علي المقري
الحوار المتمدن-العدد: 1841 - 2007 / 3 / 1 - 09:51
المحور:
الادب والفن
على الرغم من تسمية الفنانة آمنة النصيري لمعرضها الأخير (كمنجات) ، فإن العرض الذي أفتتح في بيت الثقافة بصنعاء ( 18يناير) لا يعطي تناغماً واحداً حسب التسمية ، فاللوحات التي قاربت الخمسين أظهرت تجريبية هي من التعبيرية بمكان تشكلاتها المتعددة ، فالتعبيرية ما زالت مرادفة للتجريد حيث التجريد لا ينفصل عن الفكرة التي مازالت موضوعاً.
فالتجريد ليس بذاته كما في فنون بعد الحداثة ، فهو في لوحة النصيري مازال تعبيرياً ، مع وجود ثلاث لوحات تكاد تكون في تجريديتها اللونية خارجة عن التعبيرية، لكن ضربات الفرشاة في أنساقها مازالت حداثية، إذ أن لوحة ما بعد الحداثة تدمر الفكرة والموضوع وبناء اللوحة خطاً ولوناً ، بل وأداة وإطاراً وعرضاً.
من هنا تتعدد رؤى الفنانة من التعبيرية التجريدية الحديثة ،إلى التجريدية الأبجدية ،أو الحروفية.
وهي في هذا المعرض تقدم دعوة لقراءات مفتوحة ، مع أن الفكرة محددة من قبل الفنانة بالخط واللون، وربما في عدم تسميتها اللوحات باستثناء عنوان المعرض (كمنجات) أرادت أن تدع للقارئ حريته في قراءة اللوحة.
تمضي آمنة النصيري في معرضها الشخصي الحادي عشر الجديد إلى تحسس هواجس الذات لتثير فيها شهقات مكبوتة في مرايا تكوينات اللون والخط، وهي بذلك تدع للخطوط حركتها الرمزية في تداعيات لونية كأنها لحظات بوح تقال ما لا يقال. إلاّ إن ما لا يقال هذا يظل في جموحه محاطاً بهالات لونية تفضي للرمز أكثر ما تُظهر المباشرة.
إنه جمر الألم الذي يتهيأ للانقضاض ، مع أنه مُشاهد في حال تلوع أقرب إلى السكون.
آمنة النصيري الذي حضر افتتاح معرضها جمعٌ من المثقفين والأدباء والفنانين بشكل لم يسبق له مثيل في اليمن ، حتى أن الأستاذ خالد عبدالله الرويشان وزير الثقافة قال في الافتتاح: إن الثقافة البصرية صارت تنافس الثقافة الشعرية ابتداء من هذا المعرض ، تقدم في لوحاتها الجديدة محاولة أخرى مهمة لرسم فضائها الفني الخاص.
#علي_المقري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