أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ضياء الشكرجي - العلمانية والديمقراطية والليبرالية بين الإسلام والإسلامسم 2/















المزيد.....

العلمانية والديمقراطية والليبرالية بين الإسلام والإسلامسم 2/


ضياء الشكرجي

الحوار المتمدن-العدد: 1838 - 2007 / 2 / 26 - 11:32
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الديمقراطية - (E: Democracy) - (D: Demokratie):
الديمقراطية تعني حاكمية الشعب، وهي شكل من أشكال النظم الاجتماعية، الذي ينطلق من مبدئي المساواة والحرية لجميع المواطنين، ويستمد سلطته من إرادة الشعب بمجموعه. أو هي حسب آبراهام لنكولن حكم الشعب بالشعب للشعب. ولتحقيق هذا الهدف يعبر الشعب عن إرادته بواسطة قرار الأكثرية متمثلا بالانتخابات. وهي نظام تمثيلي يُحَوِّل من خلاله الشعب صلاحياته إلى النواب، بصفتهم ممثلين له. ممثلو الشعب هؤلاء يُشرِّعون القوانين بتخويل من الشعب، ويكونون غالبا مشاركين في تشكيل الحكومة، وتحتاج الحكومة في ظل الديمقراطية البرلمانية (نظام الحكم البرلماني) من أجل اكتسابها الشرعية إلى أن يمنحها ممثلو الشعب ثقتهم، إضافة إلى أنه تجري مراقبة الحكومة من قبلهم. بينما في ظل الديمقراطية الرئاسية (النظام الرئاسي) ينتخب الشعب رئيس الدولة بشكل مباشر، فيقوم الأخير بتشكيل الحكومة. وهناك النظام المختلط الذي يجمع بين النظامين البرلماني والرئاسي. في ظل الديمقراطية يجري تمثيل الشعب غالبا عن طريق الأحزاب، ومن هنا يطلق عليها تسمية الديمقراطية الحزبية، حيث يجري تشكيل الحكومة في الدول الحديثة غالبا عن طريق الأحزاب الممثلة في البرلمان عبر الانتخابات. من هنا فمن أبرز ملامح الديمقراطية هو التنافس المتكافئ والنزيه بين الأحزاب لكسب أصوات الناخبين.*



من هنا لا نجد لدعوى التعارض بين الديمقراطية والإسلام. بل التعارض والتناقض إنما هو بين الديمقراطية والإسلامسم أي (الإسلام السياسي)، الذي يمثل طريقة فهم للإسلام، لا يجب أن تكون بالضرورة متطابقة مع الإسلام، بما هو. فالإسلام بالأصل دعوة، وليس دولة، وكفى دليلا على ذلك برفض علي (ع) لتولي الخلافة، رغم ما نعتقده من نص صدر فيه، حيث قوله كان في غاية الوضوح: «إني لكم وزير خير مني أميرا»، وكذلك قوله: «لولا حضور الحاضر وقيام الحجة بوجود الناصر». أما توهم التعارض بين فلسفة الديمقراطية، وفلسفة التوحيد، لكون الديمقراطية تعني حاكمية الشعب، وتعارض ذلك مع فلسفة التوحيد التي تعني فيما تعني حاكمية الله، فهذا فهم فيه الكثير من التسطيح، وهو يشبه إلى حد كبير فهم وتطبيق الخوارج لقوله تعالى «إن الحكم لله»، كما يشبه سوء الفهم للتوكل على الله والتسليم لقضائه، والذي صححه رسول الله (ص) لذلك الأعرابي بقوله الشهير «اعقلها وتوكل»، عندما أراد أن يترك ناقته سائبة من غير أن يعقلها، متوهما أن هذا السلوك يمثل التطبيق العملي للتوكل، عندما فسر تركها من غير عقال بقوله أنه توكل على الله.



العلمانية (D: Laizismus, Säkularismus) – (E: Laicism, Secularism):

