أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - موريس صليبا - يسوع المسيح أمام محكمة التاريخ















المزيد.....

يسوع المسيح أمام محكمة التاريخ


موريس صليبا

الحوار المتمدن-العدد: 8561 - 2025 / 12 / 19 - 16:23
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


المقدّمة

نشر هذه الدراسة عالمان فرنسيّان ميشال ايف بولوره (Michel-Yves Bolloré) واوليفيه بوناسي (Olivier Bonnassies) في كتابهما الشهير: [الله، العلم، البراهين. فجر ثورة]
(DIEU, LA SCIENCE ? LES PREUVES. L’AUBE D’UNE RÉVOLUTION)
بيع منه أكثر من ستمائة ألف نسخة، كما ترجم الى لغات عديدة. صدرت الطبعة الأولى في باريس عام 2021، ثمّ توالت طبعات أخرى. وبما ان الفصل الوارد فيه وعنوانه "يسوع المسيح أمام محكمة التاريخ"، لم ينشر في الطبعة العربية. لذلك رأينا من المستحبّ ألا يحرم القارئ العربي منه واعطائه الفرصة للاطلاع عليه والحكم على مضمونه. ننشره على صفحات هذا الموقع بالعربية في عدّة حلقات، بدأً بالمقدّمة.

المقدّمة
"من يمكن أن يكون يسوع؟" لا يحقّ لأحد أن يتجاهل هذا السؤال.
هناك أربع حقائق مذهلة، أو يصعب تفسيرها، تمنعنا من القيام بذلك.

الحقيقة الأولى
يستخدم أكثر من ثمان مليارات انسان على كوكب الأرض سنة ميلاده في تقويمهم الزمني، حتى وان لم يسمع بعضهم به من قبل. كما أن جميع العقود والإجراءات القانونيّة والمنشورات في العالم تشير في تأريخها إلى سنة ميلاده والتي أصبحت حقيقة واقعيّة ثابتة، علما أنّ محاولات كثيرة جرت لإخفاء هذه الإشارة الزمنيّة، غير أنها فشلت.
في عام 1793 حاولت الثورة الفرنسيّة وضع تقويم زمنيّ جديد انطلاقا من العام الجديد الأوّل (Nouvel An I) . لكنّ تلك المحاولة اقتصرت على بلد واحد، ولم تستمرّ إلا اثني عشر عامًا فقط. وفي وقت لاحق، أي في سنة 1925، حاول الزعيم الإيطالي موسوليني (Mussolini) أيضًا البدء بعام أوّل في إيطاليا، ولكن مغامرته فشلت أيضا. وهناك تقويم خاص باليهود والمسلمين والصينيّين يقتصر استخدامه على المجالات الخاصّة بهم. غير أنّ تاريخ ميلاد المسيح يبقى الخطّ المطلق والشامل، أيّ "خط استواء الزمن"، الذي يفصل تاريخ البشريّة إلى قسمين، "قبل الميلاد" و"بعد الميلاد"، أي قبل ميلاد يسوع المسيح وبعده.

الحقيقة الثانية
تتمثّل هذه الحقيقة بظاهرة فريدة من نوعها، اذ نشر عنه في القرن الماضي أكثر من عشرين ألف كتاب. كذلك تُنشر عنه مئات الكتب كل عام، مع العلم أنّ الكتاب المقدّس هو الأكثر شعبيّة وترجمة في العالم في جميع اللغات. واليوم يعترف أكثر من مليارين ونصف من البشر، أيّ ربع البشرية، بأنّهم من المؤمنين بألوهيّة يسوع.

