|
تطوير الأفلام السينمائية الواقعية دليلا على غنى ثقافة تلك الأمة
شيرين هيزار
الحوار المتمدن-العدد: 1840 - 2007 / 2 / 28 - 10:32
المحور:
مقابلات و حوارات
أول فيلم سينمائي لقوات كريلا يعرض في عالم السينما، تروي الفيلم قصة فتاة كردية قاومت وحاربت حتى الرمق الأخير في حربها مع الدولة التركية، ولم تستسلم للعدو ولا للخونة، كانت فتاة مثقفة مستقلة لاتعرف القوالب والعادات البالية، رفضت الخنوع والخضوع للذهنيات القديمة واختارت لنفسها طريق الحرية والاستقلالية في قمم الجبال الشامخة، بريتان المحببة الرقيقة المليئة بالإنسانية أصبحت اليوم آلهة في قلوب الملايين من الناس، شعلة مضيئة في دروب الحرية.
ــ في البداية نوجه سؤالنا على اسمكِ، لماذا سميتِ اسمكي باسم بريتان؟ اعتقلت في عام 1992 من قبل الدولة التركية، وفي السجن كنا نطالع الجرائد اليومية التي تنشر وفي جريدة (özugur gondem) نشرت فيها عن تلك العملية البطولية التي قامت بها الرفيقة بريتان على سلسلة جبال زاغروس، وكانت صورتها ملصقة في الجريدة وفي يدها سلاح، وكتبت فيها عن مقاومتها الباسلة ضد العدو والخونة حتى الرمق الأخير، وفي النهاية تلقي بنفسها من أعلى قمة الصخور، هذه العملية هزت كياني وتأثرت فيها كثير، فعهدت على نفسي في أذا خرجت من السجن والتحقت بصفوف كريلا فسوف أُسمي اسمي باسم "الشهيدة بريتان". وفي حياتنا العسكرية في الجبال، كلما مرت ذكرى رفيقة بريتان كنت القي خطابا بمناسبتها أو القيام بتحضير حفلة تذكاريا لها، وهكذا اصبحت اسمي بريتان حتى يومنا هذا.
ــ هل كانت لك بدايات فنية في السينما قبل الآن، أو كانت لك أهتمامات بهذا الصدد؟ ليست لدية أعمال السينمائية قبل الآن، وهذا أول عمل لي امام الكاميرا، كنت اقوم بتمثيل في المسارح والمهرجانات في ايامي الدراسية، وضمن الحزب ايضا كنت اقوم بتمثيل أثناء المناسبات واحتفالات الحزبية. في الحقيقة أحب الفن والعمل في هذا المجال، فكنا مجموعة نراقب الرفاق في الحياة والعمل وفي المناسبات، حيث كنا نقوموا بتقليدهم وهم يشاهدوننا في المناسبات والفرح يغمرهم، ليس لي أعمال رسمية أو كمهنة فنية، لأن مهنتي هو أنني مقاتلة.
ــ انت من أخترتي لنفسك دور البطولي لفيلم بريتان ام كاتب السيناريوا والمخرج من اختاركي؟ في الحقيقة أنا لم اختار هذا الدور لنفسي كان دوري في البداية دور رفيقة روكن ترك (تركوا)، بينما المخرج السينمائي فضل في أن لعب دور الشهيدة بريتان. فقبل كل شي نحن مقاتلين في حرب الحرية واناضل وفق مقاتليتي فقط، وعندما طلبوا مني في أن أناقش مع احد رفاق الصوران في سريتنا العسكرية، وكما اخبرته في نقاشي معه أن هذه الفيلم يعادل خمسين عملية عسكرية وقد وافق على ذلك، وبعد فترة طلبوني أنا ايضا من أجل التمثيل هذا ما كان بشكل عام.
