أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عادل عبدالله - ماكس شتيرنر، فويرباخ ، ماركس -صراعُ كسْر العظم-















المزيد.....



ماكس شتيرنر، فويرباخ ، ماركس -صراعُ كسْر العظم-


عادل عبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 8569 - 2025 / 12 / 27 - 12:09
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


ماكس شتيرنر، فويرباخ ، و كارل ماركس
صراعُ كسْر العظم

" لقد توقّف ماركس عن كونه "فويرباخي" بعد قراءة شتيرنر."

وفقاً لما يرد في دراسة حديثة عن ماكس شتيرنر، و كتابه،
بعد صدور كتابه " الأوحد و ملكيته" لم يكن هناك من وقت طويل يسمح لنقاده بالسكوت على مضمونه الفاضح المستفز للجميع.
كان نقاده الرئيسيون هم: كونو فيشر ولودفيج فويرباخ و موسى هيس وبرونو باور وماركس و إنجلز، حيث كتبا في "الايديولوجيا الألمانية" تفنيدًا شاملاً يلاحق نص كتاب شتيرنر كلمة لكلمة، حتى بلغ عدد الصفحات المخصصة لنقد شتيرنر، قرابة 600 صفحة من أصل الكتاب المؤلف من 800 صفحة.
و لأنني سأعود الى عرض طبيعة هذا الصراع بالتفصيل الدقيق، من جهة، و لأن سياق هذه الدراسة يقتضي بيان نوع الصراع المميت بين فويرباخ و شتيرنر أولاً، من جهة أخرى، دعونا نتعرف عليه الآن.و كالتالي:
فويرباخ – شتيرنر: وقائع المواجهة الفلسفية المميتة
1- Lawrence Stepelevich
" ليس فويرباخ، سوى نبيٍّ كاذب، أخلاقي يقود الأفراد إلى عبودية جديدة، هي إنكارٌ جديد للذات" – ماكس شتيرنر-
"ماكس شتيرنر، هو الكاتب الأكثر موهبة وطبيعية من بين كلّ من عرفتهم"
- فويرباخ –