الحقيقة الثالثة
كان من المنطقيً أن يبقى يسوع شخصاً مجهولاً!
إذا كان هناك إنسان لا ينبغي التحدّث عنه بعد مروره على هذه الأرض، فهو بالفعل هذا العامل المتواضع الذي عاش في الناصرة في أرض كنعان قبل أكثر من ألفي سنة. لم يحمل بيده سيفاً ولا قلماً ولم يمارس أيّ وظيفة في بلده. عمل في التجارة ولم يجمع منها أيّ ثروة. عاش دون زوجة أو أطفال أو أقارب. أعلن عن نفسه بأنّه "المسيّا". ولكنّ سلطات بلاده أعادته، في غضون أشهر قليلة، إلى رشده. فتخلّى عنه معظم أنصاره بعدما حُكم عليه بالموت المشين صلبا والذي كان حكما شائعا في ذلك الوقت. كذلك كان من المفترض أن يزول اسمه تماما. ومع ذلك، احتلّ بسرعة كبيرة المركز الأول في تاريخ العالم. ألم يُطلق هذا الاسم ببساطة على عامل حرفيّ وُلد في قرية مجهولة في الجليل؟ وإذا كان هناك شيء لا يمكن تفسيره، فهو حالة هذا الحرفيّ في عالم التجارة.
لذلك يشعر كل إنسان بأن مصير يسوع الناصريّ هذا بعيد عن الفهم.

الحقيقة الرابعة
يسوع نفسه طرح سؤالا غريبا على أصدقائه وعلينا أيضا بشكل غير مباشر: " من أنا؟"
طرح هذا السؤال أولا على تلاميذه عندما خاطبهم: "وأنتم ماذا تقولون؟ من أنا؟" (متى 16،15). بدا هذا السؤال للوهلة الأولى بسيطًا للغاية، ولكنّه كشف عن إشكاليّة منطقيّة واضحة نظرا لوجود عدد قليل جدًا من الإجابات الممكنة والمعلومات الكافية والمتاحة للقضاء على جميعها تقريبًا.
لذلك نعرض فيما يلي سبع إجابات طُرحت عبر التاريخ وتُعتبر، إلى جانب الإجابات المنطقيّة، من الإجابات الوحيدة الممكنة على السؤال: من يمكن أن يكون يسوع؟

أوّلا. لا وجود ليسوع إطلاقاً، فهو أسطورة استُنبطت لاحقاً
كانت هذه نظريّة بعض الملحدين وغيرهم، ابتداء من القرن الثامن عشر، من أمثال باور Bauer، كوشود Couchoud، أونفراي Onfray.

ثانيا. كان يسوع انسانا حكيما عظيما
أطلق هذه النظريّة رينان Renan وجيفرسون Jefferson والعديد من الماسونيّين وجزء من عامّة الناس.

ثالثا. كان يسوع انسانا مجنونا
أطلق هذه النظريّة عدد من الفلاسفة ابتداء من القرن التاسع عشر، مثل شتراوس Strauss، نيتشه Nietzsche . ثم تبنّاها في القرن العشرين بعض الأطباء العامّين والنفسيّين، مثل بينات-سانغلا Binet-Sanglé ، ووليم هيرش William Hirsch)..

رابعا. كان يسوع رجلا مغامرا فاشلا
هذه أطروحة أطلقها التلمود وكذلك اليهوديّة.

خامسا. كان يسوع نبيّا
هذا ما يعتقده المسلمون وبعض معاصريه.

سادسا. كان يسوع رجلا غير عاديّ، ولكنّه كان إنسانا فقط
أطلق هذه الأطروحة الأريوسيّون، والكتاريّون (Cathares) وشهود يهوه.

سابعا. يسوع هو المسيح الإله المتجسّد
هذا ما يؤمن به المسيحيّون واليهود المسيّانيّون أي اليهود الذين يعترفون بيسوع (يشوع) Yeshouaعلى أنه مسيّا إسرائيل، وبالرغم من استمرارهم في ممارسة الطقوس اليهوديّة التقليدية.
======
سنتوقّف عند كلّ من هذه الاحتمالات السبع، لنجري تحقيقًا دقيقًا ومعمّقًا فيها. لذلك سيُستدعى إلى منصّة التحقيق كلّ من التاريخ، والكتاب المقدّس، والعقل، وخاصّة شهود الادّعاء الذين عبّروا عن انتقادات غير منتظمة ومتناقضة. فالحكم على أهميّة كل من هذه الفرضيّات، لا يحتاج لمهارة معيّنة، ولا لدبلوم أكاديمي أو للقب جامعيّ، ولا لأيّة خبرة معيّنة. يستطيع الجميع هنا التّوصل إلى استنتاج من خلال الوسائل الخاصّة، كما لا يمكن لأحد التهرّب أو الابتعاد عن السؤال: "من يكون يسوع؟". إذًا، نرجو من القارئ الكريم مرافقتنا بنشاط وجدّيّة في كل خطوة من هذا البحث الذي ننشره في حلقات متتالية.
الى اللقاء غدا مع الحلقة الأولى.



