أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بثينة تروس - حظر الإخوان في كندا بين الديمقراطية والإرهاب!














المزيد.....

حظر الإخوان في كندا بين الديمقراطية والإرهاب!


بثينة تروس
(Buthina Terwis)


الحوار المتمدن-العدد: 8547 - 2025 / 12 / 5 - 09:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يمكن القول إن كندا كانت من أوائل الدول التي سبقت مشروع القرار الذي قدمته لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس الأمريكي، بدعم من إدارة الرئيس ترامب، لتصنيف جماعة الإخوان المسلمين كتنظيم إرهابي. فقد جاء التوجه الكندي في إطار محاصرة الكيانات الإسلامية المتطرفة والحد من نشاط الجماعات الراديكالية، خصوصاً بعد أن شهدت البلاد عام 2014 موجة من التطرف بين طلبة الجامعات، وفقدت العديد من الأسر أبناءها الذين التحقوا بتنظيم الدولة الإسلامية في سوريا والعراق، ما دفع الحكومة إلى تقديم حزمة من مشروعات القوانين لمكافحة الإرهاب والتطرف. غير أن هذه الجهود واجهت مقاومة منظمة من التيارات الإسلامية عبر شبكات المساجد والأئمة والكيانات الدينية، التي لجأت إلى الوسائل نفسها التي عرفها القادمون من دول عانوا فيها من الإرهاب والاستقطاب العقائدي.
فقد تم توظيف الخطاب الديني العاطفي لتحفيز العقل الجمعي للمسلمين، وإثارة المخاوف من التغوّل على الحقوق الدستورية في بلد يقوم على التعددية واحترام اختلاف المعتقدات وحقوق الأقليات، ويمنح المسلمين، كغيرهم، قيمة الأمان والمواطنة المتساوية. وباسم الإسلاموفوبيا ارتفعت أصوات رجال الدين محذرة من أن قانون مكافحة الإرهاب سيسمح للاستخبارات بمراقبة خصوصية نشاطات المسلمين، وأن ذلك بحد ذاته يشكل إرهابًا مضاداً، وهو ما دفع المدن الكبرى عام 2015 إلى تظاهرات حاشدة وغير مسبوقة، جذبت تضامناً واسعاً من كنديين غير مسلمين رأوا أن مواجهة الإرهاب ينبغي أن تبقى ملتزمة بأدوات الديمقراطية.
والشاهد أن أكثر من يعرف حقيقة الجماعات المتطرفة هم رجال الدين والقائمون على المؤسسات الإسلامية أنفسهم، إذ يدركون أن هذه الجماعات اعتادت احتكار الصوت المسلم وتصويره ككتلة واحدة صماء، بينما الواقع يختلف جذريًا، المسلمون في كندا طيف واسع من المدارس والاتجاهات، من الوسطية إلى التشدد، مرورا بجماعات التكفير والجهادية، لكنها جميعا تعيش تحت كنف الدستور الكندي، ومع ذلك، تستمر بعض التنظيمات ذات الصوت الأعلى في استخدام أساليب الضغط والترهيب المعنوي لإسكات الأصوات المسلمة المخالفة العليمة لمبالغاتها، وانها مستفيدة من علاقات متداخلة وواسعة مع دوائر سياسية ومؤسسات إدارية وأمنية.
ويؤكد واقع الأحداث اليوم أنه مع شروع عدد كبير من دول العالم في سن قوانين واضحة لتصنيف جماعة الإخوان المسلمين تنظيماً إرهابياً، فقد جددت الحكومة الكندية بدورها عزمها القديم على الحد من التطرف ووضع الإخوان ضمن قوائم الإرهاب، باعتبارها جماعة ذات بنية أخطبوطية متعددة الوجوه والأذرع، قادرة على التغلغل في المجتمعات المسلمة واصطناع حضور يفوق حجمها الحقيقي، وفي هذا السياق، عُقدت اجتماعات وفعاليات عدة داخل البرلمان الكندي، من بينها جلسة خصصت لبحث التأثيرات الأجنبية المعادية داخل كندا بتاريخ 29 أكتوبر 2025، كما انعقد مؤتمر آخر في العاصمة أوتاوا نظمته مؤسسات رسمية بالشراكة مع المجلس العالمي للأئمة ومنظمة تريندز للبحوث والاستشارات، ركز على دور المعرفة في مكافحة التطرف وترسيخ التعايش السلمي، مؤكداً أهمية دعم القيادات الدينية المعتدلة، بما يتيح إبراز سماحة الإسلام ووسطيته ويعزز الثقة بين المسلمين والمجتمع الكندي ككل.
غير أن الحقيقة أن المسلمين لم يتربوا على ممارسة الديمقراطية في أوطانهم، بل اضطروا للتكيف معها هرباً من الظلم السياسي والتمييز الديني والتكفير، في دول تزعم تطبيق (سماحة الشريعة الإسلامية). فهربوا إلى كندا من جحيم الدكتاتوريات العسكرية وهيمنة الكهنوت الديني، ومع ذلك لم يكن واقعهم هناك سهلاً، إذ سارعت جماعات الإخوان والهوس الديني إلى محاولة ملاحقتهم بالإرهاب الفكري وسطوة التنظيمات الدعوية، مستخدمة خطاب (الإسلاموفوبيا) لمعارضة القوانين الجديدة. وفي هذا الإطار، عقد المجلس الإسلامي بمدينة كالغري/ألبرتا مؤتمرا صحفيًا نظمته مجلس الشؤون العامة للمسلمين في 3 ديسمبر 2025 بمشاركة متحدثين من البيت الفلسطيني وأصوات يهودية مستقلة، لمعارضة قانون محاربة الإرهاب مستخدمين حججًا عاطفية، بعيدا عن جوهر القانون الذي يستهدف حماية أمن المجتمع الكندي بكامل أطيافه.
أما الجانب الذي أثار حفيظة تلك الجماعات فهو ليس تصنيف جماعة الإخوان ضمن قوائم الإرهاب فقط، بل الخوف من الرقابة المالية الشاملة وتتبع مصادر التمويل وفحص المنظمات الإسلامية من الخيرية والزكاة والتبرعات، والتدقيق في أوجه الصرف والشفافية في الأنشطة التعليمية والمجتمعية، خصوصًا تلك التي تتقاطع مصالحها مع الإخوان المسلمين ويشمل ذلك مخاطر غسل الأموال ودعم الحركات المتطرفة، وهو ما يجعل الرقابة المالية مرحلة حاسمة في ضبط التأثير المالي والسياسي للإخوان المسلمين داخل كندا وأمريكا على حد سواء.
وتبدو أهمية هذه المرحلة في كونها تُعيد رسم العلاقة بين المؤسسات الإسلامية والدولة الكندية على أسس أكثر صراحة، وتفصل بين العمل الديني الطبيعي وبين أي توظيف سياسي أو أيديولوجي. كما تتيح للمسلمين أنفسهم مساحة حرّة لإعادة تعريف صورتهم ضمن إطار قانوني شفاف ومتوازن، بعيدًا عن محاولات الاحتكار الصوتي أو التمثيل الأحادي التي احترفتها بعض التنظيمات الإسلامية لسنوات.



