أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شابا أيوب شابا - إستعمار فلسطين















المزيد.....

إستعمار فلسطين


شابا أيوب شابا

الحوار المتمدن-العدد: 8546 - 2025 / 12 / 4 - 13:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نشرت جريدة "الشيوعي" (جريدة شهرية يُصدرها الحزب الشيوعي الدنماركي) في عدد ديسمبر/كانون الأول الحالي مقالًا

بقلم الكاتب التركي: مُراد عقاد (1)
Murat Akad

تُعدّ تركيا والعديد من الدول الإسلامية الأخرى من بين الشركاء الدوليين في المشروع الذي تقوده الولايات المتحدة، والذي يَهدف إلى تحويل غزة إلى جحيم جديد.

وقد أثار هذا شهية الرأسماليين في العديد من الدول. وقد وصفتْ الصحافة الإمبريالية الخطة في غزّة، دون أن تكون رسمية، بأنها خطة ترامب للسلام - والتي تهدف في الواقع إلى تحويل غزة إلى مستعمرة حديثة بدعم دولي.

عُرفت الخطة لأول مرة في ٢٣ سبتمبر. وبالتزامن مع انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة، عُقد اجتماع في نيويورك حول مُبادرة ترامب، حضرهُ هو وأمير قطر. وحضرت ثماني دول إسلامية - بما فيها تركيا - عرضَ ترامب في هذا الإجتماع "مبادئه من أجل السلام".

وأعربت الدول المشاركة عن ارتياحها الكبير للمفاوضات الجارية، بما في ذلك الرئيس التركي رجب طيب أردوغان. لاحقًا، في المؤتمر الصحفي الذي أعقبَ لقاءً شخصيًا بين ترامب ونتنياهو في 29 سبتمبر/أيلول، أُعلن عن الخطة - التي تُعرف الآن بخطة ترامب - مع بعض الخطوات الملموسة. إنها ليست خطة سلام، بل مشروع استعماري.

أعرب المشاركون في الاجتماع في نهاية المطاف عن دعمهم للخطة، رغم الحاجة إلى توضيحات حول قضايا مثل الجدول الزمني للانسحاب الإسرائيلي وتحييد حماس. مع ذلك، جادلت تركيا بأن بعض النقاط موجهة ضد حماس وغزة.

إلا أن الاعتراضات سرعان ما خُمدت، وبدأ جميع المشاركين ببذل كل ما في وسعهم لضمان تنفيذ الخطة. من الواضح أن اجتماع نيويورك ركز على ما يمكن للدول فعله لتنفيذ الخطة أكثر من تركيزه على محتواها الفعلي.

دور حكومة حزب العدالة والتنمية

عقد أردوغان اجتماعًا آخر مع ترامب في واشنطن العاصمة، حيث سافر بعد حضوره إجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة. تناول النقاش مواضيع مختلفة، ولكن لم يُكشف بشكل كامل عن كيفية معالجة قضية غزة.

كشفت تصريحات ترامب والخطوات اللاحقة التي اتخذتها حكومة حزب العدالة والتنمية عن دور تركيا في الخطة. فإلى جانب مصر وقطر، كان على تركيا أيضًا إقناع حماس بالخطة. وأكَّد أردوغان لاحقًا هذه المهمة. ولا يزال من غير الواضح ما الذي "فعله" ترامب بالضبط من أجل أردوغان.

شيء مقابل شيء

قدّمَ توم باراك - رجل الأعمال الذي يشغل منصب السفير الأمريكي لدى تركيا والمُمثل الخاص للرئيس ترامب في سوريا - تلميحاً مهمًا قبل اجتماع ترامب وأردوغان، حيث صرح بأن الولايات المتحدة منحت أردوغان "الشرعية". تُقدّم الحكومة الأمريكية شكل من "شريان الحياة" لحزب العدالة والتنمية، وتُشير إلى تفضيلها بقاء النظام واستمراره. ويبدو أن أحد العوائد المتوقعة لهذا الدعم هو إقناع حماس بقبول الخطة.

