أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد جليل العتابي - العراق من دولة نفط إلى لاعب إقليمي للطاقة














المزيد.....

العراق من دولة نفط إلى لاعب إقليمي للطاقة


احمد جليل العتابي

الحوار المتمدن-العدد: 8547 - 2025 / 12 / 5 - 16:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من دولة نفط إلى قوة إقليمية متعددة المصادر

يشهد العالم اليوم سباقاً محموماً لإعادة تعريف مفهوم الطاقة حيث لم يعد النفط وحده معيار القوة ولم تعد الدول المنتجة تكتفي بدور المصدّر التقليدي فالتحولات العالمية من الحرب الروسية الأوكرانية إلى التحوّل الأوروبي نحو مصادر بديلة مروراً بالصعود الآسيوي كلها تخلق واقعاً جديداً يعيد رسم خريطة النفوذ. وفي قلب هذا التغيير يظهر العراق كأحد أكثر الدول قدرة على إعادة صياغة دوره إذا نجح في إدارة ملف الطاقة بطريقة جديدة تخرج عن النمط الريعي التقليدي.

العراق يمتلك إمكانية التحول من دولة تعتمد على النفط إلى دولة تمتلك ثلاثة مصادر قوة متوازية النفط والغاز والطاقة النظيفة. فما تملكه البلاد من احتياطيات نفطية يجعله لاعباً ثابتاً في السوق العالمية لكن ما لم يستثمر بعد هو الغاز الذي يمكن أن يمنح العراق نفوذاً إقليمياً أكبر من نفوذ النفط نفسه خلال العقد القادم. أكثر من نصف الغاز العراقي لا يزال يُحرَق هدراً بينما تحتاج دول الجوار والاتحاد الأوروبي إلى مصادر جديدة آمنة ومستقرة. في ظل أزمة الطاقة العالمية يتحول الغاز إلى (سلاح نفوذ)وليس مجرد سلعة.

أما التحول العالمي نحو الطاقة النظيفة فإنه يفتح باباً جديداً للعراق ليصبح منتجاً للطاقة الشمسية بقدرة يمكن أن تتجاوز حاجته المحلية وتحوله إلى مركز تصدير كهرباء إقليمي إذا وُضعت له خطة استراتيجية فالمناطق الغربية والجنوبية للعراق تمتلك واحدة من أعلى معدلات الإشعاع الشمسي في المنطقة والعالم وهو ما يجعل العراق قادراً تقنياً وبيئياً على إنتاج كميات هائلة من الكهرباء النظيفة بأسعار منخفضة وهناك دول كثيرة في المنطقة من الإمارات إلى السعودية بدأت بالفعل بتحويل الشمس إلى نفوذ سياسي والعراق يمتلك الظروف الطبيعية ذاتها بل وأوسع.
الجانب الأكثر حيوية في ملف الطاقة هو أن العراق لا يحتاج إلى اختراع نموذج جديد،ك بل إلى تبني سياسات واضحة تجعل من ملف الطاقة مشروع دولة لا مشروع وزارة. يمكن للعراق خلال السنوات العشر المقبلة أن يتحول إلى دولة مكتفية ذاتياً بالغاز والكهرباء،ك وأن يبدأ التصدير نحو تركيا والأردن والخليج في حال تم ربط الشبكات الإقليمية وهذه الخطوة وحدها كفيلة بتغيير مكانة العراق في التوازنات الإقليمية لأن من يملك فائضاً من الطاقة يملك القدرة على التأثير في قرارات الجوار لا العكس.
لكن الجانب الأهم هو أن صناعة الطاقة المتنوعة ستخلق اقتصاداً جديداً داخل العراق. فعندما يتحول البلد إلى مركز لصناعة البتروكيمياويات والأسمدة والغاز المسال والطاقة الشمسية ستبدأ آلاف المصانع بالظهور وستتحول الموانئ والطرق والسكك الحديدية إلى أدوات جذب استثماري. هذا سيغيّر شكل المجتمع نفسه لأن فرص العمل ستنتقل من القطاع العام المترهل إلى قطاع خاص متعدد المجالات يخلق طبقة اقتصادية جديدة أكثر استقراراً وأكثر تأثيراً في الشأن العام.