ــ كيف كانت مشاعرك وأنت تمثيلين درو البطلة بريتان في هذا الفيلم؟ كان هذا أول فيلم سينمائي بالنسبة لي، وبالأخص أخذ الدور الرفيقة بريتان فهي كانت صعبة جدا بالنسبة لي، وقد أمتلكني الخوف والأرتباك وكنت أحس بالقشعريرة تجري في جسدي، ولم تكن لي التجارب قبل الآن في التمثيل، كنت دائما في الارتباك أثناء التمثيل من بدايتها حتى نهايتها، والذي ساعدنا في أن نلعب أدوارنا بشكل أفضل الفضل يعود إلى المخرج الذي كان يناقش معنا عن معنى وقيمة كل مشهد نقوم بها، في الحقيقة لم تمر علينا بسهولة، إنما كنا نحس بهيبة وثقل كل مشهد. في كثير من الأحيان كنت أدخل في التردد هل ساحقق النجاح في تمثيل شخصية عظيمة وبطلة مثل رفيقة بريتان، كنت أخذ معنوياتي وثقتي بنفسي من روح الشهيدة بريتان، وابذل قصار جهدي في تحقيق ذلك.
ــ ماهي الصعوبات والعوائق التي واجهتكم في عملكم السينمائي؟ طبعا واجهنا صعوبات كثيرة أثناء التمثيل أدوارنا فكنا جميعا جدد في هذا العمل السينمائي، وتمثيل كل دور حسب شخصيته بالأخص شخصية رفيقة بريتان كانت صعبة التمثيل، فشخصيتها كانت طبيعية ومستقلة للابعد الحدود، وهي لا تعرف القوالب والعادات وهي ذا شخصية متمردة ومنفتحة، فهي كانت ذوا تأثير قوي على محيطها، فأما أنا فكنت عكس ذلك شخصية منغلقة تعيش في القوالب وحتى المخرج كان يلاقي صعوبة في تطبيق تلك الشخصية في شخصيتي، وحاول جاهدا في أن يجعلني أصرخ واضحك واتحرك برشاقة رفيقة بريتان. بصراحة جميعنا واجهوا صعوبة في تمثيل، ولم نكن نبالي في تلك الأنفجارات واصوات السلاح والركض قاننا تعودنا على ذلك الحالة، ولم نلاقي صعوبة في هذا الجانب، والسؤال الذي كان يدور في عقلنا في هل سنجح هذا العمل أم لا؟...
ــ في المشهد الأخير وأنتِ محاصرة في اعلى قمة الصخرة والعدو حولك ولا سبيل امامك يا أم الاستسلام أو المقاومة حتى الموت في ذلك اللحظة ماذا كنت تفكرين؟ وماهي الهدف في ذلك المشهد المؤثر؟ المشهد الأخير من الفيلم كان الأكثر تأثيرا واعجابا والأكثر أنتقادا في نفس الوقت، حسب ماجاءتنا من أراء الجماهير. وحسب ما سرد لنا الشهود حكاية رفيقة بريتان عندما تلقي بنفسها من أعلى قمة الصخور،وأثناء ذلك القيت الرفيقة بريتان شعارات قبل العملية البطولية التي قدمت عليها" لن استسلم للخونة أمثالكم، أنتم من يجب أن يستسلم لعدالة PKK وقامت بزغاريد وآخر شعار لها " عاش القائد APO "، برغم أنها كانت مجروحة قبل أن تلقي بنفسها. حيث تم انتقاد على أننا مثلنا دور الخيانة بمرونة مثال: (عندما يتحدث الخائن مع رفيقة بريتان ويطلب منها الاستسلام باسلوب مرن، فالخيانة ليست بهذا الشكل إنما الخائن يهاجم ياأم يقتل او يقبض عليها) لكننا اردنا القول: مهمة كان العدو مرنا في المعاملة من أجل ارضاء الرفيقة بريتان بالاستسلام لهم فانها ترفض الأستسلام، ومن الجانب الآخر فقيادة ذلك الوقت (فرهاد) ايضا يذهب إلى الخيانة أمام انظارها وبرغم كل ذلك فهي لم تستسلم واختارت المقاومة طريقا لها حتى الرمق الاخير. فالرفيقة بريتان عندما تلقي بنفسها تذكر حسين وهو يركض ورائها، كانت بمعنى هي تفتح ذراعيها وتطير نحو الحرية ورفيق حسين يركض كي يصل هو ايضا إلى درب الحرية معها لكنه لا يصل اليها، هذا دليل على طليعة رفيقة بريتان في كفاحها ومقاومتها وحتى شهادتها فهي رمز المرأة الحرة التي لم ترضى الأستسلام وقاومت حتى النهاية. شيء أخر هو كان علي ان ابتسم وأنا القي بنفسي، لكني مثلت الخوف والدهشة من الموت فالرفيقة بريتان لم تكن كذلك، حيث انتقدني المخرج على ذلك. حقيقتا كانت صعبا علي في تمثيل ذلك اللحظة الأخيرة من حياة رفيقة بريتان وهي تلقي بنفسها، وماذا كانت تشعر في ذلك اللحظة الأخيرة من حياتها، والأصعب من ذلك عندما قمت بتحطيم السلاح والقاء بنفسي من اعلى الصخور التي كانت رفيقة بريتان فيها.