في هذه الفقرة، سأعرض عدداً من الدراسات التي أعتقد اهميتها و دقتها في تصوير طبيعة الخلاف الفكري بين ماكس شتيرنر و فويرباخ، و على النحو التالي:
أولاً: بعد المرور ببعض المحطات الحياتية للفيلسوفين فويرباخ و شتيرنر، يكتب الباحث المتخصص بالفلسفة الألمانية LAWRENCE S. STEPPLEVICH مبيّنا الأبعاد المهمة لهذا الخلاف، في بحث له، سننقل منه فقرات منتخبة من الصفحات 452- 464:
يقول الباحث لورنس س. ستبيليفيتش، و هو استاذ الفلسفة بجامعة فيلانوفا (1930- 2022) و فيلسوفً أمريكي مرتبطً باهتمام متجدد بأعمال هيجل، مع تركيز أقل على تفسيرات كارل ماركس. و يكتب أيضًا عن أعمال ماكس شتيرنر:
" في السلسلة الطويلة من الدراسات الموجهة إلى شتيرنر، أو فويرباخ، ، لم يفكر أحد، بأي تفصيل، في نوع العلاقة بين هذين الشابين الهيغليين. هذا أمر مؤسف، لأنه يمكن القول أن علاقتهما - التي اتخذت شكل نقاش - مارست تأثيرًا قويًا ليس فقط على فويرباخ، ولكن على ماركس أيضًا.
في سياق آخر، سياق "نهضة هيجل" الأخيرة، تأخذ دراسة نقاشاتهما أهمية أكبر، لأن كلاً من فويرباخ وشتيرنر قد تم إعلانهما ورثة هيجل الأكثر منطقية. وإذا ظهر شتيرنر للآخرين على أنه "الحلقة الأخيرة من السلسلة الهيجلية" أو "كنتيجة منطقية نهائية لنظام هيجل التاريخي" ، فإن نقاشهما لا يمكن إلا أن يكون ذا أهمية بالنسبة للمستقبل المنطقي للهيجلية، و في الواقع، حدث هذا الأمر بالفعل. باختصار، إن "الكليّه الملموسة" التي وقفت عند النهاية المنطقية لعقيدة هيجل منقسمة، بما يتفق تمامًا مع ما يسمى بقوانين الديالكتيك، إلى وجهتي نظر متناقضتين هما: أنانية شتيرنر الملموسة، وإيثار فويرباخ الكلّي universal altruism. تهدف هذه الورقة إلى تحديد طبيعة ونتائج النقاش الذي دار بين فويرباخ وشتيرنر.
في مقارنة بين نوعي الحياة الشخصية لكلّ فويرباخ و شتيرنر، و الأثر المترتب المحتمل لنوع الحياتين بفكرهما، يقول المؤلّف:
يبدو من المؤكد أن شتيرنر وفويرباخ لم يكونا على معرفة شخصية. في الوقت نفسه، يبدو أيضًا أنه من غير المحتمل أنهما لم يلتقيا. ولد فويرباخ عام 1804، وكان أكبر سناً من شتيرنر بعامين.
لقد كان من الصعب أن تجذب شخصيةُ شتيرنر المرتجلة - التي جذبت إنجلز الشاب إلى أن يصبح صديقا مقربا لشتيرنر، من بين "الأحرار" الصاخبين وسيئي السمعة في برلين- أن تجتذب فويرباخ الخجول- المنطوي على نفسه والمثابر.
مع تقدمهما في العمر، تقاسما مصيرًا مشتركًا مع معظم الهيجليين الشباب - أُجبرا على ترك وظائفهم الأكاديمية بسبب إلحادهم الصريح و المنظّم. لكن على الرغم من هذه التجارب المشتركة، كانت الثروات الشخصية لفويرباخ وشتيرنر متناقضة بشكل حاد. جاء فويرباخ من عائلة كبيرة ومشهورة، اشتهر اسمها في جميع أنحاء ألمانيا. في حين، كان شتيرنر طفلًا وحيدًا، واسمه المعمودي، يوهان كاسبار شميدت، قد تم الضغط عليه في غموض أكبر من خلال استخدام اسمه المستعار. (في الواقع ، يُترجم "ماكس شتيرنر" إلى " highbrow أي رفيع المستوى أو رفيع الثقافة"
لكنّ هذا لا علاقة له بخلفية شتيرنر. في عام 1837 ، دخل فويرباخ في زواج سعيد ومدى الحياة مع ابنة أحد مصنّعي الخزف. تزوج شتيرنر أيضًا في ذلك العام، لكن عروسه الشابة، ابنة صاحبة الأرض، توفيت في ولادة ميتة في العام التالي. و هكذا تُرك بلا وريث ولا أمن.
حدث موته المفاجئ، بعد سنوات من الفقر والوحدة البائسين، من دون أن يلاحظه أحد من قبل الجمهور. فقط برونو باور ولودفيج بول مثلوا الهيجليين الشباب في جنازته. بالطبع، كان لدى فويرباخ النصيب المعتاد من التعاسة البشرية، لكنه عاش لفترة أطول وعانى أقل بكثير من شتيرنر. الآن يجب مقاومة الإغراء المتزايد للتكهن بشأن الترابط المحتمل بين مذهبيهما على نحو عام، و بين وحياتهما الخاصة.
قبل ظهور كتابه "الأنا و ملكيته" Der Einzige und sein Eigenthum في نوفمبر 1844 ، كان شتيرنر شخصية ثانوية بين الهيجليين الشباب الراديكاليين في برلين.
منذ عام 1841 ، كتب شتيرنر عددًا من المقالات والمراجعات الصغيرة وغير المؤثرة بشكل عام. ظهر معظمها في جريدة Rheinische Zeitung قصيرة العمر، وهي صحيفة لا يتذكرها احدٌ الآن إلا بسبب فترة عمل ماركس كمحرر لها. تم توضيح مكانة شتيرنر الغامضة بدقة من خلال قصيدة إنجلز الملحمية عام 1842.
كتبت القصيدة بمناسبة عودة برونو باور في ذلك العام إلى العمل ببرلين بعد أن فقده في بون بسبب إلحاده. إنه يقدم لمحة مثيرة للاهتمام، من خلال عيون إنجلز الشاب، عن "الأحرار" في برلين. في ذلك الوقت ، وقف غموض شتيرنر في تناقض مباشر مع شعبية فويرباخ.
تم تأكيد شهرة فويرباخ بين الهيجليين الراديكاليين، أو سمعته السيئة بين المحافظين، في وقت مبكر وعلى الفور عند نشر عمله الأول عن خلود الروح، في عام 1830 ، Gedanken über Tod und Unsterblichkeit. نظرًا لأن أطروحته أنكرت خلود الروح، فقد مثّلت قطيعة لا يمكن إصلاحها مع ماضيه الهيجلي الأرثوذكسي، فضلاً عن تدمير فرصته في أي مهنة أكاديمية مستقبلية. تطوّر هذا الإعلان الأول عن تحرره من الهيجلية إلى أشكال أكثر اكتمالا وإيجابية. بحلول عام 1841 ، قبل ظهور عمله الرائع، Das Wesen des Christentums ، تتويجًا لما أسماه "الفحص النقدي الجيني - التاريخي للفكر الماضي " كتب فويرباخ أكثر من اثنتي عشرة دراسة مؤثرة. من عام 1841 حتى ظهور عمل شتيرنر في عام 1844 ، نشر فويرباخ تسع دراسات أخرى، وهكذا، بينما ظل شتيرنر صامتًا تقريبًا وبدون تأثير، أظهر فويرباخ موهبته في عدد كبير من المقالات والكتب الشعبية، وكلها توضح "فلسفته الجديدة".
ليس من المستغرب أن يتلقى عمل فويرباخ استجابة حماسية من المثقفين الليبراليين في ألمانيا، لأن رؤيته كانت بسيطة في الشكل وفريدة من نوعها في المحتوى. لقد مثلت تحولًا جذريًا عن الهيجلية. بحلول يونيو 1842 ، كان ماركس الشاب، الذي كان تلميذاً لفويرباخ منذ عام 1839 ، يعلن عبر تورية حماسية بأنه "لا يوجد طريق آخر أمامك للحقيقة والحرية إلا الطريق الذي يقودك عبر تيار النار [فوير باخ] _ فوير- باخ، أسم مركّب من مقطعين، يعني الأول منهما "جدول" و الآخر "نار" و هكذا يكون معنى اسمه " جدول النار" او " تيار النار"
كانت نية فويرباخ هي التأكد من أن الوعي البشري قد تطور إلى النقطة التي فهم فيها على الفور المبدأ القائل: بأن الإنسان هو الإله الحقيقي ومخلّص الإنسان. كان من المقرر أن تكون فلسفته هي التي ستقوم بعمل العصر الجديد، "إدراك الله وإضفاء الطابع الإنساني عليه - تحوّل اللاهوت وانحلاله إلى أنثروبولوجيا." عصر جديد يميزه الإنسان الذي يدرك نفسه على أنه الإله الحقيقي.
لكن في هذه المرحلة يكون السؤال في محله. إذا كان الإنسان، بالنسبة لفورباخ، هو الموضوع الحقيقي للشعور الديني، وأساس كل مفاهيم الألوهية، هل ان هذا "الإنسان" هو الذات الواعية الملموسة والخاصة، أو الأنا الشخصية، أو "هو" الجوهر الكلي المشترك بين أولئك المعروفين كبشر؟ ترك فويرباخ القضية دون حل. مانفريد فوجل، في مقدمته الرائعة لترجمته لمبادئ فويرباخ لفلسفة المستقبل، قد عبّر بوضوح عن هذا الغموض الأساسي وعدم الاكتمال الموجودين في صميم الأنثروبولوجيا الدينية لفويرباخ، إذ يقول:
كان القضاء على الله، وتجسيد الإنسان أو تعيينه بديلاً واقعياً، بالنسبة لفويرباخ، وجهان لعملة واحدة. كلما كان الله أقل واقعية، كان الإنسان أكثر واقعية والعكس صحيح. ومع ذلك، فإن اختزال فويرباخ يظل غامضًا في النهاية. من ناحية، تم القضاء على الله بشكل جذري. لكن، في الوقت نفسه، لا يتم تجسيد الإنسان بالكامل. في الحقيقة، توقّف فويرباخ عن تجسيد الإنسان بشكل تام وكامل. أحيانًا يتحدث عن الإنسان كما لو كان ملموسًا تمامًا - مثل الإنسان الأرضي المحدود - ولكنه يتحدث أحيانًا عن الإنسان الجيني ، والإنسان بشكل عام ، أو عن الجنس البشري.
إن فشل فويرباخ في حل هذه المشكلة لصالح الفردية الملموسة، وهو قرار يتوافق مع نظريته المعرفية الحسية، هو الذي يتركه مفتوحًا لتهمة شتيرنر بعدم تقديم شيء أصيل أكثر من شكل آخر من الإيمان بالله.
بالمناسبة، سرعان ما شارك ماركسُ شتيرنرَ في رفضه للتجريدات الفويرباخية، لكن ماركس عاملَ فويرباخ بشكل معتدل إلى حد ما، فضلا عن انّ انتقاداته الواردة في الأيديولوجيا الألمانية بالإضافة إلى أطروحاته حول فويرباخ
ضبطُ النفس هذا بالذات، لا يمكن أن يقال عن نقد شتيرنر، حيث كان هذا النقد، كما يصفه سيدني هوك "انفجر مثل قنبلة بين صفوف رفاقه السابقين في السلاح" .
يصف المؤرخ "ويندلباند" عمل شتيرنر ببساطة: بأنه "عبقري". و يلاحظ الباحث الماركسي، جان إيف كالفيز، بأن كتاب شتيرنر " قد أحدثت فضيحة بين الجمهور المتعلم".
ليس بشكل غير متوقع، سرعان ما أدرك فويرباخ عمل شتيرنر النقدي. في أوائل ديسمبر 1844 ، بعد شهر من ظهوره المبكر في النسخ الصحفية، كان فويرباخ قد قرأ The Ego and His Own ، وشرع في إقامة دفاعه. في هذا الوقت، كتب إلى أخيه: إن شتيرنر كتب عنه؛ إنه عمل ذكي ومبدع للغاية، ويحتوي على حقيقة الأنانية نفسها - ولكن تم تأسيسه بشكل غريب الأطوار وأحادي الجانب وغير صحيح. أُعطي له حقّه - هو في الأساس لا يلمسني على الإطلاق. ومع ذلك، فهو الكاتب الأكثر موهبة وطبيعية من بين كلّ من عرفتهم.
بعد ذلك بوقت قصير، في 13 ديسمبر، كتب فويرباخ مرة أخرى إلى شقيقه، ولكن هذه المرة، بامتعاض غير معهودٍ منه، اشتكى من أنّ هجوم شتيرنر "ينم عن قدر معين من الغرور، كما لو كان يريد صنع اسمٍ لنفسه على حساب اسمي. لكن يجب على المرء أن يسمح للناس بالفرح الطفولي بانتصار مؤقت.
كان الدافع الأول لفويرباخ هو نشر رسالة مفتوحة ردًا على شتيرنر، ولكن تمّ التخلي عن هذه الفكرة لصالح وضع رد مجهول في ويغانز فيرتيلجارسكريفت Wiegands Vierteljahrsschrift.
جنبا إلى جنب مع فويرباخ، انتفض ممثلو الطيف الكامل لما بعد الهيجلية لدحض شتيرنر. نشر برونو باور، الذي يقود هيجليي برلين الشبان، ردًا مجهولاً على هجوم شتيرنر. دافع "موسى هيس" عن الاشتراكيين بمقال غاضب.
الرد المحموم لماركس وإنجلز كان متضمنًا في جدالهما الذي لا يمكن نشره، اي في الأيديولوجية الألمانية. من الراديكاليين "اليساريين" مثل أرنولد روج، إلى اليمين مع كارل روزنكرانز، مروراً بشخصيات أقل سهولة في التصنيف مثل كونو فيشر وبيتينا فون أرنيم ، تم تشكيل خط ضد عدو مشترك، هو: ماكس شتيرنر.
إن تطور الأنانية الفلسفية لشتيرنر، بالإضافة إلى إدانته اللاحقة لإيثار فويرباخ، يكشف عن نفسه بأسلوب أدبي لامع، أسلوب "قابل للقراءة بشكل إلزامي" بحيث يميل إلى الانتقاص من محتوى العمل نفسه. كان أرنولد روج، المساعد العابر لماركس، قد سجل أول ملاحظة على هذا الأسلوب، حيث أعلن أن شتيرنر: كان مسؤولاً عن "أول كتاب مقروء في الفلسفة أنتجتها ألمانيا."
يركز المحتوى الفلسفي لـ The Ego and His Own على الكشف عن التبعية الفعلية لجميع المفاهيم المعيارية والتنظيمية، مثل الله أو الإنسان أو البشرية أو الدولة أو المجتمع أو القانون، على التحديدات المتعمدة للأنا المفردة. هذه الأنا الملموسة، der Einzige ، التي تتخطى، في صلابتها وتفردها، كل التصنيفات، هي المصدر الحقيقي لجميع القيم التي تميل إبداعاتها، الخاصة بها، إلى المطالبة بها. يرفض شتيرنر استقلالية كل الأفكار المجردة التي تدعي ولائه الشخصي، ويعتبرها معتمدة كليًا على إرادته.
بالنسبة لشتيرنر، فإن العقل الديني - وفوير باخ هو مثال رئيسي - تم ترهيبه ورعبه، مثل فرانكشتاين، من قبل وحوشٍ من صنعه monsters of its own creation,، باختصار، لاستخدام لغة سانتايانا غير المجانية، فإن عمل شتيرنر هو: احتجاج جريء وصريح ومرهق إلى حد ما، ضد حماقة المثالية الأخلاقية، ضد تضحية الفرد لأية قوى شبحية مثل الله أو الواجب أو الدولة أو الإنسانية أو المجتمع.
وكما يعتقد شتيرنر، فإن فويرباخ هو مجرد أحدث ممثل لهؤلاء الدعاة للوساوس المرضية والأفكار الثابتة.
في هذه الحالة، "الشبح" الذي يتم تقديمه الآن على أنه "جوهر أسمى" يسمى "انسان".
لم يكن كشف فويرباخ لنا، إلّا عن مجرد صنم آخر، مثال آخر غير واقعي. بعيدًا عن تحرير الأفراد فعليًا، والسماح لهم بالاستمتاع بأنفسهم، ليس فويرباخ سوى نبي كاذب، أخلاقي يقود الأفراد إلى عبودية جديدة، هي إنكارٌ جديد للذات.
يقول شتيرنر: "يعتقد فويرباخ أنه إذا أنسن الله، فقد وجد الحقيقة. كلّا، إذا كان الله قد أعطانا الألم، فإن" الإنسان "قادر على أن يقرصنا بشكل أكثر تعذيبًا." المصدر The Ego, 174
في فقرتين موجزتين ، أوضح شتيرنر موقفه وكذلك فهمه لفورباخ: دعونا بإيجاز، نضع وجهة نظر فويرباخ اللاهوتية وتناقضاتها:
"جوهر الإنسان: هو أسمى كيان الإنسان؛ الآن بالدين، بالتأكيد، يُدعى الكائن الأعلى الله ويُنظر إليه على أنه جوهر موضوعي، لكنه في الحقيقة هو جوهر الإنسان فقط ؛ وبالتالي فإن نقطة التحول في تاريخ العالم هي أنه من الآن فصاعدًا لم يعد الله، بل الإنسان ، هو الذي يظهر للإنسان على أنه الله. "
يجيب شتيرنر على هذا: إن الوجود الأسمى هو في الواقع جوهر الإنسان، ولكن فقط بسبب انه جوهره وليس نفسه، يبقى غير هام سواء كنّا نراه خارجه وننظر إليه على أنه "الله" ، أو نجده فيه ونطلق عليه "جوهر الإنسان" أو "الإنسان".
"أنا لست إلهًا ولا إنسانًا، ولا الجوهر الأعلى ولا جوهري الخاص, وبالتالي فهي حالة واحدة في الأساس، سواء كنت أفكر في الجوهر كما في داخلي أو في الخارج. كلّا، نحن دائمًا نفكر في الكائن الأعلى كما هو الحال في كلا النوعين من العالم الآخر، الباطن والخارج ، في آنٍ واحد ؛ لأن "روح الله" ، بحسب النظرة المسيحية ، هي أيضًا "روحنا" و "يسكن فينا".
"يسكن في السماء ويسكن فينا ؛ نحن الأشياء الفقيرة لسنا سوى "مَسكنه" "وإذا استمر فويرباخ في تدمير مسكنه السماوي وأجبره على نقل حقائبه وأمتعة إلينا ، فإننا، في شقته الأرضية ، سنكون مكتظين للغاية."
كان شتيرنر يقول "ملحدونا أتقياء Our atheists are pious people, "
و هي جملة ردّدها لاحقًا إنجلز، الذي كان نقده لفورباخ يمضي على المسار الذي فتحه شتيرنر لأول مرة، إن إنجلز يكرر شتيرنر فقط، عندما يقول عن فويرباخ ، "إنه لا يرغب بأي حال من الأحوال في إلغاء الدين: إنه يريد إتقانه او بلوغه حد الكمال"