في الأيام التي تلت قرار حماس بقبول المفاوضات بشأن الخطة، نشرت صحيفة وول ستريت جورنال مقالًا جاء فيه أن تركيا وقطر ومصر ضغطت على حماس مُحذرةً من أنها ستسحب كل دعمها لها في حال رفضها الخطة.

إعلان حماس اللاحق قبولها الخطة رهناً بالتفاوض على نقاط معينة، وقرارها بالبقاء على طاولة المفاوضات، يشير إلى أن حماس قد "اقتنعت" بالفعل.


الاستثمارات في "غزة الجديدة"


إن المستقبل الذي تراه الولايات المتحدة لكل من غزة والضفة الغربية لا يتضمن إطلاقاً إقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة. فوفقاً للخطط الحالية، من المقرر إعادة بناء غزة وتحويلها إلى مركز سياحي - ما يشبه "منطقة حرة". وسيتم إنشاء هيئة دولية لإدارة هذه العملية، برئاسة ترامب، وسيكون توني بلير نائبه.


أحد أهداف التدخل الإمبريالي في الشرق الأوسط هو تحويل المنطقة إلى جنة للعمالة الرخيصة، ذات حدود ضبابية، ودول قومية مُفككة، ومقاومة ضعيفة. وهذا بطبيعة الحال يثير حماس رأسماليي المنطقة. وستكون غزة أول مثال على ذلك.


كما تتوقع تركيا أن يلعب رأس المال التركي دوراً في إعادة هيكلة غزة. من هذا المنظور، فإن رغبة الحكومة في إنهاء الحرب وبدء مرحلة جديدة وفقًا للخطة أمرٌ مفهوم تمامًا. فقد أثبتت العديد من الأمثلة السابقة أن حزب العدالة والتنمية يُعطي الأولوية لرأس المال على الدين.

اضطرت حكومة حزب العدالة والتنمية إلى تحمل بعض التوترات مع إسرائيل من أجل فتح المجال أمام رأس المال التركي. هذه التوترات واضحة منذ زمن طويل. من ناحية أخرى، يتطلب مستقبل زيادة الأرباح لرأس المال في البلدين تحقيق شكل من أشكال "السلام".

لطالما عمل رأس المال التركي على تحقيق ذلك. وكما تتذكرون، كانت الأوضاع تعود إلى طبيعتها بسرعة قبل عملية طوفان الأقصى، التي بدأت في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وكان لقاء أردوغان ونتنياهو وشيكًا. لكن مع طوفان الأقصى، توقفت هذه الخطط.

على مدار العامين الماضيين، دافعت حكومة حزب العدالة والتنمية ظاهريًا عن فلسطين ضد إسرائيل، دون أن تُترجم ذلك إلى أفعال فعلية.

إن إلتفاته رمزية، كالرغبة في استبعاد إسرائيل من كرة القدم الدولية، لم تكن إلّا لتُخفي وراءها حقيقة أن التجارة مع إسرائيل لم تتوقف. ورغم ادعاء الحكومة منذ أكثر من عام توقف التجارة بين تركيا وإسرائيل، إلا أنه من المعروف أن هذا لا يعكس الواقع، إذ تستمر التجارة عبر قنوات غير مباشرة، ويستمر الشحن بين الموانئ التركية والإسرائيلية. كما تستمر إسرائيل في تلقي جزء كبير من نفطها من أذربيجان عبر خط أنابيب يمر عبر تركيا.


النضال مستمر


والآن، وبينما تُبذل محاولات لتحويل فلسطين إلى مستعمرة جديدة، نجد أنفسنا في وقت ينخرط فيه الرأسماليون في النهب، ويسعى فيه السياسيون المتمرسون إلى اكتساب السُمعة في المرحلة الجديدة.


