صالح جبار
الحوار المتمدن-العدد: 1838 - 2007 / 2 / 26 - 08:06
المحور:
كتابات ساخرة
لاجل قراءة الاحتقان الطائفي والسياسي الحاصل في الوضع الحالي لابد من مراجعة فتيل الازمة التي تعصف باليلاد جراء التناحر الذي هو قاب قوسين أوادنى من حرب اهلية ..
وحتى نسلط الضوء على اصل المشكلة التي يرجع تأريخها الى عقود طويلة ... كانت تتفاعل تحت السطح , ولم يكن الاشارة اليها ألا رمزا ... وأحيانا بالنكات التي تطلق مثل بالون أختبار من قبل السلطة ..
لهذا نرى وسائل الوخز المستخدمة من السلطة في اطلاق النكات تعبيرا عن توظيف حقيقي للنكتة من اجل التأجيج الطائفي والعنصري .. لقادم الايام
فلو تتبعنا بعض النكات التي تروج نرى مقدار الحرص , لجعلها ذات نمط يوحي بالكثير من التساؤلات .. مثال :
النكتة الاولى
( تسوق رجل سني .. سمك جري , ووقف ببضاعته قرب احد الاولياء السنة .. فطلب من الحمال الشيعي قائلا :
بحق هذا الولي أحمل الجري الى داري ..
فنظر الحمال الى الرجل وهو يقول :
- شوف بيش يحلفني , وشيحملني ..
انها نكاية بالرجل وتعبير عن اولئك الذين لاينظرون الابمنظار واحد, لان الحمال هو الرجل البائس الفقير الذي لا يفقه من امور الدين والدنيا , الا اللاهاث وراء رزقه لكنه مع ذلك اطلق عبارته اللا ذعة , حتى يوقن الاخر ان الحدود التي تلاشت لا بد من اعادتها ...
وفي محاولة استطلاعية معكوسة - نرى النكتة _ عبارة
عن حكاية ذات نهاية لاذعة اومفاجئة .. وهي ردة فعل الحمال رغم عدم تناسبها مع وضعه اقتصادي وتطبيقه المثل الشعبي _ مكدي وعلاكته قديفة _ ...
فحالته المزرية توكد غرابة الموقف .. لمخالفته جنسه المعروف .. $$$
لكن الوظائف تتشابه في طروحاتها ... فالبطل دائما يخرج بحثا عن حاجته _ رزقه _ الذي يصطدم _ بقناعاته _ التي لايمكن هزيمتها رغم شظف العيش ...
النكتة الثانية
نادى تاجر سني على حمال شيعي وطلب منه ان يحمل ابضاعة الى سيارة الحمل المتوقفة امامه
_هم الحمال برفع البضاعة قائلا ... ياعلي
فنهره التاجر .. وقال
اتركها ياكافر
ثم نادى على حمال ثان .. ففعل كما فعل صاحبه , اخيرا جاء حمال وحمل البضاعة وقال _ ياالله
استغرب التاجر من فعل الحمال فمال عليه متسائلا :
لماذا قلت يالله ولم تقل ياعلي ؟؟!!