وهكذا، كما كشف "الفحص النقدي الجيني" لفويرباخ سابقًا أن الفلسفة الهيجلية هي علم لاهوت سري، يكشف شتيرنر عن إنسانية فويرباخ كدين مستتر. إذا كانت، "الفلسفة التأملية هي اللاهوت الصحيح والمتسق والعقلاني" بالنسبة لفورباخ، إذن، فـ "الدين البشري" بالنسبة لشتيرنر، ليس سوى، آخر تحوّل للدين المسيحي."
من الجدير بالذكر أن هذا الرد المختصر لعام 1845 كان المنشور الوحيد لفويرباخ لتلك السنة، و هذا يقف في تناقض ملحوظ مع مستوى إنتاجيته المرتفعة سابقًا. أفضل وصف لمقالة فويرباخ هو معاصره ، المؤرخ يوهان إردمان: "يبدو أن فويرباخ قد فوجئ إلى حد ما - على الأقل لم يرد بمثل هذا الاعتدال والتواضع كما في تلك المناسبة - عندما نشر عمل ماكس شتيرنر ... ".
تحتوي كل من الفقرات الأربع عشرة التي تشكل ردّ فويرباخ على حجّة شتيرنر، وهي أحيانًا أكثر بقليل من إعادة صياغة موضعية. الحجة الأولى التي يستخدمها توحي بقوة لأولئك الذين يجب أن يتبعوا، وتستحق خطوطها الختامية أن تُستشهد بكاملها، يقول فويرباخ في ردّه على شتيرنر:
"لقد وضعت قضيتي على لا شيء" كما يقول شتيرنر، هكذا يغني الفريد من نوعه [der Einzige]. لكن أليس لا شيء مسند من الله؟ أليست عبارة "الله لا شيء" تعبيرًا دينيًا أيضًا؟ لذلك، فإن "الأناني" أيضًا يضع قضيته على الله! لذا فهو ينتمي أيضًا إلى "الملحدين الأتقياء!"
عند هذه النقطة، يتذكر القارئ بالتأكيد ما قاله إنجلز ذات مرة، ردًا على إحدى حجج فويرباخ: "هذه الحيل الاشتقاقية etymological tricks - أي المتعلقة بأصل المفردات و تطور معناها - هي الملاذ الأخير للفلسفة المثالية "
تبدأ حجة فويرباخ الثالثة باقتباس من شتيرنر:
"حتى فويرباخ نفسه يقول إنه معني فقط بإبادة الوهم" ؛ نعم – يردّ فويرباخ - ولكنه وهم تعتمد عليه جميع الأوهام، وجميع التحيّزات، وكل حدود الإنسان - غير الطبيعية، ولكن ليس على الفور؛ لأن الوهم الأساسي، التحيز الأساسي، الحد الأساسي للإنسان، هو الله كذات.
من يحوّل وقته وطاقته إلى تفكيك الوهم الأساسي والحد الأساسي، لا يمكن ان نتوقع منه، في نفس الوقت، انْ يشرع في حل الأوهام المحيطية والحدود."
هنا ، بشكل مزعج إلى حد ما، يتجاهل فويرباخ ببساطة اعتراض شتيرنر - الذي تم التطرق إليه في الاقتباس الافتتاحي: أنه منخرط في صراع خيالي مع "الأشباح" و "الأفكار الثابتة" للمثاليين.
لكن في هذه المرحلة، من الأفضل الرجوع مباشرة إلى رد شتيرنر على منتقديه، حيث يأخذ كل من حجج فويرباخ بدوره، وحيث يكون ردّه على الحجة الثالثة موجزًا مثل تلك الحجة.
ظهرت إجابة شتيرنر الأولى والأخيرة على نقّاده العديدين كمقالة من خمسين صفحة في العدد الثالث من ويجاندس فيرتيلجارسكريفت لعام 1845. وقد تم التوقيع عليها بشكل غامض بعبارة "M. St." حيث أشار شتيرنر إلى نفسه بصيغة الغائب. كان ردّه المحدد على فويرباخ موجزًا، حيث تم تخصيص سبع صفحات فقط للإجابة على الحجج الدفاعية الأربع عشر التي قدّمها فويرباخ.
تمامًا كما في حالة فويرباخ، فإن أفضل طريقة لتوضيح مزاج هذه الحجج المضادة هي الاستشهاد بإجابة شتيرنر الكاملة على التهمة الأولى التي وجهها فويرباخ بأن قول "الله لا شيء" هو قول شيء ديني .
يقول شتيرنر في ردّه، مع ملاحظة أنه يكتب باسم مستعار:
"حذف فويرباخ "لا شيء" من عبارة شتيرنر، "أنا لم أقم بقضيتي على أي شيء" ، وبالتالي استنتج أن الأناني ملحد تقي. لا شيء بالتأكيد هو تعريف لله. لكن فويرباخ يلعب بالكلمات .... فضلا عن ذلك ، يقال في جوهر المسيحية:
"ومن ثم فهو وحده هو الملحد الحقيقي الذي لا تعتبر مسندات الكينونة الإلهية - على سبيل المثال، الحب والحكمة والعدل - شيئًا؛ وليس هو الذي لا يكون له مجرد موضوع هذه المسندات شيئًا."
أليس هذا هو الأمر نفسه مع شتيرنر، على الأخص، نظراً، أنه بالنسبة له، ان اللا شيء لا يمكن أن ينسب إلى أي شيء؟
هذا الرد الموجز والمتقلب إلى حد ما على حجة فويرباخ الأولى يتبعه عن كثب رد أكثر إيجازًا على الحجة الثالثة لفويرباخ - أنه يستخدم "وقته وطاقته" في حل مشكلة الوهم الكبير.
يقول فويرباخ أن "الوهم الأساسي هو الله كذات". لكن شتيرنر أظهر الوهم الأساسي بأنه فكر "الجوهر الكامل". ومن ثم، فإن فويرباخ، الذي يدافع عن هذا "التحيز الأساسي" بكل طاقته، هو بالضبط، في هذا الصدد، المسيح الحقيقي.
وهكذا يستمر الجدل، مع شتيرنر - طوال سلسلة ردوده على حجج فويرباخ الدفاعية. لكن في النهاية، ليس من الضروري تصنيف العرض الديالكتيكي لهؤلاء "الإخوة الاعداء" بالتفصيل - كما سماهما كارل لويث.
لكن، ما هي نتيجة الصراع الفكري هذا بين المفكريّن – فويرباخ و شتيرنر – من حيث إمكان تحديد فائزٍ منهما في نهايته؟ يقول المؤلّف مجيباً عن السؤال هذا:
"حتى بأقلّ مما حدث، أصبح من المطلوب الآن إصدار حكم بإعلان المنتصر في المسابقة. تم إصدار هذا الحكم من قبل المتسابقَين أنفسهم، وحتى لو لم يتم الإعلان عنه صراحة، فإن الأحداث اللاحقة في حياتهم المهنية وتحولات تعاليمهم تحمل شهادة صامتة ولكنها كافية لأي شخص يعتقد أنه مهزوم."
من وجهة نظر شخصية، و كتعليق لي على هذه الفقرة الأخيرة، اقول:
على الرغم من أن نوع الإجابة هذه، تسمّي المنتصر في الصراع بطريقة تلميحية، إلّا أنّها تشير بالتأكيد كلّه الى أنّ شتيرنر كان هو المنتصر، و ليس خصمه فويرباخ.
ذلك لأنّ " الأحداث اللاحقة في حياتهم المهنية وتحولات تعاليمهم تحمل شهادة صامتة ولكنها كافية لأي شخص يعتقد أنه مهزوم" و مثل هذه الأحداث اللاحقة التي يتحدث عنها المؤلّف، فضلا عن العبارات التي مرّتْ بنا خلال البحث، اي التي أشارت الى تراجع الجهد الفكر لفويرباخ و اعتزاله الحياتين الفكرية و الشخصية، لتدل على نحو قاطع بأنّ فويرباخ هو المعنيّ بالهزيمة.
مع ذلك، يقول المؤلّف معززاً فكرة انتصار شتيرنر على فويرباخ، بالطريقة التلميحية نفسها، مع أنّها أكثر وضوحا و دلالة على هزيمة فويرباخ هذه المرة:
" انتهى نقاشهما في عام 1845 ، وهو العام الذي شكل نقطة تحول لكليهما. بالنسبة لشتيرنر، كان الأمر بمثابة عودة وليس منعطفًا، أما بقية حياته فقد بقيت دون الاهتمام العام أو النجاح الخاص - تمامًا كما كان وضعه قبل المناقشة. كان من المقرر أن تمر خمسون عامًا من النشر الأولي لعمل شتيرنر الرئيسي حتى تعافيه، ولم يتحقق الانتعاش إلا من خلال جهود التضحية التي بذلها عدد قليل من الفوضويين.
في الواقع، لم تكن حياة شتيرنر ناجحة، ولكن بعد ذلك، لن يكون هذا على الإطلاق غير متسق مع فكره، لأن المعيار الموحد مثل "النجاح" أو "الفشل" يجب أن يتلاشى في مواجهة التفرد الشخصي.
شهد عام 1845 أيضًا استبدال أحد تلاميذ فويرباخ الرئيسيين، وهو ماركس، اهتمامه بـ "الإنسان المغترب" بممارسة مناسبة لـ "الإنسان التاريخي الحقيقي". إن ماركس توقف عن كونه فويرباخي بعد قراءة شتيرنر.
يبدو أن فويرباخ قد تأثر بشدة بهجوم شتيرنر، حيث قيل إنه اتخذ "منعطفًا ثانيًا" حوالي عام 1845 ، كان "المنعطف الأول" ، بالطبع، بعيداً عن موقفه المبكر كهيجلي أرثوذكسي.
حدّد الباحث في فلسفة فويرباخ، جريجور نودلينج ، عام 1843 باعتباره العام الذي "أنهى فيه فويرباخ فكره التاريخي المهم بالفعل".
ومع ذلك، في عام 1844 ، كتب فويرباخ العديد من الأعمال التي كانت مهمة واستمرت في الخط الطبيعي لفكره. ولكن، كما لوحظ أعلاه، في عام 1845 ، باستثناء رده على شتيرنر، ظل فويرباخ صامتًا.
بعد ذلك، تحول من الحفاظ على النزعة الإنسانية الإيثارية، أو ما يمكن تسميته "فكره التاريخي المهم" إلى التمسك، بحلول عام 1850 - أو حتى قبل ذلك - بمبدأ وصفه سيدني هوك بأنه "مثير للانحلال" أو "الأكثر" ابتذالًا. المادية المبتذلة. هل كان شتيرنر مسؤولاً عن هذا التطور الجذري في فكر فويرباخ؟
Was Stirner responsible for this radical development in Feuerbach s thought?
" يعتقد سيمون راويدويتز، أنّ هذا هو الحال: "يبدو أن نقد ماكس شتيرنر ... دفعه [فويرباخ] إلى اتخاذ خطوة أخرى، للتقدم من الأنثروبولوجيا إلى المذهب الطبيعي".
زعم رادويتز، أن شتيرنر ضغط على فويرباخ بشكل كامل، وأحيانًا بشكل فظٍ ومحرج، لشرح فكره، و هو ما ذكره معلقون آخرون. على سبيل المثال، قبل بضع سنوات من Rawidowitz ، كتب إدوارد فون هارتمان، الذي أعجب بشتيرنر:
أنثروبولوجيا فويرباخ ، والمثل الإنساني المتولد عنها، قد تم اختزاله إلى الأبد إلى عبث من خلال نقد شتيرنر. بالنسبة لأي شخص يمكنه التفكير فلسفيًا، من الواضح أن النتيجة الصالحة الوحيدة لهذا الخط الفكري يمكن العثور عليها في الازدراء الأناني لجميع المُثُل، دون استثناء، أو الانانية العملية. "
يتفق فريدريش جودل، محرر الطبعة الثانية من كتاب فويرباخ Sämtlich Werke ، وتلميذه أيضًا ، مع كل من راويدويتز وهارتمان في أن شتيرنر ضغط على فكر فويرباخ في شكله النهائي.
يمكن الاستشهاد بآخرين ، مثل Henri Avron و Michael von Gagern- وكلاهما من العلماء والمعجبين - على التعاقب - بشتيرنر وفويرباخ، للإشارة إلى الحُكم النادر، والذي نادرًا ما تمت مناقشته، و هو: أن نقد شتيرنر كان حافزًا لفويرباخ، مما دفعه إما إلى المادية الخشنة، أو الواقعية الفجة، التي لا تناسب حماسته السابقة، أو الصمت.
عند العودة إلى الوراء، يبدو الآن أن فويرباخ حاول المساومة، مع اندفاعات غير متكررة من الحسية المتهورة - مثل مراجعته لعمل مولسكوت - بالتناوب مع فترات طويلة من الصمت العام والتجميع غير الإبداعي. إن إلقاء نظرة على تواريخ سيرته وبيانات حياته المهنية يؤكد هذا الرأي.
في دراسته الأخيرة عن فويرباخ ، لخص يوجين كامينكا الأمر:
كان الرأي العام، ولا يزال إلى حد كبير، هو أن فويرباخ قد قال كل شيء مهم كان عليه أن يقوله بحلول عام 1845 ، وأن عمله اللاحق هو إما مجرد تكرار أو تراجع في المواقف مثل "المادية المبتذلة" الذي تم انتقادها فعليًا في وقت سابق.
في عام 1888 ، نشر إنجلز دراسة، استمرت لأسباب غير فلسفية، في كثير من الأحيان، في ممارسة تأثير لا داعي له على فهم كل من فويرباخ والهيغليين الشباب الآخرين. في ختام انتقاداته لفويرباخ، لكن تلك التي لم يُنسب لها الفضل لشتيرنر، لاحظ إنجلز ما يلي:
"كان لا بدّ من استبدال عبادة الإنسان المجرد التي شكلت نواة دين فويرباخ الجديد بعلم البشر الحقيقيين وتطورهم التاريخي. هذا التطور الإضافي لوجهة نظر فويرباخ إلى ما بعد فويرباخ نفسه، افتتحه ماركس في عام 1845 في العائلة المقدسة."
ومع ذلك، فإننا نقترح أنه لم يكن ماركس هو الذي أطلق "هذا التطور الإضافي" ، بل ماكس شتيرنر. يصبح هذا الاقتراح أكثر جاذبية عند الإشارة إلى أن ماركس كتب العائلة المقدسة في عام 1844 ، وأنه كتبه باعتباره فويرباخي، كان إنجلز مخطئًا من جميع النواحي.
ثانيا:
في دراسة أخرى للباحث نفسه، عنوانها "إحياء شتيرنر" يكتب:
خلال فصل الربيع لعام 1827 ، حضر كل من فويرباخ وشتيرنر محاضرات هيجل عن الدين، وفي الخريف التحقا مرة أخرى بمحاضراته حول تاريخ الفلسفة. مع الوقت، توصّلا إلى نفس النتيجة: هيجل كان لاهوتيّا.
حكم فويرباخ في عام 1843 ، أن "الفلسفة التأملية هي اللاهوت الصحيح والمتسق والعقلاني" ، يدعم ملاحظة ريتشارد كرونر بأن "فلسفة هيجل في حد ذاتها دين تخميني - المسيحية وقد تمت تهجئتها بالديالكتيك".
لكن في حين اعتقد فويرباخ أنه يتقدم باكتشافه إله هيجل المنطقي، خلص شتيرنر إلى استنتاج آخر. يردّ شتيرنر على فويرباخ:
إن الوجود الأسمى هو في الواقع جوهر الإنسان، ولكن لمجرد أنه جوهره وليس هو نفسه، فإنه يظل غير مادي تمامًا، سواء رأيناه خارجه وننظر إليه على أنه "إله" ، أو وجدناه فيه وندعوه " جوهر الإنسان "أو" الإنسان ". أنا لست إلهًا ولا إنسانًا، ولست الجوهر الأعلى ولا الجوهر، وبالتالي فإن كل شيء هو واحد في الأساس سواء كنت أفكر في الجوهر كما في داخلي أو خارجي.
تنبع أنانية شتيرنر من الإلحاد الواعي والشامل، و تعتمد ملذات امتلاك الذات غير المتحرك على الدرجة التي يتم بها رفض ما هو خارق للطبيعة.
لقد فهم فويرباخ هذا المبدأ عندما وصف الله بأنه الجوهر المغترب للإنسان، لكنه فشل في متابعة هذا المنطق حتى نهايته و في تأكيد أن الإنسان هو الجوهر المغترب للأنا الفردية.
يقول شتيرنر: "مع فويرباخ، يتحرر البشر من عبودية الله فقط ليتم دفعهم لخدمة الإنسان. من الله وحده، إلى المسيح، من الإله كإنسان، إلى الإنسان كإله فويرباخ، لم يتغير شيء سوى مسكن الله. كما استنتج شتيرنر، "إن الدين البشري ليس سوى آخر تحول للديانة المسيحية".
عندما تجسّد إله الأكويني المتعالي في هيجل، وأصبح إنسانيًا في فويرباخ، تُرك الأمر لشتيرنر لاتخاذ الخطوة الأخيرة وإعلان أن الفرد هو كل ما يحتاجه الله.
إذا كان الله بالنسبة إلى الأكويني هو الافتراض المسبق لوجود محدود، والافتراض بالنسبة لهيجل ليس له سمات، و كان الله بالنسبة لفويرباخ هو الإنسان، فإنّ الإله بالنسبة لشتيرنر يصبح الأنا الفريدة ، Der Einzige:
من جهتي، أبدأ من الافتراض المسبق، في الافتراض المسبق لنفسي، لكن افتراضاتي المسبقة لا تكافح من أجل كمالها مثل "الإنسان يكافح من أجل كماله" ، ولكنه يخدمني فقط للاستمتاع به واستهلاكه. أنا أستهلك افتراضاتي المسبقة، ولا شيء آخر، وأعيش فقط في استهلاكها. . . . أنا خالق ومخلوق في واحد.
كتاب شتيرنر. . . عادة ما يُنظر إليه على أنه نتاج فوضوي لغريب الأطوار ، لكنه في الواقع نتيجة منطقية نهائية لنظام هيجل التاريخي الذي - استُبدل مجازيًا - فأعاد إنتاجه بالضبط.
رأى شتيرنر، مثل هيجل، نفسه على أنه وريث الخط الروحي الذي يمكن إرجاعه إلى أصول التاريخ الواعي. لكن حين قبل هيجل هذا الإرث، أصبح خادمًا مطيعًا للروح، رفضه ستيرنر. اختار أن يكون بدون افتراض، بدون قيمة أو دعوة سابقة. تنص الفقرة الأخيرة من The Ego and His 0wn على ما يلي:
أنا صاحب قوتي، وأنا كذلك عندما أعرف نفسي على أنه كائن فريد من نوعه. في الشخص الفريد، لا يعود المالك بنفسه إلى أي شيء إبداعي، فقد ولد منه. كل جوهر أعلى فوقي، سواء كان الله، أو الإنسان، يُضعف الشعور بالتميز، ولا يتلاشى إلا أمام شمس هذا الوعي. إذا كنت أهتم بنفسي، الشخص الفريد، فإن اهتمامي ينصب على خالقه العابر، الفاني، الذي يستهلك نفسه، ويمكنني أن أقول: كل الأشياء لا تساوي شيئًا بالنسبة لي. All things are nothing to me"