ــ في وجهة نظرك ماذا تعني لك عالم السينما؟ في عصرنا هذه قد انحرفت عالم السينما عن مساره الصحيح، وهي تعيش في مساومة عمقية. واكثر التفاتا للانتباهي من الافلام الخيالية والفضائية، هو حبي للافلام الواقعية التي تعكس الاضواء على حقائق المجتمع والإنسانية أكثر من الافلام الخيالية. أما المسلسات فأنا شخصيا لا أهتم بها لأنه يربط المرء به دون أن يستفيد منها شيئا، وكي يكون الشعوب أصحابا لقيمهم يمكنهم أن يعسكها على العالم عن طرق الافلام السينمائية. فقليل من الناس من يقرأة الكتب والصحف، لكن الأفلام فلها تأثير خاص على المجتمعات، فمثال فأنا اعرف بان أغلبية العالم من الكرد والعرب والغرب قد شاهدوا فيلم رفيقة بريتان حيث تم عرض حياة الكريلا عن طريق هذا الفيلم، وفيها ادركوا معاناة والالام الإنسان الكردي وايضا ثقافته، وهنالك البعض من يتخيلون بان كريلا وحوش ومحاربين فقط، لكن فيلم بريتان أثبتت حقيقة حياة الكريلا على أنه عكس ما يتصورنها، فحياة كريلا تظهر على اشكال والوان مختلفة، فهو كطفل وكاطالب ومعلم وكاعاشق وفي النهاية كبطل، فكل شي متداخل ببعضها البعض في حياتنا، وحتى شعبنا اندهش في ذلك المشهد عندما يرفعون الرفاق اذرعهم وهم يطيرون كالاطفال ويتجهون نحو قمة الجبل يتنفسون الهواء العليل، فكريلا ايضا انسان له مشاعره وعواطفه وخيالاته وطموحاته وهو مليئ بالمعاني السامية، فعالم السينما أكثر تأثيرا على السمع والبصر والعواطف مما اثرت على التحاق الشبان والفتيات بين صفوف كريلا.
ــ كان هذا الفيلم ذو تأثير قوي على الجمهور، بحيث تم استقباله بنجاح فما هو شعورك تجاه ذلك؟ بصراحة لم اتوقع كل هذه الأهتمام والاستقبال من قبل الشعب والرفاق، وكان توقعاتنا على أن الشعب سيشاهد الفيلم فضولا على معرفة حياة الرفيقة بريتان فقط، فهذا النجاح يعود فضلها على روح معنويات الشهيدة بريتان والتي أثرت علينا في القيام بادوارنا باكمل وجه، فلو لا شخصية رفيقة بريتان لما كان الفيلم بهذا المستوى من النجاح. ربما انني اقتصرت في حقها أثناء التمثيل لكن ذلك النجاح ايضا يعود الفضل اليها، لأنها اعطاني القوة والثقة بالنفس في أجتياز المصاعب.