تهدف كل هذه الجهود إلى هزيمة المقاومة الفلسطينية. لكننا رأينا لِعدة عقود أن المقاومة جزء من الروح الفلسطينية. حتى وإن تعرضت للانتكاسات، فلا يمكن كسرها. وسيستمر النضال حتى تتحرر فلسطين. وهذا ينطبق أيضًا على الضفة الغربية، حيث الانتهاكات الإسرائيلية تتكرّر يوميًا - بالرغم من ما يُسمى "خطة السلام".

ومن المُثير للصدمة أن 13 عضوًا في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة صوّتوا للموافقة على الخطة.

(١) عضو في مجلس الحزب الشيوعي التركي.
مُنتج موسيقي وحامل شهادة دكتوراه في هندسة النقل. عملَ عضوًا في هيئة التدريس في جامعة إسطنبول التقنية. كما عملَ في جمعية خوسيه مارتي للصداقة الكوبية، ولجنة السلام التركية، ومجلس التضامن، ومجلس نواب الشعب التركي.

ترجمة وإعداد: د. شابا أيوب



#شابا_أيوب_شابا (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصراع الذي يتم تجاهله - السودان
- بريطانيا ترغب في إحباط خطة ترامب
- الحزب الشيوعي البولندي مُهدَّد بالحظر
- ما رأي الأمريكيين في الاشتراكية الديمقراطية
- فساد نظام زيلينسكي ينكشف لدى عامة الشعب
- ضابطة في سلاح الجو الأمريكي تنتقد الأوروبيين
- جيفري ساكس يتحدث عن أسباب الصراع في أوكرانيا
- الولايات المتحدة تتحدى النظام الدولي بِرُمته
- لولا دا سيلفا ينتقد الغرب لإنحيازه نحو التسلح على حساب تلوّث ...
- مافيا المخدرات موجودة في الولايات المتحدة لا في فنزويلا
- اجتماع تضامني كبير مع كوبا
- فون دير لاين تتغلّب على كايا كالاس
- السيناتور راند بول - لا يحق لترامب إعلان الحرب على فنزويلا
- العالم يشهد بداية حرب باردة جديدة
- بوتين روسيا مُستعدة لدخول الصحفيين منطقة تطويق العدو
- الشيوعي الدنماركي - فلسطين سياستنا المَحلّية
- تم استنزاف حركة المقاومة الشعبية ضد الإتحاد الأوروبي
- أريستوفيتش : إذا أصبحتُ رئيساً سأقبل شروط روسيا
- كيف وصلَ زيلينسكي إلى السلطة
- فيكو: أنا فخور بمسعاك لطردي من حزب الإشتراكيين الاوروبيين


المزيد.....




- أمين عام الناتو: ترامب هو الشخص الوحيد القادر على كسر الجمود ...
- زراعة الشعر للنساء.. بين الإيجابيّات النفسيّة ونسب النجاح ال ...
- تنظيم القاعدة يقترب من -ذهب بوتين- في مالي.. والنظام العسكري ...
- مسابقة -يوروفيجن- تواجه قراراً حاسماً بشأن مشاركة إسرائيل
- بوتين: سنسيطر على دونباس بالقوة إذا لم تنسحب قوات أوكرانيا
- ترامب ووزير دفاعه يتوعدان فنزويلا ومادورو يقول إنه أجرى محاد ...
- مجموعة -ميتا- تحذف حسابات الأستراليين دون سن الـ 16 عاما من ...
- حماة.. المدينة التي أرادها حافظ الأسد عبرة فكانت بوابة سقوط ...
- جبل زين العابدين.. المعركة الحاسمة التي فتحت الطريق لسقوط ال ...
- نتنياهو والعفو.. كيف ينظر الشارع الإسرائيلي للطلب؟


المزيد.....

- اليسار الثوري في القرن الواحد والعشرين: الثوابت والمتحركات، ... / رياض الشرايطي
- رواية / رانية مرجية
- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شابا أيوب شابا - إستعمار فلسطين