ثالثاً:
Morten Blaabjerg :
" ليس من الواضح من الذي يسخر ممن هنا. شتيرنر في المقام الأول، مقلدا فويرباخ "فحص الجوهر الإلهي" ، أو فويرباخ في المرة الثانية، مقارنا "فريد" شتيرنر بالمسيح. في كلتا الحالتين، من الواضح أن فويرباخ يخطئ وجهة نظر شتيرنر . "

في دراسة أخرى، تبحث في العلاقة النقدية بين فويرباخ و شتيرنر – نقرأ:

ألهمَ هيجل عدة أجيال بأسلوبه الديالكتيكي. قسّم المشتركون أنفسهم تقريبًا إلى معسكرين. الهيجليين القدامى، الذين شعروا إلى حد كبير أنه مع نظام هيجل، انتهت الفلسفة عمليًا، والهيغليين الشباب، الذين اعتقدوا أن الديالكتيك يمكن تطبيقه في نقد جذري للكنيسة والدولة على وجه الخصوص. حيث عنى الهيجليين القدامى أن روح التاريخ عند هيجل كانت ضمانة لمد سياسي مستقر ومحافظ من الشؤون، والذي من شأنه أن يقوي بشكل طبيعي فقط المؤسسات التي لا تتزعزع في مجتمع الإنسان، استخدم الشباب الهيجليون الديالكتيك في تمردهم ضد تلك المؤسسات نفسها.
شهدت الثلاثينيات من القرن التاسع عشر تشكيل تلك المجموعة من الشباب الهيغليين في برلين، والتي أشارت إلى نفسها باسم "Die Freien". اجتمعت المجموعة بانتظام في Weinstube في Hippel في Friedrichsstrasse ، حيث تمت مناقشة المشاكل ذات الطبيعة الفلسفية أو اللاهوتية. تألفت المجموعة بشكل أساسي من لودفيج فويرباخ وديفيد شتراوس والأخوين برونو وإدجار باور وأرنولد روج وماكس شتيرنر، وفي أربعينيات القرن التاسع عشر بالإضافة إلى شخصيات مشهورة مثل كارل ماركس وفريدريك إنجلز. لقد ساهموا جميعًا بطرق مهمة في تطوير الفلسفة الألمانية بعد هيجل، لكنني سأقصر اهتمامي هنا على القليل فقط.
فويرباخ شتيرنر
معركة فويرباخ النهائية تقف مع مضمون كتاب شتيرنر Der Einzige und sein Eigentum حيث يطبق شتيرنر منهج هيجل الديالكتيكي لتحطيم كل "مفهوم مطلق" خارج وفوق الفرد الفريد، بما في ذلك "الإنسانية" لفويرباخ. يخلق فويرباخ ازدواجية أخرى، كما يقول شتيرنر، حيث يتطلب كون الإنسان بالضبط، نفس الطاعة للأخلاق، كما هو الحال في ظل المسيحية، لكنه يرتدي ملابس مختلفة قليلاً. ماذا يحدث إذا كان المرء "غير إنساني"؟ أناني لا يريد أن يكون أفضل للبشرية، بل لنفسه فقط؟ يجب أن يكون منضبطًا، لأنه ليس إنساناً حقيقيًا. إنه لا يرقى إلى تلك الصفات التي ينسب إليها فويرباخ.
لشرح "مفهوم الله" في كتاب فويرباخ و لبيان نوع نقد شتيرنر له، يقول الباحث:
إن كتاب "جوهر المسيحية" للودفيج فويرباخ هو أولاً وقبل كل شيء، انفصال عن فكرة أن الله كيان روحي خارج الإنسان. المفاهيم المثالية التي يرتبط بها الإنسان مع الله تجعله يبدو أقل شأنا. يقف الإنسان في الدين في علاقة غير متكافئة مع الله، وسيظل محبطًا وغير قادر على تحقيق إمكاناته الحقيقية طالما يُنظر إلى الله على أنه هدف في ذاته. لكن تظل الحقيقة أن هذه المفاهيم المثالية المنسوبة إلى الله هي مجرد ظواهر منطقية بسيطة، مشتركة بين كل إنسان. بمجرد أنْ يرى الإنسان أنّ الصفات الإلهية مثل الحب والصلاح والحقيقة وما إلى ذلك هي حقًا جوهر الإنسان، فسوف تتحرر هذه الصفات لصالح الإنسان، يعبّر فريدريك م. جوردون:
"إن الاحترام الذي كان موجَّهًا سابقًا نحو الله، وبالتالي محرومًا من البشرية، سوف يتجه نحو إخوانه من البشر، الذين يجسّدون فيه التنوع الغني للقدرات البشرية. روابط التضامن من شأنها أن توحّد الجنس البشري في علاقات من الاحترام الديمقراطي ".
بعد بيانه المضمون الأعمق لكتاب فويرباخ، يعرض الباحث، وجهة النظر النقدية لماكس شتيرنر، قائلا:
لكن بالنسبة لماكس شتيرنر، هذا غير كافٍ. في The Ego and His Own ، أطلق نقدًا ساخرًا ضد إنسانية فويرباخ. بالنسبة له، يبدو أنه دين آخر مقنّع مموه disguise: يقول شتيرنر:
"عند مدخل العصر الحديث يقف الله - الإنسان" God-Man ". عند خروجه منه، هل يتبخر الله في الإنسان الإلهي فقط؟ وهل يمكن للإنسان أن يموت حقًا إذا مات الله فيه فقط؟ will only the God in the God-man evaporate? And can the God-man really die if only the God in him dies?
لم يفكروا في هذا السؤال، واعتقدوا أنهم مرّوا عندما وضعوا في أيامنا نهاية منتصرة لعمل التنوير، قهر الله: لم يلاحظوا أن الإنسان قد قتلَ الله لكي يصبح هو الآن " الله الوحيد في العلاء ".
العالم الآخر خارجنا، قد تم تجاهله بالفعل، واكتملت المهمة العظيمة التي قام بها التنويريون؛ لكن العالم الآخر فينا أصبح سماءً جديدة ويدعونا إلى اقتحام السماء المتجدد: كان على الله أن يعطي مكانًا، ولكن ليس لنا، بل للإنسان. كيف يمكن ان تصدق أن الله - الإنسان قد مات، قبل موت الإنسان، و كذلك الله، فيه؟ " How can you believe that the God-man is dead before the Man in him, besides the God, is dead?”
يهاجم شتيرنر مفهومي فويرباخ "الإنسان" و "الإنسانية" ، اللذين وجدهما على وجه التحديد كرهينين في الأماكن المغلقة مثل المفاهيم المسيحية عن الله والأخلاق. أشباح الاغتراب، التي كان فويرباخ يحاول التعامل معها، تظهر تحت ستار هذه المفاهيم المثالية للإنسان. محاولة فويرباخ لتعريف جوهر الإنسّان، تقسم الإنسان إلى ذات جوهرية وغير أساسية.
" ما يقوله هو أننا أخطأنا في جوهرنا الخاص ، وبالتالي بحثنا عنه في العالم الآخر ، ولكن الآن، عندما نرى أن الله كان جوهرنا البشري فقط ، يجب علينا أن نتعرف عليه مرة أخرى على أنه جوهرنا وننقله للخارج. من العالم الآخر في هذا، إلى الله ، الذي هو روح ، يعطي فيورباخ اسم "إحساسنا".
هل يمكننا أن نتحمل هذا، أن "جوهرنا" يتعارض معنا، وأننا منقسمون إلى ذات أساسية وغير أساسية؟ ألا نعود بذلك إلى البؤس الكئيب المتمثل في رؤية أنفسنا مطرودين من أنفسنا؟
بقوة اليأس ، يتشبث فيورباخ بجوهر المسيحية الكلي، لا ليرميها بعيدًا، لا، انما ليسحبها إلى نفسه ، يجرّها ، الذي طال انتظاره ، بعيدًا دائمًا، خارج الجنة بمحاولة أخيرة "
" ماذا يحدث للانسان الذي يرتكب جريمة ضد الحب، ما يسمى بـ "الجوهر البشري"؟ إنه ليس إنسانًا، لكنه غير إنساني؛ أناني لم يفهم جوهره! يجب أن يكون منضبط! وهذا يؤدي بالضبط إلى نفس القمع للصفات "غير الأساسية" ، الذي كان فويرباخ على وشك أن يلغيها.
يتهم شتيرنر معاصريه من بين الهيجليين الشباب بأنهم أنانيون غير معترف بهم، متنكرون، وتملكهم أفكار ثابتة بطريقة لا تختلف بشكل خاص عن الأخلاقيين المسيحيين.
إنه يقارن الإنسان المعاصر بمجنون فقير تمتلكه فكرة أن يكون إمبراطور اليابان أو الله سبحانه وتعالى. emperor of Japan´-or-God Almighty.
وبنفس الشكل، فإن الإنسان الحديث - وليس أقلّه أنصار النزعة الإنسانية الحرة بين دي فرين Die Freien - تمتلكه أفكار الحرية، والمساواة، والإنسانية، وما إلى ذلك. والفرق الوحيد هو حجم الملجأ الذي يتجولون فيه، حيث يشغل مساحة أكبر بكثير!
وفقًا لشتيرنر، يمكننا أنْ نقول: إن فويرباخ، بمفاهيمه عن "الإنسان" و "الإنسانية" يخلق قيودًا على الإنسانية: لا يجب على الإنسان الحديث فقط أن يحارب دونيته للمثل والأخلاق المسيحية، كما كان عليه أن يفعل عندما كان الله مؤسسا ككيان خارجي، خارج الإنسان؛ يجب عليه الآن أن يحتوي هذه المفاهيم على أنها جوهره الخاص، داخل نفسه. "إذا استمر فويرباخ في تدمير مسكنه السماوي وإجباره على نقل حقائبه وأمتعته إلينا، فإننا، في شقته الأرضية، سنكون مكتظين للغاية."
الإبداع لا شيء The Creative Nothing
تحت هذا العنوان الفرعي، يكتب الباحث، محددا قيمة و مكانة كتاب شتيرنر :
ومع ذلك، فإن عمل شتيرنر هو أكثر من مجرد نقد لإنسانية فويرباخ. وفقًا لـ Lawrence Stepelevich ، تم تصميم الأنا وخاصته وفقًا لبنية كتاب هيجل Phenomenology Of The Spirit- . يصف شتيرنر التطور في حياة الإنسان ، من الخطوات الأولى للطفل، حريصًا على استكشاف العالم في مرحلة معقولة ماديًا، من خلال محاولات الشباب الروحية "للتخلف " وتغيير العالم في مرحلة مثالية، إلى اعتراف الكبار بمصلحة الفرد في استخدام العالم، الى المرحلة الأخيرة ، الأنانية egoist phase..
بعد ذلك، يعتقد شتيرنر ان هذا التطور يحدث في حياة الإنسان، في العملية التاريخية الملموسة. و هي مبسطة للغاية: من المادية القديمة (الماضي) إلى المثالية المسيحية (الحاضر) ، إلى الأنانية الحديثة (المستقبل).
يوازي هذا التطور فلسفة التاريخ عند هيجل، ولكن حيث يختتم ديالكتيك هيجل بمفهوم مجرد، "روح التاريخ" ، فإن استنتاج شتيرنر هو آخر تمامًا. رفضه الديالكتيكي لجميع المفاهيم المطلقة، مع الإشارة إلى ان عدم كفايتها في وصف الفرد الفريد بشكل مرض، يقوده في الواقع إلى لا شيء.
عندما لا يمكن لأي مفهوم أن يصف الفرد الفريد بشكل مناسب، أو بطريقة محددة، تنتهي اللغة، ويجب على المرء أن يدرك أن المفاهيم ليست سوى أسماء. أو بعبارة أخرى، إشارات إلى شيء آخر ؛ للإشارة ، للاختيار. لاختيار شيء قبل الآخر.
هذا الاختيار ينبع من مصلحة. مصلحتي الخاصة. أستحوذ على وعيٍ بنفسي، في مواجهة شمس العدم هذه.
وبالتالي فإن تطبيق شتيرنر المترتب على ديالكتيك هيجل يقوده إلى ما هو أبعد من هيجل وكذلك فويرباخ، إلى العدم، الذي يخلق بالضرورة وعيًا بالذات. هذه الذات ، الفرد الفريد، أو بمصطلحات شتيرنر، مفهوم "الفريد" ، هو نقطة الخلاف في الجدل بين شتيرنر وفويرباخ.
مهد الشيوعية
تحت هذا العنوان الفرعي، يعرض الباحث بُعدا آخر لنوع خلاف شتيرنر مع فويرباخ، قائلا:
بادئ ذي بدء، كان فويرباخ متحمسًا لعمل شتيرنر، وشعر أن نقد شتيرنر كان قائمًا حصريًا على التفسيرات الخاطئة لجوهر المسيحية. لكن تدريجيًا، مع انتشار الكتاب واكتسابه شعبية بين الهيغليين الشباب، اضطر فويرباخ الى الرد على شتيرنر في مقالته "Das Wesen des Christentums auf Bezichung den Einzigen und sein Eigentum" ، والتي نشرت في دورية ألمانية، يجيب فويرباخ على الانتقادات التي أثارها شتيرنر، بما مفاده:
أولاً وقبل كل شيء، يرفض فويرباخ ادعاء شتيرنر بأنه يقّسم الإنسان إلى ذات جوهرية وغير أساسية. الخصائص الإلهية، التي ينسبها فويرباخ إلى الإنسان، ليست خواصًا غريبة عن الإنسان، ولكنها يمكن أن تكون نقية ويمكن ببساطة ملاحظتها والإحساس بها في العالم. وبالتالي لا يمكن لجوهر الإنسان أن يكون غريباً عليه بأي حال من الأحوال.
وبالتالي، فإن الازدواجية المسيحية بين الجسد والروح لا تستمر مع "جوهر الإنسان" ، لأن الكائن الحسي والجسدي والدنس هو بالضبط نفس الكائن الروحي المطلق الأعلى. من ناحية أخرى، هناك جوهر إنساني ذو طبيعة أعلى من الآخر. هناك فرق بين الإنسانية ، "جوهر الإنسان" ، والوعي الذاتي للفرد الواحد.
تعليقاً على حجّة فويرباخ، يقول الباحث:
تثير حجة فويرباخ بعض الصعوبات هنا، لأنه يبدو وكأنه يناقض نفسه. من أجل شرح المسيحية و "جوهر الدين" كما يقول، عليه أن يبني موقفه في البداية على الاختلاف بين الإنسان والله ، ومن خلال ذلك ، على الفرق بين الفرد الفريد والإنسان الكوني.
إذا بنى المرء موقفه على الفرد الفريد (مثل شتيرنر) ، وبهذا يرفع هذا الفرد بالذات إلى مكانة خاصة ومقدسة ، فإن المرء في الواقع يخلق دينًا جديدًا.
لا يمكن تجاوز الدين إلا إذا أخرجت هذا الشخص الذي لا يضاهى من الضباب الأزرق لأنانيته الخارقة للطبيعة إلى عالم يتسم بمظهر عقلاني دنيء ؛ وهذا من شأنه أن يوضح لك، بشكل لا لبس فيه ولا يمكن إنكاره، هويته أيضًا مع الأفراد الآخرين، وتقاسمه، على الرغم من اختلافاته الفردية.
أن تكون انسانا هو بالتأكيد أن تكون أنانيًا. لكنها تعني أيضًا أن تكون اجتماعيًا، وأن تكون شيوعيًا. الفرد الواحد، رغم محدوديته تمامًا مقارنة بالإنسان على هذا النحو، يحتاج إلى أشخاص آخرين، ويحتاج إلى فرصة للكمال، والكمال الذي تشير إليه البشرية. على سبيل المثال، هناك نوع من الحب حيث يتم تحقيق الذات، وهو نوع من الحب غير الأناني تجاه البشرية جمعاء، ومن ثم هناك الحب الأناني والمحدود، وبالتالي فهو ليس مرضيًا تقريبًا. ولكن أيضًا على المستوى العملي البحت، هل يحتاج البشر إلى بعضهم البعض؛ كما يحتاج الطفل لأبيه، والمريض إلى طبيب، والفقير يعتمد الى صدقة الغني. هناك قيود على الوجود البشري لا يمكننا التغلب عليها إلا في رفقة، و في مجتمعنا مع الآخرين.
وفقًا لذلك، كما هو الحال في جوهر المسيحية، يدعونا فويرباخ إلى أخوة الإنسان، حيث يتم تمكين الأفراد من إكمالهم في الجنس البشري، لأن الفرد الواحد في نفسه غير كاف. إذا لم يحصل الفرد على هذه الفرصة لتطوير إمكاناته في مفهوم "البشرية" ، فسيعيد ببساطة اختراع الله والدين مرة أخرى، لأن حدوده ستشعر بأنها غامرة للغاية. إنّ Stirner يضع "الفريد" خاصته كملاذ جديد، مطلقة جديدة. "لا شيء" لشتيرنر هو في الحقيقة، تسمية إلهية، هذا هو بالضبط ما فعله شتيرنر في فصله الافتتاحي. بعد أن درس "جوهر" الله وقضية الله ، يستنتج:
"من الواضح الآن أن الله لا يهتم إلا بما له، ولا يهتم إلا بنفسه، ولا يفكر إلا في نفسه، وليس أمام عينيه إلا نفسه ؛ ويل لكل ما لا يرضيه. لا يخدم أي شخص أعلى ، ولا يرضي إلا نفسه. قضيته - قضية أنانية بحتة. "
ليس من الواضح من الذي يسخر ممن هنا. شتيرنر في المقام الأول، مقلدا فويرباخ "فحص الجوهر الإلهي" ، أو فويرباخ في المرة الثانية، مقارنا "فريد" شتيرنر بالمسيح. في كلتا الحالتين، من الواضح أن فويرباخ يخطئ وجهة نظر شتيرنر .
بعض نقاط فويرباخ مثيرة للتفكير، لأنها تتوقع طريقة تفكير اشتراكية. نحن نشهد هنا في الواقع التشكيل النظري للاشتراكية. يعتبر فريدريك إم جوردون شديد النقد في تحليله لحجة فويرباخ. ويشير إلى أن فويرباخ يترك أطروحته الأولية القائمة على الشعور "العفوي" الذي يفترض في الأصل أن يكون جوهر الإنسان.
وبدلاً من ذلك، يتحول "جوهر الإنسان" إلى عقيدة من المفترض أن "تنقذ" الإنسان من اغتراب الدين. ومن هناك، ليست هناك مسافة كبيرة للينين أو ستالين.
يمكن للمرء أن يدعي بشكل معقول بعض التناقض في أن فويرباخ ينكر أولاً بعناد تقسيم الإنسان إلى ذات جوهرية وغير أساسية، وبعد ذلك يوضح النقطة التي مفادها: أن على المرء أن يفرق بين الفرد المفرد والمحدود، والسبب الأعلى المشترك "للبشرية". الأمر الذي يؤدي بطريقة ما إلى تأكيد تأكيدات شتيرنر. لكن المرء لا ينصف فويرباخ بطرده على هذا الحساب فقط. نعم ليس لدى فويرباخ ذكاء أو حدة شتيرنر، ولكن هناك الكثير في تفكير فويرباخ والذي يبدو منطقيًا على المستوى العملي. والأكثر إثارة للقلق هو ادعاؤه بأن الناس ببساطة لا يمكنهم العيش كأفراد متفردين دون نوع من البديل للدين.
أغنية البجعة من المفاهيم
قدّم شتيرنر النقد في مقال بعنوان "Recensenten Stirners" (نقّاد شتيرنر) . هنا توسّع في مفهوم "الفريد" على وجه الخصوص، وجادل بأن هذا المفهوم على وجه التحديد والمصلحة الذاتية للفرد ، يتعارضان مع الدين من جميع النواحي.
مع ملاحظة ان شتيرنر – كاتب المقال - يتحدّث هنا عن نفسه بصيغة طرف آخر وهو يردّ على نقّاده:
"يتناقض مفهوم "الفريد" مع مفاهيم الإنسان، والروح، والجوهر، وما إلى ذلك، وهو مفهوم فارغ، لأنه لا يعني أي شيء سوى قول "أنت أنت". إنها لا تعني مثلًا ، كما اتهم فويرباخ شتيرنر، ولكنها عبارة فارغة تمامًا، الأمر متروك للفرد لملئها. إنها ببساطة الذات التي لا يمكن تعريفها، والتي لا يمكن التعبير عنها إلا من خلال حضورها الخاص، ووجودها الذاتي، وليس بأي نوع من التعريف المطلق. من المستحيل وضع تعريف "لجوهر الإنسان" على أساس الإشارة، مثل فويرباخ، إلى الخصائص التي يشترك فيها شخصان أو أكثر. إن الشخصين كلاهما من الحيوانات، لا يعني أن الحيوان هو تعريف الإنسان. يرفض شتيرنر بشدة مفاهيم فويرباخ عن "الإنسان الكوني" ، مشيرًا بسخرية إلى حقيقة أن السجون كانت على مدى قرون مليئة "بالبشر" ، والتي لم تجد نفسها مؤلفة من "الإنسانية".
"يُظهر المراجعون غضبًا تجاه" الأناني "أكثر من غضب" الفريد ". بدلاً من محاولة الاقتراب من معنى الأنانية كما يفهمها شتيرنر، فإنهم يلتزمون بمفهومهم المعتاد عنها منذ الطفولة، ويقرأون قائمة الخطايا المألوفة للجميع. انظر هنا الأنانية، الخطيئة المروعة - هذا ما "يوصيه" شتيرنر! (...)
هل يعيش فويرباخ في عالم آخر غير عالمه؟ أليس العالم عالما، فقط لأن فويرباخ يعيش فيه، العالم المحيط به، العالم الذي يفكر فيه فويرباخ ويختبره ويتأمله؟ إنه لا يعيش في وسطه فحسب، بل هو نفسه وسطه، وهو نقطة الوسط في عالمه. وكما هو الحال مع فويرباخ، فلا أحد يعيش في غير عالمه. كما هو الحال مع فويرباخ، فالجميع هو مركز عالمه. العالم هو في الحقيقة فقط ما هو ليس المرء نفسه، ولكن ما ينتمي إليه، ما يقف في علاقة مع واحد، ما هو لشخص واحد... يمتد عالمك إلى أبعد من قوتك على التصور، وما تفهمه هو ملكك بمجرد استيعابك. أنت، فريد واحد، فريد فقط مع "ملكيتك".
يشير شتيرنر إلى أنه حتى لو استحوذ الفرد بضميره أو "قبضته" على العالم باعتباره ملكًا له، فلا يمكن للمرء أن يتجنب أن تكون هذه الخاصية أيضًا ملكًا له؛ يمكن أن يكون فردًا فريدًا مثلك تمامًا. هذا يجعل من الممكن أن يتحد البشر، في الحب، على سبيل المثال. إن سعادتنا بممتلكاتنا وعالمنا تظهر أننا ننسى أنفسنا.
قاده نقد شتيرنر الديالكتيكي للمفاهيم المطلقة إلى فراغ خالٍ من اللغة، العدم. و هو ما يخلق الحاجة المطلقة للتعبير والوعي والذات.
يمكن لهذه الذات الفريدة أن تبني عالمها على صورتها الخاصة.
بتطبيق ديالكتيك هيجل، أصبح من الممكن لشتيرنر أن يصل إلى نقطة نهاية، لا توصف هكذا بالنسبة لفلسفة هيجل فقط، ولكن للفلسفة واللغة على هذا النحو.
لا يملك شتيرنر أي تفسير منطقي لهذا "العدم الإبداعي" ، والذي يبدو أنه نقطة النهاية في تفكيره. اتهامات فويرباخ لشتيرنر بوضع "شخصيته الفريدة" على أنها "مقدسة، لا يمكن الاقتراب منها" تُركت إلى حد كبير دون إجابة، باستثناء ملاحظات شتيرنر حول "المقدس" كما هو مذكور أعلاه. في الواقع، قد يفعل شتيرنر بالضبط ما يدعيه فويرباخ. عندما يدعي شتيرنر عدم قابلية تعريف الذات، يمكن للمرء أن يقول على نحو مبرر إنه يتخذ صفات الله على أنها صفاته الخاصة به، ويصبح "غير قابل للوصول" من قبل الآخرين. لكن يبدو لي أن هذه هي النقطة بالضبط. إنه لا يمكن الوصول إليه، ولا يمكن تحديده، ولا يمكن فهمه. إذا اعتقد الناس خلاف ذلك، فهم يخدعون أنفسهم. يتخذ صفات الله على أنها صفاته الخاصة. لكنه قد يرميهم بعيدًا مرة أخرى في الدقيقة التالية.
يبدو أنه في القدرة المطلقة على التغيير، والإبداع، ووجود شيء ما في وقت واحد، وتقييد الشيء التالي، لا يوجد مكان لشيء مقدس.
ويبدو واضحًا أن فويرباخ أخطأ هذه النقطة تمامًا. إن الحجة الفلسفية بين شتيرنر وفويرباخ هي، حسب شروط شتيرنر، الصراع بين المثالية المسيحية الراكدة، إن لم تكن تحتضر ببطء، و بين الأنانية الحديثة التي لا تخلو من التكيف."
أخيرا، يقول الباحث: توفي شتيرنر في عام 1856 في ظل الماركسية، لكن طاقة وقوة كلماته نادراً ما تموت. لم يعد المفهوم ممكنًا، أنه يجب على المرء أن يكون قادرًا على تحديده، ولكن إذا كانت الفلسفة في الواقع قد وصلت إلى نهايتها مع شتيرنر، لأنه لم يعد بإمكان المرء أن يبني العقل والحجة على المفاهيم والتعريفات المطلقة، انّما على مصلحة الفرد الخاصة فقط، فماذا يتبقى إذن؟
رابعاً:
FREDERICK M. GORDON:
" لم يتبق سوى القليل من المفهوم الأساسي لجوهر المسيحية، والذي كان الهدف الرئيسي لنقد شتيرنر ... نظر أتباع فويرباخ بجزع وتخلوا عنه الواحد تلو الآخر."

