أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كريم المظفر - الحسابات الدقيقة في الحروب















المزيد.....

الحسابات الدقيقة في الحروب


كريم المظفر
(Karim Al- Modhafar)


الحوار المتمدن-العدد: 8549 - 2025 / 12 / 7 - 18:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


استوقفت كثيرا عند عبارة قالها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ، وهو يرد على سؤال صحفي حول استعدادات قوات حلف شمال الأطلسي (الناتو) وإمكانية نشوب حرب أوسع مع أوروبا ، والتي اعلن فيها " اذا اراد الغرب الحرب فنحن لها ، لكنها لن تكون طويلة .. وان العملية العسكرية الروسية في اوكرانيا تجري وفق حسابات دقيقة " ، وكلمة الحسابات الدقيقة اعادة ذاكرتنا الى الحروب الامريكية الظالمة ( 1991 و 2003 ) التي قادتها الولايات المتحدة و33 دولة اخرى ضد العراق ، بناءا على حجج قدمتها الولايات المتحدة الامريكية وحلفاءها الغربيون ، كشف الزمن " بطلانها " ، وكذب الغرب على العالم كله ، لتنفيذ ابشع جريمة عرفها التاريخ ضد العراق .
في اعتقادنا ان الحسابات الدقيقة التي أراد بها الرئيس الروسي ، هي غير الحسابات الدقيقة التي قامت بها الولايات المتحدة ، في تنفيذ جرائمها الحقيقة التي ارتكبت ضد الشعب العراقي ، سواء في الحصار الظالم ، لكل ما هو حي في العراق ، فالحسابات الدقيقة الامريكية حرمت الشعب العراقي حتى من غذاءه ، أو ادويته ، ومقوماته الانسانية الاخرى ، وحتى الاطفال لم يسلموا من جرائم الحسابات الدقيقة الامريكية والغربية ، ووصل عدد الاطفال الذي راحوا ضحية لهذا الحصار مايقارب مليون ونصف المليون طفل ، سواء جراء الحروب أو نقص الغذاء والدواء ومستلزمات الحياة الضرورية للاطفال .
وفي مؤتمرها الصحفي الذي عقدته وزيرة الخارجية الامريكية ( العجوز الشمطاء ) مادلين أولبرايت ، عند تقديمها لكتابها ( سيدتي الوزيرة ) في اكتوبر 2004 في احدى المكتبات الروسية في موسكو ، حيث وردت عبارة في كتابها " ندمت على تصريحاتي بشأن موت الاطفال العراقيين جراء الحصار " ، وسألتها في حينه ان كانت نادمة على اشياء أخرى تم تدميرها في العراق ، وللتهرب من الاجابة قالت " لست نادمة على أي شي " ، وراحت تسرد ما تردده العصابات الغربية والامريكية ، وكيلها للاتهامات لرئيس النظام العراقي الاسبق ، وانه هو المتسبب في ماوصل اليه العراق من تدمير .
وللذين لم يعاصروا تلك الفترة نقول ، ان الولايات المتحدة الامريكية وعصابتها ، ووفق حساباتهم ، جعلوا من العراق ساحة لتجربة كل اسلحتهم الجديدة ، واسقطوا الآلاف الاطنان من القنابل الذكية والغبيّة.. المحللة دوليّاً والمحرّمة انسانيّاً على اهداف ، بعضها عسكري لكسر شوكت العدو(العراق) ، وكثير منها مدني لا مسوّغ او عذر لاستهدافه مثل محطات تحلية المياه ومخازن الاغذية ، والجسور وحتى الجسور الخشبية على نهري دجلة والفرات ، وعلى الانهر الصغيرة المتفرعة منها، وتقنيات الحرب والقدرات الامريكيّة والتحالفيّة في تلك الحرب ، والطرق والسكك الحديدية والمطارات ، وكانت ووفق تقارير دولية قادرة على التمييز بين الاهداف من ارتفاعات كبيرة ، لكن ما حصل هو ان حملة منظمة حتى لضرب الجسور الخشبية التي لا تصلح الا لعبور المشاة ، وفي مراكز المدن وفي اوقات تجمع الاهالي على ضفاف الانهر ، للتزود بالماء الذي اختفى من شبكات الماء الواصلة للمنازل او لغسل الملابس قد نُفِّذت، وصواريخ لا يمكن الجزم انها عمياء خلفت الآلاف من الضحايا المدنيين بين شهيد وجريح ومعاق ومفقود،
واستخدموا جميع اسلحتهم المحرمة الدولية والاعتيادية ، ومع بداية الحرب ، ومنذ اللحظة الاولى للعدوان على العراق حرصوا على تدمير أكبر عدد ممكن من المواقع التي يمكن لها ان تسهم في ديمومة الحياة للشعب العراقي ، وحتى الطبيعة في العراق لم تسلم من القصف الامريكي ، وكانت هدفا اساسيا للقوات الامريكية ، واستخدامها للاسلحة المحرمة والمشبعة باليورانيوم المنضب ، والتي لليوم وغدا لازالت اثاره قائمة على الشعب العراقي ، وبالعودة الى ثلاثة عقود فإن تاريخ يومي السابع والعاشر من شباط فبراير عام واحد وتسعين وتسعمئة والف ، شهد قصفا في وضح النهار واثناء تجمهر الاهالي وتجمعهم على ضفتي نهر الفرات بمدينتي الخضر والسماوة 280كلم جنوب بغداد، والقصف استهدف جسرا داخليا في الخضر ولم يك طريق امداد حربي ، بل جسرا خشبيّاً وسط مدينة السماوة يستخدمه المشاة للعبور بين الضفتين، وذات الجسرين تعرّضا لأكثر من مئة صاروخ جو ارض خلال الحرب، وادت عمليات القصف الى قتل اكثر من مئتي شخص وجرح وعوق المئات غالبيتهم من الاطفال والنسوة والفتيات ، وكبار السن اضافة إلى الكثير من المفقودين الذين لم يعرف مصيرهم، حوادث من بين العشرات من الحوادث التي شهدتها حرب عام 1991 على الاراضي العراقية والكويتية، والبعض منها مازال يحصل بفعل القنابل العنقودية المحرمة دوليا ، والتي لم ترفع حتى اليوم من اراض شاسعة وتسبب في كل عام حوادث مميتة ، وبشكل خاص في مناطق البادية الجنوبية.
العدوان الامريكي لم يبقي حجر على حجر في العراق ، وهجر الاهالي من بيوتها جراء القصف العنيف الذي تعرضت له المدن العراقية ، وتدمير كل شيء يسير على الارض ، حتى الهاربين بسياراتهم الى اماكن اخرى تقيهم وتبعدهم عن القصف العدواني الثلاثيني على المدن العراقي ، وهنا لا بد أن نستذكر والحالة هذه ، جريمة بشعة اخرى قام بها الطيران الأمريكي ، دون أن يرف للغرب " المجرم " رمش عين ، هي قصف " ملجأ العامرية " وسط مدينة بغداد ، تلك الجريمة التي هزت العالم ، وراح ضحيتها اكثر من 450 طفلا وامرأة وكبار السن ، الذين اتخذوا من هذا المكان ، موضعا يحتمون بها من القصف الامريكي والغربي المكثف ، ، ففي فجر يوم 13 شباط، و تحديدًا الساعة 04:30 صباحًا، انطلقت مقاتلتان شبحيتان من طِراز F117 نايت هوك إلى غرب بغداد و تحديدًا العامرية، مسلحتان بقنابل ذكية، و اسقطت المقاتلة الأولى قنبلة من طراز Paveway III GBU-27، تزن 2000 رطلاً، على الملجأ نزلت القنبلة نحوّ 10 اقدام و تأخر انفجار فتيلها بعدها بدقائق ، بعدها اطلقت المقاتلة الاخرى قنبلة GBU27 اخرى بنفس مسار القنبلة الاولى، و بدء الانفجار في الطابق العلوي، تم صهر المواطنين في الطابق العلوي ، بفعل الإحتراق الشديد لفتيل القنابل ، وادى ذلك إلى غليان المياه و تكفل ذلك بقتل من تبقى في الطابق الأرضي! ، والحجة في البيت الأبيض كانت جاهزة ، وهي ان الحكومة العراقية كانت تستخدم الملجأ كمقر قيادة وهمي ، و انهم اختاروا عدد من المواطنين لتغطية المقر ، و كان الرصد الاستخباري اكد اعتراض معلومات صادرة من هوائي يبعد 270 متر عن الملجأ يؤكد ان الملجأ كانَ مقرًا بديلاً للقيادة العراقية!
عذرا على الاطالة ، لأن هناك غصة لدى كل عراقي ، بسبب ما جرى من حملة تدمير ليست فقط البنى التحتية والخدمية ، بل حملة تدمير الشعب العراقي بالكامل ، ومحاولة طمس هويته العربية والقومية ، وتحييده من دوره القيادي تجاه القضايا العربية ، وهناك الكثير الكثير من الجرائم التي لا تعد ولا تحصى ، والتي استهدفت العراق وشعبه .
وهنا اعود مرة ثانية الى تصريح الرئيس الروسي حول العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا ، وتعامل معها بشكل دقيق ومحسوب ، والحسابات الدقيقة التي يشير لها الرئيس الروسي ، نعتقد انها وبرغم مرور اربعة اعوام على بدايتها ، لازال الشعب الاوكراني يمارس حياته اليومية ، سواء بالسفر والترحال والتنقل بين المدن ( ومثال على ذلك هذا مهرج أوكرانيا زيلينسكي يتجول هنا وهناك ، دون أن يكون هدفا للقوات الروسية ) ، كذلك البنى التحتية سواء توفر المياه الصالحة للشرب والكهرباء وحتى الانترنت ، ويمارسون الزراعة والتصدير ، وغيرها من مقومات الحياة اليومية ، لم يتم استهدافها بشكل مباشر او غير مباشر ، رغم انها تحت مرأى وقدرة القوات الصاروخية الروسية لضربها وتدميرها ، لأنها لم تكن هدفا اصلا .
وأن ما يجري في أوكرانيا هو حرب بالنيابة ، أراد منها الغرب وكما يعلن هو القضاء على روسيا استراتيجيا ، وبالطبع هم واهمون بذلك ، فقد اثبتت القيادة الروسية وخلال السنوات الاربعة الماضية ، انها لا تريد القتال مع القوات الاوكرانية المغلوب على أمرها ، وان هدف العملية العسكرية بالاساس هو دفاعي ، وحماية سيادة واراضي واجواء روسيا وحدودها ، ووجودها ، وتأكيد قدرتها على درء المخاطر الموجهة ضدها ، وبالتالي لم يكن الشعب الأوكراني ( الشقيق ) يوما عدوا للشعب الروسي ، ولم يكن هدفا مباشرا للقوات الروسية ، بل على العكس ، فهناك اكثر من 3 مليون اوكراني يعيشون في روسيا حتى اليوم بأمان ويمارسون حياتهم اليومية التي اعتادوا عليها ، دون ان تضاييقهم السلطات والاجهزة الامنية .



