أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - علي شايع - كمبيوتر كوفي عنان !














المزيد.....

كمبيوتر كوفي عنان !


علي شايع

الحوار المتمدن-العدد: 1840 - 2007 / 2 / 28 - 07:12
المحور: كتابات ساخرة
    


تتعالى الأمم المتحدة-وهماً-على قمة الجبل السياسي العالمي،وتقذف بمتواصل أخطائها إلى السفح لتجرف شعوباً وقبائل تحت ركام كرة الثلج،المتفاقم هولها في الطريق إلى الهاوية..هاوية أقساها ما يرى في المشهد العراقي الآن من كوميديا سوداء لو قـُدر لشكسبير نصيباً من زمانها لأخذ فصولاً وأعمالاً خالدة منها لتكون أكثر إبداعاً من (كوميديا الأخطاء)..الغريب أن هذا العمل الشكسبيري الرائع هو المسرحية الوحيدة له التي يرد فيها اسم أمريكا!..
الحقيقة أعز من أمريكا!
والحقيقة أعز من الأمم المتحدة أيضا،وسيحقّ لأهل العراق الصراخ عالياً،بوجه كلّ خطأ يحمل معه جزءاً من المأساة المديدة منذ عقود،والتي تشابكت فيها الرماح على الرماحِ،حتى لم يبق من موضع لجرح جديد..فبالأمس أعلنت الأخبار الأممية أن لجنة تعويضات حرب الخليج التابعة للأمم المتحدة أنهت تحقيقها في مطالب تعويضات متكررة وخلصت إلى أنها دفعت بالخطأ الكوميدي لبعض الدول أموالاً لا تستحقها بلغت على مدى سنوات 77 مليون دولاراً..
هذا يعني أن ما نسبته 30% من عائدات النفط المستقطعة من قوت الشعب العراقي،ذهبت أدراج الريح تحت عناية الأمم المتحدة،حيث استصدر مجلس الأمن بعد بضعة أيام من إعلان وقف إطلاق النار في حرب الخليج الثانية قراراً عجولاً دحرج كرة الثلج إياها،بكلمات لم يعصها الديكتاتور الحريص على عرشه،فمجلس الأمن طالبه بالموافقة من حيث المبدأ عن مسؤوليته بموجب القانون الدولي عن أية خسائر أو أضرار (حتى لو كان المتسبب في حدوثها قوات التحالف)نجمت عن غزوه الكويت أو خسائر لدولة ثالثة ورعاياها وشركاتها نتيجة لهذا الفعل.
ضاعت أموال كثيرة في سنوات الحصار الموحش،وانتبهت الأمم المتحدة الى حجم النهب والأخطاء الكوميدية في قرارات تراكمت كفخار يكسر بعضه على رؤوس العراقيين،بين برنامج التعويضات وبرنامج النفط مقابل الغذاء سيء الصيت،حيث كان هبة للطاغية الذي أكـّدت لجان الأمم المتحدة إنه المستفيد الأول بشكل شخصي وعائلي من برنامج ساخر كلّف العراق خسائر مادية وبشرية لا تعوض،فالديكتاتور وعائلته حصلوا على 1.8 بليون دولار من مبيعات النفط غير المشروعة، حسب لجنة تحقيق مستقلة نشرت تقريراً مرعبا عن هذا الموضوع..وبررّت الكارثة بالعذر عن أخطاء إدارية،ستضاف بالتأكيد إلى سوء تقدير أممي لما آلت إليه أوضاع العراق،فالأمم المتحدة زعمت تأديب النظام الديكتاتوري..زعم الفرزدق أن سيقتل مربعاً ..فأبشر بطول سلامة يامربـع..واستبشر الديكتاتور وأعوانه خيراً وفيراً تحت مظلة الأخطاء المضحكة،حتى كشفت التقارير عن أيدٍ خفية كانت موصولة مع أمنيات الديكتاتور،ذهبت ملفاتها مع كوفي عنان إلى غانا مؤخراً..
عذر الأمم المتحدة أقبح من فعلها
الأعذار الجديدة للأمم المتحدة عن خطأ دفع ملايين الدولارات من أموال الشعب العراقي في برنامج التعويضات سهواً أممياً،ومما نسبته 5% من عائدات النفط العراقي- بعد تعديل قرار الأمم المتحدة- تبدو أشد إضحاكاً، لحظة يعزى سبب الأخطاء الجديدة الى تكنولوجيا الكمبيوتر التي استخدمت في مراجعة طلبات التعويضات،لكونها لم تكن حديثة،وكون كمبيوترات الأمم المتحدة كانت متهالكة وقد آكل الدهر عليها وشَرِب!!.
وربما سيمرّ هذا العذر على الكثيرين،لكن شخصاً واحداً سيكون أحزن السامعين،فصاحب شركت مايكروسوفت (بيل غيتس) سيذهل عن مصير ملايين الدولارات التي أنفقتها مؤسسة بيل وميلندا غيتس الخيرية دعماً للأمم المتحدة،والتي تلقى عنها رسائل شكر أممية..وربتما سيتساءل :هل كان صعباً على الأمين العام كوفي عنان أن يتبرع منها بكمبيوتر واحد يدير حسابات التعويضات المقتطعة عنوة من المحتاجين في العراق؟.



#علي_شايع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ليست دعوة لاصطياد الساحرات
- لجوء عراقي
- !دع أرأيت في اليمن
- قضية ضد الحكومة العراقية
- القرى الظالم أهلها والمضحكات بمصر
- عيد الجيش العراقي!
- صدام ..حتى في الإعدام
- مغالطات رويترز والبي بي سي العربية
- الحل عند الجعفري
- !انغلاق القمة وانفتاح القاعدة
- حملة دعم ناجي صبري الحديثي
- إجحاف الإعلام في تغطية محاكمة صدام
- رقيق عراقي
- ..أسدٌ على اللاجئين
- الحقيقة أعزّ من الأمريكان
- عن شكسبير ومحاكمة صدام والصحافة
- أرقام القوائم الانتخابية والقرآن
- أمتعة المُخرِج
- !ألف دولار للقاضي الكردي
- !شعوبية عروبية


المزيد.....




- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - علي شايع - كمبيوتر كوفي عنان !