في دراسة مكرّسة لعرض المواجهة التي حدثت بين ماكس شتيرنر و فويرباخ، يكتب البرفسور FREDERICK M. GORDON هذا العرض التفصيلي لها:
في عامي 1843 و 1844 ، عمل ماكس شتيرنر – الهيجلي الشاب، تلميذ برونو باور، الراديكالي الفويرباخي - بشكل محموم في السر، في الوقت الذي استطاع فيه التحرر من واجباته التدريسية في مدرسة بنات عصرية، واستعد للهجوم على أصدقائه السابقين و الحلفاء السياسيين. كان شتيرنر واثقًا من أن عمله ، The Ego and Its Own ، سيكون نقدًا حاسمًا للحركة الهيغلية الشابة ، وخاصةً فويرباخ .
لفترة قصيرة بعد نشره مباشرة، كان لكتاب شتيرنر تأثير مدمّر للغاية. لكن الكتاب لم يجلب له المال ولا الشهرة الدائمة.
كان كتاب شتيرنر قبل كل شيء هجومًا على فويرباخ، حين كان من الواضح أن فويرباخ كان قائد الحركة الهيغلية الشابة. يصف آرفون التأثير الذي أحدثه ظهور كتاب شتيرنر على الهيغليين الشباب:
من هذه النقطة فصاعدًا، بدا لهم أنّ الطابع المتناقض للإنسانية الفويرباخية قد تم إثباته بالتأكيد. بعد نقد شتيرنر، حطّمت موجةُ مدٍ افتراضيةَ الأوهام التي ولدت من عقيدة الحب المطلق، والتي كانت مدعومة حتى ذلك الحين بأكبر قدر من الحماس. بدأ "الاشتراكيون الحقيقيون" الذين ما زالوا يطلقون على أنفسهم صراحةً اسم الفويرباخيين، يشككون في هذه النزعة الإنسانية .
بالنسبة لفورباخ نفسه، بدأ نقد شتيرنر عملية طويلة من تفكك موقفه الفلسفي. في البداية، لم يبدُ أنّ فويرباخ يدرك خطورةَ نقد شتيرنر. في رسالة كتبها في أواخر عام 1844 ، كتب فويرباخ عن كتاب شتيرنر:
إنه عملٌ لامع ورائع، قادر على التمجيد في حقيقة الأنانية، ولكن في شكله غريب الأطوار، وغير المكتمل، والمعرّف بشكل خاطئ. إن جداله ضد الأنثروبولوجيا، و قبل كل شيء ضدّي، مبنيٌّ على عدم الفهم أو السهولة. أنا أؤيده إلا في نقطة واحدة: إنها لا تؤثر علي من حيث الجوهر. هو على الرغم من ذلك الكاتب الأكثر إبداعًا وحرية الذي أتيحت لي الفرصة لمعرفته He is nonetheless the most ingenious and freest writer I ve had the opportunity to know.
بعد فترة وجيزة، في رسالة بتاريخ 13 ديسمبر 1844 ، بدأ فويرباخ في إظهار بعض الانزعاج من نقد شتيرنر، وكتب، إن "هجمات شتيرنر تخون يشوبها الغرور، كما لو كان سيصنع اسمًا لنفسه على حسابي".
في عام 1845 ، انزعج فويرباخ من شتيرنر بما فيه الكفاية للرد على نقده والهجوم ضده. إجابة فويرباخ، وهي مقالة بعنوان "جوهر المسيحية في علاقتها بالأنا و ملكيته" و ردّ شتيرنر المسمى" نقاد شتيرنر" يمثل نقطة تحول في الحياة الفكرية في ذلك الوقت. في هذا التبادل، يُنظر إلى فويرباخ على أنه يكافح لإنقاذ الفلسفة: نظر أتباع فويرباخ بجزع وتخلوا عنه الواحد تلو الآخر.
بدأ فويرباخ نفسه عملية تدريجية لإبعاد نفسه عن موقعه المحاصر. بحلول عام 1861 ، و بعد العديد من التحولات في الفلسفة، أقر بأنه لم يتبق سوى القليل من المفهوم الأساسي لجوهر المسيحية، والذي كان الهدف الرئيسي لنقد شتيرنر.
نشأت قدرة شتيرنر على تدمير فلسفة فويرباخ بسرعة وبصورة كاملة من حقيقة أن فلسفة فويرباخ لم تكن متماسكة أبدًا: كما ناقشنا في مكان آخر في هذه القضية، كانت مفاهيم فويرباخ الرئيسية كلها مليئة بتناقضات عميقة.
دافع فويرباخ عن "الإنسان الفرد التجريبي" الذي تركزت حياته على التمتع بالشعور العفوي والذي كان شعوره، وليس أي مبدأ مجرد للأخلاق، هو أساس النشاط العملي ؛ ومع ذلك، فقد عرّف أيضًا الفرد من حيث المبدأ التوجيهي، وأعاد تأسيس أخلاق صارمة يتم فيها التضحية بمصالح الفرد لمصالح النوع. وأخيراً، كان فويرباخ ملحداً مناضلاً. لكنه أعاد خلق الله على شكل الطبيعة، التي "يجب" على الناس أن يتوافقوا معها ؛ أصبحت الطبيعة "كائنًا أسمى".
نشأ نقد شتيرنر أساسًا من تأييده جانبًا واحدًا لفلسفة فويرباخ ضد الآخر. في غضون ذلك، تم تقديم فويرباخ كمفكر متماسك مع وجهات نظر متعارضة. فقط في فقرات قليلة، ولكن ملفتة للنظر، أعطى شتيرنر إشارة عابرة إلى أن الاختلاف بينه وبين فويرباخ كان أيضًا تناقضًا بين جانبي فلسفة فويرباخ.
في القسم الثاني من هذه الدراسة، و تحت عنوان فرعي هو " المناقشة " يكتب المؤلف:
عندما جادل فويرباخ: بأن صفات الله يجب ان تدعى طبيعة البشرية، فقد جعل موضوع هذه المسندات الإلهية ليس الفرد، بل الجنس البشري ككل. لدي في داخلي سمات الإنسانية بشكل جزئي وغير كامل. أنا مجرد تحديد خاص لإمكانات بشرية عامة. يتم إعطاء الطبيعة الحقيقية للأنواع فقط من خلال كل هذه التحديدات؛ وبالتالي فإن إمكاناتي، التي تشكل طبيعتي الحقيقية، موجودة كما تتحقق بشكل رئيسي خارج نطاق نظري، في الجنس البشري بأسره. وهكذا فإن طبيعتي الحقيقية، ذاتي الحقيقية ، ليست أنا ، بل الجنس البشري!
تقود حجة فويرباخ الأنطولوجية مباشرة إلى أخلاقه العملية: إذا كان هدفي هو أن أكون "من أجل الطبيعة البشرية" ، وإذا كانت الطبيعة البشرية موجودة في نفسي بشكل متساوٍ كما في الآخرين، فعندئذٍ لا يمكن تمييز اهتماماتي الخاصة عن اهتمامات أي شخص آخر، الذي هو مثلي، مجرد ممثل الجنس البشري.
كانت النتيجة إذن منظورًا عالميًا تتساوى فيه اهتماماتي ومصالح أي إنسان آخر.
هاجم شتيرنر وجهة نظر فويرباخ على المستويين الوجودي والعملي.
من الناحية الوجودية، اتهم شتيرنر، حلّ فويرباخ الفرد في الكوني.
أ: يجادل شتيرنر أنه إذا كان هدفي هو معرفة الطبيعة البشرية، فقد يتم خدمة هذا الهدف بشكل متساوٍ سواء كنت أعرفه في حالتي الخاصة أو حالة أخرى. قد يكون الشكل الفكري للحب أو الشجاعة أو الحكمة أو حتى المتعة هو نفسه بالنسبة لي كما هو بالنسبة للآخرين. إن فكرة الحب والشجاعة والحكمة واللذة فكرة عالمية؛ لكن الكائن الذي يشعر بالحب، أو الشجاع، أو الحكيم، أو الذي يشعر بالمتعة هو دائمًا خاص.
على المستوى العملي، يحدث الامر فرقًا هائلاً بالنسبة لي، وهو فرق لا يمكن التفكير فيه أبدًا، سواء كنت ذلك الشخص الذي يعيش في الحب، أو الشجاع، أو الذي يشعر بالمتعة والألم. أنا على سبيل المثال، في علاقة لا تضاهى مع سعادتي وألمي لأنني أشعر بهما؛ لا أشعر بأولئك الآخرين (على الرغم من أنني قد أشعر بالتعاطف معهم). رغباتي لا تُشبع من خلال ملذات الآخرين، بل من خلال ملذاتي أو لا تُشبع على الإطلاق. واهتماماتي ليست قابلة للتبادل مع مصالح الآخرين. انها لي بشكل غير قابل للتبادل.
اطلق شتيرنر على مصالح الفرد غير القابلة للتبادل، اسم "الأنانية – حب الذات Egoism-
جادل شتيرنر بأن كل الناس أنانيون Egoists، لكن معظمهم لا يدركون ذلك.
ب- فويرباخ يحيي الدين:
إذا كان تعريف فويرباخ للطبيعة البشرية ينص على أن خصائص إنسانية معينة فقط هي الحقيقية، وأن موقفًا أخلاقيًا معينًا فقط، منظور كوني، هو أمر شرعي، فإن فويرباخ لم يقدم وصفًا تجريبيًا للطبيعة البشرية، بل قدم مثالًا تقديريًا.
هذا النموذج المثالي - النوع ، أو الانسان - قال شتيرنر، هو مجرد شكل جديد من الدين.
"الأنواع" في فلسفة فويرباخ متفوقة وجوديًا على الفرد؛ مثل الله.
يجادل شتيرنر، مثل الله، أن الانسان الفويرباخي، هو مثال له قوة نفسية على الفرد، إنه مثل الله.
استطاع شتيرنر أن يُظهر، ان فويرباخ طالب الناس بالامتثال لهذا النموذج، وأن يشعروا بالذنب عندما ينتهكونه. أصبحت الأنانية بشكل خاص الخطيئة التي لا تغتفر. قوة فكرة "غريبة" مثل الله أو "النوع" توجد لإخضاع الفرد نفسياً حتى يقوم الفرد بقمع طبيعته الحقيقية، ويعيش باحترام "لشيء أعلى منه" هذا ما دعاه شتيرنر "المقدس".
.
رد فويرباخ
في المقالة التالية، "جوهر المسيحية في علاقتها بالأنا وخصائصها" حاول فويرباخ الإجابة عن كل اتهامات شتيرنر:
أ‌. الجوهر / تمييز الحادث:
اتهم شتيرنر فويرباخ بأن مسندات الله لا يمكن تطبيقها على البشرية، لأن المسندات الإلهية مبالغ فيها ومثالية لدرجة أنها لا تستطيع التظاهر بأنها وصف حقيقي للإنسانية.
أجاب فويرباخ أن مسندات الله لا تختلف عن مسندات الطبيعة البشرية.
ينشأ الطابع المبالغ فيه لهذه المسندات فقط من حقيقة أنها تُطبق على موضوع مبالغ فيه ، أي: على الله .
عندما لم تعد تنطبق على الله، أصبحت مصطلحات وصفية عادية تناسب الإنسانية تمامًا. لكن إذا وصفت بها الإنسانية، فإنها لا تحدد جوهرًا يختلف عن الطبيعة التجريبية: إنها لا تقسم الطبيعة البشرية إلى جزء أساسي وغير أساسي.
نفى فويرباخ صراحة تقسيم الطبيعة البشرية إلى جزء أساسي وغير أساسي على أساس أنه اشتمل على أنشطة دنيوية مثل الأكل والشرب في الطبيعة البشرية، وبالتالي نفى التقسيم الديني التقليدي بين الأجزاء الروحية والجسدية.
ومع ذلك، دافع فويرباخ عن فكرة الجوهر البشري: بعض سمات الطبيعة البشرية هي سمات أساسية موضوعية. قدّم فويرباخ حجة الجوهرية التقليدية بأن جوهر الشيء هو: أنه بدونه لن يكون ما هو عليه. على هذا الأساس، جادل بأن العقل البشري هو الجزء الأكثر أهمية لأنه بدون رأس، لن يكون الإنسان إنسانًا ، في حين أنه بدون ساق، سيكون كذلك.
بدلاً من ذلك ، قدم حجة أضعف بكثير لجوهر الإنسان، وهي أنه إذا كان X هو الإنسان، و Y هو الإنسان، فإن الإنسان هو العامل المشترك بين X و Y ؛ القاسم المشترك بينهما، الانسان، هو الطبيعة المطلقة لكل منهما.
حاول فويرباخ أيضًا أن يؤسس الجوهر البشري على أساس غائية الطبيعة المتأصلة: كما أن اليرقة تكتمل وتحقق من خلال تحقيق الهدف الداخلي، كذلك هي الطبيعة البشرية.
هذا الهدف الداخلي يحدد جوهر الإنسان: إنها ليست مسألة نيّة واعية ؛ إنه هدف الطبيعة كما هو موجود في شكل الإنسان.
كان رد فويرباخ على شتيرنر، إذن، أنه لم يميز الجوهر / الحادث بطريقة خاطئة، على سبيل المثال، لكنه قدم ما اعتبره تمييزًا صحيحًا بين الجوهر / الحادث، وهذا ما حاول تبريره بعدد من أنواع الحجج المختلفة.
ج- الأنواع كموضوع:
اتهم شتيرنر فويرباخ: أنه من خلال جعل التفكير في الطبيعة البشرية هو الوظيفة البشرية الرئيسية، حوّل فويرباخ الطبيعة البشرية إلى فكرة. كفكرة، قد لا يكون هناك فرق بين الطبيعة البشرية في فرد وآخر. يتبع من هذا المنظور الكلي: ليس لدى المرء أي اعتبار للطبيعة البشرية في نفسه أكثر من الآخر. تم حل الوجود الخاص للفرد فعليًا.
رد فويرباخ بالتخلي عن النزعة الفكرية/ النظرية فلسفته السابقة.
في جوهر المسيحية، كان التفكير الواعي بالذات هو السمة المميزة الرئيسة والهدف الرئيسي للطبيعة البشرية. في هذا المقال، على النقيض من ذلك، حاول فويرباخ أن يشرح مركزية الوعي الذاتي في عمله السابق على أسس منهجية: إن جوهر المسيحية، كما كتب، هو تفسير للدين. في الدين، يتم فصل الذات البشرية عن الطبيعة البشرية، التي يُنظر إليها على أنها موجودة خارج الذات. لا يمكن تفسير الانقسام بين الذات والطبيعة في الدين إلا من خلال الانقسام داخل الفرد، من خلال التفكير، بين الذات والطبيعة. لكن فويرباخ أصر على أن هذا لا يعني الجدال بشأن الأسبقية الموضوعية للتفكير باعتباره النمط المناسب للوجود البشري.
إذن، لم يعد التضامن الإنساني قائمًا على منظور عالمي. (لذلك كان يتجنب جزءًا واحدًا من نقد شتيرنر). وبدلاً من ذلك، سوف يعتمد على الشعور الفوري والعفوي بالحب. الحب، أولاً بين الرجل والمرأة، ثم للأطفال، نبع الحب الأول، للبشرية جمعاء، هو أساس الكرم الإيجابي الشديد الذي يشعر به المرء تجاه البشرية جمعاء .
لكن عندما واصل فويرباخ شرح هذا الحب، أصبح أقل عفوية بشكل متزايد وأقل فورية. أولاً: أوضح أن الحب يتطلب سببًا لتوجيهه إلى موضوعه الصحيح، الفرد البشري باعتباره نموذجًا لطبيعة النوع، ولإبعاده عن الأشياء الخاطئة، التي يُفترض أنها أشكال مشوهة للطبيعة البشرية. ثانيًا: أوضح فويرباخ أن هذا الحب التلقائي الذي يربط الأنواع معًا لا يشعر به الجميع. ميّز فويرباخ بين الحب الأناني وغير الأناني. الأول هو ما لدى المرء مع "عشيقته" ؛ والثاني ما عند المرء مع "الزوجة". "هناك أستمتع بنفسي كما هو الحال هنا، لكن هناك أخضع الجوهر للجزء، هنا أخضع الجزء، الوسيلة، العضو للكل، للجوهر. هناك لهذا السبب أستمتع فقط بجزء مني، ولكن هنا تستمتع الذات، كل كياني. باختصار: في الحب الأناني، أضحي من الأعلى إلى الأسفل، في الحب غير الأناني، من ناحية أخرى، من الأدنى إلى الأعلى. مهما كانت حقيقة هذه الأفكار، فمن الواضح أن الحب لم يعد موجودًا كشعور فوري وعفوي يشعر به الجميع.
د- قيامة الدين:
اتهم شتيرنر فويرباخ: بأن "النوع" أصبح مثالًا، "المقدس" ، الذي يقف فوق الفرد والذي هو مثل الله، يمارس قوة نفسية تكبح الطبيعة الحقيقية للفرد.
أجاب فويرباخ في مرحلة ما بمحاولة التقليل من أهمية الفكرة ذاتها. من هذا النوع من التقديم النفسي: عندما أكون جائعًا، فإن جوعي هو uber mich, ؛ بعد أن أكلت، أريد أن أتحدث مع الأصدقاء، ودافع البهجة هو uber mich, " أي بنفسي / من اجل نفسي" ثم أريد أن أنام ، والرغبة في النوم هي uber mich, ، إلخ .
ومع أخذ شتيرنر بجدية أكبر، جادل فويرباخ أيضًا بأن فكرة الطبيعة البشرية هي بالفعل "فوق" الفرد، ولكن ليس بمعنى كونها شيئًا غريبًا ومتساميا. وقال إن بعض الأفراد لديهم قدرات تتجاوز قدرة الآخرين مؤقتًا، كما هو الحال عندما يعود صديقٌ، وهو يتمتع بصحة جيدة، شخصا مريضا، أو يقوم الأب بتقديم التوجيه لطفله. سلطة الشخص الأعلى ليست قوة مقدسة، مخيفة، غريبة تمامًا تلوح في الأفق على الفرد، ولكنها قدرة يمكن للشخص المعتمد أيضًا أن يمارسها على الأقل.
لكن فويرباخ يعترف أيضًا بأن فكرة النوع هي شيء متعالٍ تمامًا. جادل فويرباخ بأن الأفراد يشعرون دائمًا بالضرورة بأنهم مقيدون ومحدودون. نظرًا لأنهم قادرون على التفكير، يمكنهم التفكير في الأشياء التي يفضلون القيام بها، والأشخاص الذين يفضلون أن يكونوا، هي احتمالات قد لا يتمكنون من تحقيقها أبدًا. يجب تهدئة الإحباط والإذلال الذي يصاحب إدراك الفرد للحدود بطريقة ما. وجادل فويرباخ بأن فكرة النوع هي التي تجلب الخلاص؛ لأن فكرة النوع تسمح لي بالبهجة بالإمكانيات التي هي "ملكي" على الرغم من أنني قد لا أدركها أبدًا. كل ما يفعله الآخرون هو أيضًا إنجازي، لأنهم فقط يحققون إمكانات الطبيعة البشرية التي نتشاركها جميعًا. حذر فويرباخ من أن الناس سوف يعيدون خلق الله للتخفيف من معاناتهم، ما لم يتم إزالة الشعور بالقيود من خلال فكرة النوع.
إلى جانب هذه التفسيرات الدفاعية، وجّه فويرباخ أيضًا عددًا من الانتقادات لفلسفة شتيرنر. ومع ذلك، آمل أن يوافق القارئ على ذلك، كانت هذه الانتقادات ضعيفة جدًا، وأجابها شتيرنر بحزم كافٍ بحيث لا تستحق المراجعة هنا.
رد شتيرنر
رد شتيرنر على فويرباخ في مقال بعنوان "نقّاد شتيرنر Stirner s Critics". المقال هو أيضًا رد على انتقادات كتاب شتيرنر من قبل هيس وسيليجا Hess and Szeliga.
هنا سأعرض ترجمة الأجزاء التي تخص فويرباخ فقط. الجزء الأول من المقال تناول الاتهامات التي وجهها النقاد الثلاثة إلى القواسم المشتركة، ويتكون إلى حد كبير من شرح مفاهيم "التفرد" و "الأنانية". تم تخصيص ثلاثة أقسام في النهاية لانتقادات أكثر تحديدًا لكل منها .
في هذا المقال المتجول، تمكن شتيرنر من الرد على جميع النقاط الرئيسية التي ذكرها فويرباخ.
1. الجوهر / تمييز الحادث: جادل شتيرنر في أن تأكيد فويرباخ على أن مسندات الله والإنسانية هي نفسها في الحقيقة، هو خطأ واضح وصريح. إن القول بأن الموضوع، الله، هو المبالغة فيه وليس المسندات، بحيث تظل المسندات قابلة للتطبيق على البشرية، هو هراء لأن الذات لها طبيعة فقط من خلال المسندات المطبقة عليها. لم يكن الإنسان مناسبًا، إذًا تم التمييز في الواقع بين خصائص البشرية الإلهية والجوهرية والطبيعة الدنيا وغير الأساسية للإنسانية. هذا هو التمييز الذي أنكره فويرباخ (على الرغم من أنه ، كما رأينا ، حاول تبرير ذلك).
شرع شتيرنر في الإجابة على حجج فويرباخ من أجل التمييز الصحيح بين الجوهر / الحادث، وهو تمييز غير مفروض، ولكنه موضوعي إلى حد ما. أولاً، جادل فويرباخ بأن الخصائص المشتركة لشخصين تحدد الطبيعة المطلقة لكل منهما. أجاب شتيرنر على هذه الحجة الضعيفة للغاية باختصار: إذا كان شخص ما حيوانًا والآخر حيوان ، فلا يتبع ذلك أن الجوهر المحدد لكل منهما هو الطبيعة الحيوانية animality.
ما يشترك فيه الأفراد هو حقيقة عرضية، وليس أساس تعريف.
2، تناول شتيرنر حجة فويرباخ القائلة بأن الجوهر البشري هو: أنه بدونه لن يكون المرء إنسانًا. أجاب شتيرنر بسخرية بالقول إن هناك كثيرين ممن حولنا غير بشريين. كثير من الناس لا يتوافقون مع التعريف السائد لجوهر الإنسان و "على مدى قرون، كانت السجون مأهولة بأنواع غير بشرية، أي بأشخاص لم يجدوا مناسبًا لأنفسهم، ما هو مناسب لـ" جوهر الإنسان ".
3: هاجم شتيرنر فكرة فويرباخ القائلة بأن جوهر الإنسان يتأسس من خلال غاية متأصلة "في" الطبيعة البشرية. وجادل بأن ما يعرّف الطبيعة البشرية مشترك مع البشر كما هم موجودون بالفعل. فبدلاً من أن يكون المرء غايته ليصبح إنسانًا أو يطور نفسه كإنسان، لا يسع المرء إلا أن يكون إنسانًا واحدًا فحسب.
قلنا في جوهر المسيحية، أن فويرباخ أسس التضامن البشري على منظور عالمي.
بالنسبة للتفكير الواعي بالذات، فإن الطبيعة الخاصة للفرد هي تحديد خاص لإمكانات بشرية مشتركة، وإذا تم إدراكها في المفاهيم العالمية، فإن "صغرها" وخصوصياتها تختفي.
في رده على شتيرنر، الذي هاجم هذا النهج الفكري، تخلى فويرباخ عن هذا النوع من أسس التضامن البشري، وحاول ترسيخه من جديد على أساس الشعور الفوري والعفوي بالحب. هاجم شتيرنر في هذا المقال قاعدتي التضامن البشري.
اتبع هجوم شتيرنر على المنظور الكوني نفس المسارات مثل الأنا وذاتيتها، لكن شرحه للتفرد والأنانية أصبح هنا أكثر تفصيلاً. هنا طور شتيرنر مفاهيم تستبق بوضوح مذهب الوجودية.
انتقد شتيرنر مناقشة فويرباخ للحب من خلال إظهاره أن فويرباخ يتحدث عن الحب "الأناني" على أنه لا يليق بإنسان.
الحب، إذن، ليس شيئًا يربط الأنواع معًا، ولكن شيئًا ما يجب أن يربط الأنواع معًا، شيء يجب أن يشعر به الناس ؛ إنه نموذج إلزامي وليس تعريفًا للواقع .
- قيامة الدين: The Resurrection of Religion
كرر شتيرنر اتهامه بأنه إذا لم يكن الجوهر البشري هو نفسه الكائنات البشرية بالفعل، وإذا كان انحلال الفرد في النوع يؤسس لأخلاق مختلفة عن الطريقة التي يتصرف بها الناس فعليًا، فإن مفهوم فويرباخ للطبيعة البشرية هو نموذج إلزامي .
عندما يكون للمثل قوة نفسية على شخص ما، فإنه يصبح شيئًا مقدسًا. كانت الإنسانية الفويرباخية دينًا جديدًا.
فويرباخ بين المادية و المثالية
ثمة تهمة أخرى يوجّهها شتيرنر لفويرباخ، و هي نوع تهمة سيستخدمها ماركس من بعد لنقد فويرباخ، يقول المؤلّف:
في كتابه "باتجاه نقد الفلسفة الهيغلية" أعلن فويرباخ نفسه تجريبيًا راديكاليًا في مسألة معرفة العالم الخارجي: المعرفة هي الحدس الحسي المباشر لفئات محددة. و على هذا الأساس هاجم التجريدية الوسيطة للفلسفة الهيغلية.
في جوهر المسيحية، قدّم فويرباخ نفسه كخبير تجريبي في بحثه عن الطبيعة البشرية.
" أنا لست سوى فيلسوفٍ طبيعي في مجال العقل" لقد بنى أساليبه التجريبية على" هؤلاء الفلاسفة الذين يشدون أعينهم ليروا أفضل " يعني الهيغليين assumably Hegelians.
اتهم شتيرنر فويرباخ: أنه على الرغم من ادعاء فويرباخ أنه تجريبي، فقد انتهى به الأمر الى تجريدات مثالية غير مباشرة فقط.
أطلق فويرباخ على معرفة العالم الخارجي معنى الحدس المباشر للتفاصيل، ولكن، كما ادعى شتيرنر في كتابه "الأنا وخاصتها" ، هذا يتناقض تمامًا مع موقفه:
"...في اللوم الموجّه إلى هيجل من قبل فويرباخ، بأنه يسيء استخدام اللغة، ويفهم بكلمات كثيرة شيئًا آخر غير ما يأخذه الوعي الطبيعي؛ يرتكب فويرباخ نفس الخطأ عندما يعطي الإحساس" بالحسي " سماحة غير عادية. وهكذا ، يقول - ص 69 [مبادئ فلسفة المستقبل - "الحسي ليس الدنس، معدم الفكر، الواضح، ما هو مفهوم في حد ذاته."
ولكن إذا كان هو المقدس، المليء بالفكر، المستجد، الذي لا يمكن فهمه إلا من خلال الوساطة - حسنًا ، إذن لم يعد – هذا - ما يسميه الناس الحسي.
في المقال الذي قمنا بترجمته – القول للمؤلّف - كان فويرباخ مخوزقًا على تناقضات فكره.
لقد كافح أولاً بطريقة ما، ثم بطريقة أخرى للحصول على الحرية، لكنه نجح فقط في جعل التناقض أكثر حدة وأكثر وضوحًا.
في النص أدناه، نبذ فويرباخ الوعي الذاتي التأملي كأساس لإنسانيته، تحت ضغط نقد شتيرنر بلا شك. لقد سعى إلى أساس جديد في الشعور الطبيعي والفوري والعفوي بالحب. لكن الشعور انتهى بتكوين شخص مثالي عبر وساطة عالية. لم يكن قادرًا في أي مكان على إثبات ادعائه بأنه تجريبي (أو مادي - المصطلحان متكافئان في هذا الاستخدام) ، وهذا بالضبط ما رآه شتيرنر بوضوح أكثر من أي شخص آخر. أنهى شتيرنر المقال أدناه ببيان موجز لمشكلة فلسفة فويرباخ:
من المؤكد أن فويرباخ ليس ماديًا (لم يقل شتيرنر أبدًا أنه كان كذلك، لكنه وصفه فقط بأنه: مادي يحمل خصائص المثالية) ؛ إنه ليس ماديًا، لأنه بينما يتخيل أنه يتحدث عن أناسٍ حقيقيين، فإنه لا يقول شيئًا عنهم. ومع ذلك، فهو أيضًا ليس مثاليًا، لأنه بينما يتحدث دون انقطاع عن جوهر الإنسان؛ فهو مع ذلك يتخيل نفسه أنه يتحدث عن "الجوهر الإنساني المعقول".
كانت هذه التهمة، و هي أن فويرباخ تأرجح بين فلسفات متناقضة للمادية والمثالية قد تركت أعظم انطباع لدى معاصري فويرباخ، بمن فيهم ماركس. كان العنوان الأصلي للقسم الأول من الأيديولوجيا الألمانية هو "فويرباخ: بين المادية والمثالية" ، وهو عنوان جاء بلا شك من مقطع شتيرنر المقتبس أعلاه. في الأيديولوجيا الألمانية، قدم ماركس الحجة القائلة بأن فكر فويرباخ كان متناقضًا على طول الخطوط التي كانت قريبة جدًا من حجة شتيرنر.



