أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة - حسام محمود فهمي - بالخرطوم..














المزيد.....

بالخرطوم..


حسام محمود فهمي

الحوار المتمدن-العدد: 8562 - 2025 / 12 / 20 - 20:13
المحور: ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة
    


اِهتزَت مواقعُ التواصلِ لقتلِ عروسِ المنوفية ضربًا بالخرطومِ، فُجرٌ مُمَنهجٌ من الزوجِ برعايةِ أمِه. جريمةٌ تعكسُ نمطَ فكرٍ خائبٍ يعتبرُ المرأةَ حائطًا يلقي عليه البعضُ خيبتَه، مُنتَشرٌ في المجتمعِ ولا يجدُ من يوقفُه. نمَطٌ يتماشى مع ما نَرى في الأفلام العربيةِ والمسلسلات. حوارًًٌ بين رجلٍ وامرأةٍ، لا يهمُ من المخطئ، ينتهي بقلمٍ صوتُه عالٍ، علي وجهِها!! تتباهى بالقلمِ إعلانات المسلسلات والأفلام، سيناريو التلطيش يتكرر في القديم والجديد منها، ثقافةٌ، تراثٌ، يندُرُ في الأفلامِ والمسلسلاتِ الأجنبيةِ التي يقلدُونها؛ رمزٌ فشنك للرجولةِ وقوةِ الشخصيةِ، حتي لو كانت الخيبةُ بالويبة.

لما تَنبَه المجتمعُ لخطرِ التدخينِ اِنطلَقت المطالباتُ لمنعِ مشاهدِه على الشاشاتِ. والآن السِنج والبلطجةُ باِسمِ اِستردادِ الحقِ، ومشاهدُ ضربِ المرأة والتعدي عليها. لماذا لا تُبتكرُ مشاهدٌ أُخري لإثباتِ الرجولةِ الشرقيةِ الساخنةِ المَوهومةِ؟

المرأةُ أصبحَت مشكلةَ كثيرٍ من المجتمعاتِ الشرقيةِ وحائطهَا المائلَ. يلبسُ الرجلُ القصيرَ والطويلَ، الشفافَ والسميكَ، يفرفشُ، أما المرأة فكائنٌ منقوصُ الإحساسِ، والعقلِ، معاناتُها في غيرِ بالٍٍ.

مصر ليست القاهرة والاسكندرية، ليست أحياءُها مصر الجديدة ومدينة نصر والتجمع والرمل. في كثيرٍ، تقبلَت المرأةُ وأهلُها نظرةَ المجتمعِ، أدخلوها سجناً، تنازلوا عن إرادتِها، يَسَروا تَجَبُر َسي السيد عليها، حتي بدون أمارةٍ. ماذا لو عَطَبَ الحاج سي السيد في صحتِه أو مالِه أو عملِه؟ أين تذهبُ تلك المرأةِ بعيالِها؟ لماذا التناكة الفارغة؟ أسئلةٌ غيرُ واردةٍ في مجتمعاتِ سي السيد.

كثيرٌ من العربِ يسافرون للغربِ بحثًا عن العلمِ والعملِ، يجدون الشرطةَ علي بابِهم مع أولِ قلمٍ علي وش حريمِهم. سي السيد الحمش مكانُه الوحيدُ السجنُ ثم أولُ طائرةٍ لبلادِه المَحروسة.

وُضِعَت المرأةُ في مناصبٍ، لكنها لو خرَجت للسوقِ فهي الحاجة، أما في الأحياءِ الشعبيةِ والأريافِ والصعيدِ فهي ولية!! هناك من يرون أن التحرشَ مسؤوليةُ المرآة بمجردِ تخطيها عتبةِ منزلِها!!

شيوعُ منطقِ سي السيد الفاجرِ يعكسُ مرضًا اِجتماعياً نامَت عنه المؤسساتُ كافة. أصبحَ المجتمعُ قاتِمًا غليظًا، اِنكَمَشَ أهمُ ما كانَ يميِّزُه، التسامحُ، التعدديةُ، قبولُ الآخرِ.

الأباءُ في قلق مُحِقٍ ٍعلي بناتِهم.

اللهم لوجهِك نكتبُ علمًا بأن السكوتَ أجلَبُ للراحةِ وللجوائز،،



#حسام_محمود_فهمي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إنهم يقذفون بالحجارة
- أخلاق للبيع
- الكَذِبُ
- قائمةُ ستانفورد للعلماءِ.. مبروك ولكن
- المالُ لا يشتري سلاحًا
- مصر بدون أحفاد عنتر
- الذكاء الاصطناعي اشتكى…
- وشَهَدَ طَريقُ الواحات
- أنا بتاع الجمعية
- لَعناتٌ واِتهاماتٌ
- المَوثوقية
- تكنولوجيا الحروبِ الحديثةِ
- فتنة قانون الإيجارات القديمة
- الإعدادية والجودة
- المُخَلَفاتُ الفضائية
- هل نحكُمُ بمعاييرِ اليوم على قوانينِ الأمس؟
- أين الورقة والقلم؟
- الهجرة وسنينها
- قَدِمْ استقالَتك
- الوظيفة العامة والمرفق العام


المزيد.....




- الأميرة والمثقفة والفتاة الشعبية.. 5 شخصيات شكّلت مسيرة سمية ...
- أكثر من 100 ألف طفل و37 ألف امرأة معرضون لـ -سوء تغذية حاد ف ...
- اغتصاب مدعوم بالذكاء الاصطناعي!
- امرأة أميركية تجني 200 ألف دولار من هواية تربية الدمى فائقة ...
- -لا أتشبّه بالكفار-.. فيديو لطالبات قاصرات حول الاحتفال بعي ...
- أين انتهى المطاف بسليل الأسرة العثمانية، وكيف يُنظر إليه في ...
- صحافي روسي يطلب الزواج من صديقته خلال المؤتمر الصحافي لبوتين ...
- محاكمة هزت ألمانيا.. رجل يُدان بتخدير واغتصاب زوجته وتصويرها ...
- عمل النساء من المنزل راحة أم عزلة؟
- الرجال أم النساء.. من يواجه صعوبة أكبر في التعافي بعد السكتة ...


المزيد.....

- جدلية الحياة والشهادة في شعر سعيدة المنبهي / الصديق كبوري
- إشكاليّة -الضّرب- بين العقل والنّقل / إيمان كاسي موسى
- العبودية الجديدة للنساء الايزيديات / خالد الخالدي
- العبودية الجديدة للنساء الايزيديات / خالد الخالدي
- الناجيات باجنحة منكسرة / خالد تعلو القائدي
- بارين أيقونة الزيتونBarîn gerdena zeytûnê / ريبر هبون، ومجموعة شاعرات وشعراء
- كلام الناس، وكلام الواقع... أية علاقة؟.. بقلم محمد الحنفي / محمد الحنفي
- ظاهرة التحرش..انتكاك لجسد مصر / فتحى سيد فرج
- المرأة والمتغيرات العصرية الجديدة في منطقتنا العربية ؟ / مريم نجمه
- مناظرة أبي سعد السيرافي النحوي ومتّى بن يونس المنطقي ببغداد ... / محمد الإحسايني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة - حسام محمود فهمي - بالخرطوم..