ــ هل لك أعمال أخرى غير هذا الفيلم في المستقبل أو هل ستسمرين في عالم السينما؟ قبل أن اكون ممثلين نحن مقاتلين من أجل الإنسانية، وأن ذلك العمل الذي قمت بها ليست الا وظيفة من وظائفنا الثورية، ونحن جاهزين لأي عمل يتطلب منا حركتنا، صحيح للعالم ممثلين خاص في عالم السينما لكننا لسنا كذلك، وأعطي البشرة لكافة الشعب على أن مثل هذه الأعمال سوف تستمر ضمن كريلا، لأنه رغبة الشعب والرفاق، وهناك مجموعات تصويرية وكتاب السينارويهات والمخرجين وغير ذلك سوف يتم التوقف على حياة ابطالنا الشعان الذين ضحوا بدمائهم في سبيل حرية واستقلالية شعبنا، وسيشاهد شعبنا في كل فيلم وجوها جديدة وانني سعيدة في هذا العمل الذي يقومون بها رفاقنا وهذه وظيفة كل كريلا، لأن حياتهم مليئة بالمعانات والالام التي تواجهه قواتنا الكريلا. وأذا ما أعطوا هذا الدور اي دور رفيقة بريتان لاحد ممثلين محترفين لما استطاع ان يلعب بذلك الدور حقيقتا كما يلعبه واحد من قوات كريلا.
ــ هل من كلمة اخيرة تودين قوله؟ في البداية اشكر كل من أهتم وأعتنى بهذا الفيلم العظيم من شعبنا ورفاقنا والشعوب الاخرى. ولي رغبة في أن تستمر هذه الاعمال وأن يساهم كل الشركات في التعاون مع سينما الكرد بشكل عام، وتطويرها بشكل فعال، ومن أجل تطوير الثقافة الشرق الاوسطية على كافة الشركات في المنطقة الاتحاد والاتفاق مع السينما الكرد والكل في الاتفاق المشترك بدلا من الاعتماد والاتفاق مع الخارج، حينها سيغنى ثقافة الشرق الاوسط وشكرا.
#شيرين_هيزار (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
شريدة بلا مأوى
-
مسيرة فتاة كردية
-
الطبيعة عمياء حين تهب الحياة بقدر ماهي بريئة حين تدمرها-- شي
...
المزيد.....
-
مجلس الوزراء السعودي يوافق على -سلم رواتب الوظائف الهندسية-.
...
-
إقلاع أول رحلة من مطار دمشق الدولي بعد سقوط نظام الأسد
-
صيادون أمريكيون يصطادون دبا من أعلى شجرة ليسقط على أحدهم ويق
...
-
الخارجية الروسية تؤكد طرح قضية الهجوم الإرهابي على كيريلوف ف
...
-
سفير تركيا في مصر يرد على مشاركة بلاده في إسقاط بشار الأسد
-
ماذا نعرف عن جزيرة مايوت التي رفضت الانضمام إلى الدول العربي
...
-
مجلس الأمن يطالب بعملية سياسية -جامعة- في سوريا وروسيا أول ا
...
-
أصول بمليارات الدولارات .. أين اختفت أموال عائلة الأسد؟
-
كيف تحافظ على صحة دماغك وتقي نفسك من الخرف؟
-
الجيش الإسرائيلي: إصابة سائق حافلة إسرائيلي برصاص فلسطينيين
...
المزيد.....
-
قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي
/ محمد الأزرقي
-
حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش.
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ
...
/ رزكار عقراوي
-
ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث
...
/ فاطمة الفلاحي
-
كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي
...
/ مجدى عبد الهادى
-
حوار مع ميشال سير
/ الحسن علاج
-
حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع
...
/ حسقيل قوجمان
-
المقدس متولي : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
«صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية
...
/ نايف حواتمة
-
الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي
/ جلبير الأشقر
المزيد.....
|