4-
: David McLellan.
" وفقًا لشتيرنر، قام فويرباخ فقط بتغيير المفهوم المسيحي للنعمة، إلى فكرته عن الجنس البشري، وتحويل الأوامر الدينية إلى أفكار أخلاقية... ان الديانة الإنسانية لفويرباخ ليست سوى آخر تحول للديانة المسيحية"
في دراسة لديفيد مكليلان، عنوانها " شتيرنر، فويرباخ، ماركس و الهيجليون الشباب، يعرض الباحث في مستهل دراسته ملخصا لأفكار شتيرنر وتأثيرها القوي على زملائه الشباب الهيغليين، على النحو التالي:
يؤكد ديفيد ماكليلان - (من مواليد 10 فبراير 1940) هو باحث إنجليزي في الماركسية. كتب على نطاق واسع عن فكر كارل ماركس وفريدريك إنجلز وسيمون ويل. تلقى ديفيد ماكليلان تعليمه في مدرسة ميرشانت تايلورز وكلية سانت جون بجامعة أكسفورد. وألقى محاضرات على نطاق واسع في أمريكا الشمالية وأوروبا-
" أن تأثير شتيرنر على ماركس قد تم التقليل من شأنه وأنه " لعب دورًا مهمًا للغاية في تطوير فكر ماركس من خلال عزله عن تأثير فويرباخ" ، وماديته الثابتة ونزعته الإنسانية المجردة.
مشيرا الى أن نقد شتيرنر للشيوعية (الذي اعتبره ماركس صورة كاريكاتورية) أجبر ماركس أيضًا على تنقيح تعريفه الخاص لها.
يقال أيضًا أن مفهوم شتيرنر لـ "الأنا الإبداعية" قد أثر على مفهوم ماركس "للممارسة العملية praxis ".
بعد عرض موجز لمحطات من حياة شتيرنر، يقول الباحث:
شتيرنر هو رجل من كتاب واحد " الأنا و ملكيّته" وكل فترة إنتاج شتيرنر موجودة في الأعوام 1842-1944.
قضى شتيرنر معظم عام 1843 في تألبف كتابة Der Einzige und sein Eigentum. تم الانتهاء منه بحلول أبريل 1844 ونشر في نوفمبر من ذلك العام. على الرغم من كل الانحرافات الظاهرة في الكتاب، فإن من الواضح جدًا أنه نتاج لعصره وللحركة الهيغلية الشابة على وجه الخصوص.
وهكذا يمكن اعتبار شتيرنر آخر الهيجليين ، آخرهم، ربما لأنه كان الأكثر منطقية من جهة، و لأنه لم يحاول، من جهة أخرى، استبدال "الكلّي العياني" لهيجل بأي مجتمع "إنساني" كما حاول فويرباخ ذلك، أو مجتمع "لا طبقي" كما حاول ماركس ذلك، لأنه لم يكن لديه أية أنا كونية، إنّما كانت الفردية القوية، هي كلّ ما لديه.
اتخذ شتيرنر آراء هيجل كأساس له، ثم وضع فلسفته الخاصة من خلال انتقاد كل ما هو إيجابي في نقاد هيجل: باور وفيورباخ وماركس، أولئك الذين لم يتم دفع انتقاداتهم، إلى أبعد من ذلك، كما يرى شتيرنر.
وهكذا كانت الهيجلية في نهايتها: استخدم شتيرنر من هيجل الشكلَ فقط وليس محتوى النظام الهيجلي، وكان مفتونًا بالجدلية، مثل كل الشباب الهيغليين. غير ان هذا لم يكن سوى قشرة خارجية، لأن شتيرنر كان ضعيفًا جدًا في التاريخ، ولأنه لم يكن لديه مجال للسماح بالتطور التاريخي سواء للروح العالمية أو للوعي الذاتي أو الصراع الطبقي. كان شتيرنر في الواقع solipsist and a nihilist أنانيّا و عدميّا.
نظرًا لأنه يمكن فهم أفكار شتيرنر بشكل أفضل من خلال مقارنتها بأفكار معاصريه، فإن الجزء الأكثر كشفًا في الكتاب هو موقفه من زملائه الشباب الهيغليين. بعد التعامل مع العصور القديمة، التي كانت الطبيعة وشرائعها تعتبر فيها حقيقة أقوى من الإنسان، يصف شتيرنر بإسهاب العالم الحديث، المسيحي، مملكة الروحانية النقية، سواء في الدين أو الفلسفة، المملكة التي كانت فلسفة فويرباخ آخر تجلياتلها. -فلسفة فويرباخ، لا تزال "لاهوتية تماما".
وفقًا لشتيرنر، قام فويرباخ فقط بتغيير المفهوم المسيحي للنعمة، إلى فكرته عن الجنس البشري، وتحويل الأوامر الدينية إلى أفكار أخلاقية. أما الازدواجية المسيحية بين ما هو أساسي وما هو غير ضروري في الإنسان، فهي باقية. في الواقع، إن الوضع أصبح أسوأ مما كان عليه من قبل، لأن هذه الثنائية، حيث تم إنزالها من السماء إلى الأرض، أصبحت بالتالي لا مفر منها: إذا دمّر فويرباخ المسكن السماوي لـ "روح الله" وإجباره على الانتقال إلينا حقيبةً و أمتعةً، إذن فشققنا الأرضية، سنكون مزدحمة للغاية.. يقول شتيرنر إن "فويرباخ" يعتقد إذا كان الكذب يؤنسن الإلهي فقد وجد الحقيقة. كلا؛ إذا أعطانا الله الألم، فإنّ الانسان" قادر على أن يقرصنا ويبقينا في عذاب ".
لا يزال الناس مقيدون بالمُثل التي تعلوهم والتي هي منفصلة عنهم.
ان الديانة الإنسانية لفويرباخ ليست سوى آخر تحوّل للديانة المسيحية:
" الآن بعد أن أعلنت الليبرالية كلمة" إنسان "، يمكننا الآن أن نعلن صراحة أنه قد تم الانتهاء من تحقيق المسيحية بشكل ثابت وأن المسيحية في الحقيقة لم تحدد لنفسها مهمة أخرى منذ البداية سوى إدراك" الإنسان "، الإنسان الحقيقي " .
لذا فإن الحل الوحيد هو التخلص من الألوهية مرة واحدة وإلى الأبد بأي شكل أو صيغة: `` هل يمكن للإنسان - الله أن يموت حقًا إذا مات الله الذي فيه فقط؟
من أجل تحرير حقيقي ، يجب ألا نقتل الله فحسب، بل الإنسان أيضًا.
هنا يتبنى شتيرنر، بأسلوب الهيغلي الشاب النموذجي، نقطة البداية الخاصة بفويرباخ ويقلبها ضد كاتبها المتهم بعدم اتباعها حتى نهايتها الصحيحة.
كانت كل فلسفة شتيرنر، كما هو الحال بالنسبة لماركس أيضًا، فلسفة مثالية، ولكن في حين أن الأساس الذي يجب أن تُختزل الفلسفة إليه كان بالنسبة لماركس اجتماعيًا- اقتصاديًا، كان هذا الأساس بالنسبة لشتيرنر هو الأنا.
All philosophy for Stirner, as for Marx too, was idealism, but whereas for Marx the basis to which philosophy had to be reduced was socio-economic, for Stirner it was the ego.

