماعي. في مقابل ذلك تتجمع ضد اللبرالية قوى متناقضة: كالحركات الأصولية التي تستهدف الغرب، والدول التي قطعت علاقاتها مع الولايات المتحدة مثل كوبا وفنزويلا وبوليفيا والأكوادور، وكذلك تيارات الحماية الاقتصادية المعادية للعولمة، وهي تيارات قوية في البلدان الصناعية، سيما في أمريكا وأوربا. إن الأحزاب الشعبوية تزدهر في غرب أوروبا، مستفيدة من مناخ عدم الاستقرار الاجتماعي الناجم عن العولمة، والمشاعر المعادية للأجانب، أما في شرق أوروبا، فإنه الحنين للأنظمة السابقة، والتهاب المشاعر القومية، وخيبة الأمل بسبب سياسات المرحلة الانتقالية، أي من نظام شمولي والاقتصاد المخطط وهيمنة الدولة إلى نمو اقتصاد السوق وتحديات الديمقراطية.
إن الحملات ضد اللبرالية تنبع لحد كبير من الالتباس في فهمهما ومن التبسيط غير العلمي. إن فهم اللبرالية
في فرنسا خاصة يعاني من أخطاء كبيرة لكون خصومها يعتبرونها نموذجا أنكلوـ سكسونيا ليس إلا، وقرين الأحزاب المحافظة. إن اللبرالية أولا ليست "اقتصادوية" بمعنى تفسير كل شئ بالعامل الاقتصادي وحده ولا تعنى بغير الاقتصاد. إنها أولا مذهب سياسي ولد مع جون لوك، ومونتسكيو، وفلاسفة التنوير الفرنسيين. إنها تركز على دور استقلالية الفرد، ودور السياسة، ولا تعتبر التاريخ مجرد تعاقب آلي لأنظمة الإنتاج. إن اللبراليين يدركون تماما للعلاقات بين الديمقراطية والرأسمالية، أي أن الديمقراطية مرتبطة باقتصاد السوق كما برهن تاريخ القرن المنصرم، بينما يمكن للرأسمالية أن توجد خارج نطاق الحريات العامة. هذا ما تشهد به أمثلة الأنظمة الاستبدادية في أسبانيا فرانكو وتشيلي بينوشه، وكذلك رأسماليات الدولة في الصين واقتصاد السوق في روسيا ذو الطابع السوفيتي.
أما الزعم الفرنسي بأن اللبرالية هي مجرد نتاج أنجلو – سكسوني، فبالعكس، إنها ابتكار أوروبي مشترك ظهر في القرن 18 مع نمو وصعود الدول، ومقدمات الثورة الصناعية، وتبلور نظام قاري بعد الخروج من الحروب الأهلية، وغلبة العقل النقدي في وجه تسلط الدين وملكية الحق إلهي. إنها تعود لحد كبير لتاريخ فرنسا السياسي والفكري. إن الثورة الفرنسية في مرحلتها الأولى كانت لبرالية أكيدة بإعلانها حقوق الإنسان والمواطن، وإرادة جعل الحرية مبدأ عالميا. إن مفكرين وفلاسفة فرنسيين كثيرين قد ساهموا مساهمات كبرى في تطور الفكر اللبرالي، مع مونتسيكيو، وكونستانت، وتوكفيل وآخرين في القرون الماضية إلى ريموند أرون، وجان فرانسوا ريفيل وغيرهما في العصر الحديث.
[ ملاحظة: سنورد هذه الأسماء وغيرها بلغاتها في الحلقة التالية.]




#عزيز_الحاج (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل تعود الحرب الباردة؟!
- الدعاة الإسلاميون وكرامة الأطفال..
- الالتباس والخلاف في تعريف -الحرب الأهلية-..
- برامج التعليم العراقية ورجال الدين!
- إيران بين شيراك والصحفي فريدمان!
- الفوضى بأي ثمن و-عظمة الله-!
- حول تجديد الدعوة لتقسيم العراق لمناطق…
- ملف فرنسي عن - النصوص الأساسية للبرالية
- مسؤولية حكام العراق!
- المحور الثنائي الذي هز أمريكا!!
- عن خطة بوش وفرص نجاحها
- حريق العراق وتحليل الأوضاع..
- القضية هي الحدث نفسه لا تسجيله!
- عندما تنتصر العدالة وأرواح الضحايا..
- خواطر متناثرة في عيد الميلاد..
- العدالة لا تتجزأ وهي ليست انتقائية..
- أعجوبة؟ مهزلة؟ مأساة؟ شريعة الغاب؟
- العراق الذي يحترق..
- الأحكام العادلة والضجيج المفتعل..
- بين إرهاب -المهدويين- والإرهاب الصدامي – القاعدي..


المزيد.....




- ترامب يتحدث في اجتماع تقني عالمي برعاية الصندوق السيادي السع ...
- تونس: الإفراج عن الناشطة الحقوقية سهام بن سدرين
- أبو ردينة يحذر من حرب شاملة على الضفة
- الجيش الكويتي يعلن مقتل اثنين من قواته البرية وإصابة آخرين
- فانس: انتقادات زيلينسكي لترامب في العلن لن تؤثر على موقف الر ...
- -بوليتيكو-: المسؤولون الأوكرانيون يخشون تحالف بوتين وترامب
- ماسك يسخر من تصريحات زيلينسكي حول مستوى شعبيته العالي
- -لجنة الطوارئ المركزية- في رفح: أكثر من 20 فلسطينيا قتلوا جر ...
- الجيش اللبناني: العدو لم يلتزم بالانسحاب الكامل من الأراضي ا ...
- محمود عباس يرحب برفض رئيس دولة الإمارات تهجير الشعب الفلسطين ...


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عزيز الحاج - نيقولا بافاريه عن لبرالية قرننا -1