أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان فلو - بهچلي السلام ليس طائرًا بجناح واحد الجناح الثاني للطائر سيصنع قريباً















المزيد.....

بهچلي السلام ليس طائرًا بجناح واحد الجناح الثاني للطائر سيصنع قريباً


مروان فلو

الحوار المتمدن-العدد: 8550 - 2025 / 12 / 8 - 13:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مروان فلو- ٧/١٢/٢٠٢٥

ماذا قال بهچلي؟
في تصريح حديث قال بهجلي: «السلام ليس طائرًا بجناح واحد... الجناح الثاني لطائر السلام سيُصنع قريباً، وسيشهد الجميع التحليق بالجناحين معًا».
هذه التصريحات جاءت أثناء مناسبة رسمية داخل حزبه. وأشار إلى أن ما وصفه “العملية” (على ما يبدو مسار السلام / السياسة تجاه الكُرد) “تقترب من نهايتها”.
في خطابات سابقة، بهجلي اقترح — بشكل لافت للنظر ائه — أن يُسمح لزعيم حزب العمال الكردستاني (PKK) المعتقل عبد الله أوجلان أن “يخاطب البرلمان التركي” كجزء من مسار محتمل لحلّ الصراع.
أيضاً قبل أيام دعا، في موقف نادر، إلى “دراسة الإفراج” عن زعيم كُردي معارض — صلاح الدين ديمرتاش — ما أثار دهشة الكثيرين، نظراً لمواقف بهچلي القومية المتشددة تاريخياً.
إذًا — تصريحات واضحة تعد على الأقل بإمكانيّة تحوّل في مقاربة “المسألة الكُردية” من عناد أمني إلى خيار سلام/تسوية سياسية تحت مظلة الدولة.
الأبعاد السياسية والاستراتيجية المحتملة
• إعادة ضبط “قانون اللعب” السياسي الداخلي
بهچلي — عبر هذه التصريحات — قد يسعى إلى إعادة تعريف “القواعد” السياسية في تركيا بحيث لا تبقى “القومية الصارمة + القمع الأمني” هي الإطار الوحيد المتداول. إذا جُرّدت بنجاح، المبادرة تقدّم على أنها “مبادرة دولة” لا “منح للكُرد” — ما يتيح له و لحزبه الحفاظ على شرعيّة قومية مع ادعاء السعي لوحدة وطنية. هذه قصة تفيد حزبه داخلياً أمام ناخبين وداخل تحالف الحكم.
• كسب غطاء دولي / إقليمي — تغيير الصورة أمام الخارج
التحول من خطاب أمني–قمعي إلى خطاب “سلام” أو “تسوية سياسية” يتيح لتركيا إعادة تموضع نحو الغرب أو الفاعلين الدوليين كدولة “تسعى للاستقرار”، خصوصاً في سياق الأزمات الإقليمية (سوريا، الملف الكُردي، النزاعات مع الكُرد في العراق–سوريا). هذا قد يقلل من الضغوط الغربية المتكرّرة بحق أنقرة بدعوى قمع الكُرد. تحليل لقرار مماثل يُركّز على أن دعوة أوجلان أو تسوية مع الكُرد “قد تمهّد الطريق أمام إحراز تقدّم… بشرط وضوح رؤية الدولة” وليس كمبادرة شعبوية.
• إدارة صراع “مركّب” من داخل تركيبة الحكم
تركيا اليوم تواجه ضغوط سياسية–أمنية متداخلة: ملف الكُرد، آثار الحرب في سوريا، التداعيات الإقليمية، الخلافات الداخلية. مبادرة “السلام — الجناح الثاني” تتيح لـ MHP (وغالباً للحكومة) إدارة الصراع بطريقة هجينة: منع انفصال أمني مباشر، من جهة؛ ومن جهة أخرى فتح متنّفَس سياسي يمكن استثمارُه في ضبط الشارع الكُردي وضبط الأصوات المعارضة.
• اختبار ردود الفعل الكُردية داخلياً … وربّما تشتيت الصف الكُردي
إذا كان عرض “السلام + تسوية + شراكة سياسية” مضمَّناً ضمن إعلان “جناح” جديد، فهذا قد يخلق إغراءً لعناصر كُردية — من معتدلين إلى معارضين — للمشاركة أو الاحتكام السياسي بدل العنف. ما يعني أن “الجناح الثاني” ليس فقط شعار سلام، بل محاولة لامتصاص مطلب كُردي بطريقة داخل النظام. هذه ملاحظة موجودة في تحليلات حديثة للمسألة الكُردية في تركيا.