يمضي شتيرنر الآن الى التعامل مع "الأكثر حداثة بين الحداثين" - Freien´-or-Liberals الأحرار، الذين يقسمهم إلى ثلاث طبقات: السياسية والاجتماعية والإنسانية.
يبدأ شتيرنر القسم الأول بتوصيف التغيرات التي طرأت على المشهد السياسي في القرن الثامن عشر: بعد أن تم استنزاف كأس ما يسمى بالملكية وصولاً إلى الثمالة، أصبح الناس في القرن الثامن عشر يدركون أن مشروبهم لم يتذوق الإنسان - ومن الواضح جدًا أنهم يدركون عدم البدء في التوق إلى كأس مختلف.
بما أن آباءنا كانوا بشرًا، فقد أرادوا أخيرًا أن يُنظر إليهم على هذا النحو.
كانت الفكرة الجديدة التي اكتسبت أرضًا في هذا الوقت هي أنه في وجودنا معًا كأمة أو دولة، نحن بشر... ولكن الآن بعد أن انتشرت فكرة نوعية الإنسان، أصبح الوضع، كما هو الحال مع نقد فويرباخ للدين، أسوأ بكثير. فكما أن فويرباخ، بنقل مركز الدين من السماء إلى الأرض، جعل آثاره أكثر إلحاحًا ووضوحًا، كذلك فإن الديمقراطية تجعل شرور السياسة أكثر وضوحًا. يقتبس شتيرنر تعجب ميرابو: "أليس الشعب هو مصدر كل سلطة؟" يتابع: " كان الملك في شخص "السيد الملكي" ملكًا تافهًا مقارنة بهذا الملك الجديد "
تحت عنوان "الليبرالية الاجتماعية" يتعامل شتيرنر بعد ذلك مع مذاهب الشيوعيين.
ملخص شتيرنر للعقيدة الاشتراكية هو: يجب ألا يكون لدى الجميع أي شيء، حتى يمتلك الجميع.
وهكذا في تمجيد الشيوعيين للمجتمع ، ليس لدينا سوى إله آخر في سلسلة الآلهة التي طغت على البشرية: `` المجتمع، الذي هو مصدر كل ما لدينا، هو سيد جديد، وشبح جديد، و "كائن أسمى" جديد. الذي "يأخذنا إلى خدمته وولائه".
لا يزال صحيحًا أن شتيرنر وجد نفسه أقرب في النظرة إلى باور منه إلى أي من الهيجليين الشباب الآخرين، وكان هذا الشعور متبادلاً: كان باور الوحيد، باستثناء بوهل، الذي حضر جنازة شتيرنر ودفع له هذه العلامة الأخيرة من الاحترام.
بعد أن رفض بذلك حيل الدين والفلسفة والليبرالية في جهودهم لإخضاع الذات، أظهر شتيرنر في الجزء الثاني من الكتاب الطريق إلى التحرير الكامل لها.
هذا انعكاس كامل لهيجل. ما نسب هيجل إلى العام - الكلي ينطبق هنا على الفرد.
كان يمكن لشتيرنر أيضًا أن يدعي أنه وضع هيجل على رأسه. فيما بعد يقارن شتيرنر صراحة الأنا بالله ، الذي "لا يمكن للأسماء تسميته".
شتيرنر في مواجهة فويرباخ STIRNER VERSUS FEUERBACH
تحت هذا العنوان الفرعي، يكتب الباحث في دراسته نفسها:
على عكس برونو باور وفويرباخ وهيس ، لم يكن لدى شتيرنر عقيدة إيجابية يقدمها لماركس: لكنه مع ذلك لعب دورًا مهمًا للغاية في تطوير فكر ماركس من خلال فصله عن تأثير فويرباخ. يمكن توضيح دور شتيرنر في فصل ماركس عن فويرباخ بشكل أفضل من خلال إظهار أن ماركس في وقت نشر الأنا و ملكيّته Der Einzige und sein Eigentum كان من تلاميذ فويرباخ، وثانيًا: أنه اعتُبر كتاب شتيرنر مهمًا وأن نقده لفويرباخ كان له تأثير واسع، وثالثًا: إن الأيديولوجية الألمانية قد تم تأليفها في سياق هذا النقاش وتضمنت نقدًا لفويرباخ يستعير عناصر من شتيرنر، ونقدًا له في هجومه على فويرباخ، يعترف ضمنيًا بصحته.
فيما يتعلق بالنقطة الأولى، هناك العديد من الحقائق التي تبين أن ماركس كان يعتبر في أواخر عام 1844 من تلاميذ فويرباخ.
في عام 1845 ظهر مقال بقلم ج. جوليوس ، المحرر السابق لصحيفة Leipziger Allgemeine Zeitung وصديق برونو باور ، بعنوان Kritik der Kritik der kritischen Kritik ، يُعامل فيه ماركس ببساطة على أنه تلميذ لفويرباخ. يقول يوليوس: "في بنائه للطبيعة البشرية" ، لم يستبعد ماركس بأي حال من الأحوال الثنائية: كل ما يفعله هو نقل هذه الثنائية إلى العالم المادي الحقيقي، و هو بهذا يتبع فورباخ بالضبط ".
في وقت ظهور كتاب شتيرنر، كان ماركس قد نشر فقط، باستثناء مقالتين في Anekdota وبعض المقالات في Rheinische Zeitung ، المقالات في Deutschfranzosische Jahrbucher التي تخضع بوضوح لتأثير فويرباخ.
أخيرًا، هناك دليل من ماركس نفسه، هو ثناؤه الكبير على فويرباخ في العائلة المقدسة Heilige Familie ، الذي كُتب قبل ظهور الأنا و ملكيته Der Einzige ، حيث ينسب ماركس إلى فويرباخ وحده مهمة قلب النظام القديم ووضع "الإنسان" في مركز المناقشة الفلسفية.
بالنسبة للنقطة الثانية، أي أهمية Der Einzige في ذلك الوقت وانتقادها لFeuerbach: ردّت كلّ مجموعة هاجمها شتيرنر بإسهاب، وكتب كل من Szeliga و Bruno Bauer مقالات ، و أجاب Feuerbach أيضًا.
كتب هيس مقالاً بعنوان "Die letzten Philosophen" ، و كتب ماركس وإنجلز أفضل جزء من الكتاب عنه. حتى في وقت متأخر من عام 1847 - 1818 كرس الشاب كونو فيشر منشوراته الأولى للهجوم على الأنا و ملكيته.
اعترف الجميع بأن شتيرنر كان خصمًا ملحوظًا. كتب برونو باور في مقالته أن شتيرنر كان "الأكثر قدرة وشجاعة بين جميع المقاتلين" ووصف فويرباخ في رسالة له، شتيرنر بأنه "الكاتب الأكثر موهبة والأكثر حرية مِن بين مَن سنحت لي مقابلتهم". حتى إنجلز في رسالته الأولى إلى ماركس لمناقشة كتاب شنيرنر (19 نوفمبر 1844) كتب أنه "من الواضح أن لدى شتيرنر الموهبة والشخصية والطاقة الأكبر " بين الأحرار.
في ضوء هذه الأدلة، فإن حقيقة أن الكتاب كان إلى حد كبير نتاج عصره من جهة، وأن الاهتمام به قد تلاشى إلى حد كبير، من جهة أخرى، لا ينبغي أن يحجب أهميته الكبيرة بالنسبة لمعاصريه.
كان الجزء الأكثر تأثيراً في الكتاب هو انتقاده لفويرباخ على أساس ذلك:
لم تكن فكرة فويرباخ عن "الإنسان" سوى تجريد كلّي واحد يُستعبد له الناس، كما كان الحال من قبل. في الواقع كانت الفكرة أسوأ من سابقاتها، لأنّ الأولى كانت على الأقل مثالية وسماوية: الآن تم إسقاط الاستبداد على الأرض وبالتالي سيكون الهروب منه أكثر صعوبة. حقق فويرباخ " التحول/ المسخ النهائي للمسيحية . final metamorphosis of Ctiristianity
أخيرًا ، كان السبب الوحيد لتخصيص ماركس وإنجلز جزءًا كبيرًا (ثلاثة أرباع) من كتاب الأيديولوجيا الألمانية لانتقاد شتيرنر، هو أنهما كانا يعتبران شتيرنر أخطر عدو للاشتراكية في ذلك الوقت. Stirner was considered by them as the most dangerous enemy of socialism at that time.
لا يمكن أن يكون هناك شيء شخصي: من غير المحتمل أن يكون ماركس قد التقى بشتيرنر. إن حقيقة أن الكتاب لم يُنشر أبدًا هو أمر غير جوهري، وإن لم يكن مفاجئًا: لقد حاول ماركس وإنجلز جاهدًا العثور على ناشر.
أمّا بالنسبة للنقطة الثالثة، أي معالجة فويرباخ وشتيرنر في الأيديولوجيا الألمانية، فقد فصل ماركس وإنجلز نفسيهما بوضوح عن فويرباخ بطريقة لم يسبق لهما القيام بها من قبل، وبالتالي فإنهما قبلا ضمنيًا نقد شتيرنر.
بالتأكيد يبدو أن شتيرنر كان في ذهن ماركس عندما كان يؤلف القسم الخاص بفورباخ في الأيديولوجية الألمانية. هناك العديد من الإشارات إلى شتيرنر وحتى محاكاة ساخرة له في الوصف المعروف للمجتمع الشيوعي المستقبلي.
ومن المحتمل أيضًا أن هجمات ماركس المستمرة على أي شيء يبدو أنه قائم على "الأخلاق" أو "الحب" في الاشتراكية الحقيقية كان بسبب نقد شتيرنر القاسي لكل هذه المفاهيم.

