هويدا طه
الحوار المتمدن-العدد: 1842 - 2007 / 3 / 2 - 12:19
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
في برنامج العاشرة مساء نوقشت التعديلات الدستورية ولكن.. مع أناس يتوقع لأول وهلة أنهم من الشعب.. الذي تطبق عليه الدساتير.. وليسوا من.. واضعي الدساتير! الضيوف كانوا: فنانا هو عبد العزيز مخيون وناقدا رياضيا هو نجيب المستكاوي وطبيبا هو الدكتور يحيي الرخاوي بالإضافة إلى رجل أعمال، وكانت هناك اتصالات من المشاهدين وتساؤلات غاية في الظرف! ورغم علم الجميع بأن التعديلات الدستورية اقترحها الرئيس.. وهي اقتراحاته نفسها.. ما سوف يطرح للاستفتاء.. وخلاص! فإن البرامج تصر على أن تسمي (دردشتها) حول التعديلات الدستورية (مناقشة) التعديلات الدستورية! الضيوف أدلوا بدلوهم وهناك عموما شبه إجماع أن تعديل الدستور لا يهم الناس من قريب أو بعيد! والحقيقة أن حكاية الدستور دي تضحك الناس.. فهم لا يعرفون عنه شيئا ولا يلمسون لمواده الجميلة أثرا في حياتهم.. المواد الجميلة كالكلام مثلا عن (المساواة بين المواطنين بغض النظر عن الجنس واللون والدين والعرق) أو (حرية التعبير والاعتقاد مكفولة) وغير ذلك، كما أن المواد التي ستعدل لا يعرفونها قبل وبعد النعديل.. مثلا المادة الخاصة بالإشراف القضائي على الانتخابات سوف تتغير ليشرف من تختاره الحكومة عليها.. ماذا فعل القضاة للانتخابات أيام كان ينص الدستور على مسئوليتهم عنها.. وماذا سيخسر الناس عندما تسحب مسئولية الانتخابات من القضاة؟! والناس أصلا كفوا عن ممارسة الانتخاب منذ زمن بعيد؟! الدستور دستوركم يا اسيادنا.. افعلوا به ما تشاءون! هكذا قال لي أحدهم عندما (وجه لي لوما) لأنني كنت احتفظ بنسخة من الدستور على جهاز الكمبيوتر المحمول خاصتي، والذي (لطشوه مني) بتوع أمن الدولة ووجهت لي النيابة بناء على تقريرهم سؤالا يطلب تفسيرا لوجود نسخة من الدستور (ضبطت على جهاز الكمبيوتر خاصتك)! المشاهدون عند اتصالهم قال أحدهم:(أنا معرفش ايه بالضبط اللي – حيعدلوه- انا كل اللي اعرفه ان يعني فيه مادة يعني تخص الشريعة يعني بيقولوا عنها المادة التانية.. أنا مش عارفها بالضبط يعني بس.. خايف عليها)! الناس يتحدثون عمن سيقوم بالتعديل بضمير الغائب (حيعدلوه)! لكن أظرف اتصال بالفعل - وهو شديد التعبير عن المسألة برمتها- كان من ربة بيت اتصلت وقالت: أنا وأختي وحماتي وعمتي قاعدين دلوقتي نسمعكم وعايزين نعرف أصلا.. يعني إيه دستور؟)!
#هويدا_طه (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