هل بهچلي “جاد” — أم أن الأمر تكتيكي لشراء وقت؟
يمكن النظر إلى تصريحاته على أنها مزيج من جدّية وتكتيك:
دلائل على جدّيته
الاقتراح بإشراك أوجلان أو حتى النظر في إطلاق ديمرتاش — أمر لم يتجرأ عليه كثير من القوميين في السابق.
تحولات ملموسة: سمح سابقاً بزيارات لأوجلان من قبل نوّاب من أحزاب مؤيدة للكُرد، وهو تغيير مهم بعد سنوات من العزل.
الحديث عن “خارطة طريق” وعودة “أمل” — ليس على أنه مجرد شعارات انتخابية، بل كتوجه يستدعي إدارة مؤسسية ونقاش برلماني.
دلائل على أنه تكتيكي / مرحلي
المعارضة الداخلية التركية كبيرة ضد مثل هذا المسار، ومن القوميين المتشددين قد يُعتبر هذا تنازلًا مرفوضًا. من مصلحة بهچلي أن يختبر أولاً “ردود الفعل” قبل المضي في تغييرات فعلية.
السياق الإقليمي المتوتر: الأحداث في سوريا، العراق، والتوترات مع الكُرد في الشرق الأوسط تجعل أي “سلام” هشًّا إن لم يكن مصحوبًا بضمانات أمنية وسياسية.
الغموض في التصريحات: “جناح السلام” — عبارة رمزية، غير واضحة التفاصيل؛ دون جدول زمني أو خطوات محدّدة.
إذًا من الممكن أن يكون بهچلي “يشتري وقتًا”: يخفّف الضغط على حكومته، يفتح نافذة تفاوض، ويحافظ على ماء الوجه قومياً — مع احتفاظ بإمكانية الرجوع إذا تغيرت موازين القوى.
ماذا يعني هذا للكُرد — الفرص والمخاطر
فرص
إمكانية إعادة فتح قنوات سياسية لا تحتكرها فئات معينة — قد تُحوّل مطالب الحقوق الكُردية إلى أطر تفاوضية.
إذا ما نجحت التسوية، قد يُتاح للكُرد حقوقاً ثقافية أو لغوية أو مشاركة سياسية أوسع، بدل الحملة الأمنية المعتادة.
كسر احتكار العنف: تقديم “الجناح السياسي” كبديل للعنف المسلح قد يقلل من دائرة المواجهة — إذا صدقت النية.
مخاطر / تحوّلات ممكنة سلبية
“السلام” في إطار شروط تركية: أي تنازلات قد تُفرض على الكُرد، مقابل ضمانات أمنية صارمة، تقلّل من استقلالية الحركة الكُردية أو مطالبها.
تجزئة الحركة الكُردية: بعض الفصائل قد ترفض التسوية، بينما يذهب آخرون للضغط السياسي — ما قد يخلق انقساماً داخل المجتمع الكُردي.
“سلام بظل الحاكم”: إذا غياب إصلاح حقيقي للنظام، فإن أي تسوية ستكون سطحية؛ ما يعني أن الحقوق تبقى مهددة بالتراجُع عند أي تغيّر سياسي.
استنتاج: سيناريوهات محتملة
في ضوء كل ما سبق، أرى أن هناك – في المرحلة الراهنة – ثلاث سيناريوهات محتملة:
مسار سلام/تسوية جاد: تُترجم تصريحات بهچلي إلى خطوات عملية — إطلاق سراح بعض المعتقلين، مناقشة لحقوق الكُرد، إصلاحات سياسية/دستورية — تؤدي إلى تهدئة طويلة الأجل.
مساومة تكتيكية: “جناح السلام” يستخدم كورقة تفاوضية داخلية وخارجية، لكن مع شروط أمنية صارمة، بحيث يعود الصراع إلى وضع أمني/قمعي عند أول أزمة.
عودة إلى العنف أو فرض سيطرة أمنية مشددة: إذا لم تُلبَّ مطالب الكُرد أو وجدت المعارضة القومية داخلياً أن التكتيك يهدد مشروعها، تتراجع الحكومة عن المبادرة وتستأنف القمع.
خلاصة
تصريحات بهچلي تمثّل — على الأقل — أول إشارة جدية من حزب قومي متشدد نحو أن “حلّ المسألة الكُردية” قد يكون عبر سياسية سلام/تسوية، لا عبر القمع فقط. لكن هذه الإشارات تأتي في سياق سياسي معقّد، والنية تُفصح جزئياً، بينما التفاصيل — الشروط، الضمانات، الإصلاحات — ما تزال غامضة.
إذًا، إن كان هناك جِدّ في النية، فـ “الجناح الثاني” قد يكون بداية مرحلة مهمة في السياسة التركية تجاه الكُرد. لكن إن كان تكتيكي فقط — فسنكون أمام مناورة سياسية لشراء الوقت.



