رداد السلامي
الحوار المتمدن-العدد: 1838 - 2007 / 2 / 26 - 11:22
المحور:
كتابات ساخرة
يجلس فوق عرشه بتوتر شديد ومتحفز..منتظرا قرارهم* الأخير..
إن رائحة الدماء هي أفيونه المفضل الذي يمنحه قوة التركيز وكيفيات الإدارة..
يتصل بوزير داخليته:
-هل ثمة بيان خرج به هؤلاء ال…؟
يجيبه الوزير: لا يا سيدي فإلى الآن لا يوجد ما يدل على ملمح شيء قادم..
زفر الهواء بضيق ملكي أرعن.. وأطبق السماعة بعنف.. إنه شارد الذهن يفكر فيما سيخرج به هؤلاء (الكروت)*الذين أدمنوا الكلام حد الترف إنهم برأيه لا يضرون ولكنهم أصبحوا هذه الأيام خصوصا مثار قلق غامض.!
وفجأة تحلق في أجواء القصر غيوم كثيفة يكتنفها سواد غامض ..؟
- أيها الكاهن : إتلو هذا السحاب الأسود وأتني بالخبر اليقين..
أغمض الكاهن عينيه ..ثم فتحهما فإذا بهما جمريتا اللون..
عند ذلك ازداد توتر الزعيم وحدق في عيني الكاهن لقد قرأ في ملامح هذا المأفون ما يثير مخاوفه ويعزز شكوكه
- ماذا هناك أيها الخنزير؟
- لقد أجمعوا كيدهم يا سيدي..إنهم يدينون هذه الحمرة القانية التي تسفك في صعده ..إنهم يا مولاي يشجبون هذا الموت ..لقد أزعجتهم هذه الموسيقى التي تعزفها مدافعكم الرحيمة للوطن..!!
يزبد ويرعد فهيتز القصر ، إنهم خونة ودعاة فتنة ..أو ليس الذي أصنعه من أجل الوطن ..لمن كل هذه الدماء تسفك إذا أليس من أجل اليمن؟!
يجيبه الكاهن: لكن يا سيدي يقولون أنك أنت من أوجدهم؟!
-نعم أوجدتهم من أجل الوطن وسأفنيهم من أجل الوطن- ويشير إلى صدره..
يرفع السماعة ويتصل بوزير الداخلية: أأمر هؤلاء( الكروت ) بالسكوت وتغيير لغتهم إلى ما يخدم المصلحة الوطنية – ويشير إلى صدره-و إلا سأحرقهم أمام الشعب حفاظا على على الوطن ومصلحته العليا ..!
ويتصل وزير الداخلية( بالكروت) إلا أن الكروت لم تعد قابلة للاشتعال فقد فقدت نار الزعيم خاصية الإحراق ..
يرن جرس الهاتف ليخبره الوزير أنهم مصرون على موقفهم كما يقولون في بيانهم ذلك من أجل الوطن.
وفجأة ينتفض واقفا :أولهم وطنٌ غيري؟؟
وفي هذه اللحظة ظهرت نوازعه الفرعونية إلا أنه أجَّلها حتى ينتهي من إحراق (كرته) الأول الذي أشعله في صعده .
ودَّع وزيره قائلا: استمروا في الإحراق ودع الكروت تقول ما شاءت
وإلى اللقاء حتى إشعال آخر
*الكروت:أحزاب اللقاء المشترك
#رداد_السلامي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