ضحك الحمال واجاب
ان البضاعة ليست ثقيلة
ان الدوافع والاسباب التي جعلت التاجر لايوافق على حمل بضاعته لم تكن اسباب تخص الشكل او اللون , بل انها تخص المعتقد
فكانت صرخته المستهجنة .. اتركها ياكافر .. لكن النهاية اللاذعة التي اطلقها الحمال لم تحتاج الى كبير عناء منه لانها جزء من نسيج شخصيته ولايمكنه المراوغة بها
فطرح الفكرة على هذا المنوال وصياغتها على اساس العلاقات القائمة , توحي بان البنية التي يكم بها النظام هي ذات العلاقة , لانها ترتبط بمضمون ينتهج النهج الطائفي
ولابد من زجه , ولو بمضمون _طرفة _ متداولة , انها تعبير فلسفي للسلطة التي تريد كشف هذه الثغرة بكل الوسائل المتاحة .. وبما ان النكتة هي حكاية شعبية بنمط خاص , فأنها ذات غرض نفسي وفكري في آن واحد
لذا فأن النكات التي تشاع في الوسط الاجتماعي , حكايات القصد منها الترويح النفسي , وتنفيس الهم , جراء الاحباط العام الذي يسود مختلف مناحي الحياة
وايضا اعطاء تصورات هزلية لما ترتأيه من شحن طائفي وعنصري يخدم بقائها قي السلطة , فكان تسويق الطرف والنوادر لكسر حاجز الضغوطات الجاثمة على صدور الجمهور .. وبتحليل النكات موضوع البحث :
_ شخصية الشيعي دائما يمتهن المهن الوضيعة كأن يكون حمال أو عامل بناء او اية مهنة لاتتطلب مهارة او شهادة وحسب التحليل المورفولوجي يكون _ العبد _ والمقابل له السيد
وهو يؤكد حقيقة التفكير السلطوي في ترسيخ الفهوم لدى العوام وقبول الايحاء على انه امر واقع
في المقابل تكون طريقة طرح وتداول النكتة تأخذ بعدا له خاصية تمس العقائد حسبما تروى النكتة التالية :
في الامتحانات النهائية ذهب طالبين سني وشيعي كل الى امامه حيث ذهب الشيعي الى الامام موسى الكاظم والسني الى امام ابو حنيفة النعمان
توسل الاول والثاني كل بما يعتقده .. عسى ان يعينه في اداء الامتحان , بعد ظهور النتيجة حصل الشيعي على 90 من المئة في حين حصل السني على 9 في المئة
حزن الطالب السني , وفي الليل حلم بالامام الاعظم .,. فعاتبه
لماذا خذلتني ياأمام
اجابه معتذرا
اني اسف لقد كنت اظن الامتحان من 10
انها تحاول الدس وتسفيه أئمة السنة فهي تؤدي وظيفة خطيرة لاجل خلخة القناعات الراسخة مع التجاوز على القيم السائدة ,.... وعدم العبىء بالمقدسات وخلط الاوراق
والنكتة التالية يراد منهاتكوين احساس بسطحية شرائح واسعة من المجتمع
ذهب _دليمي _ و_كردي _ الى امريكا ووقفوا مندهشين امام احدى ناطحات السحاب فبدأوا بعد طوابق البناية _ جاء شخص وشاهدهم على هذا الحال فسألهم _
_ ماذا تفعلون ؟؟؟
أجابه الكردي
- نحسب عدد الطوابق لهذه البناية
فقال الرجل المستطرق
- لاتعد ولاتحسب .... لقد سقط رجل من اعلى البناية , ولم يصل الى الارض , الابعد ثلاثة ايام
اندهش الاثنان بشدة .. فسأل الكردي مستفسرا
- هل مات الرجل الذي سقط من البناية ؟؟؟؟
هز الدليمي يده , كأنه لم يرض عن السؤال .. وقال
- يقول لك ثلاثة ايام بلا اكل وشرب .. وتريده لايموت
أنه ازدراء بشرائح واسعة من المجتمع بدون مسوغ سوى ممارسة السلطة بأبشع صورها المتلذذة بالسطوة والهيمنة .. واعطاء تفسير هلامي وسطحي عن المكونات الاجتماعية ووصفها في تعابير فجة لمفهوم التعالي وحصر اهتماماتها الحياتية بالاكل والشرب .. واستخدام اسلوب الوخزات المؤلمة لتكوين قناعات مضطربة لدى الجمهور , مما يؤدي بالتالي لزرع التناقضات المطلوبة ازااء حاجة المواقف المتوالية .. و التعامل بلا اكتراث مع المستجدات والانشغال بخلق تسويق طائفي وعنصري لترسيخ المضمون الفكري والنفسي الذي يريده النظام .
#صالح_جبار (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