|
حينما يرقص الرئيس
مدحت قلادة
الحوار المتمدن-العدد: 1838 - 2007 / 2 / 26 - 11:22
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
لا أحد يستطيع إنكار حالة الحراك التي يموج بها المجتمع المصري فهناك عدداً من القضايا المشتعلة لا بد من الحزم فيها فعلى سبيل المثال:التعديلات الدستورية لـ 34 مادة من الدستور المصري والتي وجب البت فيها خلال شهر أبريل، ومبدأ المواطنة الذي طرحه الرئيس مبارك في التعديلات الدستورية، والإخوان المسلمين وجناحهم السري القائم على التصفية الجسدية للمعارضين له، واستعراض طلبة الإخوان بجامعة الأزهر بالملابس القتالية، علاوة على اكتشاف عمليات غسيل الأموال للجماعة المحظورة قانونياً والمحظوظة واقعياً، ورفض الدولة قيام الأحزاب على أسس دينية علاوة على الجاسوس ابن الأزهر "العميل لإسرائيل"، بالإضافة إلى معاناة المواطن المصري يومياً من الغلاء والوباء "فشل كلوي التهاب كبدي وبائي وأكياس الدم الملوثة، وسعي الأقباط لإنهاء الدولة الدينية التي قننت بالدستور الساداتي سنة 1980 بالمادة الثانية" الإسلام الدين الرسمي للدولة والشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيس للتشريع ... إلخ ". كل هذه القضايا العديدة جعلت المجتمع المصري في حالة حراك دائم من مثقفين يشاركون برائيهم ولا يملكون التغيير والإخوان وحربهم المستمرة لإقامة الخلافة الإسلامية "ليتولى أمر مصر ماليزي أو تركي" وشعب مقهور متفرج ومترقب النتيجة لعل وعسى تكون لصالحة يوماً ما!!.انطلاقاً من معرفتي بمنطقة الشرق الأوسط عامة والسيد الرئيس حسني مبارك خلال فترة حكمة لمصر 25 سنة فإن ما يفعله الآن هو عبارة عن رقص على السلالم، والنتيجة ستكون صفر وكل ما يثار داخل مصر من حراك في الصحف والإذاعة والتلفزيون ومجلس الشعب والشورى فالنتيجة معروفة مسبقاً وإليك النتائج .التعديلات الدستورية:كلها تعديلات شكلية وتخدم هدف واحد بقاء النظام بكل أعضاءه وأخطاءه وكل ما يحدث هو زوبعة في فنجان وسيتم بقاء النظام من كمال الشاذلي، وصفوت الشريف ومصطفى الفقي ورموز النظام التي تحترف مهنة الانتفاع فقط .الإخوان المسلمين والنظام .سيتلون الإخوان المسلمين بلون هادئ تحت الملاحقات الأمنية "طبقاً لمبدأ التقية" وسينشطون كعادتهم في الخفاء إلى أن تتاح لهم فرصة الانقضاض على الحكم إن لم يكن في عهد الرئيس حسني مبارك فسيكون في عهد الرئيس القادم وسيهادنهم النظام مقابل تنازلات" والانتخابات الأخيرة خير مثال "وقد بدأ النظام في ذلك بالفعل بالإفراج عن طلبة جامعه الأزهر رغم قيامهم بمهاجمة مكتب عميد الكلية بعد استعراضهم العسكري "بحجة عدم ضياع مستقبلهم" رغم ذكر النائب العام أن التهم الموجهة لهم قصاصها 10 سنوات حبس؟!! كما ذكر النائب العام في جريدة المصري اليوم في 20/فبراير، ومع استمرار الإخوان في العمل الخفي لكسب قيادات جديدة من الأمن أو من نواب الحزب الحاكم أو القضاة أو من الحرس القديم مثل كمال الشاذلي، وصفوت الشريف هما أساس المشروع القادم للانقضاض على الحكم مع الإخوان.وسيتم الإفراج عن أموال الإخوان وعن وخيرت الشاطر ترتيب أنفسهم مرة أخرى ليصبحوا أكثر قوة وتنظيماً لضمان الوصول لهدفهم الواحد الوحيد "كرسي الحكم" وشعارهم للضربات الأمنية الحالية "الضربات التي لا تقتل تقوي وموضوع إنشائهم حزباً يؤكد هدفهم وغايتهم إقامة الخلافة في مصر وأنهم كالحرباء يتلونون بكل الألوان سواء كان اللون سياسي أو ديني أو اجتماعي بهدف السطو والانقضاض على كرسي الحكم ليحكمنا ملك الطظات مولاهم المهدي عاكف صاحب وثيقة فتح مصر .معاناة المواطن المصري.سيعمل النظام بقوة لسد جوع الشعب المصري من مخازن الكلام والأحاديث الصحفية والبيانات والندوات وسيسخر أجهزة الدولة وأجهزة الإعلام المسموعة والمقروءة والمرئية ليعيش الشعب في الوهم وستستمر القطط السمان في مص دم الشعب الغلبان الواقع تحت نير الحكومة وسندان الإخوان علاوة على الفبركة الصحفية والإعلامية لمحاولة تلويث الشرفاء الأقباط بتهمة التخابر مع إسرائيل والجاسوس الأزهري ابن الأزهر خير مثال للألاعيب المخابراتية لإلهاء الشعب المصري عن حاضره المعتم ومستقبله الحالك.