الهوامش:

- libcom.org: Chapter II: Max Stirner (1806-1856)
Submitted by Craftwork on January 20, 2018

- http://web.archive.org/web/20081227021438/http://www.nonserviam.com/egoistarchive/Stepelevich/Step_StirnerAndFeuerbach2.htm

- يقال بان عدم نشر ماركس – انجلز لردهما على شتيرنر، كان بسبب خشيتهما من الرد على ردّهما بشيء أقسى.
- Title: The Revival of Max Stirner. Author: Lawrence S. Stepelevich. Topics: egoism, Max Stirner. Date: 1974.
Source: https://www.jstor.org/stable/2708766?seq=1#page_scan

- Morten Blaabjerg: The Straitjacket of Humanity
A discussion of the philosophical argument between Max Stirner and Ludwig Feuerbach, in the wake of Max Stirner’s “Der Einzige und sein Eigentum” (Leipzig 1844). Date 2001.

- -https://web.archive.org/web/20070209004932/http://www.nonserviam.com/egoistarchive/stirner/articles/gordon.html. The Debate Between Feuerbach and Stirner: An Introduction. FREDERICK M. GORDON. Taken from The Philosophical Forum, Volume 8, number 2-3-4, (1976)

- تم عرض مضمون الحوار في الفقرة الأولى من هذا المبحث، و سيتم عرض جوانب أخرى منها في نهاية هذه الفقرة..
- https://libcom.org/article/stirner-feurbach-marx-and-young-hegelians-david-mclellan. Stirner, Feurbach, Marx and the Young Hegelians - David McLellan.
Copied to clipboard. Source originally a chapter in The Young Hegelians and Karl Marx David McLellan, MacMillan Press, UK, 1980. Submitted by Red Marriott on February 27, 2009



#عادل_عبدالله (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماكس شتيرنر يُحيلُ فلسفة فويرباخ على التقاعد!
- المواجهات الكبرى لفلسفة فويرباخ - كارل بارث، ماكس شتيرنر، ول ...
- هل كان فويرباخ ملحداً؟
- النقد الفلسفي لفكرة فويرباخ عن “ الإنسان هو الذي خلقَ الله، ...
- هل يمكن الامتناع عن الكتابة !؟
- أوهام نيوتن
- ما يُلقى من العِلم إلى النار
- أسطورة الشاعر رامبو بين مقالتي - ما لم يقله أحدٌ عن رامبو- و ...
- هل يمكن للإنسان معرفة ما -هو- الله؟
- لماذا لا نفهم ما قاله كارل ماركس؟
- هيجل و ماركس في مقال عنوانه : هل تعلم...؟
- - من أفيون السماء، إلى أفيون الأرض: القصّة الكاملة لصراع مار ...
- كارل ماركس، شاعرا
- كيف نفهم ماركس؟ كيف نفكر معه؟ او ضدّه؟
- الله و الإنسان: من -الجَدل- في فلسفة هيجل، إلى -الدَجَل- في ...
- هيجل و ماركس في أربع مقالات قصيرة
- عبء الاثبات في الحوار الفلسفي: الفصل الرابع: أنطوني فلو: افت ...
- عبء الإثبات في الحوار الفلسفي - الفصل الثالث: الله و إبريق ش ...
- عِبءُ الإثباتِ في الحوار الفلسفي على أيٍّ من الطرفين يقعُ عب ...
- عِبءُ الإثباتِ في الحوار الفلسفي على أيٍّ من الطرفين يقعُ عب ...


المزيد.....




- -سنوات من نشاط الموساد في القرن الإفريقي-: ماذا وراء إعلان إ ...
- -سنرد بشكل مباشر-.. الرياض تحذر المجلس الانتقالي الجنوبي في ...
- تعثر خطة ترامب لقطاع غزة .. قراءة في السيناريوهات المحتملة
- حفل تأبين المناضل سيون أسيدون
- تململ جديد في قطاع الصحة: كيف نتفادى مصير النضالات السابقة؟ ...
- إسرائيل تعترف رسميا بجمهورية أرض الصومال المعلنة من جانب واح ...
- لقاء مرتقب بين ترامب وزيلينسكي وسط تواصل المساعي الدبلوماسية ...
- السعودية تدعو المجلس الانفصالي في اليمن للانسحاب من محافظتين ...
- الرياض تهدد بضرب التحركات العسكرية للمجلس الانتقالي الجنوبي ...
- كأس أمم أفريقيا: تونس تقارع نيجيريا من أجل صدارة المجموعة ال ...


المزيد.....

- العقل العربي بين النهضة والردة قراءة ابستمولوجية في مأزق الو ... / حسام الدين فياض
- قصة الإنسان العراقي.. محاولة لفهم الشخصية العراقية في ضوء مف ... / محمد اسماعيل السراي
- تقديم وتلخيص كتاب " نقد العقل الجدلي" تأليف المفكر الماركسي ... / غازي الصوراني
- من تاريخ الفلسفة العربية - الإسلامية / غازي الصوراني
- الصورة النمطية لخصائص العنف في الشخصية العراقية: دراسة تتبعي ... / فارس كمال نظمي
- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عادل عبدالله - ماكس شتيرنر، فويرباخ ، ماركس -صراعُ كسْر العظم-