سعاد عزيز
کاتبة مختصة بالشأن الايراني
(Suaad Aziz)
الحوار المتمدن-العدد: 8551 - 2025 / 12 / 9 - 09:44
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
يمکن وبکل وضوح لمس تحول جديد في أهم جانب من مسار الاحداث والتطورات الجارية في إيران، ونقصد بذلك الممارسات القمعية التعسفية للنظام وبشکل خاص حملات الاعدامات الجائرة التي دأب نظام الملالي على القيام بها منذ تأسيسه، إذ أن النظام کان ولازال يعول على هذه الممارسات القمعية من سجون وإعدامات بل وحتى إنها تعتبر الرکيزة الاساسية التي قام على أساسها النظام ويعتمد عليها إعتمادا غير عاديا، لکن لا يبدو إن الاوضاع باتت کالسابق بحيث يقوم النظام بتنفيذ جرائمه من دون مسائلة أو محاسبة.
من دون شك فإنه جرى ويجري کشف وفضح الجرائم والمجازر والانتهاکات التي يقوم بها نظام الملالي في مجال حقوق الانسان وکذلك الاعدامات التي يقوم بتنفيذها وإن صدور 72 قرار إدانة أممية ضده بهذا الصدد وحتى الاعتراف بإرتکاب النظام لمجزرة إعدام 30 ألف سجين سياسي، لکننا لا نرى هذه القرارات مع أهميتها بأنها بمثابة محاسبة ومسائلة للنظام بل إننا نقصد وعلى وجه التحديد ما صار يجري وبشکل خاص بعد إنتفاضة عام 2022، إذ تبادر شبکات وحدات المقاومة وشباب الانتفاضة على الرد على الاعدامات والانتهاکات التي يقوم بها النظام.
هذه الشبکات التي يشکل قوامها الشبان الايرانيين من الجنسين والتي تقوم بتنفيذ عملياتها الثورية والتعبوية ضد المراکز والمٶسسات القمعية للنظام وتقوم بتصعيدها وتوسيع دائرتها على أثر إرتکاب النظام لجرائم فظيعة أو يتمادى في تنفيذ الاعدامات کما حصل في موجة الاعدامات المروعة التي جرت خلال شهر نوفمبر الماضي والذي شهد تنفيذ 335 عملية إعدام من بين المعدومين نساء کما تم تنفيذ بعض منها بصورة علنية من أجل إثارة الرعب والخوف بين الناس، لکن خلايا وحدات المقاومة وشباب الانتفاضة، صمموا على الرد بالنار على مشانق الاعدام التي نصبها النظام وقاموا وفي سلسلة عمليات شملت مدن مختلفة في سائر أرجاء إيران سميت بعمليات"النار جواب الإعدام" وضربوا خلالها قلب منظومة القمع من قبيل: مقرات للبسيج وحرس النظام ورموزه ومراکز أمنية وکذلك حرق وتدمير صور وهياکل لرموز النظام.
هذه العمليات الثورية أکدت بأنه لم يعد بالامکان إلتزام الصمت ازاء الجرائم الفظيعة التي يرتکبها النظام وإن سلاسل العمليات الثورية التي قامت بها شبکات وحدات المقاومة وشباب الانتفاضة في الأسابيع الأخيرة يؤكد أن الأرض تحت أقدام النظام لم تعد ثابتة. اللافتات التي أحرقت، المواقع التي ضربت، والرموز التي سقطت، ليست مجرد عمليات رمزية، بل رسائل سياسية بليغة تقول: الشارع الإيراني لم يعد يرى النظام قدرا أبديا، بل عدوا يجب مواجهته وإسقاطه.
#سعاد_عزيز (هاشتاغ)
Suaad_Aziz#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