#مروان_فلو (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مظلوم عبدي ورسم معالم المرحلة المقبلة: قراءة سياسية–استراتيج ...
- أوجلان… من الكفاح المسلح إلى “عقد اجتماعي جديد”: قراءة تحليل ...
- إلهام أحمد تدعو إلى سلام شامل في سوريا: نقد للنظام المركزي و ...
- تركيا بين إرث الدولة الصلبة واستحقاق التعددية: نحو عقدٍ اجتم ...
- نحو تركيا اتحادية: بين الدولة المزدوجة وتحوّلات القرن الثاني ...
- تعثر اتفاق قسد ودمشق: تشابك المصالح واستعصاء الحلول في الأسا ...
- الفرهْوار: في الجذور الميدية–الكردية للرمز الزردشتي الأعلى
- لماذا يمثّل الكُرد الامتداد السكاني الأكثر قدماً في شمال الر ...
- العام الذي لم يكتمل
- الجزيرة في وثائق 1919: موقعها بين حدود سوريا التاريخية وسياس ...
- إعادة هندسة الإقليم عبر المقاربة الديمقراطية الكُردية: تحليل ...
- أوجلان… هندسة الوعي الجمعي وصياغة الجيل الكُردستاني الجديد
- زيارة اللجنة البرلمانية التركية إلى جزيرة إمرالي: الدلالات ا ...
- تعليم اللغة الكُردية في باكور (شمال كردستان/تركيا): بين القي ...
- الطائفية السياسية في الساحل السوري – قراءة في صراع السلطة وا ...
- مظلوم عبدي والدستور السوري الجديد: رؤية شاملة لحقوق المكونات
- الدستور السوري الجديد ورؤية الإدارة الذاتية: قراءة في مطالب ...
- تداعيات تصريحات القائد العام لقسد مظلوم عبدي حول مستقبل المف ...
- من الدولة الكمالية إلى الدولة التعددية: تحليل بنيوي لموقع أو ...
- تحوّل الدولة التركية نحو مقاربة تفاوضية: قراءة في إصرار دولت ...


المزيد.....




- السيسي يستقبل خليفة حفتر ونائبه.. وبيان رئاسي يكشف ما بحثوه ...
- شهادة صادمة.. سائق في الجيش السوري بعهد الأسد يكشف لـCNN عن ...
- الكشف عن -أسد- التميمة الرسمية لنهائيات كأس أفريقيا 2025 الت ...
- تحقيق -ملفات دمشق-: ما هو جهاز - الراشدة- الذي استخدمه نظام ...
- أحمد الشرع: العلاقات مع تركيا والسعودية وقطر والإمارات -مثال ...
- سوريا : احتفالات بالذكرى الأولى لسقوط نظام الأسد
- الاتحاد الأوروبي يصادق على إجراءات تهدف إلى تشديد سياسة الهج ...
- -إعلان غرناطة- يضع أسسا عالمية لمكافحة الإسلاموفوبيا بختام م ...
- رئيس المجلس الأوروبي: لن نقبل بتدخلات وتهديدات أميركا في سيا ...
- الأميركيون من أصول صومالية يحملون جوازاتهم بالشوارع خوفا من ...


المزيد.....

- قراءة في تاريخ الاسلام المبكر / محمد جعفر ال عيسى
- اليسار الثوري في القرن الواحد والعشرين: الثوابت والمتحركات، ... / رياض الشرايطي
- رواية / رانية مرجية
- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان فلو - بهچلي السلام ليس طائرًا بجناح واحد الجناح الثاني للطائر سيصنع قريباً