#موريس_صليبا (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محمّد الموسويّ، عابر عراقيّ من الإسلام إلى المسيحيّة (2)
- محمّد الموسويّ، عابر عراقيّ من الإسلام إلى المسيحيّة (1)
- ياسر إريك، إسلاميّ سودانيّ يصبح أسقفًا أنغليكانيًّا
- اليكم ماأنجزه الوجود الفرنسي خلال 132 سنة في الجزائر. رسالة ...
- حمدان عمّار، مفكّر ثائر على الفكر الإسلاميّ المدمّر
- كيف كفرت بالإسلام مسلمة سلفيّة في فرنسا
- سالم بن عمّار: يا شعوب إفريقيا الشماليّة، ألم تدركوا بعد أنّ ...
- هوبار لومار (26)ز خواطر ختاميّة
- هوبار لومار يسأل (25): هل من حلّ لخروج المسلمين من مأساة الإ ...
- هوبار لومار يسأل (24): متى ستستيقظون أيّها المسلمون؟!
- هوبار لومار يسأل (22):هل تعرفون كيف تسيئون لأولادكم؟
- هوبار لومار يسأل (22): ماذا تعرفون عن أحوال العالم الإسلامي؟
- هوبار لومار يسأل (21): هل سمعتم بمبدأ -المعاملة بالمثل-؟
- هوبار لومار يسأل (20): ماذا تقولون عن هجرة المسلمين إلى الغر ...
- هوبار لومار يسأل (19): ماذا تعرفون عن -المسلم المعتدل-؟
- هوبار لومار يسأل (18): هل تعرفون أنّ الرجل المسلم متسلّط؟
- هوبار لومار يسأل المسلمات (17): ماذا تعرفن عن الحجاب؟
- هوبار لومار يسأل (16) المرأة المسلمة: ماذا تعرفين عن وضعك في ...
- المواطن الفرنسيّ هوبار لومار يسأل (15): هل تعرفون حقيقة مفهو ...
- هوبار لومار يسأل (14): أيها المسلمون، هل تعرفون حقيقة موسى و ...


المزيد.....




- هل يحل تصنيف حزب المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية في السودان ...
- هجوم سيدني: رئيس الوزراء يعتذر عما مرت به الجالية اليهودية و ...
- تقرير: مؤسسات أوروبية موّلت منظمات مرتبطة بالإخوان
- بعد هجوم سيدني.. وزير خارجية إسرائيل يوجه رسالة إلى اليهود
- 917 مستوطنا يقتحمون المسجد الأقصى.. وإبعاد أحد حراسه
- الكنيست يبحث فرض عقوبات على الحركة الإسلامية والإخوان المسلم ...
- عيد الميلاد في غزة بلا زينة والمسيحيون يكتفون بالصلوات
- اللواء موسوي: اغتيال اليهود مخطط اسرائيلي للايحاء بمعاداة ال ...
- إقامة قداس عيد الميلاد بالكنيسة الكاثوليكية الوحيدة في غزة ا ...
- مسيحيو إيران ورقة تنوع حضاري من أوراق قوة إيران


المزيد.....

- رسالة السلوان لمواطن سعودي مجهول (من وحي رسالة الغفران لأبي ... / سامي الذيب
- الفقه الوعظى : الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- نشوء الظاهرة الإسلاموية / فارس إيغو
- كتاب تقويم نقدي للفكر الجمهوري في السودان / تاج السر عثمان
- القرآن عمل جماعي مِن كلام العرب ... وجذوره في تراث الشرق الق ... / مُؤْمِن عقلاني حر مستقل
- علي قتل فاطمة الزهراء , جريمة في يترب / حسين العراقي
- المثقف العربي بين النظام و بنية النظام / أحمد التاوتي
- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - موريس صليبا - يسوع المسيح أمام محكمة التاريخ