نشأت العَلمانية في فرنسا رافضة لأي تأثير للكنيسة على مصالح الدولة، وداعية إلى تبني مبدأ الفصل بين الكنيسة والدولة [لاحقا: بين الدين والدولة]. والعلمنة (D: Säkularisierung) فهي نفس عملية العلمنة [أي التحول إلى العَلمانية]، التي أخذ بها العصر الحديث في أورپا، لإحلال العلمانية، محل الفكر والرؤية الكونية المستمدين من الفهم الديني والمعايير الدينية، اللذين أخذا يتراجعان، لتحل محلهما الطريقة العلمية لتقييم الأمور، والتي أخذت تزداد أهميتها شيئا فشيئا. العَلمانية كانت نتاجا لتأثير التوجه الإنساني وللوعي المتناميين، واللذان يستندان على رؤية مفادها قدرة الإنسان على اتخاذ القرارات مستقلا، على ضوء العقل.* [وقد وقف الإسلاميون موقفا رافضا بشكل حاد للعَلمانية متوهمين أو مُدَّعين أنها تعني معاداة الدين وإقصاءه، ليس فقط من ميدان السياسية، بل العلمانية تهدف إلى إلغاء الدين كليا من ساحة حياة الإنسان على وجه الأرض بكل ميادينها عموما، وهي إن هادنت المسيحية، بعد أن هجنتها، وروضتها، وأخضعتها للنظام اللاديني في أورپا، وربما رأت الكنيسة أيضا أن تسلم الأمر للعَلمانية، فلأن المسيحية لا تملك نظرية للدولة، ذلك من أجل تشكيل جبهة ضد الإسلام الذي وجد الغرب (الكافر) ببعديه المسيحي (الصليبي)، والعلماني (المستعمر)، وجد فيه خطرا لا بد من مواجهته. وفي الحقيقة فإن العَلمانية لا تتخذ موقفا متحيزا لا سلبا ولا إيجابا، لا معاديا ولا مواليا من الدين، بل هي أقدر من النظم الدينية على رعاية الدين، من خلال ما تتبناه من حرية الاعتقاد وحرية الرأي، بينما لا تسمح النظم الدينية إلا بممارسة الدين وكذلك السياسة على مذاق وتوجه ومصالح السلطة الحاكمة المتلبسة بلباس قداسة الدين، رغم بشريتها التي تسمح للصواب كما للخطأ، وللعدل كما للظلم. إذن العَلمانية بما هي، لا عداء لها تجاه الدين إطلاقا، أما أن يكون بعض العَلمانيين المتطرفين لا يطيقون رؤية أي مظهر من مظاهر التدين، ويتمنون أن يروا العالم خاليا من الدين، فهذا الموقف لا يجوز أن يُحسَب على العَلمانية بما هي، ثم إن هذا الموقف المتطرف أو الحاد من العلمانيين منه ما يمثل عقدة نتيجة للتطرف، دون الالتفات أن التطرف على نقيض من العَلمانية، كما إنه على نقيض من الدين، وجاء نتيجة تعميم وإطلاق بعض التجارب، ومنه ما له مبرراته، من خلال التجربة القاسية التي دفعت الإنسانية ضريبتها غاليا جدا، فيما مارسته الأصولية المسيحية في القرون الوسطى والتي امتدت تأثيراتها حتى بدايات القرن العشرين، وكذلك فيما مارسته وتمارسه الأصولية الإسلامية من تطرف وعنف وإرهاب وطائفية وسلفية وتحجر وإيقاف لعجلة التطور والتقدم ومحاربة للحريات ولحقوق الإنسان. ثم تطرف الأصوليين الدينيين هو على الأعم الأشد والأكثر ضررا، فهو يقمع حتى حرية الدين نفسها كما مر. وهذا ليس ذنب الدين كدين، بل هو ذنب المتدينين الذي يفهمون الدين فهما مشوها، أو يمارسونه ممارسة متعسفة، أو خرافية، أو متطرفة، أو عنيفة، أو مغالية. فالدين في واقع البشر بشري الفهم وبشري الأداء، حتى لو ثبت باليقين القاطع أنه إلهي المصدر. والخطر يكمن عند إقحام الدين في السياسة أن تدعى العصمة الإلهية للجهل البشري، وتضفى صفات العدل الإلهي على الظلم البشري، فيستحيل تخطيء خطأ الجاهلين، لأنه إلهي مقدس، ويستحيل التمرد على ظلم الظالمين، لأنهم يظلمون بإرادة الله وبتفويض منه، ولذا فظلمهم عين العدل. أما إذا تعاملنا مع الفكر السياسي والقرار السياسي والأداء السياسي والموقف السياسي على انه بشري حقا وليس إلهيا، من خلال تبني العَلمانية، فستتواصل عملية التصحيح والتقويم والنقد والمعارضة والتنافس والتداول السلمي. فالعَلمانية مساوقة للعقلانية ولحقوق الإنسان، إذن هي منسجمة كل الانسجام مع جوهر الدين دون إغلاق باب التصحيح والتقويم لبشريتها ونسبيتها وسيرورتها التكاملية. نعم هذا يتحقق مع الدين، ولكن ليس مع الدين المُسَيَّس الذي سرعان ما يتحول إلى استبداد يدمر ويفسد دين الله ودنيا الناس على حد سواء.


*: التعريفات المُعلـَّمة بالنجمة (*) مقتبَسة من مُعجَم اللغة الألماني الشهير (دودن) - (Duden) - مجلد (السياسة والمجتمع) -

(Politik und Gesellschaft)



#ضياء_الشكرجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا نقدي المتواصل لتسييس الدين والمذهب والمرجعية
- الملحدون الإلهيون والمرتدون المتدينون
- ثورة إيران في ذكراها السابعة والعشرين
- نداء تاريخي إلى الحزب الإسلامي العراقي وحزب الدعوة الإسلامية


المزيد.....




- “سليهم ودلعهم” خلي أطفالك يتمتعوا بكل أغاني وأناشيد قناة طيو ...
- حرس الثورة الإسلامية: حزب الله سيخرج منتصرًا ويحبط مخططات ال ...
- هجوم إلكتروني في محطة القطارات بالمملكة المتحدة يعوق شبكة -و ...
- قائد حرس الثورة الإسلامية اللواء حسين سلامي: سيخرج حزب الله ...
- مصر.. فتوى حول فيديوهات يتربح منها عدد كبير من الأشخاص
- -رباعية البردة-.. ملحمة شعرية غنائية مغربية تستذكر أشهر القص ...
- “ثبتها الآن”.. ضبط تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 للأطفال ...
- أمر قضائي لمؤسسة إسبانية بحذف تعريف لكلمة -يهودي-
- فرنسا: اتهام شخص ثالث في قضية مخطط إيراني لاغتيال يهود
- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن مهاجمة هدف حيوي في الاراضي ...


المزيد.....

- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ضياء الشكرجي - العلمانية والديمقراطية والليبرالية بين الإسلام والإسلامسم 2/