#بثينة_تروس (هاشتاغ)       Buthina_Terwis#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- (ستو).. وما بخوفنا من السلام!
- الدعم السريع والخسران المبين
- كايرو ومعايير البلابسة للغفران
- وا فجيعتهن! أخوات نسيبة وأخوات تأسيس
- سلام الكيزان..خراب وطن وتمكين!
- قسم حميدتي! حين يُطعم الجوعى بالدم!
- اخوان مصر(وحشين) تصريحات بلبوسة!
- وليدات الغبش بين الجهاد والشماتة
- أحمد هارون! عائدون..عائدون
- عدالة (درف).. محامي ذبيح الاخوان!
- سقط معز! استفرغت خبايا النفوس ظلاماتها!
- ابتزاز (الكاهن) في زمن الحرب
- يهود وإسلاميون في التيه!
- حين كذّب الكيزان رؤيا الحكيم!
- كامل إدريس.. الماسخ المكرور!
- الاعيسر مبعوث الكيزان لرجم الشيطان!
- جبريل.. من حصان طروادة الي دبابة المشتركة!
- موقف ثابت من تابت إلى طرة!
- حكوماتنا ومظالم نسوية مستمرة!
- هل يجرؤ الجيش على التبرؤ من كتائب البراء؟


المزيد.....




- بملامح زوكربيرغ وماسك.. كلاب روبوتية برؤوس تُشبه البشر تثير ...
- -نتفليكس- تعلن التوصل إلى اتفاق لشراء -وارنر براذرز- وHBO
- الرئيس اللبناني لوفد مجلس الأمن: اعتمدنا خيار المفاوضات مع إ ...
- العراق.. صرخة مواطن بسبب أزمة البنزين
- -أمريكا أولا-... ترامب يعلن استراتيجية تركز على تعزيز الهيمن ...
- بحضور ترامب.. الكونغو الديمقراطية ورواندا توقعان اتفاق سلام ...
- يوروفيجن 2026: دول أوروبية تعلن مقاطعة المسابقة بعد قرار عدم ...
- شهيد بجنوب نابلس ومستوطنون يهاجمون بلدة شرق رام الله
- إستراتيجية جديدة لترامب تركز على أميركا اللاتينية وتحذر من م ...
- -غروكيبيديا- لا تقبل التعديلات إلا بعد موافقة الذكاء الاصطنا ...


المزيد.....

- اليسار الثوري في القرن الواحد والعشرين: الثوابت والمتحركات، ... / رياض الشرايطي
- رواية / رانية مرجية
- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بثينة تروس - حظر الإخوان في كندا بين الديمقراطية والإرهاب!