أشباح أبو غريب

فضيلة يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 1838 - 2007 / 2 / 26 - 08:12
المحور: أوراق كتبت في وعن السجن
    

Wes Enzinna The Nation
مترجم
أشباح ابو غريب فيلم وثائقي للأمريكية روري كينيدي (Rory Kennedy) أثار ضجة في الولايات المتحدة الأمريكية ،ويوثق الفيلم الانتهاكات التي قام بها الأمريكيون ضد العراقيين في سجن أبو غريب القريب من بغداد ويثير تساؤلات حول المسؤولين عن هذه الانتهاكات من خلال مقابلات موسّعة مع تسعة من الشرطة العسكرية الأمريكية وخمسة من السجناء العراقيين وتتساءل كينيدي في الفيلم هل كانت هذه الانتهاكات حالات فرديّة وحشيّة كما ادّعى وزير الدفاع الأمريكي السابق شليزنجر أو أنها فعل منظم أقرّته إدارة بوش بعد 11 أيلول.
وقد تحدثت مع كينيدي ساعة كاملة حول الفيلم و (اشباح السياسة الخارجية الأمريكية).
سؤال : كيف يمكن وصف يوم في سجن ابو غريب كما رواه السجناء العراقيين الذين قمت بمقابلتهم ؟
جواب: حسناً إن أحد الأمور التي صدمتني أن هذه الانتهاكات كانت تتم يومياً كل يوم كل ليلة كل ساعة ، الحرمان من النوم ووضع السجناء في ظروف وحشية . أي تصوّر ان ذلك كان يتم في الليل أو ان من قام به هم ( التفاح الفاسد ) نفاه العراقيون أنفسهم وأشارت إليه جميع الدلائل الأخرى.
التهديد بتعذيب واغتصاب افراد العائلة كان مرعباً ،هدّد الحراس باستمرار أنهم سيحضرون أفراد العائلات بما فيهم الأطفال وسيقومون باغتصابهم جنسياً وتعذيبهم جسدياً وفي إحدى الحالات تم إجبار احد السجناء العراقيين على مراقبة تعذيب أخيه ، ثم هناك ما رأيناه في الصور توقيف السجناء ساعات وساعات في أوضاع شاذّة وأيديهم مربوطة للخلف والملابس الداخلية على رؤوسهم ، كان تحقير السجناء جنسياً شاملاً راقبت إحدى المجندات السجناء العراة أثناء ذلك ضاحكة، إن عامل التحقير كان مرعباً ومثيراً للقلق.
سؤال: هل كانت الانتهاكات في ابو غريب أسوا مما كنت تتوقعين ؟
جواب: لقد توّصلت لذلك اثناء المقابلات كانت الصور التي شاهدناها قمة الجبل الجليدي من الانتهاكات التي تمت في ابو غريب في 2003 فقط .لقد اخبرني احد العراقيين الذين قابلتهم كيف تعرّض والده للتعذيب عدة مرات وأصيب بالمرض نتيجة لذلك وعندما طلب الابن من القوات الأمريكية علاج والده الذي ساءت حالته وأصبح غير قادر على المشي كانت إجابة الأمريكيين إذا طلبت ذلك مرة أخرى سنقتلك ثم توفي والده بين يديه !
وقد تم تعذيب بعض السجناء حتى الموت على أيدي المحققين إن ما رأيناه في الصور كان منظر الشرطة العسكرية وهي تهيئ السجناء للمحققين ولكننا لا نعرف تماماً ما كان يحدث في غرف التحقيق وعند الحديث عن المحققين فإن الذي حدث كان رهيباً.وللاسف يظهر أن هذا التعذيب مستمر حتى اليوم.
سؤال : هل تعتقدين أن هناك ابطالاً في هذا الفيلم ؟
جواب : نعم يوجد اسرائيل ايفيرا وكين دافيز وجوزيف داربي ( Joseph Darby)* الذين وقفوا ضد هذا التعذيب ورفضوا المشاركة به وقالوا إن ما يحدث خطا ولكن لسوء الحظ أن داربي تم عزله نتيجة لموقفه.
واحترم العراقيين الذين شاركوا في الفيلم لقد خافوا ان تتم مقابلتهم في العراق وحاولنا نقلهم إلى الأردن فلم يسمح لهم بالمغادرة واعيدوا من المطار ثم دبّرنا تسفيرهم على تركيا حيث تم اعتقالهم ولكن بمعجزة أطلق سراحهم وتم التصوير .
لقد أذهلني كيف قدّم العراقيون أنفسهم وقصصهم بعزة وشرف رغم هول التحقير الذي تعرضوا له إنها عظمة أن يتكلموا معي وأنا الأمريكية عمّا فعلت بهم أمريكا.
سؤال : لماذا خافوا التصوير في العراق؟
جواب : خوفاً من انتقام الجيش الأمريكي .
سؤال :تمت محاكمة 11 جندياً من ذوي الرتب المنخفضة وتم حبسهم على دورهم في الانتهاكات هل تمّ تطبيق العدالة ؟
جواب : بالنسبة لي ومن جميع الأدلة التي حصلت عليها فإن هذا التعذيب الذي تم في ابو غريب كان سياسة منظمة تم تخطيطها من قياديين كبار وهذا التعذيب لم يتم في ابو غريب فقط بل في جميع سجون العراق وافغانستان وجوانتناموا وعندما تتم عملية الانتهاكات بهذا الشكل ( تعرية السجناء، منعهم من النوم )فإن ذلك يدل على ان من قام به ليس مجموعة من الجنود المتشردين إن ذلك تم بآلية منظمة أقرها الكبار .
عندما قابلت العراقيين لم استطع أن أصدّق ذلك
كيف وصلنا إلى هذا الحد في بلادنا بحيث نسمح بحصول ذلك؟
لقد شاركت في عدة مشاريع حول انتهاكات حقوق الإنسان تحت حكم أسوأ الديكتاتوريات التي يمكنكم تصورها لكن ما سمعته من هؤلاء العراقيين وما حدث في أبو غريب كان أسوا مما قامت به أعتى الديكتاتوريات .
والذين شاركوا في هذه الانتهاكات ما زالوا أحراراً بل وتمت ترقيتهم .

*جوزيف داربي Joseph Darby ( 28 سنة)
جندي أمريكي رفض المشاركة في عمليات التعذيب التي تمت في ابو غريب وأول من أشار إلى الانتهاكات التي تتم في سجن ابو غريب حيث وضع رسالة ( من مجهول) تصف بشاعة ما يحدث وقرصاً مضغوطاً يحتوي على صورأً لما يحدث تحت باب الضابط المسؤول عن التحقيق في الجرائم العسكرية ثم انتشرت القصة وقد حاول الإبقاء على اسمه مجهولا ً غير أن رامسفيلد كشف اسمه أثناء جلسة استماع في الكونغريس ورغم ان العديد من الأصدقاء والجيران قد قاطعوا هذا الجندي عند عودته للولايات المتحدة إلا انه حصل على جائزة جون كينيدي للشجاعة عام 2005 لدوره في الكشف عن هذه الجرائم وتمت استضافته في برنامج ستون دقيقة الشهير عام 2006.( المترجمة )

#فضيلة_يوسف (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات