أميمة البقالي
(Oumaima Elbakkali)
الحوار المتمدن-العدد: 8547 - 2025 / 12 / 5 - 18:11
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
نعيش اليوم في عالم يتحرك بسرعة مذهلة، حيث تتسابق الأخبار، وتزدحم الالتزامات، وتتسارع الأيام دون أن نلاحظ ذلك. وبين ضجيج الحياة وضغوطها، يبدأ الإنسان رحلة صامتة لا يراها أحد: رحلة البحث عن السلام الداخلي.
هذا السلام ليس رفاهية، بل حاجة أساسية تمنح الإنسان القدرة على مواجهة الحياة بثبات وابتسامة.
السلام الداخلي ليس مكانًا نصل إليه، بل هو حالة نخلقها تدريجيًا. يبدأ حين يتوقف الإنسان عن مقارنة نفسه بالآخرين، ويفهم أنّ لكل شخص طريقًا مختلفًا ومسارًا خاصًا. يبدأ عندما يتصالح مع ماضيه، ويتعامل مع حاضره بوعي، ويستقبل مستقبله بثقة.
أحد أسرار السلام الداخلي هو القدرة على “التوقف”. التوقف عن الركض المستمر، عن التفكير الزائد، عن محاولة إرضاء الجميع. فالعقل يحتاج لحظات صمت، والقلب يحتاج مساحة ليتنفس بعيدًا عن الضغط والضجيج.
مجرد لحظات يومية من التأمل، أو قراءة، أو صلاة، أو نزهة قصيرة تكفي لإعادة ترتيب الفوضى داخلنا.
كما أن الامتنان يلعب دورًا كبيرًا في تحقيق السلام. عندما يبدأ الإنسان في رؤية النعم الصغيرة من حوله، يصبح أكثر رضًا وأقل خوفًا. الامتنان يحوّل الأشياء العادية إلى أشياء مُبهجة، ويحوّل الأيام الصعبة إلى دروس نافعة.
وفي رحلة البحث عن السلام، لا بدّ من تعلم مهارة “الاختيار”. أن يختار الإنسان من يستحق البقاء في حياته، وأن يبتعد عن مصادر التوتر وال negativity. فالعلاقات الصحية والبيئة الجيدة تساعد على بناء قلب قوي وهادئ.
في النهاية، السلام الداخلي ليس هدية يقدمها العالم لنا، بل هو عمل داخلي نقوم به نحن. كل خطوة نحو الهدوء، وكل قرار نحو التوازن، وكل لحظة نختار فيها أن نُحب أنفسنا، تقرّبنا من السلام الحقيقي.
وحين يصل الإنسان إلى هذه المرحلة، يبدأ يرى الحياة بطريقة أجمل، ويصبح أكثر قوة، وأكثر قدرة على النجاح، لأن القلب الهادئ هو أقوى سلاح في هذا العالم المتسارع.
#أميمة_البقالي (هاشتاغ)
Oumaima_Elbakkali#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