التوقعات المستقبلية تشير إلى أن الدول التي تمتلك مصادر طاقة متنوعة ستكون الأكثر قدرة على التأثير في المنطقة بعد 2030 والعراق يمتلك هذه العناصر جميعها لكنه يحتاج إلى تخطيط طويل الأمد ورؤية حكومية ثابتة تتجاوز الصراعات السياسية التي عطلت هذا الملف لعقود. فإذا تمكن العراق من إدارة ملف الطاقة بنموذج علمي واقتصادي فسيتحول إلى قوة إقليمية محورية لا بسبب النفط فقط بل بسبب قدرته على توفير الغاز والكهرباء وربط الأسواق.

بهذه القراءة يبدو واضحاً أن التحول من دولة تعتمد على النفط إلى دولة تمتلك منظومة طاقة كاملة ليس رفاهية بل ضرورة سياسية واقتصادية ستحدد مكانة العراق في التوازنات القادمة والطاقة بكل أشكالها هي المفتاح الذي يمكن أن ينقل العراق من دولة تنتظر قرارات الآخرين إلى دولة تفرض شروطها على طاولة القرار الإقليمي…
اتمنى من الحكومة القادمة ان تأخذ كلامي هذا بعين الأعتبار….



#احمد_جليل_العتابي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق… مركز التوازن القادم
- من يزرع تنظيماً يحصد انتصارا
- بريطانيا وصناعة العراق الحديث
- قمة بغداد مهرجان الخنوع وتبذير المال العام
- عبيد السلطة وخونة الشعب
- موسم النصب السياسي يعود من جديد
- سماسرة الدم
- خور عبدالله بين الحق والعقل…
- مقترح الكفيل
- التنصت على النواب وخطوة سحب الثقة من السوداني
- مستشارو الرئيس بين الواقع والعبثية
- -تسريبات نور زهير: شركاء الفساد في مواجهة الخوف والفضيحة-
- تأسيس نقابة الجودة والاعتماد المؤسسي: خطوة نحو مستقبل أكثر ت ...
- حلم العراق : رؤية لمستقبل نقي ومزدهر
- السياسيون ومصالحهم الشخصية وضرورة الوقوف على الحياد
- العراق: البوابة الذهبية إلى أوروبا عبر طريق الحرير
- منصب رئيس الوزراء في العراق: بين عبثية الانتخابات والحاجة ال ...
- “السوداني والمالكي: تحديات الدعم والولاء في الساحة السياسية ...
- توديع الحرس القديم في العراق: واقع لا مفر منه وتأثير دائم
- ياعلي ادركنا


المزيد.....




- بملامح زوكربيرغ وماسك.. كلاب روبوتية برؤوس تُشبه البشر تثير ...
- -نتفليكس- تعلن التوصل إلى اتفاق لشراء -وارنر براذرز- وHBO
- الرئيس اللبناني لوفد مجلس الأمن: اعتمدنا خيار المفاوضات مع إ ...
- العراق.. صرخة مواطن بسبب أزمة البنزين
- -أمريكا أولا-... ترامب يعلن استراتيجية تركز على تعزيز الهيمن ...
- بحضور ترامب.. الكونغو الديمقراطية ورواندا توقعان اتفاق سلام ...
- يوروفيجن 2026: دول أوروبية تعلن مقاطعة المسابقة بعد قرار عدم ...
- شهيد بجنوب نابلس ومستوطنون يهاجمون بلدة شرق رام الله
- إستراتيجية جديدة لترامب تركز على أميركا اللاتينية وتحذر من م ...
- -غروكيبيديا- لا تقبل التعديلات إلا بعد موافقة الذكاء الاصطنا ...


المزيد.....

- اليسار الثوري في القرن الواحد والعشرين: الثوابت والمتحركات، ... / رياض الشرايطي
- رواية / رانية مرجية
- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد جليل العتابي - العراق من دولة نفط إلى لاعب إقليمي للطاقة