الأقباط والمواطنةلن يفي النظام بمبدأ المواطنة طالما ظلت المادة الثانية "الدولة الدينية" في الدستور وسيركع النظام للغوغاء والدهماء بسبب ضعف النظام الحالي وستموت المواطنة قبل ولادتها بواسطة "فتحي سرور والمجلس القومي والفبركة الصحفية لصحف الإخوان وعملاء السلطة من الأقباط مثل بباوي وأسعد وغيرهم" وستصبح المواطنة مادة للديكور ضمن مواد كثيرة يزينون بها الدستور المصري المتضارب والمتناقض في مواده 3 و40 و46 و60 و 73 ومواد أخرى بمثابة ديكور في الدستور المصري بلا فاعلية.أخيراً حاولت إطلاق عنوان الحكومة الراقصة "نظراً لأن الحكومة أو مجلس الشعب من المنطقي أن يكون لهم اليد العليا في التعديلات ولكن إيماني بسلوك الحكام في منطقة الشرق الأوسط وإنها منطقة "One Man Show" فوجدت التزامي الأدبي فوق كل اعتبار ووجدت تعبير حينما يرقص الرئيس هو أدق تعبير لرئيسنا مبارك والتعديلات المقترحة الحالية .أخيراً فلن يستفيد الشعب من رقص الرئيس ولن تتغير مصر مع بقاء هذه العقليات العسكرية الديكتاتورية التي تتعاون وتتهاون وتتواطأ مع الشياطين كفزاعة للغرب وخير دليل الانتخابات الأخيرة "غير مدركين أن من يلعب بالنار لا بد من حرقه" والرئيس السادات خير مثال لمن لعب وتعاون وهادن الإخوان ونال جزاءه "جزاء سينيمار".فمبروك للرئيس ومبروك لكمال الشاذلي ولصفوت الشريف وغيرهم وعزائي لشعب مصر الذي لم ولن يستفيد من رقص الرئيس بالتعديلات المقترحة.وجب التنويه أن كل رئيس له رقصة مختلفة، فسابقاً رقص الرئيس جمال عبد الناصر رقصة العروبة والقومية والرئيس السادات رقص رقصة الرئيس المؤمن باعث الروح للإسلام السياسي والرئيس الحالي رقص رقصة المكسب للبقاء في الحكم والخاسرة مصر وشعبها الطيب المقهور .
#مدحت_قلادة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
المواطنة في عيون مبارك
-
صحف للإيجار
-
مدحت قلادة يرد على الشيخ محمد العمار:
-
حين يقف مبارك مدافعاً عن المجتمع
-
أمة تجتر قاذوراتها
-
أمة العرب
-
مبارك في ثوب الحكيم
-
السياسة الشيطانية للمملكة الوهابية
-
ضمير لثوانٍ بعد فوات الأوان.
-
هلاً رمضان، رمضان جانا
-
ثورة الأقباط الحمراء 2
-
ثورة الاقباط الحمراء
-
أمة من الرعاع .. صدق شيخ الأزهر
-
علاج مجاني على الطريقة المصرية
-
السياسة القذرة للحكم المصري بين مجنون الإسكندرية ومجنون المق
...
-
مؤتمرات الأقباط العالمية
-
قلادة يرد على الشيخ نهرو طنطاوى
-
ضربة الخزي والعار لنظام مبارك
-
نعم كل هذا العنف والإرهاب ولكن كيفية الخلاص منة ؟
-
الكنيسة بين مفهوم المسيحيين والمتأسلمين
المزيد.....
-
تفجير جسم مشبوه بالقرب من السفارة الأمريكية في لندن.. ماذا ي
...
-
الرئيس الصيني يزور المغرب: خطوة جديدة لتعميق العلاقات الثنائ
...
-
بين الالتزام والرفض والتردد.. كيف تفاعلت أوروبا مع مذكرة توق
...
-
مأساة في لاوس: وفاة 6 سياح بعد تناول مشروبات ملوثة بالميثانو
...
-
ألمانيا: ندرس قرار -الجنائية الدولية- ولا تغير في موقف تسليم
...
-
إعلام إسرائيلي: دوي انفجارات في حيفا ونهاريا وانطلاق صفارات
...
-
هل تنهي مذكرة توقيف الجنائية الدولية مسيرة نتنياهو السياسية
...
-
مواجهة متصاعدة ومفتوحة بين إسرائيل وحزب الله.. ما مصير مفاوض
...
-
ألمانيا ضد إيطاليا وفرنسا تواجه كرواتيا... مواجهات من العيار
...
-
العنف ضد المرأة: -ابتزها رقميا فحاولت الانتحار-
المزيد.....
-
كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل
...
/ حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
-
ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان
/ سيد صديق
-
تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ
...
/ عبد الله ميرغني محمد أحمد
-
المثقف العضوي و الثورة
/ عبد الله ميرغني محمد أحمد
-
الناصرية فى الثورة المضادة
/ عادل العمري
-
العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967
/ عادل العمري
-
المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال
...
/ منى أباظة
-
لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية
/ مزن النّيل
-
عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر
/ مجموعة النداء بالتغيير
-
قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال
...
/ إلهامي الميرغني
المزيد.....
|