#كريم_المظفر (هاشتاغ)       Karim_Al-_Modhafar#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زيلينسكي واوروبا والاختيار الصعب
- رحل تشيني وبقيت الكراهية العالمية للولايات المتحدة
- تقسيم روسيا
- هل بودابست الخيار النهائي للقمة القادمة بين بوتين وترامب ؟
- الدبلوماسية الهادئة لبوتين
- الأصول الروسية تفقد الاوربيين صوابهم
- خطة الغرب السرية لتقسيم أوكرانيا
- بريطانيا واحلام الماضي التي لاتنتهي
- - اللي تَلَدغَه الحَيّة* بيده ، يَخَاف مِن جَرْت الحَبِل -!!
- تحالف - الراغبين - هل يتحول الى تحالف - المستضعفين - !!!
- الخيار المصيري لأوكرانيا بين الاتحاد الأوربي والناتو
- ياعراقيون .. احذروا من خبث الأوكران
- الضمانات الأمنية النرجسية لأوكرانيا
- -تحالف الراغبين- لم يهزم ترامب في ملعبه
- لغة الجسد في قمة بوتين وترامب
- أمريكا الروسية
- روسيا والامارات وسنوات من التعاون المثمر
- بوتين وشروط روسيا التي لا تتغير
- مبادرة ترامب التي خمدت في مهدها
- الغذاء الاوربي المجاني في مصيدة الفئران الامريكية


المزيد.....




- السيسي يستقبل خليفة حفتر ونائبه.. وبيان رئاسي يكشف ما بحثوه ...
- شهادة صادمة.. سائق في الجيش السوري بعهد الأسد يكشف لـCNN عن ...
- الكشف عن -أسد- التميمة الرسمية لنهائيات كأس أفريقيا 2025 الت ...
- تحقيق -ملفات دمشق-: ما هو جهاز - الراشدة- الذي استخدمه نظام ...
- أحمد الشرع: العلاقات مع تركيا والسعودية وقطر والإمارات -مثال ...
- سوريا : احتفالات بالذكرى الأولى لسقوط نظام الأسد
- الاتحاد الأوروبي يصادق على إجراءات تهدف إلى تشديد سياسة الهج ...
- -إعلان غرناطة- يضع أسسا عالمية لمكافحة الإسلاموفوبيا بختام م ...
- رئيس المجلس الأوروبي: لن نقبل بتدخلات وتهديدات أميركا في سيا ...
- الأميركيون من أصول صومالية يحملون جوازاتهم بالشوارع خوفا من ...


المزيد.....

- قراءة في تاريخ الاسلام المبكر / محمد جعفر ال عيسى
- اليسار الثوري في القرن الواحد والعشرين: الثوابت والمتحركات، ... / رياض الشرايطي
- رواية / رانية مرجية
- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كريم المظفر - الحسابات الدقيقة في الحروب